ابن ابي محمد
10-31-2007, 12:32 AM
بـقـلـم : د. خادم حسين إلهي بخش
25-10-2007
المُنْتَمُون إلى نظام الدفن في أمريكا أغنى الأغنياء ، إن لم يكونوا أغنى الأمريكان على الإطلاق ، يكلف الدفن في أمريكا ما بين خمسة آلاف دولار إلى خمسين ألف دولار ، وجُلُّ الأمريكيين قادرون على تحمل هذه المبالغ ، إلا أن في أمريكا من هو غير قادر على تحمل خمسمائة دولار ، فضلا عن خمسة آلاف دولار ، وجثث أمثال هؤلاء تحرف بالنار ، وذلك بوضعها في فرن تحول الجثة إلى رماد خلال دقيقة واحدة أو أقل من ذلك .
ويستغرق دفن النصراني في أمريكا ما بين خمسة إلى سبعة أيام ، ويكلف دفن الميت قرابة عشرة آلاف دولار في الأعم الأغلب ، لذا نجد عجائز النصارى يتجهون إلى شركات التأمين على الحياة بعد سن الستين لتأمين نفقات الدفن ، وجلهم يموت في المستشفيات ، ثم تنقل جثثهم إلى فِيُوْنرَل هُوْم { بيت الجنازة } .
وفيونرل هوم عبارة عن مبنى كبير ، خُصص جزء منه لتثليج الجثث ، كما أن المبنى يحتوي على صالة كبيرة لأداء الطقوس الدينية ، ويكون مجهزاً بمنصة عرض وكراسي لجلوس الحاضرين .
وفي فيونرل هوم غرفة خاصة لتجهيز الميت ، قد جهزت بمواد كيماوية ، تحفظ الميت من التعفن ، وتُزِيل عنه الآثار الكريهة ، لاسيما من الوجه ومجاري التنفس ، ولا يكفن الميت ، بل يلبسونه أفضل لباسه {بَدْلَة}، من البنطلون والشِرْت { القميص} الغامقين وربطة رقبة حمراء ، ويوضع في جيبه منديل ، وفي قلاب الشرت وردة ، وفي قدميه الشراب والجزمة .
وتوضع الجثة في صندوق {تابوت} جُهز لهذا الغرض . من أقوى أنواع الخشب ، فيصبح ثقيلاً يُحْمَل بالوِنْش { الرافعة }، ولا يستطيع البشر حمله ، رُوعي عند صنعه رفاهية الميت ، من مرتبة أسفنجية مخملية من أسفل ومن الجوانب ، ويقفل الصندوق على الجثة ، ما عدا شباك صغير عند وجهها .
ومثل ذلك يصنع بالأنثى النصرانية ، يُزَال من وجهها آثار الذكورة ، وتوضع المساحيق المطلوبة على وجهها .
ويستغرق التجهيز يومين على أقل تقدير ، ويوضع الصندوق في اليوم الثالث أو الرابع في مكان مرتفع لإلقاء نظرة الوداع ، فيأتي المدعوون وقد ارتدوا أفضل ما يملكون من اللباس ، كأنهم قادمون لتسلم أمر التوظيف ، لا العزاء والمواساة ، وقد حمل كل منهم باقة ورد يضعها بجوار الصندوق ، ويسجل كلمته تجاه المتوفى في دفتر قد جهز لهذا الغرض ، ولكل قادم مقعد خاص به ، قد وضع عليه الإنجيل .
ثم يأتي القسيس فيصعد المنصة ، ويقرأ فقرات من الإنجيل ، ثم يخاطب الجمهور بجمل مختصرة .
وللغناء أهمية خاصة في الطقوس النصرانية الوداعية ، وربما قام الحاضرون في صورة جماعية لينشدوا منظومة مذهبية ، وترى من الحاضرين من يصعد المنصة لبيان ما يختلج في صدره تجاه المتوفى ، فيبديه على الحاضرين ، ويدعو له بنيل الجنة .
ويكون جلوس الحاضرين في حفل الوداع مرتباً فيختص الصف الأول بأقرباء الميت ، وقد ارتدوا البِدَل السوداء ، ومثل ذلك النساء ، بعد أن وضعن حجاباً من قماش أسود مخروم يشبه السلك على رؤوسهن ، وإنك لتجد جوار فيونرل هوم مراكز متعددة تبلغ العشرات ، تؤجر مثل هذه الملابس .
