كريم السجايا
09-26-2007, 02:11 PM
الأربعاء 14 من رمضان 1428هـ 26-9-2007م الساعة 12:31 م مكة المكرمة 09:31 ص جرينتش
تقسيم العراق والخروج من المأزق!
الثلاثاء14 من رمضان 1428هـ 25-9-2007م الساعة 06:29 م مكة المكرمة 03:29 م جرينتش
الصفحة الرئيسة > المسبار
تقسيم العراق والخروج من المأزق
الخبر:
مفكرة الإسلام: يستعد مجلس الشيوخ الأمريكي للتصويت هذا الأسبوع على قرار غير ملزم حول خطة لتقسيم العراق يعتبر الذي قدمها "أنها الحل الوحيد لوضع حد لأعمال العنف التي تضرب البلاد"، على حد قوله.
التعليق:
كتبه/ علي صلاح
تعيش الإدارة الأمريكية واحدة من أكبر أزماتها السياسية في تاريخها إن لم تكن أكبرها على الإطلاق؛ فالأمور في العراق تزداد سوءًا والضغوط تزداد عليها من كل الجهات.. فالمعارضة الديمقراطية تريد انتهاز الفرصة قبل الانتخابات الرئاسية؛ حتى يتسنى لها العودة للبيت الأبيض والشعب الأمريكي ساخط على مقتل وإصابة أبنائه كل يوم بالعشرات- حسب الإحصاءات الرسمية – وقرار الانسحاب أو تخفيض العدد بشكل كبير يقابله خوف من تزايد قوة المقاومة وإمكانية سيطرتها على مجريات الأمور.
إن قرار الانسحاب لا يعني فقط الاعتراف بالهزيمة ولكنه سيودي بالمصالح الأمريكية في المنطقة خصوصا مع ضعف حكومة المالكي وسيطرة المليشيات الشيعية على الجيش والشرطة. وأغلب الظن أن بوش وجهابذة حزبه يعضون أصابع الندم على اتخاذ قرار الغزو.. فعراق صدام كانت تحافظ على توازن هام مع إيران التي بدأت تتوحش وتسفر عن وجهها التوسعي.. وفي أواخر عهد صدام لم تكن العراق قادرة على المشاغبة ضد المصالح الأمريكية بعد الحصار القاسي الذي أعقب حرب الخليج الثانية, كما أن علاقة صدام بالقاعدة كانت ترهات من نسج خيال المخابرات الأمريكية, أما الوضع الحالي فحدث ولا حرج.. عراق مهلهل ضعيف تلعب فيه الأصابع الإيرانية وتستخدمه لتحقيق مصالحها, بالإضافة لتنامي شعور السنة بالظلم والاضطهاد وتعاطفهم مع المقاومة ضد الاحتلال وتنامي قوة المقاومة والتي تشكل القاعدة جزءًا منها ..
إن إدارة بوش "العدو من أمامها والبحر من خلفها" في العراق فهي لا تستطيع سحب عدد كبير من قواتها قبل تأمين هذا الانسحاب ببديل موثوق.. والمؤكد أن هذا البديل لن يكون الجيش العراقي فما هو البديل يا ترى؟
هل هي قوات أممية أو أطلسية أو عربية؟...كل هذه الافتراضات السابقة تبدو بعيدة خصوصًا بعد انسحاب الحليف الرئيس بريطانيا ومع الفشل الذريع الذي يلقاه حلف الأطلسي في أفغانستان، أما القوات العربية فما زالت واشنطن تضغط على عدة دول لتحقيق هذا الغرض ولكن حتى لو وافقت بعضها لن تستطيع وحدها مواجهة الصراع المحتدم....من هنا عادت الفكرة القديمة الحديثة تتبلور في الأفق لعلها تساعد الإدارة المريضة في الخروج من مأزقها ..
إن فكرة تقسيم العراق بدايتها الحقيقية منذ قيام الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها بإنشاء ما عرف في حينه بمناطق منع الطيران، حين فصلوا شمال العراق بعد حرب الخليج الأولى في عام 1991 عن السلطة المركزية العراقية, ثم بعد ذلك تم تكريسها من خلال الدستور الذي تم اعتماده عقب الغزو.
