رويعي الغنم
10-20-2007, 04:39 AM
الجميع .. الأهل ، الزملاء ، القريب والبعيد ؛ الجميع يسأل بتعجب : لم تجد إلا الهند ؟! لأن صورة الهندي في مجتمعنا ( رفيق ! ) وضيعة لحد الاستحقار ، حتى لو بلغ ما بلغ من العلم ..
لذلك تعرضت لأسئلة غريبة بعد رجوعي من الهند ، وكأني أتيت من عالم ما قبل 1000 سنة !
ولم يعلم هؤلاء أن هذه التقنية التي حصلوا عليها بفلوسهم ، شارك في صناعتها الهنود بأكبر نسبة من غيرهم من الشعوب .. إذ تجد كبريات الشركات العالمية في مجال التقنية تعتمد في بناها التحتية على ( رفيق ) .
رفيق هذا – كما تشير التوقعات هو والصين – سيغيرا خارطة العالم السياسية في السنوات القريبة القادمة ..
هذه العقلية التي تعشعش في أذهان بعض الناس ، والأنفة التي رفعت صدورهم شبرا ً للأمام ، أتت على حساب النهضة العلمية .
فصرنا نرى البطالة بأعداد هائلة ، وتجد الواحد حاط رجل على رجل قدام الشاشة ، وإذا تعب من الجلسة طلع للسوق ولا للقهوة ويقول : ما حصلت وظيفة !
الدولة واكتفت ، والشركات ما تبيك لأنك ما تخدمها ! معك شهادة في الحاسب ، لكن ما تعرف تدير قاعدة بياناتها ، ولا تربط بين فروعها .. فرحان إنك تعرف تطبع ، وتتصفح الإنترنت ، وتستخدم البريد ، ويمكن تقدر تفرمت الجهاز !
لذلك لعبها الهنود جيدا ً .. المعاهد هناك مليئة بالهنود ، وكل من أسأله عن نيته بعد انتهاء الكورس ؟ يجيب : السعودية ولا دبي !
أعرف هنود مرتباتهم على 5 و 6 و 10 و 12 و 25 في السعودية والخليج ! طبعا ً .. ما توظفوا إلا لأن لهم واسطة ! أصحاب الشركات إعيال عمهم ، ولا من قراباتهم .. لاتصدق !!
حبيبي .. لكل مجتهد نصيب ، ومن حصل شيء يستاهله .. والي يخدم لن يفرط فيه ، ومن يحمل علم متخصص يحمل كنز كبير لا يمكن يفرّط فيه .. والمنافسة عليك بين الشركات مادمت تخدمها .
لا أخفيكم أني أصبت بخيبة أمل كبيرة يوم دخلت السعودية وقرأت إعلانات الشوارع والجرائد عن دورات حاسب تافهه .. ربما تصور الواحد أنه سيجد وظيفة في الشركات بهذه الدورات الغير متخصصة في خدمة الشركات .. وهذي لها موضوع خاص إن شاء الله ..
هذه مقدمة متشنجة ، بحكم أني وصلت أرض الوطن من أيام ، ولا زال أثر كلام البعض يرن في إذني عن الهند والهنود ..
حقيقة لا أدري من أين أبدأ .. لأنها تجربة مليئة بالتجارب .. لو كتبت من 1 حتى 50 – كما في موضوع المقال – فلن أنتهي .. لذلك سأكتفي بهذا المقال المختصر .. مع اعتذاري عن إدراج صور ، وإذاوجدت وقت سأدرجها بموضوع مستقل – إن شاء الله - .
