كريم السجايا
06-08-2007, 10:24 PM
الجمعة 23 من جمادى الأولى 1428هـ 8-6-2007م الساعة 08:05 م مكة المكرمة 05:05 م جرينتش
سوريا و"إسرائيل" ..دوافع الحوار وفداحة الثمن!!
الجمعة 23 من جمادى الأولى 1428هـ 8-6-2007م الساعة 02:11 م مكة المكرمة 11:11 ص جرينتش
الصفحة الرئيسة > المسبار
الرئيس السوري بشار الأسد
الخبر:
مفكرة الإسلام: ناقش المجلس الوزاري السياسي الأمني الإستراتيجية "الإسرائيلية" الجديدة تجاه سوريا, واستمع الوزراء إلى تقديرات الجهات الاستخبارية بشأن تعاظم قوة الجيش السوري, وسبل التعامل مع الملف السوري في المرحلة المقبلة.
التعليق:
الحديث عن العلاقة مع سوريا والثمن المقابل لأي اتفاقية يمكن أن تبرم معها هو الشغل الشاغل لـ"إسرائيل" في هذه الفترة الزمنية، رغم أن المحادثات واللقاءات أو على الأقل الرسائل المتبادلة بين الطرفين لم تتوقف منذ المحادثات الرسمية العلنية في التسعينات.
تحطمت تلك المحادثات التي عقدت تحت غطاء مؤتمر مدريد للسلام وتجمدت في مارس عام 2000 على عتبة المهلة الزمنية التي تريدها "إسرائيل" للانسحاب من الجولان والترتيبات الأمنية التي ترغب فيها مقابل ذلك الانسحاب.
وبعد أربع سنوات عادت من جديد إلى الواجهة الإعلامية مبادرة جديدة أطلقها الرئيس الحالي بشار الأسد لمواصلة التفاوض مع "إسرائيل" من النقطة التي توقف عندها المفاوضات عام 2000, وهو ما قوبل بردود فاترة من الجانب "الإسرائيلي" الذي لم يكن مستعدًا في عهد أرييل شارون لأي انسحاب أو حتى التفكير في الخروج من الجولان.
والآن طفت من جديد على سطح الأحداث السياسية نغمة التفاوض والحوار, التي لا تقتصر في الجانب "الإسرائيلي" على السياسيين وفقط بل وعلى القادة العسكريين كذلك من أمثال رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال غابي إشكنازي, ووزير الحرب عامير بيرتس والذين طالما عارض من كان في منصبهم مثل هذا التوجه على اعتبار فداحة الثمن المتمثل في التخلي عن هضبة الجولان الإستراتيجية بالضرورة في حال الدخول في أية مفاوضات جدية مع سوريا, وتأثيره المستقبلي على الجيش.
الجانب "الإسرائيلي" له بلا شك دوافعه لتحريك المياه الراكدة على الجبهة السورية, ومنها الفشل الأمريكي في خنق النظام السوري الذي راهنت عليه "إسرائيل من قبل", حيث تمكن الأسد من كسر الحصار المفروض عليه من قبل واشنطن بتحالفه مع إيران, بل وكتبت زيارة نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين ورئيسة مجلس النواب الأمريكي لسوريا شهادة الوفاة الرسمية لهذا الحصار.
إضافة إلى هذا الفشل, أكدت الورطة الأمريكية في العراق حاجة الولايات المتحدة لسوريا وإيران للفكاك من المعضلة العراقية وهو ما كان قد أوصى به تقرير "بيكر ـ هاملتون" من فتح حوار مباشر مع الدولتين, وهو ما يعني أن الوقت لا يمر في صالح "إسرائيل" حيث ستضطر الولايات المتحدة عاجلاً أم أجلاً لخطب ود النظام السوري, أو على الأقل ستطلب دعمه في الملف العراقي وهو ما لا يمكن أن يكون بلا ثمن.
أضف إلى ذلك أن المواجهات في صيف العام الماضي مع حزب الله اللبناني أوضحت المدى الذي يمكن أن تلعبه سوريا في حك الأنف "الإسرائيلي" عن بعد وبواسطة زعيم الحزب نصر الله دون الدخول في مواجهة مباشرة إذا ما رغبت في ذلك.