ومؤخرًا قدم السناتور الديمقراطي جوزف بيدن المرشح للرئاسة الأمريكية خطة التقسيم للكونجرس، ويرى أنها المفتاح السياسي لانسحاب القوات الأمريكية قبل الوصول إلى الفوضى, على حد قوله.
وتمت صياغة خطة التقسيم إلى ثلاث دول على أساس عرقي وطائفي (سنة وشيعة وأكراد) بمساعدة خبير سابق في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر هو "ليسلي غيلب" الذي كان مديرًا لمجلس العلاقات الخارجية.
وأعرب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين عن اهتمامهم بهذه الخطة.
وقال السناتور الجمهوري سام براونباك المرشح أيضًا للانتخابات الرئاسية المقبلة وأحد الموقعين الـ 11 على مشروع القانون: "نحن ندعم استراتيجية سياسية فاشلة في بغداد" .
وقالت الجمهورية كاي بايلاي هوتشينسون: إن هذا القرار مستوحى من اتفاقات دايتون حول البوسنة التي أقرت التقسيم بين المتخاصمين الصرب والكروات والبوسنيين.
وكان السفير الأمريكي في بغداد ريان كروكر قال في شهادته أمام الكونجرس هذا الشهر: إنه يؤيد حكمًا ذاتيًا للمناطق العراقية..
الكلام عن تقسيم العراق ليس جديدًا وكان ينظر إليه على أنه إعادة لتقسيم المنطقة لإحكام السيطرة عليها وعلى خيراتها .. وعدم وجود دول كبيرة أو مؤثرة سيصب حتما في اتجاه تحقيق هذه المصالح، إلا أن الوضع الآن أصبح أكثر خطورة فالإمبراطورية الأمريكية تخشى من الذوبان في وحل المستنقع العراقي ولم يعد أمامها الكثير من الخيارات.. فهل يكون ذلك هو الخيار الذي يحفظ ماء الوجه ويخرجها بأقل قدر ممكن من الخسائر- حسب اعتقادها - حتى لو أغضب حلفاءها وسبّب المزيد من التوتر والصراع على المدى البعيد؟!
تقسيم العراق والخروج من المأزق!
الثلاثاء14 من رمضان 1428هـ 25-9-2007م الساعة 06:29 م مكة المكرمة 03:29 م جرينتش
الصفحة الرئيسة > المسبار
تقسيم العراق والخروج من المأزق
الخبر:
مفكرة الإسلام: يستعد مجلس الشيوخ الأمريكي للتصويت هذا الأسبوع على قرار غير ملزم حول خطة لتقسيم العراق يعتبر الذي قدمها "أنها الحل الوحيد لوضع حد لأعمال العنف التي تضرب البلاد"، على حد قوله.
التعليق:
كتبه/ علي صلاح
تعيش الإدارة الأمريكية واحدة من أكبر أزماتها السياسية في تاريخها إن لم تكن أكبرها على الإطلاق؛ فالأمور في العراق تزداد سوءًا والضغوط تزداد عليها من كل الجهات.. فالمعارضة الديمقراطية تريد انتهاز الفرصة قبل الانتخابات الرئاسية؛ حتى يتسنى لها العودة للبيت الأبيض والشعب الأمريكي ساخط على مقتل وإصابة أبنائه كل يوم بالعشرات- حسب الإحصاءات الرسمية – وقرار الانسحاب أو تخفيض العدد بشكل كبير يقابله خوف من تزايد قوة المقاومة وإمكانية سيطرتها على مجريات الأمور.
