تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النقد الادبي اصوله ومناهجه


حسن عابد
11-17-2007, 02:08 PM
النقد الأدبي أصوله ومناهجه
*عرض/ حنان بنت عبدالعزيز بن سيف

*اسم الكتاب : النقد الأدبي أصوله ومناهجه.
*تأليف : سيد قطب,.
يقع الكتاب في مائتين وسبع وعشرين ورقة من القطع الكبير، وهو من اصدار دار الشروق الكائنة بمدينتي بيروت والقاهرة حرسهما الله، وهو يبحث في مادة النقد الادبي، ووظيفته التي تتلخص في تقويم العمل الادبي من الناحية الفنية، وبيان قيمته الموضوعية، وقيمه التعبيرية والشعورية، ثم تعيين مكانه في خط سير الأدب،وما اضافه الى التراث الادبي ثم العالم الادبي كله، ويبدأ الكتاب بإهداء مخلص الى الامام عبدالقاهر الذي يعتبر اول ناقد عربي اقام النقد الادبي على اسس علمية نظرية، ثم مقدمة المؤلف التي اوضح فيها كما مرّ بك سابقا وظيفة النقد الأدبي وغايته، ثم شرح خطة الكتاب الذي ينقسم بطبيعة مباحثه الى قمسين: الاول: وقد حاول فيه المؤلف رحمه الله تعالى ان يضع اصول النقد وقواعده، والثاني: حاول فيه وصف مناهج النقد في القديم والحديث، والحق ان الاولى في ترتيب قسمي الكتاب هو العكس، وقد فطن سيد قطب الى هذا حيث قال ,,, في الواقع اردت ان اكون في الاول ناقدا تطبيقيا الى حد كبير، ناقدا يضع الاصول ويطبقها، ويبين القواعد ويختبرها، حتى اذا وصلت بالقارئ الى القسم الثاني، وهو قسم وصفي نظري، كان القسم الاول نموذجا محسوسا للنظريات المجردة، وتطبيقا عمليا للنماهج المقررة، وأهم الجزئيات الموضوعية التي طرقها المؤلف في قسمه الاول هي: ماهية العمل الادبي، وغاية العمل الادبي، والقيم الشعورية والتعبيرية في العمل الادبي، ثم فنونه المتنوعة، واما جزئيات القسم الثاني من الكتاب فهي الحديث عن مناهج النقد الاربعة: الفني فالتاريخي فالنفسي ثم اخيرا المتكامل، ولم يتطرق المؤلف الى مناهج اخرى اجنبية عن النقد العربي، وذلك لأن لها ظروفها الطبيعية والتاريخية.
ثم بدأ المؤلف بعد هذه المقدمة في مضمون الكتاب، وبدأ في عرض مباحثه، بأسلوب أدبي عال رائق، يستهويك، ويستحوذ على اعجابك، ثم يرضي ذائقتك الأدبية، ويتنقل بك بين موضوعات كتابه، فتأتيك مباحثه في حلل سندسية استبرقية، تتهادى امامك في احسن صورة، فلا تدري كيف تفاضل بينها، او ترجح احداها على الاخرى، وحول موضوع العمل الادبي الذي هو المقدمة الطبيعية للحديث عن النقد، جاء تعريفه كالآتي هو التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية ، ثم عرف المؤلف التعريف، فكلمة تعبير تصور طبيعة العمل ونوعه، وتجربة شعورية تبين مادته وموضوعه، وصور موحية تحدد شرطه وغايته، وغاية هذا العمل الادبي ليست في مدنا بالحقائق العقلية، او القضايا الفلسفية، فالادب ليس مكلفا ان يتحدث مثلا عن صراع الطبقات، او النهضات الصناعية، او يتحول الى خطب وعظية، او يصور الكفاح السياسي والاجتماعي، الادب ليس مطلوبا منه هذا، ولا جزءا من هذا، ولكن متى تصبح هذه الامور من غاية العمل الادبي، حينئذ يقول سيد قطب: ذلك إلا أن يصبح احد هذه الموضوعات تجربة شعورية خاصة للأديب، تنفعل بها نفسه من داخلها، فيعبر عنها تعبيرا موحيا مؤثرا ، ثم ما يلبث ان يقنع نفسه وقارئه أكثر، حين يتساءل:,, ولكن إذا كانت غاية العمل الادبي هي مجرد التعبير عن تجربة شعورية تعبيرا موحيا مثيرا للانفعال في نفوس الآخرين، فهل تراه يستحق من الانسانية ان تشغل به نفسها فترات من هذه الحياة المحدودة الايام؟ ومن ثم يجيب: ان نعم، فليس بالقليل ان يضيف الفرد الفاني المحدود الآفاق الى حياته صورا من الكون والحياة، كما تبدو في نفس إنسان ملهم ممتاز هو الاديب، وكل لحظة يمضيها القارئ المتذوق مع أديب عظيم، هي رحلة في عالم، تطول او تقصر ، ولكنها رحلة في كوكب متفرد الخصائص، متميز السمات، ويتخطى سيد قطب الناس مصاحبا شعراء ثلاثة في عوالمهم الخاصة بهم، الاول: طاغور وعالمه راض سلح، والثاني: الخيام وعالمه يائس حائر، والثالث: توماس هاردي وعالمه يائس من الخير في الدينا،، ساحر بخداع العواطف والمشاعر.
وتحت عنوان القيم الشعورية والقيم التعبيرية في العمل الأدبي، نجد ان العمل الأدبي وحدة مؤلفة من الشعور والتعبير، ومن هنا نجد صعوبة مادية في تقسيمه الى عناصر لفظ ومعنى، او شعور وتعبير، فالقيم الشعورية والقيم التعبيرية كلتاهما وحدة لا انفصام لها في العمل الادبي وليست بالتالي الصورة التعبيرية إلا ثمرة للانفعال بالتجربة الشعورية وقد اسهب المؤلف في حديثه عن القيم الشعورية، وساق امثلة شعرية للمتنبي وابن الرومي والمعري وخلص الى ان شعراء العربية في الغالب يصورون لنا فلسفتهم الشعورية في قواعد فكرية، ويصوغونها كقواعد في أبيات قليلة، واما وحدة العمل الادبي الثانية وهي القيم التعبيرية، فالنقد لا يتعلق بالتجربة الشعورية الا حين تأخذ صورتها اللفظية، وذلك لأن الوصول اليها قبل ظهورها في هذه الصورة محال، ولأن الحكم عليها لا يتأتى إلا باستعراض الصورة اللفظية التي وردت فيها، وبيان ما تنقله هذه الصورة الينا من حقائق ومشاعر، ثم يسوق أمثلة على توضيح ما يريد إفهمامه للقارئ حول موضوع