فبعد الانتهاء من طقوس فيونرل هوم يؤخذ الصندوق للدفن ، ويوضع في سيارة ليموزين سوداء ، تختص بفيونرل هوم ، يقوده سائق وقد ارتدى بدلة معينة بلون معين ، ويستأجر أقرباء الميت أربعة أو خمسة ليموزينات باللون ذاته لمصاحبة الميت ، يقودها سائقون وقد ارتدوا بدلاً معينة .
وتسير هذه القافلة بسرعة بطيئة في صف واحد ، بعد إضاءة الأنوار الرئيسية لسياراتهم ، ولا تتوقف هذه القافلة عند الإشارات ، بل تجد الشرطة قد نظمت لها المسير .
وتُقَدِّمُ الشرطة هذه الخدمة مجاناً ، دون رسوم أو ضرائب
وفي المقبرة شوارع رئيسية وشوارع فرعية مزفلة ، ووجودهما ضروري ، لأن صندوق الميت ثقيل ثقلاً لا يستطيع البشر إنزاله ، فَيُنَزَّلُ بواسطة الوِنْش ، والونش يحتاج إلى مثل هذه الشوارع ، وقبورهم تشبه قبور المسلمين .
ومن طقوس القبر أن أقرباء الميت يَتَقَدَّمون كل الطقوس ، فيرفعون التابوت بواسطة الونش ، وينزلونه إلى القبر ، وتجد القسيس يقرأ أدعية ويرش الماء المعطر داخل القبر بعصاته الخاصة ، الذي جلبه لهذا الغرض ، ثم يُقفل القبر بغطاء اسمنتي غليظ ، ويوضع الصليب عند رأسه ، ويُزين القبر مرة أخرى بباقات الورود .
أضف إلى ذلك أن هناك شركات متخصصة مهمتها تقديم خدمة الورود إلى صاحب القبر كل يوم ، أو كل أسبوع ، أو كل شهر ، أو كل ستة أشهر، أو كل سنة ، مقابل مبلغ مادي معين ، يدفعه أقرباء الميت ، لذا تجد في المقابر الأمريكية ورودا يومية .
وتجد جيران الميت قد جلبوا بعض الأطعمة مؤاساة لأهل الميت ، والغريب في الأمر أنك ترى الحاضرين قد انقضوا على هذه الأطعمة كأنهم جياع منذ أسبوع ، تجد أيديهم تمتد إلى اليمين واليسار والأمام كأنهم في أفريقيا الوسطى .
تلك هي الصورة الرئيسية للدفن النصراني في أمريكا ، يأتي الناس للمواساة في أبهى حُلَّة ، غير متأثرين بالوفاة ، انقلبت فطرهم فلا تفرق بين الحزن والفرح ، لإغراقهم في المادة والماديات .
ما أعظم الإسلام ، وما أعظم أحكامه في الوفاة والدفن ، يساير الفطرة البشرية ويواسيها ، ويهيئها للقاء ربها ، يُغْسل الميت غسل التنظيف ، يكفن في كفن أشبه ما يكون بملابس المسافر ، يأمر بالإسراع في الدفن ، ويأمر المسلمين بتقديم الطعام إلى أهل المصاب ثلاثة أيام ، ويحصر الحداد في ثلاثة أيام إلا للمرأة على زوجها .
أين هذه البساطة من تلك التكاليف الباهظة ؟ لذلك تجد نسبة حرق الموتى في ازدياد في أمريكا ، ففي عام 1980م كانت نسبة المحترقين 3% ، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 12% في عام 1988م ، أين الكرامة الإنسانية ؟ لا وجود لها إلا في الإسلام ، فالحي مكرم والميت مكرم ، { حرمة الميت كحرمة الحي }
اللهم أهد البشرية إلى دينك إنك قادر حكيم .
كتبه
المشرف على موقع صوت الحق
د/ خادم حسين إلهي بخش
drbakhsh@hotmail.com
اقرأ أيضا ..