إن قرار الانسحاب لا يعني فقط الاعتراف بالهزيمة ولكنه سيودي بالمصالح الأمريكية في المنطقة خصوصا مع ضعف حكومة المالكي وسيطرة المليشيات الشيعية على الجيش والشرطة. وأغلب الظن أن بوش وجهابذة حزبه يعضون أصابع الندم على اتخاذ قرار الغزو.. فعراق صدام كانت تحافظ على توازن هام مع إيران التي بدأت تتوحش وتسفر عن وجهها التوسعي.. وفي أواخر عهد صدام لم تكن العراق قادرة على المشاغبة ضد المصالح الأمريكية بعد الحصار القاسي الذي أعقب حرب الخليج الثانية, كما أن علاقة صدام بالقاعدة كانت ترهات من نسج خيال المخابرات الأمريكية, أما الوضع الحالي فحدث ولا حرج.. عراق مهلهل ضعيف تلعب فيه الأصابع الإيرانية وتستخدمه لتحقيق مصالحها, بالإضافة لتنامي شعور السنة بالظلم والاضطهاد وتعاطفهم مع المقاومة ضد الاحتلال وتنامي قوة المقاومة والتي تشكل القاعدة جزءًا منها ..
إن إدارة بوش "العدو من أمامها والبحر من خلفها" في العراق فهي لا تستطيع سحب عدد كبير من قواتها قبل تأمين هذا الانسحاب ببديل موثوق.. والمؤكد أن هذا البديل لن يكون الجيش العراقي فما هو البديل يا ترى؟
هل هي قوات أممية أو أطلسية أو عربية؟...كل هذه الافتراضات السابقة تبدو بعيدة خصوصًا بعد انسحاب الحليف الرئيس بريطانيا ومع الفشل الذريع الذي يلقاه حلف الأطلسي في أفغانستان، أما القوات العربية فما زالت واشنطن تضغط على عدة دول لتحقيق هذا الغرض ولكن حتى لو وافقت بعضها لن تستطيع وحدها مواجهة الصراع المحتدم....من هنا عادت الفكرة القديمة الحديثة تتبلور في الأفق لعلها تساعد الإدارة المريضة في الخروج من مأزقها ..
إن فكرة تقسيم العراق بدايتها الحقيقية منذ قيام الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها بإنشاء ما عرف في حينه بمناطق منع الطيران، حين فصلوا شمال العراق بعد حرب الخليج الأولى في عام 1991 عن السلطة المركزية العراقية, ثم بعد ذلك تم تكريسها من خلال الدستور الذي تم اعتماده عقب الغزو.
ومؤخرًا قدم السناتور الديمقراطي جوزف بيدن المرشح للرئاسة الأمريكية خطة التقسيم للكونجرس، ويرى أنها المفتاح السياسي لانسحاب القوات الأمريكية قبل الوصول إلى الفوضى, على حد قوله.
وتمت صياغة خطة التقسيم إلى ثلاث دول على أساس عرقي وطائفي (سنة وشيعة وأكراد) بمساعدة خبير سابق في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر هو "ليسلي غيلب" الذي كان مديرًا لمجلس العلاقات الخارجية.
وأعرب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين عن اهتمامهم بهذه الخطة.
وقال السناتور الجمهوري سام براونباك المرشح أيضًا للانتخابات الرئاسية المقبلة وأحد الموقعين الـ 11 على مشروع القانون: "نحن ندعم استراتيجية سياسية فاشلة في بغداد" .
وقالت الجمهورية كاي بايلاي هوتشينسون: إن هذا القرار مستوحى من اتفاقات دايتون حول البوسنة التي أقرت التقسيم بين المتخاصمين الصرب والكروات والبوسنيين.
وكان السفير الأمريكي في بغداد ريان كروكر قال في شهادته أمام الكونجرس هذا الشهر: إنه يؤيد حكمًا ذاتيًا للمناطق العراقية..
الكلام عن تقسيم العراق ليس جديدًا وكان ينظر إليه على أنه إعادة لتقسيم المنطقة لإحكام السيطرة عليها وعلى خيراتها .. وعدم وجود دول كبيرة أو مؤثرة سيصب حتما في اتجاه تحقيق هذه المصالح، إلا أن الوضع الآن أصبح أكثر خطورة فالإمبراطورية الأمريكية تخشى من الذوبان في وحل المستنقع العراقي ولم يعد أمامها الكثير من الخيارات.. فهل يكون ذلك هو الخيار الذي يحفظ ماء الوجه ويخرجها بأقل قدر ممكن من الخسائر- حسب اعتقادها - حتى لو أغضب حلفاءها وسبّب المزيد من التوتر والصراع على المدى البعيد؟!