صحيفة "هاآرتس" العبرية ألمحت كذلك إلى جانب آخر من تلك الدوافع, هي الكامنة في خشية "إسرائيل" من قضيتين:
الأولي: بدء عمليات مقاومة ضد الاحتلال لهضبة الجولان، في حال واصلت "إسرائيل" رفض إجراء مفاوضات.
الثانية: احتمال حصول خطوة أكثر جرأة، تتم بشكل سريع يحاول فيها الجيش السوري السيطرة بالقوة على منطقة صغيرة، واستخدامها كرافعة لعملية سياسية تلزم "إسرائيل" بالانسحاب من الهضبة.
وبغض النظر عن إمكانية ذلك من عدمه, إلى أن الصحيفة تشير إلى مخاوف جدية من قبل الجانب "الإسرائيلي" على الأقل في الوقت الراهن الذي تآكلت فيه إلى حد كبير قوة الردع التي كانت محل فخر للجيش "الإسرائيلي".
أما على الجانب السوري, فتحريك ملف تحرير الجولان, قد يشكل أهمية في الوقت الحالي للقيادة السورية بعدما تقلص نفوذها في لبنان وباتت تحت مطرقة المحكمة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والتي مررها مجلس الأمن تحت الفصل السابع قبل أسابيع.
كما يعني القيادة السورية تحسين ملفها الدولي باعتبارها داعية إلى الحوار والسلام في مقابل الآلة الإعلامية الأمريكية التي تحاول خندقتها في صف الدول المارقة الساعية لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط, ومحاصرتها بالمحكمة الدولية باعتبارها المتهم الرئيس.
رغم تلك الدوافع التي تحث الجانبين على الجلوس مجددًا على طاولة المفاوضات إلا أن المقابل الاستراتيجي الذي ستقدمه سوريا لـ"إسرائيل" بعد انسحاب الأخيرة من هضبة الجولان في حال توصل الجانبان لاتفاق يبقي العقبة الكئود فيما يبدو, يعززه رفض إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إجراء مثل تلك المفاوضات على الأقل في الوقت الراهن.
سوريا و"إسرائيل" ..دوافع الحوار وفداحة الثمن!!
الجمعة 23 من جمادى الأولى 1428هـ 8-6-2007م الساعة 02:11 م مكة المكرمة 11:11 ص جرينتش
الصفحة الرئيسة > المسبار
الرئيس السوري بشار الأسد
الخبر:
مفكرة الإسلام: ناقش المجلس الوزاري السياسي الأمني الإستراتيجية "الإسرائيلية" الجديدة تجاه سوريا, واستمع الوزراء إلى تقديرات الجهات الاستخبارية بشأن تعاظم قوة الجيش السوري, وسبل التعامل مع الملف السوري في المرحلة المقبلة.
التعليق:
الحديث عن العلاقة مع سوريا والثمن المقابل لأي اتفاقية يمكن أن تبرم معها هو الشغل الشاغل لـ"إسرائيل" في هذه الفترة الزمنية، رغم أن المحادثات واللقاءات أو على الأقل الرسائل المتبادلة بين الطرفين لم تتوقف منذ المحادثات الرسمية العلنية في التسعينات.
تحطمت تلك المحادثات التي عقدت تحت غطاء مؤتمر مدريد للسلام وتجمدت في مارس عام 2000 على عتبة المهلة الزمنية التي تريدها "إسرائيل" للانسحاب من الجولان والترتيبات الأمنية التي ترغب فيها مقابل ذلك الانسحاب.
وبعد أربع سنوات عادت من جديد إلى الواجهة الإعلامية مبادرة جديدة أطلقها الرئيس الحالي بشار الأسد لمواصلة التفاوض مع "إسرائيل" من النقطة التي توقف عندها المفاوضات عام 2000, وهو ما قوبل بردود فاترة من الجانب "الإسرائيلي" الذي لم يكن مستعدًا في عهد أرييل شارون لأي انسحاب أو حتى التفكير في الخروج من الجولان.