القيم التعبيرية من كتابه التصوير الفني في القرآن ، ثم يطرق مبحث فنون العمل الادبي، والعمل الادبي فنونه شتى ، فهناك الشعر الذي يعتبر أول هذه الفنون ظهورا، واقدمها تاريخا، وهو متميز في الأدب العربي من ناحية طبيعته عن النثر بحكم ظهور الايقاع الموسيقي المقسم، وبحكم القافية، ثم الاهم وهو الروح الشعرية التي قد توجد في بعض فنون النثر، فتكاد تحيله شعرا، وهذه الروح الشعرية هي الاحساس بما هو ارفع أو أوقى على العموم من الحياة العادية، ايا كان لون هذا الاحساس روحيا او حسيا، وهي التي بالتالي تستعدي التعبير الشعري، وثاني هذه الفنون هو القصة والأقصوصة، فالشعر تعبير عن لحظات خاصة في الحياة، والقصة هي التعبير عن الحياة بتفصيلاتها وجزئياتها كما تمر في الزمن، بفارق واحد بينهما، وهو ان الحياة لا تبدأ من نقطة معينة، ولا تنتهي الى نقطة معينة، اما القصة فتبدأ وتنتهي في حدود زمنية معينة، وتتناول حادثة او طائفة من الحوادث بين دفتي هذه الحدود، والقصة ايضا ليست هي مجرد الحوادث والشخصيات، إنما هي قبل ذلك الاسلوب الفني، أو طريقة العرض التي ترتب الحوادث في مواضعها، وتحرك الشخصيات في مجالها، بحيث يشعر القارئ ان هذه حياة حقيقية تجري، وحوادث حقيقية تقع وشخصيات حقيقية تعيش، واما الاقصوصة فيرى المؤلف انها شيء آخر غير القصة، ويرى ان تسميتها بالقصة القصيرة هكذا Short Story توجد شيئا من اللبس، والاختلاف بين القصة والاقصوصة لا يقف عند الحجم بل يتعداه الى الطبيعة والمجال، فالقصة تعالج فترة من الحياة بكل ملابساتها وجزئياتها وتشابكها، وتصور شخصية واحدة او عدة شخصيات في محيط واسع في الحياة، ويجوز ان تصف مولد هذه الشخصية، وكل ما احاط به، اما الاقصوصة فتدور على محور واحد، وفي خط سير واحد، ولا تشمل من حياة اشخاصها الا فترة محدودة، او حادثة خاصة، او حالة شعورية معينة، والقصة لا بد لها من بدء ونهاية للحوادث، اما الاقصوصة فلا يشترط فيها هذا,, والفن الادبي الثالث هو التمثيلية، فإذا كان في ميسور القصة تصوير الحياة في فترة من فتراتها بكل جزئياتها وملابساتها غير مقيدة بقيد معها بهذا القيد دون ان تتمتع بالحرية التي تتمتع بها في الجوانب الاخرى، فهي اولا مقيدة بزمن محدود، وهو زمن التمثيل، ثم ثانيا بطريقة تعبير معينة وهي الحوار، ثم ثالثا بقيود المسرح والممثل والنظارة، وبين الموهبتين القصصية والتمثيلية اختلاف، فالموهبة في القصة تصوير وتسلسل واستطراد، والموهبة في التمثيلية تنسيق وتقطيع وحركة، وموضوعات التمثيلية هي الموضوعات الواقعية على وجه الاجمال، فمجالها هو الارض، وحركتها انسانية,, محسوسة على قدر الإمكان، ومن خلال حديث المؤلف عن التمثيلية اشار إشارة مهمة الى التمثيلية الرمزية، والتي لم يكتب لها النجاح لأنها اخلت بشرطين اساسيين في التمثيلية وهما الواقعية والحركة،و ألمح المؤلف بناء على هذه النقطة الى إخفاق تمثيليات توفيق الحكيم في مصر، وسبب الاخفاق لا يعود إلى الاخراج والتمثيل، بل مرجعه الى خروجها عن ميدانها الطبيعي، وعدم اتساقها مع الأدوات الميسرة للتعبير في التثميلية، ثم انتقل المؤلف الى الفن الرابع من فنون الادب وهو الترجمة والسيرة، وفن التراجم الشخصية فن حديث من فنون الأدب، انفصل عن علم التاريخ، ودخل عالم الادب، واشترط سيد قطب في التراجم الأدبية عنصرين أساسيين وهما: التجربة الشعورية، العبارة الموحية عن هذه التجربة، واذا ما خلت الترجمة من هذين العنصرين، او من احدهما، استحالت سيرة او تاريخا بعيدا عن عالم الادب، واستعرض المؤلف تحت هذا المبحث نماذج عدة للتراجم، كطريقة العقاد، وطريقة هيكل، ثم شفيق غربال، مع الاشارة الى طريقة طه حسين، وميخائيل نعيمة، وآخر هذه الفنون الادبية هو فن الخاطرة والمقالة والبحث، فالخاطرة في النثر تقابل القصيدة الغنائية في الشعر، وتؤدي وظيفتها في عرض التجارب الشعورية التي تناسبها.
أما المقالة فيقول المؤلف: فلها شأن آخر، إنها تشرح فكرة وتجمع لها الأسانيد، وتعتاض عن اللفظ المصور باللفظ المجرد، وتغني فيها المعاني المجردة عن الصور والظلال في معظم الأحوال .
ويضيف ايضا بأن مثل المقالة مثل سائر ما يكتب من بحوث قصيرة تتناول مسألة واحدة، من مسائل مختلفة، كالسياسة مثلا او الاجتماعية او الفلسفية وهو يعتبرها من هذا المنظور بحثا قصيرا وفي ختام حديثه عن هذا الفن الاخير من فنون العمل الادبي، يفرق بين المقالة والبحث الطويل، ويكمن الفرق بينهما في ان المقالة تعالج غالبا فكرة واحدة، يخلص اليها القارئ عند فراغه من قراءة المقالة، اما البحث الطويل فكل فصل فيه يعالج جزءا من الفكرة، ويصلح مقدمة للفصل الذي يليه.
وبعد هذه الدراسة الوافية لقسم الكتاب الاول والتي كانت تمثل الناحية العملية، حيث افاض فيها سيد قطب عليه رحمة الله، واكثر من الاستشهاد بالأمثلة، وقد كانت الأمثلة من قمم الأعمال الادبية ومن امتعها ايضا، وجاءت دراسته لها، ونقده ايضا في غاية الدقة والشمول، انتقل بعد ذلك الى قسم الكتاب الثاني، الخاص بمناهج النقد الادبي، الذي ألمح اليه سابقا، وكان هذا القسم يمثل الناحية النظرية، وبين ان عليه قبل ان يشرع في تقرير مناهج محددة للنقد الأدبي، ان يحدد أولا وظيفة هذا النقد وغايته، وقد لخصها في الآتي:
اولا: تقويم العمل الادبي من الناحية الفنية، ثم بيان قيمته الموضوعية، وثانيا: تعيين مكان العمل الأدبي في خط سير الأدب، وثالثا: تحديد مدى تأثر العمل الأدبي بالمحيط ومدى تأثيره فيه، ورابعا: تصوير سمات صاحب العمل الأدبي من خلال أعماله، وبيان الخصائص الشعورية والتعبيرية والنفسية.
ثم نبه المؤلف قبل تعيينه لمناهج النقد الادبي الى امرين: الاول: ان الفصل الحاسم بين هذه المناهج وطرائقها غير مستطاع، والثاني: ان هذه المناهج مجتمعة هي التي تكفل لنا صحة الحكم على الاعمال الادبية، فايثار احدها على الآخر لا يكون إلا في الموضع الذي يكون فيه احدها أجدى من الآخر، وهذه المناهج بحسب ترتيب المؤلف هي:
المنهج الفني، 2 المنهج التاريخي، 3 المنهج النفسي.
ومن مجموع هذه المناهج ينشأ منهج أدبي كامل للنقد الأدبي، يسميه النقاد المنهج المتكامل.
عقب هذا شرع المؤلف في حديث تفصيلي عن هذه المناهج الأربعة، وكان حديثه اولا كما جاء في ترتيبه السابق عن المنهج الفني ويقصد به مباشرة الأثر الأدبي بالقواعد والأصول الفنية المباشرة، ويقوم هذا المنهج على التأثر، والقواعد الفنية الموضوعية، وحول تاريخ هذا المنهج وارهاصاته الأولى يقول المؤلف: هذا المنهج الفني هو الذي عرفه النقد العربي، اول ما عرف، عرفه ساذجا اوليا مبدأ الأمر، ثم سار فيه خطوات لم تبلغ به المدى، ولكنها قطعت شوطا له قيمته على كل حال، بالقياس الى طفولة الأدب، والى طفولة النقد التي كانت حينذاك، واستعرض بداياته التاريخية مع عرض أمثلة من النقد العربي قديما وحديثا ثم ثنى حديثه بالمنهج التاريخي ويحتاج اليه الناقد إذا أراد دراسة مدى تأثر العمل الأدبي او صاحبه بالوسط، ومدى تأثيره فيه، او في دراسة الأطوار التي مر بها فن من فنون الأدب، او لون من ألوانه، أو في معرفة مجموعة الآراء التي ابديت في عمل أدبي أو في صاحبه، ويرتبط هذا المنهج بالمنهج الفني، حيث لابد فيه من قسط من المنهج الفني، فالتذوق والحكم ودراسة الخصائص الفنية ضرورية في كل مرحلة من مراحله، واشار المؤلف في خضم حديثه عن هذا المنهج الى مخاطره، وأخطرها الاستقراء الناقص، والأحكام الجازمة، والتعميم العلمي، وإلغاء قيمة الخصائص، والبواعث الشخصية، ثم استعرض الباحث خصائص المنهج التاريخي وحدوده، وانتقل بعد ذلك الى استعراض اهم خطواته في النقد العربي، مع استشهاده بالامثلة المختلفة، وفي ختام حديثه عن المنهج التاريخي ذكر فائدة مهمة حول هذا المنهج وهي انه ما يزال الى اليوم في دور النشوء، فخطواته الاولى من جمع النصوص وتحريرها، وجمع الوثائق التاريخية، والبحوث اللغوية والأدبية والاجتماعية، كل اولئك يتعب فيه كل مؤلف على حدة، ولا يتخصص له من يجيدونه ليوفروا على النقاد جهودهم، بتوفير الخامات الأولى للبحث، ثم استشهد بمثال واحد سار على المنهج الصحيح وهو مكتبة المعري التي اصدرتها وزارة التربية والتعليم، حيث مضت في اعداد سائر ما يتعلق بالمعري، ثم بين انه لو كان لدينا عن كل شاعر وكل كاتب مكتبة من هذا النوع، وعن كل عصر مثل هذا السجل، لتوافرت المادة الخامة للمنهج التاريخي على خير ما تكون وبعد هذا ثلث المؤلف حديثه بالمنهج النفسي حيث العنصر النفسي بارز في كل مراحل العمل الادبي، لأنه عمل صادر من مجموعة القوى النفسية، والمنهج النفسي يتكفل بالاجابة على الطوائف الآتية من الاسئلة وهي:
كيف تتم عملية الخلق الأدبي,؟ وما هي طبيعة هذه العملية من الوجهة النفسية؟
ما دلالة العمل الأدبي على نفسية صاحبه,؟
كيف يتأثر الآخرون بالعمل الأدبي عند مطالعته,؟ والجميل في هذا المنهج هو الاستفادة من الدراسات النفسية، لكن بشرط ان نعرف حدود علم النفس في هذا المجال، وهذه الحدود هي ان يظل هذا المنهج مساعدا للمنهج الفني والمنهج التاريخي، وان يقف عند حدود الظن والترجيح، ويتجنب الجزم وألا يقتصر عليه في فهم الشخصية الإنسانية، وألا نعتمد في تصوير الشخصيات في القصة وما إليها على العقد النفسية والعناصر الشعورية وغير الشعورية وحدها,ثم تتبع المؤلف بعد حديثه هذا نشأة المنهج النفسي، كماتتبع نشأة المنهجين السابقين.
وبرابع هذه المناهج النقدية وهو المنهج المتكامل خُتم الكتاب، وذكر المؤلف ان هذه المناهج بصفة عامة في النقد تصلح وتفيد حين تتخذ منارات ومعالم، ولكنها تفسد وتضر إذا جعلت قيودا وحدودا، وانتهى سيد قطب إلى كلمة تلخيصية لهذا المنهج وحدوده، وكانت آخر كلمة في هذا الكتاب النقدي الخالد وهي ,,, وهكذا ننتهي الى القيمة الأساسية لهذا المنهج في النقد، وهي أنه تناول العمل الأدبي من جميع زواياه، ويتناول صاحبه كذلك، بجانب تناوله للبيئة ولتاريخ، وانه لا يغفل القيم الفنية الخالصة، ولا يغرقها في غمار البحوث التاريخية او الدراسات النفسية، وانه يجعلنا نعيش في جو الادب الخاص، دون ان ننسى مع هذا انه احد مظاهر النشاط النفسي، وأحد مظاهر المجتمع التاريخي، الى حد كبير او صغير، وهذا هو الوصف الصحيح المتكامل للفنون والآدب, رحم الله سيد قطب فقد أسدى للنقد العربي يداً قصر عن مدها إليه من سواه.