الهند .. ثقافة مغايرة عشت فيها سنة كاملة .. فيها الخير والشر .. الحي الواحد تجد فيه المسلم والصيخي والهندوسي والنصراني ، والتاجر والفقير والوسط ، البلدي والغريب ، المسجد والكنيسة والخمارة ، البيوت الفارهة والعشش محتمية بأسوارها ، السيارة والدباب والسيكل .. مجتمع من الأخلاط والتناقضات .. الكل ماشي في طريقه ، ولكل طبقة ثقافتها ، أصحاب العشش لهم ثقافتهم التي ربما مرضوا لو شربوا ماءً صافيا ً ، بعكسهم أصحاب القصور تماما ً .. لا أحد يطمع فيما عند الآخر ؛ لكل ثقافته ! الرأسمالية ، والعنصرية ، ضاربة أطنابها هناك .. مكبرات الصوت تجلجل في الفضاء بالأذان أحيانا ً من المساجد ، وبترانيم الهندوس وطقوسهم أحيانا ً أخرى ، المرأة المسلمة المحتشمة محتمية بعبائتها ، والأخرى لابسة من دون لباس ! كل واحد في حاله .. له أن يدعو لدينه ما شاء أن يدعو ، ولن يعترض عليه أحد .
كل التناقضات موجودة في الهند .. وكل يوم تكتشف ثقافة مغايرة .. مواقف ، وأحداث ، عالم عجيب غريب .. امرأة توسع زوجها ضربا ً في الشارع أمام الناس .. عشرة يضربون لهم واحد ، حصيلتها بعض الكسور العائلة بكاملها نائمة على الرصيف ، يقتاتون على القمائم أسواق مزحومة ! لا نقدر أن تشتري منها لأسعارها الخالية مواقف موغلة في القذارة أكـّـرم عيونكم عن قراءتها !
سافرت لكثير من الدول ولم أجد كالهند ، تجمع كل المتناقضات والأضداد ..
كيف كانت الرحلة ؟
انطلقت بعد البحث والتحري عن الهند إلى مدينة Goa ( قوا ) وهو إقليم ساحلي سياحي جميل جداً ، مقصد لكثير من السياح الأوربيين ، أغلب سكانه نصارى ، اللغة الإنجليزية هي لغة الشارع فيها ، ويقال أنه آخر إقليم خرج منه الاستعمار .. استقبلني هناك مجموعة من الهنود عن طريق أحد الهنود من السعودية .. المهم عرفوني على هذا الأقليم ، ولكنهم لا يعرفوا لا معاهد ولا شيء ، وبحكم أني لا أعرف انجليزي فلم أجد من يساعدني ويدلني على معاهد اللغة الإنجليزية أو حتى عوائل أسكن معها ، لأن الهندي غالبا ً ما يعرف عن جاره شيء ، كل واحد ماشي في حاله ، المهم قررت أن أغادر .. بعد فترة تعرفت على الكثير من الطلاب العرب تعلموا اللغة الإنجليزية في إقليم Goa وسكنوا مع عوائل هندية وتعلموا في معاهد ، الشيء الذي لم يدلني عليه الهنود .. المهم أن قوا من أفضل المدن الهندية وأهداها وأحلاها مناخا ً وطبيعة ، جنة من جنان الله في أرضه ، وتعلم اللغة الإنجليزية فيها أفضل من غيرها ، لأن الجميع حتى الخدم يتكلم الإنجليزية .. والمعاهد والعوائل الهندية متوفرة فيها بشكل كبير .. لكن عيبها كثرة الفساد فيها بحكم أنها مدينة سياحية من الدرجة الأولى .. وأسعار العيش فيها رخصة .. يمكن تسكن مع عائلة تتولى غسيل ملابسك وطعامك بمبلغ من 400 – 600 ريال في الشهر .. ومعاهد ومدرسي ومدرسات اللغة الخصوصيين رخيصين جدا ً ، بحوالي 100 – 200 ريال بالشهر .. لكن معاهد الكمبيوتر غالية .. إذا ً Goa جيدة في الإنجليزي فقط ..