والآن طفت من جديد على سطح الأحداث السياسية نغمة التفاوض والحوار, التي لا تقتصر في الجانب "الإسرائيلي" على السياسيين وفقط بل وعلى القادة العسكريين كذلك من أمثال رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال غابي إشكنازي, ووزير الحرب عامير بيرتس والذين طالما عارض من كان في منصبهم مثل هذا التوجه على اعتبار فداحة الثمن المتمثل في التخلي عن هضبة الجولان الإستراتيجية بالضرورة في حال الدخول في أية مفاوضات جدية مع سوريا, وتأثيره المستقبلي على الجيش.
الجانب "الإسرائيلي" له بلا شك دوافعه لتحريك المياه الراكدة على الجبهة السورية, ومنها الفشل الأمريكي في خنق النظام السوري الذي راهنت عليه "إسرائيل من قبل", حيث تمكن الأسد من كسر الحصار المفروض عليه من قبل واشنطن بتحالفه مع إيران, بل وكتبت زيارة نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين ورئيسة مجلس النواب الأمريكي لسوريا شهادة الوفاة الرسمية لهذا الحصار.
إضافة إلى هذا الفشل, أكدت الورطة الأمريكية في العراق حاجة الولايات المتحدة لسوريا وإيران للفكاك من المعضلة العراقية وهو ما كان قد أوصى به تقرير "بيكر ـ هاملتون" من فتح حوار مباشر مع الدولتين, وهو ما يعني أن الوقت لا يمر في صالح "إسرائيل" حيث ستضطر الولايات المتحدة عاجلاً أم أجلاً لخطب ود النظام السوري, أو على الأقل ستطلب دعمه في الملف العراقي وهو ما لا يمكن أن يكون بلا ثمن.
أضف إلى ذلك أن المواجهات في صيف العام الماضي مع حزب الله اللبناني أوضحت المدى الذي يمكن أن تلعبه سوريا في حك الأنف "الإسرائيلي" عن بعد وبواسطة زعيم الحزب نصر الله دون الدخول في مواجهة مباشرة إذا ما رغبت في ذلك.
صحيفة "هاآرتس" العبرية ألمحت كذلك إلى جانب آخر من تلك الدوافع, هي الكامنة في خشية "إسرائيل" من قضيتين:
الأولي: بدء عمليات مقاومة ضد الاحتلال لهضبة الجولان، في حال واصلت "إسرائيل" رفض إجراء مفاوضات.
الثانية: احتمال حصول خطوة أكثر جرأة، تتم بشكل سريع يحاول فيها الجيش السوري السيطرة بالقوة على منطقة صغيرة، واستخدامها كرافعة لعملية سياسية تلزم "إسرائيل" بالانسحاب من الهضبة.
وبغض النظر عن إمكانية ذلك من عدمه, إلى أن الصحيفة تشير إلى مخاوف جدية من قبل الجانب "الإسرائيلي" على الأقل في الوقت الراهن الذي تآكلت فيه إلى حد كبير قوة الردع التي كانت محل فخر للجيش "الإسرائيلي".
أما على الجانب السوري, فتحريك ملف تحرير الجولان, قد يشكل أهمية في الوقت الحالي للقيادة السورية بعدما تقلص نفوذها في لبنان وباتت تحت مطرقة المحكمة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والتي مررها مجلس الأمن تحت الفصل السابع قبل أسابيع.
كما يعني القيادة السورية تحسين ملفها الدولي باعتبارها داعية إلى الحوار والسلام في مقابل الآلة الإعلامية الأمريكية التي تحاول خندقتها في صف الدول المارقة الساعية لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط, ومحاصرتها بالمحكمة الدولية باعتبارها المتهم الرئيس.
رغم تلك الدوافع التي تحث الجانبين على الجلوس مجددًا على طاولة المفاوضات إلا أن المقابل الاستراتيجي الذي ستقدمه سوريا لـ"إسرائيل" بعد انسحاب الأخيرة من هضبة الجولان في حال توصل الجانبان لاتفاق يبقي العقبة الكئود فيما يبدو, يعززه رفض إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إجراء مثل تلك المفاوضات على الأقل في الوقت الراهن.