@ بن سلمان @
04-10-2007, 08:26 AM
salam: العراق.. سنة خامسة «احتلال»
اليوم، يدخل العراق عامه الخامس تحت الاحتلال، دون بوادر عملية تنهي الوضع الفارط والمؤسف، فالعراقيون الذين شاهدوا قبل أربع سنوات انهيار دولتهم، وزوال نظامهم الذي جثم عليهم سنوات طوال، هم أنفسهم الذين دفعوا الثمن الغالي من دمائهم وأرواحهم ولا يزالون يفتقدون أبسط مقومات الحياة الكريمة في دولة تملك الكثير من عناصر الثروة.
يوم سقوط تمثال ساحة الفردوس، أرخ لفصل جديد في تاريخ العراق الجديد، ولم يكن مجرد انهيار تمثال ما لزعيم ما، إنما كان ضربة مؤلمة لصميم مفهوم الزعامة نفسه، وما أعقبه من خروج كامل على كل المواريث العربية المعهودة، فتلك الصورة التي راجت لمواطن عربي يضرب صورة زعيمه بالحذاء، ومهما كانت مفتعلة أو مصطنعة، إلا أنها زادت من حدة الشرخ بين بعض الزعامات وبين شعوبها.
التاسع من أبريل كان تجسيداً لحالة انفصام بين قيادة ما وشعب ما، وما حدث بعد هذا التاريخ، كان تأكيدا على أن انهيار هذه العلاقة سيظل سنوات طويلة، ولم يعد ارتباط هذا الشهر بما يسمى «كذبة أبريل» إلا علامة مهمة، لعدة حقائق جغرافية وسياسية وسيكولوجية ضربت الواقع العربي كله، فأصبح محصوراً ومحاصراً بين وهم المؤامرة وعقدة جلد الذات.. لتكون النتيجة بالتالي هذا التباين الهائل في المواقف والاتجاهات والرؤى وأفكار الخلاص.
الاحتلال أصبح أمراً واقعاً، وحتى لو انسحبت القوات الغازية أو المحتلة، فإن ذيولها ستزال ضمن أطر معاهدات واتفاقيات، مفروضة بمنطق القوة، وباستحقاقات الولاء، والمشكلة ليست كما يتخيلها البعض ستنتهي بمجرد رحيل هذه القوات، لكنها في الحقيقة ستبدأ، وستجد النخبة السياسية العراقية نفسها مطالبة بتحقيق ما وعدت به، وسيجد حتى أولئك القادمون مع مدافع الاحتلال، أنهم أصبحوا بلا غطاء، وسيتبين للمواطن العراقي أن جميع الشعارات أضحت في طي النسيان.
تحدي البناء العراقي، هو الأهم، البناء الداخلي، وبناء الثقة، وبناء البلد، وبناء الإنسان، سنوات الحصار دمرت البنية التحتية، وسنوات الغزو أعادت العراق لما قبل التاريخ، وسنوات الاحتلال لم تنجح إلا في بيع السراب، ولم تنجز إلا أمناً مشكوكاً به في منطقة خضراء، والتحدي الأهم، هو عودة العراق لوطنه العربي وأمته، لأن هناك بداخل النخبة السياسية من يراهن على بث القطيعة مع الجيران والأمة، لتتجاوز الأزمة مجرد سقوط تمثال أو رحيل نظام أو جلاء احتلال، إنما سلخ وطن بأكمله واقتلاع تاريخه ومحو هويته، وهنا الخطر.
اليوم الالكتروني
اليوم، يدخل العراق عامه الخامس تحت الاحتلال، دون بوادر عملية تنهي الوضع الفارط والمؤسف، فالعراقيون الذين شاهدوا قبل أربع سنوات انهيار دولتهم، وزوال نظامهم الذي جثم عليهم سنوات طوال، هم أنفسهم الذين دفعوا الثمن الغالي من دمائهم وأرواحهم ولا يزالون يفتقدون أبسط مقومات الحياة الكريمة في دولة تملك الكثير من عناصر الثروة.
يوم سقوط تمثال ساحة الفردوس، أرخ لفصل جديد في تاريخ العراق الجديد، ولم يكن مجرد انهيار تمثال ما لزعيم ما، إنما كان ضربة مؤلمة لصميم مفهوم الزعامة نفسه، وما أعقبه من خروج كامل على كل المواريث العربية المعهودة، فتلك الصورة التي راجت لمواطن عربي يضرب صورة زعيمه بالحذاء، ومهما كانت مفتعلة أو مصطنعة، إلا أنها زادت من حدة الشرخ بين بعض الزعامات وبين شعوبها.
التاسع من أبريل كان تجسيداً لحالة انفصام بين قيادة ما وشعب ما، وما حدث بعد هذا التاريخ، كان تأكيدا على أن انهيار هذه العلاقة سيظل سنوات طويلة، ولم يعد ارتباط هذا الشهر بما يسمى «كذبة أبريل» إلا علامة مهمة، لعدة حقائق جغرافية وسياسية وسيكولوجية ضربت الواقع العربي كله، فأصبح محصوراً ومحاصراً بين وهم المؤامرة وعقدة جلد الذات.. لتكون النتيجة بالتالي هذا التباين الهائل في المواقف والاتجاهات والرؤى وأفكار الخلاص.
الاحتلال أصبح أمراً واقعاً، وحتى لو انسحبت القوات الغازية أو المحتلة، فإن ذيولها ستزال ضمن أطر معاهدات واتفاقيات، مفروضة بمنطق القوة، وباستحقاقات الولاء، والمشكلة ليست كما يتخيلها البعض ستنتهي بمجرد رحيل هذه القوات، لكنها في الحقيقة ستبدأ، وستجد النخبة السياسية العراقية نفسها مطالبة بتحقيق ما وعدت به، وسيجد حتى أولئك القادمون مع مدافع الاحتلال، أنهم أصبحوا بلا غطاء، وسيتبين للمواطن العراقي أن جميع الشعارات أضحت في طي النسيان.
تحدي البناء العراقي، هو الأهم، البناء الداخلي، وبناء الثقة، وبناء البلد، وبناء الإنسان، سنوات الحصار دمرت البنية التحتية، وسنوات الغزو أعادت العراق لما قبل التاريخ، وسنوات الاحتلال لم تنجح إلا في بيع السراب، ولم تنجز إلا أمناً مشكوكاً به في منطقة خضراء، والتحدي الأهم، هو عودة العراق لوطنه العربي وأمته، لأن هناك بداخل النخبة السياسية من يراهن على بث القطيعة مع الجيران والأمة، لتتجاوز الأزمة مجرد سقوط تمثال أو رحيل نظام أو جلاء احتلال، إنما سلخ وطن بأكمله واقتلاع تاريخه ومحو هويته، وهنا الخطر.
اليوم الالكتروني