بعد مغادرتي لمدينة قوا .. قررت الذهاب لمدينة بانغلور ، إذ لدي خلفية سابقة عنها ، بأنها المدينة التقنية الأولى في الهند .. وهي مدينة كبيرة وفيها الكثير من العرب ، تعرفت على الطلاب العرب ، وبحثت معهم عن عائلة مناسبة في ثاني يوم ، واستقريت مع العائلة لمدة أسبوع .. تعرفت من خلالها على الخيارات المتاحة أمامي ، وعلى المدن الأخرى فقررت أن أغادر بانغلور .. ومدينة بانغلور مدينة حضارية كبيرة ، حلوة وجميلة ، ومناخها رائع بأمطاره وبرودته ، جيدة أيضا ً في تعلم الإنجليزية ، المعاهد والعوائل متوفرة بشكل كبير ، واللغة المستخدمة في الشارع الإنجليزية على الأغلب ، وفي مجال الكمبيوتر تأتي على قمة الهرم ، بعدها حيدر أباد ، لكن مشكلتها ، أنها غالية كثيراً بالنسبة لدورات الكمبيوتر .. فدورة مثل Ccna بما لا يقل عن 2000 ريال ، بينما في حيدر أباد 180 ريال .. الفرق كبير جدا ً .. تصور لو تبغى تعيد الدورة ، أو ما أعجبك المدرس بحيث لا تفهم عليه وعلى لغته .. وهذا وارد بشكل كبير ، كم ستخسر ؟
المحطة الأخيرة كانت حيدر أباد ، وهي أكبر من بانغلور ، ونصف سكانها أو يزيد مسلمون كأعلى نسبة في الهند تقريبا ً .. حيدر أباد جميلة وفصول السنة الأربعة تتقاسم السنة بالتساوي ، وحرها حر يصل لـ 43 درجة . الطلاب والطالبات العرب فيها بأعداد كثيرة ، ربما وصل لـ 3000 آلاف أو يزيد ، وأكثر مدن الهند محافظة ، مثل غيرها فيها مناطق راقية ومتوسطة ومتدنية .. كورسات الكمبيوتر فيها رخيصة جدا ً ومتوفرة وفي كل مجال أكثر من بانغلور ، حراج معاهد كأنك في حراج السيارات ! المنافسة قوية .. حتى أصبحت مقصد الطلاب من كل المدن الهندية ، حتى من بانغلور ، يفدون إليها بخصوص الكورسات .. والسبب وجود شركات عالمية تقنية كثيرة في حيدر أباد ، ونمو هذه المدنية تقنيا ً في تزايد ، ومتوقع لها نمو أكبر تقنيا ً في المستقبل ، أما السبب الآخر .. فكون نسبة المسلمين فيها كثيرة ، والمسلمين دخلوا مجال الكورسات أكثر من غيرهم بحكم أن مقاعدهم في الجامعات والوظائف الهندية قليلة ، مما يظطرون لهذه الكورسات والذهاب بعدها للبحث عن عمل في الخليج أو أمريكا أو استراليا ..
لكن .. مشكلتها الإنجليزي ، وأنا تعلمت الإنجليزي ، ومجموعة كبيرة من العرب تعلموا ويتعلمون الإنجليزي فيها ، ولغة الشارع ليست الإنجليزي ، لكن ممكن تجبر الناس أن يتكلموا معك إنجليزي حتى الي يعرف عربي منهم ممن سبق له العيش في الخليج وهم كثر ، أما لغة المعاهد فهي الإنجليزي بالتأكيد .. طبعا ً معاهد الإنجليزي متوفرة ، والمدرسين والمدرسات متوفرين .. ولكن لن تجد عائلة .. أما أنا فتعلمت الإنجليزي بحيدر أباد بهدف دخول كورسات الكمبيوتر من البداية ، وتكون كورسات الكمبيوتر براكتز ( تطبيق ) لدروس الإنجليزي .. في البداية ماكنت أفهم شيء ، وأطلع طول يومي أترجم ، إلين مشيت حبة حبة .. ولكن لازلت أعاني من اللغة إلى الآن ، وعلى أمل أن أطور نفسي في المستقبل ، فالهدف كان الكورسات وليس الإنجليزي .