كرسي الاعتراف في الديانة النصرانية (https://il.packet.me.uk/dmirror/http/www.soutulhaq.com/ar/mushref_articles/view.php?id=28)
تجارة البغاء بالأجنبي والأجنبية ليست إثماً (https://il.packet.me.uk/dmirror/http/www.soutulhaq.com/ar/mushref_articles/Show_archiv.php?cat=6&id=27)
25-10-2007
المُنْتَمُون إلى نظام الدفن في أمريكا أغنى الأغنياء ، إن لم يكونوا أغنى الأمريكان على الإطلاق ، يكلف الدفن في أمريكا ما بين خمسة آلاف دولار إلى خمسين ألف دولار ، وجُلُّ الأمريكيين قادرون على تحمل هذه المبالغ ، إلا أن في أمريكا من هو غير قادر على تحمل خمسمائة دولار ، فضلا عن خمسة آلاف دولار ، وجثث أمثال هؤلاء تحرف بالنار ، وذلك بوضعها في فرن تحول الجثة إلى رماد خلال دقيقة واحدة أو أقل من ذلك .
ويستغرق دفن النصراني في أمريكا ما بين خمسة إلى سبعة أيام ، ويكلف دفن الميت قرابة عشرة آلاف دولار في الأعم الأغلب ، لذا نجد عجائز النصارى يتجهون إلى شركات التأمين على الحياة بعد سن الستين لتأمين نفقات الدفن ، وجلهم يموت في المستشفيات ، ثم تنقل جثثهم إلى فِيُوْنرَل هُوْم { بيت الجنازة } .
وفيونرل هوم عبارة عن مبنى كبير ، خُصص جزء منه لتثليج الجثث ، كما أن المبنى يحتوي على صالة كبيرة لأداء الطقوس الدينية ، ويكون مجهزاً بمنصة عرض وكراسي لجلوس الحاضرين .
وفي فيونرل هوم غرفة خاصة لتجهيز الميت ، قد جهزت بمواد كيماوية ، تحفظ الميت من التعفن ، وتُزِيل عنه الآثار الكريهة ، لاسيما من الوجه ومجاري التنفس ، ولا يكفن الميت ، بل يلبسونه أفضل لباسه {بَدْلَة}، من البنطلون والشِرْت { القميص} الغامقين وربطة رقبة حمراء ، ويوضع في جيبه منديل ، وفي قلاب الشرت وردة ، وفي قدميه الشراب والجزمة .
وتوضع الجثة في صندوق {تابوت} جُهز لهذا الغرض . من أقوى أنواع الخشب ، فيصبح ثقيلاً يُحْمَل بالوِنْش { الرافعة }، ولا يستطيع البشر حمله ، رُوعي عند صنعه رفاهية الميت ، من مرتبة أسفنجية مخملية من أسفل ومن الجوانب ، ويقفل الصندوق على الجثة ، ما عدا شباك صغير عند وجهها .
ومثل ذلك يصنع بالأنثى النصرانية ، يُزَال من وجهها آثار الذكورة ، وتوضع المساحيق المطلوبة على وجهها .
ويستغرق التجهيز يومين على أقل تقدير ، ويوضع الصندوق في اليوم الثالث أو الرابع في مكان مرتفع لإلقاء نظرة الوداع ، فيأتي المدعوون وقد ارتدوا أفضل ما يملكون من اللباس ، كأنهم قادمون لتسلم أمر التوظيف ، لا العزاء والمواساة ، وقد حمل كل منهم باقة ورد يضعها بجوار الصندوق ، ويسجل كلمته تجاه المتوفى في دفتر قد جهز لهذا الغرض ، ولكل قادم مقعد خاص به ، قد وضع عليه الإنجيل .
ثم يأتي القسيس فيصعد المنصة ، ويقرأ فقرات من الإنجيل ، ثم يخاطب الجمهور بجمل مختصرة .
وللغناء أهمية خاصة في الطقوس النصرانية الوداعية ، وربما قام الحاضرون في صورة جماعية لينشدوا منظومة مذهبية ، وترى من الحاضرين من يصعد المنصة لبيان ما يختلج في صدره تجاه المتوفى ، فيبديه على الحاضرين ، ويدعو له بنيل الجنة .
ويكون جلوس الحاضرين في حفل الوداع مرتباً فيختص الصف الأول بأقرباء الميت ، وقد ارتدوا البِدَل السوداء ، ومثل ذلك النساء ، بعد أن وضعن حجاباً من قماش أسود مخروم يشبه السلك على رؤوسهن ، وإنك لتجد جوار فيونرل هوم مراكز متعددة تبلغ العشرات ، تؤجر مثل هذه الملابس .
