عثمان الثمالي
08-17-2007, 08:27 AM
مكاسب الأسهم.. وعلاج الأجساد
بادي البدراني
كانت وستستمر هذه الزاوية محوراً هاماً لتناول ما بعد التداول لسوق الأسهم السعودي، لكن الظروف الطارئة أحياناً تجعل من السهل التغيير للمهم ثم الأهم..الأسهم تعيش هذه الأيام ربيعاً منتعشاً بثقة المستثمرين ونأمل أن تستمر كذلك، غير أن الأصعب والأهم من تناول مكاسب الأسهم هو تناول أغذية مسرطنة تنتشر في أجسادنا دون علمنا وهي الأجساد التي قد تصل لمرحلة لن ينفع علاجها بالمال الذي تحقق من سوق الأسهم . قبل أيام قررتّ السلطات الصحية في الأردن منع تداول شاورما الدجاج في مطاعم ومحلات بيع الأغذية في جميع إنحاء البلاد لحين وضع آليات ملائمة وقابلة للتطبيق تضمن عدم تكرار حالات التسمم الغذائي الناجمة عن تناول هذه المادة .والقرار الأردني الجرئ جداً جاء بعد تسمم 176شخصاً تناولوا وجبة الشاورما من احد المطاعم الواقعة في مخيم البقعة، حيث كانت الشاورما غير ناضجة .كثيرة هي حالات التسمم التي نشهدها على المستوى المحلي ولم نشهد تحركاً من قبل الجهات المعنية مماثل لتحرك السلطات الأردنية أو دول مجاورة نحت نحو تطبيق قرارات صارمة لحماية مصالح المستهلكين .
ودائماً ندرك جيداً أن هناك مشكلة وأزمة في غذائنا، ونعترف بها ونتصفح تفاصيلها في وسائل الإعلام، لكننا مع ذلك نستمر في وضع رؤوسنا في الرمال، ولا نتعامل مع أي مشكلة كبيرة أو صغيرة إلا بالمهدئات . تمرّ أزمة ارتفاعات الأسعار ونتحدث عن أسباب عالمية ونهدأ لفترة بسبب مسكنات وزارة التجارة، وتأتي مشاكل الحلاوة الطحينية ونفشل في علاجها ونتعامل معها بسياسة "الهون أبرك ما يكون"، ثم تأتي قضية المواد الغذائية المسرطنة المستشرية داخل طعامنا ونجد الجهات المسئولة تغض الطرف لإثبات فشل سياساتها التي أكل الدهر منها وشرب.لن نفاجأ بتعثر وتجاهل وزارة التجارة والصناعة والهيئة العامة للغذاء والدواء لاحتواء ومعالجة أزمة المكسرات المسرطنة التي فجرّ تفاصيلها زميلنا النشط علي الرويلي، لأن سلامة الأغذية لا تعتبر من الهموم التي تقلق هذه الجهات ، كما أننا لسنا بحاجة إلى المزيد من اليقظة وإجراءات الضبط والحماية لأغذيتنا .إن حماية المستهلك لدينا تواجه بالعديد من المشاكل، فالقوانين الخاصة بالرقابة الغذائية ما زالت بعيدة عن الطموحات، ولم تستوعب جهاتنا حتى الآن المتغيرات التي تجري على الساحة الدولية .. جهاتنا الموقرة حان الوقت لتدركوا أن سلامة الأغذية تعتبر من الهموم التي تقلق العالم، حيث يقدر عدد الناس الذين يصابون بالأمراض التي ينقلها الغذاء حسب الدراسات الحديثة بأكثر من 76مليون ويموت منهم 500سنوياً. إن ما يحدث من تطور في رغبات المستهلك، يعزز من النداءات الموجهة تجاه التنظيم ووضع اللوائح بخصوص سلامة وجودة الغذاء. نتطلع إلى تقديم برامج التوعية الغذائية للمستهلك عبر مختلف وسائل الإعلام، وتنفيذ برامج ترمي إلى تحسين مستويات التغذية والأمن الغذائي الأسري ورفع المستوى الصحي والحماية ضد الغش التجاري وضمان جودة السلع الغذائية، كما نحلم ولنا الحق أن نحلم بأن تبدأ الجهات المسئولة بتغيير سياساتها الخاصة بحماية المستهلكين وأن تولي هذه الجهات إهتماماً خاصاً بالرقابة على الأغذية لضمان جودتها ومطابقتها للمواصفات وخلوها من الملوثات .