طيب .. كيف الأسعار ؟
يتبع إن شاء الله..
منقول من الأمل الباسم.. جامعة القصيم 5 / 7 / 2005
لذلك تعرضت لأسئلة غريبة بعد رجوعي من الهند ، وكأني أتيت من عالم ما قبل 1000 سنة !
ولم يعلم هؤلاء أن هذه التقنية التي حصلوا عليها بفلوسهم ، شارك في صناعتها الهنود بأكبر نسبة من غيرهم من الشعوب .. إذ تجد كبريات الشركات العالمية في مجال التقنية تعتمد في بناها التحتية على ( رفيق ) .
رفيق هذا – كما تشير التوقعات هو والصين – سيغيرا خارطة العالم السياسية في السنوات القريبة القادمة ..
هذه العقلية التي تعشعش في أذهان بعض الناس ، والأنفة التي رفعت صدورهم شبرا ً للأمام ، أتت على حساب النهضة العلمية .
فصرنا نرى البطالة بأعداد هائلة ، وتجد الواحد حاط رجل على رجل قدام الشاشة ، وإذا تعب من الجلسة طلع للسوق ولا للقهوة ويقول : ما حصلت وظيفة !
الدولة واكتفت ، والشركات ما تبيك لأنك ما تخدمها ! معك شهادة في الحاسب ، لكن ما تعرف تدير قاعدة بياناتها ، ولا تربط بين فروعها .. فرحان إنك تعرف تطبع ، وتتصفح الإنترنت ، وتستخدم البريد ، ويمكن تقدر تفرمت الجهاز !
لذلك لعبها الهنود جيدا ً .. المعاهد هناك مليئة بالهنود ، وكل من أسأله عن نيته بعد انتهاء الكورس ؟ يجيب : السعودية ولا دبي !
أعرف هنود مرتباتهم على 5 و 6 و 10 و 12 و 25 في السعودية والخليج ! طبعا ً .. ما توظفوا إلا لأن لهم واسطة ! أصحاب الشركات إعيال عمهم ، ولا من قراباتهم .. لاتصدق !!
حبيبي .. لكل مجتهد نصيب ، ومن حصل شيء يستاهله .. والي يخدم لن يفرط فيه ، ومن يحمل علم متخصص يحمل كنز كبير لا يمكن يفرّط فيه .. والمنافسة عليك بين الشركات مادمت تخدمها .
لا أخفيكم أني أصبت بخيبة أمل كبيرة يوم دخلت السعودية وقرأت إعلانات الشوارع والجرائد عن دورات حاسب تافهه .. ربما تصور الواحد أنه سيجد وظيفة في الشركات بهذه الدورات الغير متخصصة في خدمة الشركات .. وهذي لها موضوع خاص إن شاء الله ..
هذه مقدمة متشنجة ، بحكم أني وصلت أرض الوطن من أيام ، ولا زال أثر كلام البعض يرن في إذني عن الهند والهنود ..
حقيقة لا أدري من أين أبدأ .. لأنها تجربة مليئة بالتجارب .. لو كتبت من 1 حتى 50 – كما في موضوع المقال – فلن أنتهي .. لذلك سأكتفي بهذا المقال المختصر .. مع اعتذاري عن إدراج صور ، وإذاوجدت وقت سأدرجها بموضوع مستقل – إن شاء الله - .