alsewaidi
11-18-2007, 10:05 AM
أخي الفاضل حسن عابد
الله يعطيك العافيه ويوفقك لكل خير للنقل القيم
جزاك الله خير الجزاء ... وبارك فيك وفي وقتك

أبو عبدالرحمن
11-18-2007, 10:13 AM
مشكور أبو علي على هذه المشاركة...

فكرتني بالدراسة الأكادمية في مناهج الكلية

حسن عابد
11-18-2007, 02:15 PM
أخي الفاضل حسن عابد
الله يعطيك العافيه ويوفقك لكل خير للنقل القيم
جزاك الله خير الجزاء ... وبارك فيك وفي وقتك


اشكرك حزيل الشكر لحضورك الكريم

حسن عابد
11-18-2007, 02:18 PM
مشكور أبو علي على هذه المشاركة...

فكرتني بالدراسة الأكادمية في مناهج الكلية

طبخه معروفه بالنسبه لك

جداوي
11-19-2007, 04:31 PM
مشكور على النقل الجميل

حسن عابد
11-19-2007, 10:32 PM
هلا اسير وموصول الشكر لحضورك

موادع
12-20-2007, 07:19 AM
الســـــــلام عليكم ورحمة الله و بركاتـــــــه


أخــــــــواني الكـــــــرام



أسمحو لي بهذه المشاركة المتواضعة ..
وهي خاصة بالنقد الأدبي وكيفية التعامل معه ..
علها تحوز على ذائقتكم ..


إخواني

قال المتنبي

فإن يك بعض الناس سيفاً لدولة
ففي الناس بوقاتٌ لها وطبــول


جمع البوق قياساً أبواق وقد أوردها بوقات ، و مخالفة القياس عيب في فصاحة الكلمه

وقال أيضاً:

خلت البلاد من الغزالة ليلهــا
فأعرضهاك الله كي لا تحــزنا


لم يجز سيبوبه تقديم ضمير الغائب المتصل على الحاضر ، فالأصوب أن تكون
(( أعاضها إياك ))

وقال أيضاً



هل تصدقون أن هذا البيت موزون !! و كلماته كلها فصيحة !!
و مع ذلك كان بيتاً بشعاً جداً لكثرة التكرار ، فالتكرار سواء كان للفظ واحد أو فعل
أو حرف يخل بفصاحة البيت



وقال أبو تمام

نِعمَ متاع الدنيا حباك به
أروع لا جيدرٌ ولا جبس

جيدر تعني القصير وهي غير فصيحه وغرابة الأستعمال عيب في فصاحة الكلمة


حتى أحد أشهر الأبيات لزهير بن أبي سلمى وقع فيه عيبٌ يخل في فصاحة الكلام حيث قال

ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه
يُهدم ومن لم يظلم الناس يظلـم


يعني بمن لم يظلم الناس يظلم أي من يكن ضعيفاً يظلم ، وفيه تعقيد معنوي يؤثر في فصاحة الكلام حيث كنى بالظلم عن المحافظة على الحقوق و هو بعيد


وها هو حميدان الشويعر وهو أحد شعرائنا الشعبين أيضاً يقول

فانا الماهر البيطار و الشاعر الذي
تطيع القـــــوافي لـه بليّـا تلامـس

اصفّى حليات القوافـــــي مـن النبـا
بشبـر طـــــــويـل للتفانيـن لامـس

صفا لي عرف كما انـي بنطقهــا
مهذب المقـــول فاصح غير خارس



البيت الثالث غير مستقيم الوزن كما ذكر في ديوانه

وأُخذ أيضاً على بعض الشعراء العمالقة في تاريخ شعرنا النبطي تماديهم في استخدام البديع من الجناس و الطباق و غيره




