المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «سوق عكاظ» يعود إلى عصره الذهبي من جديد بعد انقطاع 1300 عام


أبو رامز
08-02-2007, 12:47 PM
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة يعود سوق عكاظ إلى الحياة من جديد بعد انقطاع دام حوالى 1300 عام، حيث تستمر الفعاليات لمدة عشرة أيام اعتباراً من 3-8-1428 وحتى 13-8-1428 عبر فعاليات ثقافية متعددة تتضمن ثلاث أمسيات شعرية خاصة بالشعر الشعبي، وسيقام السوق في نفس المكان التاريخي الذي كان يقام فيه سوق عكاظ أيام الجاهلية وصدر الإسلام . والسؤال : ما هي حكاية هذا السوق التاريخي وكيف حصل على هذه الشهرة وما هي مراحل تطوره منذ الجاهلية وحتى الآن ؟
لعب سوق عكاظ ، الذي يعد من أشهر منتديات العرب الأدبية والتجارية القديمة ، دورًا مهمًّا في حياة العرب الدينية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. وقد كان السوق مكانا عاما تفد إليه الناس من أطراف الجزيرة كلّها. ومن أشهر الشعراء القدماء في سوق عكاظ النابغة الذبياني وأكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة والأقرع بن حابس وعامر بن الظَّرِب وعبد المطلب وأبو طالب وصفوان بن أمية وغيرهم، كما علقت بالسوق المعلقات السبع الشهيرة. وعكاظ أشهر أسواق العرب وأعرقها بل وأعظمها شأنًا في الجاهلية والإسلام. وهي سوق تجارة كبرى لعامة أهل الجزيرة، يعرض فيها كل شيء من عروض التجارة كالحرير والمعادن والزيوت وكانت تصل إليها التجارة من خارج الجزيرة.
* سبب التسمية:
سميت سوق عكاظ بهذا الاسم لأن العرب كانت تجتمع فيها فيعكظ بعضهم بعضًا في المفاخرة أي: يقهره ويغلبه، أو أنها مأخوذة من التعكُّظ وهو احتباس الناس للنظر في أمورهم.
واختلف الكثير من الباحثين والمهتمين بالآثار بخصوص تحديد موقع سوق عكاظ، ذلك المنتدى الأدبي والتجاري الشهير في الجاهلية وبعد الإسلام. وقد تزايد الاهتمام بتحديد مكان سوق عكاظ بمبادرة من الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله- إبان ولايته العهد. وتناولت الكثير من الأقلام مسألة تحديد مكان السوق ومنها الأستاذ محمد بن بليهد ورشدى ملحس والشيخ حمد الجاسر والباحث عاتق بن غيث البلادي والدكتور ناصر الرشيد والأستاذ على حافظ ومحمد بن حبيب وغيرهم. وقد ذهب البعض إلى تبني فكرة تنقل السوق، ولكن هذا التنقل لم يكن ليخرج عن الأرض الممتدة من جنوب عشيرة إلى العرفاء فالسيل الصغير والحوية.
أما أغلب الدراسات فتشير إلى أن موضع السوق يبعد عن مطار الحوية مسافة عشرة كيلومترات تقريبا من الجهة الشرقية منه وعن الطائف بمقدار أربعين كيلو مترا، في ملتقى واديين وادي شرب ووادي الأخيضر. ويقول الأستاذ محمد بن خميس إن موقع السوق بالتحديد كالآتي: يحده من الشمال جبل الخلص والمبعوث والعرفاء شمال شرقي الحوية ومن الشرق الحريرة ومن الغرب وادى الاخيضر ووادي شرب وجبال الصالح ومدسوس والعبيلاء والسرايا من الجنوب.
* موعد السوق القديم:
كانت سوق عكاظ تقام في أول ذي القعدة من كل عام وتستمر حتى العشرين من نفس الشهر، إذ تبدأ سوق مجنة فيرتحل إليها الناس وهى أقرب من مكة، فإذا أهل ذو الحجة ارتحل الناس إلى ذي المجاز قرب عرفة وبقوا فيها حتى يوم التروية فيبدأ الحج. وترجح أغلب المصادر أن يكون السوق قد بدأ لاول مرة بعد عام الفيل بخمس عشرة سنة.
وذهب بعض المؤرخين ودارسي الآثار إلى القول بأن سوق عكاظ في الجاهلية وبداية الإسلام كان عبارة عن صحراء مستوية لا علم فيها ولا جبل. ولم تذكر المصادر القديمة أى نوع من الإنشاءات أو المباني في موضع السوق وذكرت العديد من المصادر أن القباب أو الخيام كانت تنصب خلال فترة انعقاد السوق للمحكمين في مسابقات الشعر وكذلك لعلية القوم. ورجح البعض أن يكون في موضع السوق نخل وان اختلفوا في تحديد مكانه بدقة وان كان اقرب إلى الطائف.