الهند .. ثقافة مغايرة عشت فيها سنة كاملة .. فيها الخير والشر .. الحي الواحد تجد فيه المسلم والصيخي والهندوسي والنصراني ، والتاجر والفقير والوسط ، البلدي والغريب ، المسجد والكنيسة والخمارة ، البيوت الفارهة والعشش محتمية بأسوارها ، السيارة والدباب والسيكل .. مجتمع من الأخلاط والتناقضات .. الكل ماشي في طريقه ، ولكل طبقة ثقافتها ، أصحاب العشش لهم ثقافتهم التي ربما مرضوا لو شربوا ماءً صافيا ً ، بعكسهم أصحاب القصور تماما ً .. لا أحد يطمع فيما عند الآخر ؛ لكل ثقافته ! الرأسمالية ، والعنصرية ، ضاربة أطنابها هناك .. مكبرات الصوت تجلجل في الفضاء بالأذان أحيانا ً من المساجد ، وبترانيم الهندوس وطقوسهم أحيانا ً أخرى ، المرأة المسلمة المحتشمة محتمية بعبائتها ، والأخرى لابسة من دون لباس ! كل واحد في حاله .. له أن يدعو لدينه ما شاء أن يدعو ، ولن يعترض عليه أحد .
كل التناقضات موجودة في الهند .. وكل يوم تكتشف ثقافة مغايرة .. مواقف ، وأحداث ، عالم عجيب غريب .. امرأة توسع زوجها ضربا ً في الشارع أمام الناس .. عشرة يضربون لهم واحد ، حصيلتها بعض الكسور العائلة بكاملها نائمة على الرصيف ، يقتاتون على القمائم أسواق مزحومة ! لا نقدر أن تشتري منها لأسعارها الخالية مواقف موغلة في القذارة أكـّـرم عيونكم عن قراءتها !
سافرت لكثير من الدول ولم أجد كالهند ، تجمع كل المتناقضات والأضداد ..
كيف كانت الرحلة ؟
انطلقت بعد البحث والتحري عن الهند إلى مدينة Goa ( قوا ) وهو إقليم ساحلي سياحي جميل جداً ، مقصد لكثير من السياح الأوربيين ، أغلب سكانه نصارى ، اللغة الإنجليزية هي لغة الشارع فيها ، ويقال أنه آخر إقليم خرج منه الاستعمار .. استقبلني هناك مجموعة من الهنود عن طريق أحد الهنود من السعودية .. المهم عرفوني على هذا الأقليم ، ولكنهم لا يعرفوا لا معاهد ولا شيء ، وبحكم أني لا أعرف انجليزي فلم أجد من يساعدني ويدلني على معاهد اللغة الإنجليزية أو حتى عوائل أسكن معها ، لأن الهندي غالبا ً ما يعرف عن جاره شيء ، كل واحد ماشي في حاله ، المهم قررت أن أغادر .. بعد فترة تعرفت على الكثير من الطلاب العرب تعلموا اللغة الإنجليزية في إقليم Goa وسكنوا مع عوائل هندية وتعلموا في معاهد ، الشيء الذي لم يدلني عليه الهنود .. المهم أن قوا من أفضل المدن الهندية وأهداها وأحلاها مناخا ً وطبيعة ، جنة من جنان الله في أرضه ، وتعلم اللغة الإنجليزية فيها أفضل من غيرها ، لأن الجميع حتى الخدم يتكلم الإنجليزية .. والمعاهد والعوائل الهندية متوفرة فيها بشكل كبير .. لكن عيبها كثرة الفساد فيها بحكم أنها مدينة سياحية من الدرجة الأولى .. وأسعار العيش فيها رخصة .. يمكن تسكن مع عائلة تتولى غسيل ملابسك وطعامك بمبلغ من 400 – 600 ريال في الشهر .. ومعاهد ومدرسي ومدرسات اللغة الخصوصيين رخيصين جدا ً ، بحوالي 100 – 200 ريال بالشهر .. لكن معاهد الكمبيوتر غالية .. إذا ً Goa جيدة في الإنجليزي فقط ..