أخـــــــوانـــــــي



لم تخلُ أعمال أعظم شعراء العرب على مر التاريخ من الأخطاء ولم تسلم من النقد ، ولم يسلم أيضاً شعراء أخرون من تقليل شأن شعرهم و قدرهم رغم عظمتهم لظروف سياسية أو ما شابه كما حدث مع ابن الرومي مثلاً

كما أنه باختلاف الأذواق و المناهج النقدية تختلف أحكام النقد اختلافاً كثيراً ، وكمثال على ذلك الأختلاف في الحكم على الشعر قول الشاعر المصري الكبير ابراهيم ناجي في قصيدة بعنوان (( قلب راقصة ))

أمسيت أشكو الضيق و الأينا
مستغرقاً في الفكر و الســأم
فمضيت لا أدري إلـى أينـــــا
ومشيت حيث تجرني قدمـــي

فقد أعجب أبو شادي و السحرتي بالأبيات إعجاباً شديداً و هم نقاد كبار ، ولكن الدكتور طه حسين يرى أنها من الكلام المألوف الذي شبع منه الناس و ينقد البيت الثاني فلا يعجبه أسلوب (( تجرني قدمي )) لأن المرء يجرُّ قدمه و هي لا تجره ، ويرد السحرتي على هذا بأن العبارة تصوير شعري بديع للسأمان المتحير الذي تجره قدمه لشرود عقله فأصبحت قدمه هي المسيرة له ، و يأتي عبدالوهاب حمودة في صف طه حسين
و يرد على السحرتي بأنه كيف يستقيم الأستغراق في الفكر مع السأم ويقول : أول ما يصادفك من هذه الألفاظ الأبتذال و السوقية ، ثم أنظر إلى هذه الصورة التي لا تلائم شعراً و لا لغة فالقدم لا تجر صاحبها و إنما تحمله.

ومن أمثلة إختلاف النقاد حول أدبائنا و شعرائنا اختلافهم في شوقي و حافظ اختلافاً كبيراً ، فطه حسين يقول عنهما : إنهما لم يبلغا من التفوق ما كنت أحب لهما وكان يفضل مطران عليهما ، و العقاد ينفي عن شوقي الشاعرية و يرى أن حافظاً أشعر ولكن شوقي أقدر


إذن هل تجدون أي مبرر بعد هذا لأظهار الحساسية من النقد ؟؟

وهل ترون أن محاربة ابن الرومي أو إظهار أخطاء المتنبي وسرقاته أو نقد شوقي
و ابراهيم ناجي أو وضع التجربة الشعرية لعمالقة شعراء النبط تحت المجهر قد قللت من شأنهم ؟؟


العمل الجيد أيها الشعراء و المبدعون يفرض نفسه مهما قدح فيه الأخرون أوحاولوا إبداء وجهة نظرهم الشخصية إتجاهه فهي مبنية على منهجيتهم الخاصة أو ذوقهم الخاص ، لا سيما و أن هناك من النقاد من يؤمن بأن النقد شيء مستقل عن كل العلوم و قوامه الذوق و منهجه التأثرية وليس شيئاً موضوعياً على الأرجح يكون مرجعه نظريات العلوم المختلفة ، و يبقى فريق آخر يؤمن بالعكس .

كما أني لا أنصح أي كاتب أن يكون هدفه الأول الظهور بشعره أو الحصول على مكانة خاصة من خلاله ، وذلك بسبب بسيط جداً أن المكانة المرموقة لا تعني دوماً التميز فالذوق العام أحياناً يصيبه المرض و سوف أضرب مثال


تخيلوا أنا من بين أعضاء المنتدى عضو يستعذب كلمات شعبان عبدالرحيم حين
قال (( أنا بكره أسرائيل و بحب حسني مبارك )) و يستهوي كلمات من قبيل
(( تعال و أشرب الشاهي بيالة شاهي عالماشي )) فهل تتخيل أنه سوف يطرب لما تصوغونه من شعر نبطي أو فصيح ؟؟

وتخيل أن المنتدى كله لا سمح الله من هذا القبيل هل سترحل بقلمك لمجرد أنك حوربت أو أنهم لم يتذوقوا فنك ؟؟ ، في إعتقادي هذا حل مغلوط فالأولى أن تطرح ما تنتجه على كل الأذواق و تستوعب كل الأمزجه ، بل أرى أنك إذا أقبلت على شريحة لم تتذوق فنك في البداية أفضل بكثير من اللهث وراء المصفقين و المهللين ،
ومن ثم أولاً و أخيراً لك قبول ما تجده سليماً و مفيداً لك ، و ما سوف يضيف لك شيءً جديداً وهذا هو بيت القصيد و مربط الفرس .

واقعي جدا
12-29-2007, 08:46 AM
ا حب أنا المنتـدى وأحـب اصحابة * * وأحب أشوف الجديد اللي يقولونـه
وأحب النقد وأعشق كشفت أسراره * * وأحب شكله وتنسيقـه ومضمونـه

حسن عابد
12-29-2007, 10:43 PM
حي الله واقعي حقيقة سعدت بهذا الحضور الوهاج وهذه الابيات وماتضمنته
لك جزيل الشكر

حسن عابد
02-12-2008, 12:18 AM
فى إحدى اللقاءات التى جمعت الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بتلميذه الروائي الشهير يوسف القعيد .. كان الحديث بينهما ذو شجون وتناولا بالحوار عصر السادات وجماعته التى شبهها يوسف القعيد برجال المظلات الذين يهبطون فجأة دون مقدمات على رأس الأمة
فأعجب هيكل بالتعبير والتشبيه للغاية ..
وفى اليوم التالي فوجئ يوسف القعيد بالأستاذ هيكل عميد الصحافة العربية يتصل به هاتفيا ويستأذنه فى استخدام تشبيهه الذى قاله أمس فى حديث عارض ليورده هيكل فى إحدى كتاباته !!
فاستغرب القعيد وأكبر هذا التصرف الراقي من هيكل وتحسر على السرقات الفكرية التى تتطاول حتى مؤلفات وأعمال كاملة تنسب لغير أصحابها ..