وربما كان ذلك احد الأسباب التي رجحت وجود مصدر للمياه في موضع عكاظ حيث كانت الأعداد الكبيرة التي كانت تجتمع في هذه البقعة في حاجة إلى كميات كبيرة من المياه. ويقول الخبراء إن آبار المياه كانت منتشرة في هذه الأرض لتفي بالطلب المتزايد خلال فترة انعقاد السوق لأغراض الشرب والاغتسال وسقيا الحيوانات الكثيرة من ابل وغنم.
* هل كان للسوق دور اجتماعي؟
نعم. لم يقتصر وجود سوق عكاظ على الأمور التجارية والأدبية بل امتدت أنشطته لتشمل المسائل الاجتماعية. فكانت السوق تستخدم لأدوار اجتماعية مختلفة فمن كانت له خصومة عظيمة انتظر موسم عكاظ ومن كان له دين على آخر أنظره إلى عكاظ، ومن كان له حاجة استصرخ القبائل بعكاظ كالذي حكى الاصفهاني ان رجلاً من هوازن اسر فاستغاث اخوه بقوم فلم يغيثوه فركب الى موسم عكاظ وأتى منازل قبيلة مذحج يستصرخهم.
وكثيراً ما تتخذ السوق وسيلة للخطبة والزواج فيروي الأغاني انه اجتمع يزيد بن عبدالمدان وعامر بن الطفيل بموسم عكاظ، وقدم أمية بن الاسكر الكنائي وتبعته ابنة له من أجمل اهل زمانها فخطبها يزيد وعامر، فتردد ابو هاشم، ففخر كل منهما بقومه وعدد فعاله في قصائد ذكرها.
ومن كان صعلوكا “فاجرا” خلعته قبيلته ان شاءت بسوق عكاظ وتبرأت منه ومن فعاله، كالذي فعلت خزاعة، فقد خلعت قيس بن منقذ بسوق عكاظ، وأشهدت على نفسها بخلعها اياه، وإنها لا تحتمل له جريرة، ولا تطالب بجريرة يجرها أحد عليه.
ومن كان داعيا الى إصلاح اجتماعي أو انقلاب ديني كان يرى ان خير فرصة له سوق عكاظ، والقبائل من أنحاء الجزيرة مجتمعة، وكثيراً ما كانوا يرون قس بن ساعدة يقف بسوق عكاظ يدعو دعوته، ويخطب فيها خطبه المشهورة على جمل له، فيرغب ويرهب ويحذر وينذر.
* سوق عكاظ في العصر الجاهلي:
مثلت سوق عكاظ أعظم أسواق العرب وأشهرها على الإطلاق، وكانت سوقا تجارية كبرى لعامة أهل الجزيرة العربية، يحمل إليها من كل بلد تجارته وصناعته كما يحمل إليها أدبه. وقد كان للسوق مكانة متميزة بين الأسواق الأخرى ومنزلة عالية. وكان وضع السوق في الجاهلية عبارة عن صحراء مستوية تنصب فيها الخيام خلال انعقاد السوق للمحكمين بين الشعراء وعلية القوم.
وفى الجاهلية كانت الألوف تحتشد في سوق عكاظ، ومنهم كان التاجر ، والخطيب والشاعر ، والبعيد والقريب ، والمسافر والزائر، وكان الخائف والآمن ، والموتور والواتر ، كان أيضاً الكبير والصغير ، والطفل والشاب والشيخ والمسن من المعمرين، وكانت عكاظُ مسرحاً كبيراً يتسع لجميع الفعاليات في الحياة العربية في العصر الجاهلي.
وفي الروايات أن (نابغة بني ذبيان) كانت تضرب له قبة من دم أحمر اللون في سوق عكاظ ، يجتمع إليه فيها الشعراء ، ويستمع إلى ما ينشدونه من قصائد فيعطي رأيه فيها . ولعل ما عرف باسم المعلقات هو ممّا كان يعجب به هذا الشاعر الكبير وكان هذا يتم في كلّ موسم من مواسم السوق.
* الانتعاش في فترة الجاهلية:
جعلت سوق عكاظ الأدب الجاهلي يؤثر في المجتمع تأثيرا كبيرا و يؤدي دوره الحقيقي في توعية المجتمع وتعليمه وزيادة ثقافته. وسوق عكاظ جعلت الأدب يُظهر قوته و تأثيره في فترات الحروب وأيضا في فترات الصلح، وفى مناسبات معينة مثل الزواج والطلاق، ووصف لمعاني الكرامة و الشرف، وكان له دور كبير في إبراز سياسة القبائل الداخلية والخارجية، وفى التعبير عن الذات الإنسانية. والمعلقات التي أنشدت وعلقت في السوق هي أفضل قصائد العرب على الإطلاق.
* سوق عكاظ بعد مجيء الإسلام:
يعود ارتباط سوق عكاظ بالإسلام إلى المراحل الأولى لبداية الدعوة الإسلامية. وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سوق عكاظ في صباه محاربا ومتسوقا، ثم بعد نزول الوحي عليه داعيا إلى الله، إذ مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين يحضر فيها مواسم أسواق عكاظ ومجنة وذي المجاز يتبع فيها الحاج يدعوهم إلى الإسلام. وفى روايات أخرى مكث النبي صلى الله عليه وسلم يدعو للإسلام في هذه الأسواق سبع سنوات.
وروى يزيد بن هارون عن حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر عن عمرو بن عبسة، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعكاظ، فقلت من تبعك على هذا الأمر؟ قال حر وعبد، وروى أبو الزبير عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث سبع سنين يتبع الحاج في منازلهم في المواسم بعكاظ ومجنة يعرض عليهم الإسلام.
وفى عكاظ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قس بن ساعده، وحفظ كلامه. وروى البخاري عن ابن جريج وابن عيينة قالا: كانت هذه الأسواق متجرا للناس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام كرهوها، وتأثموها أن يتجروا في المواسم، فنزلت الآية الكريمة "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم" هكذا قرأها ابن عباس.
وتروي بعض المصادر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب مع عمه العباس الى عكاظ ليريه العباس منازل الأحياء فيها، ويروى كذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء كندة في منازلهم بعكاظ.
وعندما بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) اتجه إلى دعوة الناس بعكاظ لانها مجمع القبائل، وروى الواقدي: ان رسول الله أقام ثلاث سنين من نبوته مستخفيا، ثم أعلن في الرابعة فدعا عشر سنين، يوافي الموسم، يتبع الحاج في منازلهم بعكاظ والمجنة وذي المجاز، يدعوهم الى ان يمنعوه حتى يبلغ رسالة ربه، فلا يجد أحدا ينصره حتى انه يسأل عن القبائل ومنازلهم قبيلة قبيلة، حتى انتهى الى بني عامر بن صعصعة فلم يلق من احد من الأذى ما لقي منهم. وتقول رواية أخرى انه أتى كندة في منازلهم بعكاظ فلم يأت حيا من العرب كان ألين منهم. وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج في الموسم فيدعو القبائل فلا يستجيب لدعوته أحد من الناس فقد كان يأتي القبائل بمجنة وعكاظ ومنى، ثم يعود اليهم سنة بعد سنة، حتى كان من القبائل من قال له: أما آن لك ان تيأس منا؟ وروى اليعقوبي: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بسوق عكاظ وعليه جبة حمراء فقال: “يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله، تفلحوا وتنجحوا” وكان يتبعه رجل يكذبه وهو عمه ابو لهب بن عبدالمطلب.
وهذا الارتباط المبكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق عكاظ في المراحل الأولى لنشر الدعوة الإسلامية ينم عن الدور الذي كانت تلعبه السوق بوصفها مكانا تلتقي فيه القبائل العربية من مختلف أنحاء الجزيرة للتبادل التجاري وعقد الندوات الأدبية. وقد بدأ دور السوق الأدبي في الاضمحلال مع بداية انتشار الإسلام بين القبائل العربية خاصة قبائل هوازن وثقيف. واستمر الدور التجاري خلال العصر الإسلامي حتى نهاية الدولة الأموية.
نقلا عن صحيفة المدينة

الدانه
08-02-2007, 01:32 PM
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المفيد
ويعطيك ألف عافية

أبو رامز
08-02-2007, 03:03 PM
http://www.u11p.com/folder3/U11P_m3rJ1dfMyB.gif
مشكورة يالدانة على المرور العطر

ABO TURKI
08-02-2007, 06:53 PM
http://img505.imageshack.us/img505/7092/11371141213uw6.gif

admin
08-03-2007, 11:19 AM
ليس العودة إلى العصر الذهبي. بل العودة للجاهلية !

الهـامـــور
08-03-2007, 11:30 AM
يعطيك العافية يابو رامز

معلومات جيدة عن السوق

لكـ 1000 شكر