بادي البدراني
كانت وستستمر هذه الزاوية محوراً هاماً لتناول ما بعد التداول لسوق الأسهم السعودي، لكن الظروف الطارئة أحياناً تجعل من السهل التغيير للمهم ثم الأهم..الأسهم تعيش هذه الأيام ربيعاً منتعشاً بثقة المستثمرين ونأمل أن تستمر كذلك، غير أن الأصعب والأهم من تناول مكاسب الأسهم هو تناول أغذية مسرطنة تنتشر في أجسادنا دون علمنا وهي الأجساد التي قد تصل لمرحلة لن ينفع علاجها بالمال الذي تحقق من سوق الأسهم . قبل أيام قررتّ السلطات الصحية في الأردن منع تداول شاورما الدجاج في مطاعم ومحلات بيع الأغذية في جميع إنحاء البلاد لحين وضع آليات ملائمة وقابلة للتطبيق تضمن عدم تكرار حالات التسمم الغذائي الناجمة عن تناول هذه المادة .والقرار الأردني الجرئ جداً جاء بعد تسمم 176شخصاً تناولوا وجبة الشاورما من احد المطاعم الواقعة في مخيم البقعة، حيث كانت الشاورما غير ناضجة .كثيرة هي حالات التسمم التي نشهدها على المستوى المحلي ولم نشهد تحركاً من قبل الجهات المعنية مماثل لتحرك السلطات الأردنية أو دول مجاورة نحت نحو تطبيق قرارات صارمة لحماية مصالح المستهلكين .
ودائماً ندرك جيداً أن هناك مشكلة وأزمة في غذائنا، ونعترف بها ونتصفح تفاصيلها في وسائل الإعلام، لكننا مع ذلك نستمر في وضع رؤوسنا في الرمال، ولا نتعامل مع أي مشكلة كبيرة أو صغيرة إلا بالمهدئات . تمرّ أزمة ارتفاعات الأسعار ونتحدث عن أسباب عالمية ونهدأ لفترة بسبب مسكنات وزارة التجارة، وتأتي مشاكل الحلاوة الطحينية ونفشل في علاجها ونتعامل معها بسياسة "الهون أبرك ما يكون"، ثم تأتي قضية المواد الغذائية المسرطنة المستشرية داخل طعامنا ونجد الجهات المسئولة تغض الطرف لإثبات فشل سياساتها التي أكل الدهر منها وشرب.لن نفاجأ بتعثر وتجاهل وزارة التجارة والصناعة والهيئة العامة للغذاء والدواء لاحتواء ومعالجة أزمة المكسرات المسرطنة التي فجرّ تفاصيلها زميلنا النشط علي الرويلي، لأن سلامة الأغذية لا تعتبر من الهموم التي تقلق هذه الجهات ، كما أننا لسنا بحاجة إلى المزيد من اليقظة وإجراءات الضبط والحماية لأغذيتنا .إن حماية المستهلك لدينا تواجه بالعديد من المشاكل، فالقوانين الخاصة بالرقابة الغذائية ما زالت بعيدة عن الطموحات، ولم تستوعب جهاتنا حتى الآن المتغيرات التي تجري على الساحة الدولية .. جهاتنا الموقرة حان الوقت لتدركوا أن سلامة الأغذية تعتبر من الهموم التي تقلق العالم، حيث يقدر عدد الناس الذين يصابون بالأمراض التي ينقلها الغذاء حسب الدراسات الحديثة بأكثر من 76مليون ويموت منهم 500سنوياً. إن ما يحدث من تطور في رغبات المستهلك، يعزز من النداءات الموجهة تجاه التنظيم ووضع اللوائح بخصوص سلامة وجودة الغذاء. نتطلع إلى تقديم برامج التوعية الغذائية للمستهلك عبر مختلف وسائل الإعلام، وتنفيذ برامج ترمي إلى تحسين مستويات التغذية والأمن الغذائي الأسري ورفع المستوى الصحي والحماية ضد الغش التجاري وضمان جودة السلع الغذائية، كما نحلم ولنا الحق أن نحلم بأن تبدأ الجهات المسئولة بتغيير سياساتها الخاصة بحماية المستهلكين وأن تولي هذه الجهات إهتماماً خاصاً بالرقابة على الأغذية لضمان جودتها ومطابقتها للمواصفات وخلوها من الملوثات .