لكن يظل الحق حق .. والأصول أصول بغض النظر عن متاهات الادعاء والسلبية .. تلك الأصول التى جهلها البعض وتجاهلها البعض الآخر وهم ينقلون عن غيرهم نتاج أفكارهم لتلقي المدح أو الربح بغض النظر عن كل قيمة أدبية أو قامة فكرية

ولم يعرف المجتمع الثقافي داء مستعصيا قدر هذا الداء .. بل لم يتوقف عاجزا أمام شيئ قدر ما توقف أمامها وعانى منها
ولكن ما هى السرقات الفكرية وما هو مفهومها الذى يمكننا تعريفها به وما هى الفوارق بينها وبين النقل أو الاقتباس أو ما شابه ذلك من أساليب مشروعة ..
تلك الأسئلة وحول هذه القضية نحاول الوصول إلى إجابات وحلول قدر المستطاع


أولا .. تعريف السرقات الفكرية وأنواعها

تعرف السرقات الفكرية بأنها اغتصاب النتاج العقلي أيا كان نوعه " أدبيا ـ علميا ـ عاما " ونشره دون الإشارة للمصدر الأصلي
وتتعدد أنواعها بتعدد المجالات الإبداعية كالمجال الأدبي من شعر ونثر والمجال العلمى كالبحوث المنهجية والمجال العام وهو الكتابة فيما يخص مختلف القضايا .
كما تتفرع فى درجة خطورتها إلى أنواع ..
فهناك السرقة الفكرية التامة وهى قيام السارق بنقل الإنتاج الفكرى كاملا ونسبته لنفسه
وهناك السرقة الجزئية وهى الاستيلاء على جزء من مؤلف ما والاستعانة به لتكملة مؤلف آخر والتغطية على صاحب النص الأصلي
وأمثلة ذلك أن يقوم السارق بنسبة بحث ما أو عمل أدبي لنفسه دون الإشارة لصاحبه سواء كانت السرقة منصبة على كامل النص أو جزء منه
كما هناك السرقة الفكرية غير المباشرة وهى التى تعنى الاستيلاء على الفكرة دون النص أو عن النتيجة العلمية دون صلب البحث وهى لا تقل بأى حال من الأحوال عن السرقة الفكرية المباشرة أو الصريحة من حيث خطورتها على الأمانة العلمية
ومثالها سرقة نتيجة علمية وإضافتها لبحث صورى على أنها من نتاج هذا البحث وكذلك سرقة التشبيهات أو الصور البلاغية من الأعمال الأدبية الإبداعية وصياغتها فى قالب نصي مختلف

والسرقات الفكرية تختلف عن الاعتداء على حق المؤلف
وان كان كل منهما يمثل اعتداء وجرما .. فالسرقة الفكرية تأتى من نسبة النتاج الفكرى إلى شخص ما باعتباره مؤلفه .. أما الاعتداء على حق المؤلف فهو استغلال المؤلف الفكرى فى النشر أو الإنتاج التسويقي دون الحصول على إذن صاحب العمل ..
ومن هنا يتضح الفارق حيث يكون الاعتداء على حق المؤلف محافظا على نسبة العمل ذاته إلى صاحبه الأصلي بعكس السرقة الفكرية
وفى واقع الأمر أن السرقات الفكرية ليست وليدة العصر الحديث وإنما هى ضاربة فى القدم .. ولكن تأتى كارثة العصر الحالي فى معيار انتشارها وذيوعها إلى حد يهدد النماء الثقافي بالذات فى المجتمع العربي الذى أصبح موصوما بتراجع غير طبيعى فى المجال الثقافي عامة إضافة إلى ذيوع السرقات التى تضرب ما تبقي من أثر ايجابي للأمة كلها

وفور انتشار المنتديات والمجلات الاليكترونية على شبكة الانترنت استفحلت الظاهرة على نحو مدمر بحيث كادت أن تصبح هى الأصل بينما الأمانة الفكرية هى الاستثناء .. فالعشرات من رواد المنتديات ينقلون وينسبون لأنفسهم غالبية ما يجدون لأعمال تخص مبدعين معروفين أو مجهولين ويشاركون بها فى منتدياتهم طلبا للمدح والتزلف فى أغلب الأحيان

ومع تجاهل المشكلة من المجتمع الثقافي فهناك من يفعل ذلك بحسن نية لجهله بضرورة الإشارة لنقل الموضوع واسم مؤلفه وهو عيب الإدارات المختلفة التى لا تولى تلك القضية اهتمامها بالتوعية الكافية فضلا على ردود أفعالهم البسيطة تجاه تلك السرقات إضافة إلى مناصرة بعض الإدارات بالمنتديات المختلفة لأعضائها رغم إثبات قيامهم بالسرقة وكان الأمانة الفكرية تعد ظرفا طارئا وتقليدا جديدا
بالرغم من الباحث فى كتب التراث يجد أن الأمانة كانت تقضي بذكر الروايات وإسنادها فى جميع المؤلفات بلا استثناء مهما كانت بساطة المنقول