بعد مغادرتي لمدينة قوا .. قررت الذهاب لمدينة بانغلور ، إذ لدي خلفية سابقة عنها ، بأنها المدينة التقنية الأولى في الهند .. وهي مدينة كبيرة وفيها الكثير من العرب ، تعرفت على الطلاب العرب ، وبحثت معهم عن عائلة مناسبة في ثاني يوم ، واستقريت مع العائلة لمدة أسبوع .. تعرفت من خلالها على الخيارات المتاحة أمامي ، وعلى المدن الأخرى فقررت أن أغادر بانغلور .. ومدينة بانغلور مدينة حضارية كبيرة ، حلوة وجميلة ، ومناخها رائع بأمطاره وبرودته ، جيدة أيضا ً في تعلم الإنجليزية ، المعاهد والعوائل متوفرة بشكل كبير ، واللغة المستخدمة في الشارع الإنجليزية على الأغلب ، وفي مجال الكمبيوتر تأتي على قمة الهرم ، بعدها حيدر أباد ، لكن مشكلتها ، أنها غالية كثيراً بالنسبة لدورات الكمبيوتر .. فدورة مثل Ccna بما لا يقل عن 2000 ريال ، بينما في حيدر أباد 180 ريال .. الفرق كبير جدا ً .. تصور لو تبغى تعيد الدورة ، أو ما أعجبك المدرس بحيث لا تفهم عليه وعلى لغته .. وهذا وارد بشكل كبير ، كم ستخسر ؟
المحطة الأخيرة كانت حيدر أباد ، وهي أكبر من بانغلور ، ونصف سكانها أو يزيد مسلمون كأعلى نسبة في الهند تقريبا ً .. حيدر أباد جميلة وفصول السنة الأربعة تتقاسم السنة بالتساوي ، وحرها حر يصل لـ 43 درجة . الطلاب والطالبات العرب فيها بأعداد كثيرة ، ربما وصل لـ 3000 آلاف أو يزيد ، وأكثر مدن الهند محافظة ، مثل غيرها فيها مناطق راقية ومتوسطة ومتدنية .. كورسات الكمبيوتر فيها رخيصة جدا ً ومتوفرة وفي كل مجال أكثر من بانغلور ، حراج معاهد كأنك في حراج السيارات ! المنافسة قوية .. حتى أصبحت مقصد الطلاب من كل المدن الهندية ، حتى من بانغلور ، يفدون إليها بخصوص الكورسات .. والسبب وجود شركات عالمية تقنية كثيرة في حيدر أباد ، ونمو هذه المدنية تقنيا ً في تزايد ، ومتوقع لها نمو أكبر تقنيا ً في المستقبل ، أما السبب الآخر .. فكون نسبة المسلمين فيها كثيرة ، والمسلمين دخلوا مجال الكورسات أكثر من غيرهم بحكم أن مقاعدهم في الجامعات والوظائف الهندية قليلة ، مما يظطرون لهذه الكورسات والذهاب بعدها للبحث عن عمل في الخليج أو أمريكا أو استراليا ..
لكن .. مشكلتها الإنجليزي ، وأنا تعلمت الإنجليزي ، ومجموعة كبيرة من العرب تعلموا ويتعلمون الإنجليزي فيها ، ولغة الشارع ليست الإنجليزي ، لكن ممكن تجبر الناس أن يتكلموا معك إنجليزي حتى الي يعرف عربي منهم ممن سبق له العيش في الخليج وهم كثر ، أما لغة المعاهد فهي الإنجليزي بالتأكيد .. طبعا ً معاهد الإنجليزي متوفرة ، والمدرسين والمدرسات متوفرين .. ولكن لن تجد عائلة .. أما أنا فتعلمت الإنجليزي بحيدر أباد بهدف دخول كورسات الكمبيوتر من البداية ، وتكون كورسات الكمبيوتر براكتز ( تطبيق ) لدروس الإنجليزي .. في البداية ماكنت أفهم شيء ، وأطلع طول يومي أترجم ، إلين مشيت حبة حبة .. ولكن لازلت أعاني من اللغة إلى الآن ، وعلى أمل أن أطور نفسي في المستقبل ، فالهدف كان الكورسات وليس الإنجليزي .
طيب .. كيف الأسعار ؟
يتبع إن شاء الله..
منقول من الأمل الباسم.. جامعة القصيم 5 / 7 / 2005