فبعد الانتهاء من طقوس فيونرل هوم يؤخذ الصندوق للدفن ، ويوضع في سيارة ليموزين سوداء ، تختص بفيونرل هوم ، يقوده سائق وقد ارتدى بدلة معينة بلون معين ، ويستأجر أقرباء الميت أربعة أو خمسة ليموزينات باللون ذاته لمصاحبة الميت ، يقودها سائقون وقد ارتدوا بدلاً معينة .
وتسير هذه القافلة بسرعة بطيئة في صف واحد ، بعد إضاءة الأنوار الرئيسية لسياراتهم ، ولا تتوقف هذه القافلة عند الإشارات ، بل تجد الشرطة قد نظمت لها المسير .
وتُقَدِّمُ الشرطة هذه الخدمة مجاناً ، دون رسوم أو ضرائب
وفي المقبرة شوارع رئيسية وشوارع فرعية مزفلة ، ووجودهما ضروري ، لأن صندوق الميت ثقيل ثقلاً لا يستطيع البشر إنزاله ، فَيُنَزَّلُ بواسطة الوِنْش ، والونش يحتاج إلى مثل هذه الشوارع ، وقبورهم تشبه قبور المسلمين .
ومن طقوس القبر أن أقرباء الميت يَتَقَدَّمون كل الطقوس ، فيرفعون التابوت بواسطة الونش ، وينزلونه إلى القبر ، وتجد القسيس يقرأ أدعية ويرش الماء المعطر داخل القبر بعصاته الخاصة ، الذي جلبه لهذا الغرض ، ثم يُقفل القبر بغطاء اسمنتي غليظ ، ويوضع الصليب عند رأسه ، ويُزين القبر مرة أخرى بباقات الورود .
أضف إلى ذلك أن هناك شركات متخصصة مهمتها تقديم خدمة الورود إلى صاحب القبر كل يوم ، أو كل أسبوع ، أو كل شهر ، أو كل ستة أشهر، أو كل سنة ، مقابل مبلغ مادي معين ، يدفعه أقرباء الميت ، لذا تجد في المقابر الأمريكية ورودا يومية .
وتجد جيران الميت قد جلبوا بعض الأطعمة مؤاساة لأهل الميت ، والغريب في الأمر أنك ترى الحاضرين قد انقضوا على هذه الأطعمة كأنهم جياع منذ أسبوع ، تجد أيديهم تمتد إلى اليمين واليسار والأمام كأنهم في أفريقيا الوسطى .
تلك هي الصورة الرئيسية للدفن النصراني في أمريكا ، يأتي الناس للمواساة في أبهى حُلَّة ، غير متأثرين بالوفاة ، انقلبت فطرهم فلا تفرق بين الحزن والفرح ، لإغراقهم في المادة والماديات .
ما أعظم الإسلام ، وما أعظم أحكامه في الوفاة والدفن ، يساير الفطرة البشرية ويواسيها ، ويهيئها للقاء ربها ، يُغْسل الميت غسل التنظيف ، يكفن في كفن أشبه ما يكون بملابس المسافر ، يأمر بالإسراع في الدفن ، ويأمر المسلمين بتقديم الطعام إلى أهل المصاب ثلاثة أيام ، ويحصر الحداد في ثلاثة أيام إلا للمرأة على زوجها .
أين هذه البساطة من تلك التكاليف الباهظة ؟ لذلك تجد نسبة حرق الموتى في ازدياد في أمريكا ، ففي عام 1980م كانت نسبة المحترقين 3% ، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 12% في عام 1988م ، أين الكرامة الإنسانية ؟ لا وجود لها إلا في الإسلام ، فالحي مكرم والميت مكرم ، { حرمة الميت كحرمة الحي }
اللهم أهد البشرية إلى دينك إنك قادر حكيم .
كتبه
المشرف على موقع صوت الحق
د/ خادم حسين إلهي بخش
drbakhsh@hotmail.com
اقرأ أيضا ..
كرسي الاعتراف في الديانة النصرانية (https://il.packet.me.uk/dmirror/http/www.soutulhaq.com/ar/mushref_articles/view.php?id=28)
تجارة البغاء بالأجنبي والأجنبية ليست إثماً (https://il.packet.me.uk/dmirror/http/www.soutulhaq.com/ar/mushref_articles/Show_archiv.php?cat=6&id=27)