الفارق بين السرقات الفكرية والاقتباس والنقل فى البحوث العلمية


فارق ضخم بين النقل المشار إليه وبين السرقات الفكرية ..
فالنقل والاقتباس يخص الأعمال الفكرية دون الإبداعية فلا يعقل أن يقتبس شاعر قصيدة أو أكثر لشاعر آخر وينشرها بديوان مثلا بحجة الإشارة إليه لأن الأعمال الإبداعية هى نتاج موهبة خالصة حتى ويعد النقل هنا سرقة أدبية حتى لو كان يخص فكرة أو تصوير ابداعى أو تشبيه بليغ .
فالنقل والاقتباس يخص هنا الدراسات الفكرية بأنواعها ويستلزم الإشارة إلى المصدر ومؤلفه ..
كما لو أن دارسا أنشأ بحثا أو دراسة نقدية لعمل ابداعى هنا لا يعد ذكر الدارس للعمل الابداعى وتناوله سرقة .. طالما أنه أشار إلى صاحب العمل وكان العمل الابداعى خاضعا لبحث نقدى
وكذلك فى البحوث العلمية فيكون مسموحا بالطبع الاستعانة ببحوث علمية أخرى وبنتائجها فى محاولة الباحث الوصول لنتيجة أعلى وفتح المجال لنظرية جديدة تمثل تطويرا وإضافة إلى ما سبق اكتشافه
كذلك فى البحوث التاريخية والقانونية والاجتماعية .. لا تثريب هنا على الباحث عندما يلجأ لعشرات ومئات المصادر فى محاولة إنشاء دراسة تخص ظرفا تاريخيا معينا فيقوم باللجوء إلى شتى المصادر التى من الممكن أن تفيده فى بحثه فيأخذ منها المعلومات المطلوبة لصياغة دراسته والوصول لهدفه وهو بالطبع لابد أن يكون هدفا علميا غرضه الوصول إلى جديد لم يتم تناوله قبلا ..
هذا بالطبع مع ضرورة ملاحظة أن الباحث أو الدارس غير مسموح له أن يكون مجرد آلة تجميع للمعلومات ينقلها ويرصها إلى بعضها البعض دون تدخل .. بل تكون القاعدة هنا هى أن المعلومة من المصدر وصياغتها وتوظيفها من الباحث
وطرق الإشارة إلى المصادر المنقول منها متعددة .. فهناك من يورد مصادره مجمعه فى نهاية دراسته وبحثه وهناك من يشير بانتظام إلى الفقرات المنقولة ومصادرها بهوامش تنتشر فى أسفل الصفحات ... وهناك من يشير إلى المصادر فى صلب دراسته ذاتها


طرق العلاج


من الغريب والعجيب أن وجود مثل هذا الداء فى المجتمع الثقافي دون أن يحمل هم علاجه أهل الثقافة والفكر هو كارثة أخرى تضاف إلى الكوارث مع السلبية القاتلة تجاه هذه القضية
فبغض النظر عن المعالجة القانونية للسرقات الفكرية والتى تعد قاصرة طالما كانت منفردة فى الردع .. لا يوجد للمثقفين والكتاب موقف عام جامع لمحاولة الإقلال منها ..
لا سيما إذا وضعنا فى أذهاننا أن المعالجة القانونية لتلك الجريمة لا تمثل ردعا كافيا فضلا على أنها وسيلة عاجزة فى أغلب الأحيان .. لأن إثباتها بدليل قطعى يرضي ضمائر القضاة هو أمر بالغ الصعوبة إذا لم يتوافر الإنتاج المسروق فى وعاء مطبوع بتاريخ سابق على وقوع السرقة أو أن يكون العمل الفكرى مسجلا رسميا بالشهر العقاري مثلا أو بالهيئات العلمية المختصة
وبهذا الشكل إذا نجح شخص ما فى الوصول إلى نتاج فكرى لمفكر لم يقم بنشره وقام هذا الشخص باستغلال ذلك وسارع إلى طبعه ونشره فمن المستحيل قانونا إثبات حق المؤلف هنا وهو ما يعد قصورا فى المجال التشريعى
وعلى الرغم من صعوبة إيجاد صيغة قانونية مقبولة تكفل إثبات الحق .. إلا أنه من الممكن معالجة هذا القصور القضائي بتوسيع نطاق التحقيق عن طريق اللجوء إلى خبراء فى المجال الفكرى الذى يعالجه المؤلف المسروق
واللجوء للخبراء ليس ابتداعا فى المجال القضائي فالقضاء العالمى والمصري أيضا يحيل القضية المتخصصة فى أى مجال يستعصي إدراكه على غير أهله إلى إحدى لجان الخبراء المختصين بوزارة العدل فيقوم الخبير بالتحكيم بين الطرفين ويرفع تقريرا بنتيجة التحقيق إلى القاضي ليحكم بناء عليه كما يحدث فى المجال التجارى والهندسي والزراعى وهى المجالات التى لها خبراء تابعون بوزارة العدل لمعاونة القضاه
فما المانع من الاستعانة بالخبراء فى المجالات الفكرية بأنواعها سواء عن طريق إنشاء إدارات للخبراء تابعة للوزارة أو عن طريق اللجوء إلى الخبراء من خارج القضاء ممن ترتضي المحكمة شهادتهم
فإذا ما حدث اختلاف بين طرفين على مؤلف فكرى بغض النظر عن تسجيله يقوم الخبراء بمناقشة الطرفين فى إنتاجه ومن الطبيعى أن يكون صاحب الحق هنا هو الأقدر على معرفة مؤلفه وتقديمه خاصة فى التفاصيل الدقيقة
مثال ذلك لو تنازع شاعران قصيدة ما وقام أحد النقاد بمناقشتهما ومقارنة القصيدة سابق أعمال كل منهما فمن السهل الوصول إلى نتيجة حتمية إلى أى الطرفين تنتمى تلك القصيدة
كما يتحتم من الناحية القانونية زيادة وتشديد العقوبة فيما يخص السرقات الفكرية بجميع أنواعها بلا استثناء لا سيما وأن السرقات فى معظم الأحيان يكون الجزاء فيها إداريا إذا لم يتعلق الأمر بتسجيل مزور للعمل الفكرى
ناهيك عما يحدث بالجامعات من مهازل تجاه السرقات العلمية والتى وصلت السلبية فى تجاهلها إلى عدم الاعتداد بالسرقة الفكرية مانعا مؤكدا لتولى السارق موقع التدريس للطلاب
ومن أوجه الغرابة الشديدة أن القانون يعاقب مشددا ويحكم بتعويضات كبيرة فى شأن الاعتداء على حقوق المؤلف حال إثباتها بينما لا يتجه إلى نفس الطريق فيما يخص سرقة المؤلف كله !!

مع أن الاعتداء على حقوق المؤلف فى الطباعة والعائد الاقتصادي لا تمثل درجة الخطورة التى يمثلها سرقة المؤلف فكريا
فعلى الأقل إن من يستغل إنتاج المؤلف أو المفكر فى التوزيع والنشاط الاقتصادي لا ينكر اسم المبدع على العمل ذاته

وبالنسبة للسرقات عل شبكة الانترنت
فالحل يكمن فى بساطة عن طريق تكوين وتشكيل لجنة بحث متخصصة لتقييم الأعمال " وقد سبق لي القيام بتكوين تلك اللجنة فى احد المنتديات وأثبتت نجاحا ملحوظا "
ويكون عمل اللجنة على مرحلتين وهما
الأولى
دراسة الشكاوى التى ترد من الأعضاء ويكون فيها اتهام بالسرقة الفكرية المتعمدة أو غير المتعمدة وعلاج ذلك بحذف الموضوع المسروق أو كتابة اسم صاحبه بصفة صريحة والتعامل بحزم مع العضو المختلس وإيقافه فى حالة تكراره لتلك التصرفات
الثانية
وهى تحرك اللجنة ذاتها دون انتظار بلاغات لفحص الأعمال التى ينتاب اللجنة بها شك .. فمن المعروف أن الكتاب وأعضاء المنتديات يتضح أسلوبهم ودرجة تفوقهم من خلال أعمالهم ويمكن فى هذه الحالة تحديد قياس معين لمستوى العضو الكاتب
وعليه حال ظهور موضوع متميز بدرجة تثير الشكوك لعضو لا ينبئ مستواه السابق عن تلك الإجادة تكون مهمة اللجنة السعى خلف الموضوع فى محركات البحث المختلفة والوقوف على حسم الشك إن كان منقولا أم لا مع ضرورة ملاحظة أن يتم البحث بمحركات بحث مختلفة وبعدة خيارات وليس عن طريق العنوان وحده .. فيوضع تارة عنوان الموضوع المشكوك بأمره وان لم يسفر عن نتيجة توضع العبارات والعناوين الجانبية البارزة فى الموضوع
وهاتين الطريقتين ستؤديان إلى نتيجة مذهلة وسيتم اكتشاف العشرات والمئات من السرقات الأدبية وستكون سببا فى تحقيق عاملين نحن فى أشد الحاجة إلى توافرهما فى المجتمع الثقافي لا سيما فى المواهب التى تزخر بها الشبكة وهذين العاملين هما

أولا ..
ستحقق تلك الطريقة إلى خلق شعور عام مطلوب بعدم مشروعية تلك الأفعال خاصة بعد ذيوع الاعتراف بها والتسليم بها كفعل عادى من بعض المنتديات وروادها تحت تأثير انتشارها بصورة خرافية
ثانيا ..
لئن كانت تلك الأساليب المقاومة للسرقات الفكرية لن تؤدى إلى إنهائها تماما لكنها ستكون مع انتشار تطبيقها والحرص على كشف المعتدين سببا فى تحجيمها إلى حدها الأدنى
فالمنتديات الثقافية والتى تمارس عملها فى خدمة عشرات الآلاف من المواهب التى لا تجد طريقا للظهور فى المجتمع الثقافي التقليدى لن تؤدى تلك المنتديات رسالتها وتكون فاعلة إلا إذا خلقت جوا صحيا تنمو فيه تلك المواهب فتخرج بأخلاقيات العلم والأدب
وكل أملى ألا يكون مصير هذا النداء كسابقيه من الإشادة أولا ثم التجاهل فيما بعد ..
لا سيما وأنى من خلال عدة تجارب فوجئت بردود أفعال فى منتهى الغرابة من بعض إدارات المنتديات التى احتوت على سرقات أدبية مخجلة ..
فتارة يتذرعون بأن النقل صار عرفا فى شبكة الانترنت دون الإشارة إلى صاحب الحق والفكر وتارة يقولون أنه من المستحيل إثبات نسبة الأعمال لصاحبها ..
وهذا مردود عليه بأن التسليم بشيوع الخطأ ليس مبررا لتقنينه والاستسلام له .. ومسألة استحالة نسبة العمل لصاحبه لو كانت واقعة بالفعل فمعنى هذا أن كل صاحب موهبة وكل صاحب قلم سيعتزل المنتديات على الشبكة نهائيا تاركا الساحة لمحبي المظاهر من أصحاب الادعاء لتنهار بذلك واحدة من أقوى النوافذ الفكرية أمام شباب المواهب

وكل تلك المبررات الغريبة تعد من نواقض الأمانة الواجبة فيمن يتصدى لعمل ثقافي المفروض أنه لا يبتغى منه إلا الأجر والمساعدة فى رفع المستوى الثقافي ببلاده عبر مشروع جاد ..
ولأن الجدية والنية هى بيت القصيد فندائي هنا سيتركز إلى أصحاب الرسالة فى إنشاء المنتديات لا الباحثين خلف أغراض أخرى
انها قضية يجدر بنا الاهتمام بها بالقدر الكافي لنثبت للأمم أن لنا عهدا وباعا فى مجال احترام النفس على الأقل فى شبكة الانترنت الوسيلة الوحيدة التى خرجت عن السيطرة التقليدية للحكومات وتحكم أصحاب رؤوس الأموال فى أعمال الطباعة والنشر
فليكن لنا هدف أسمى نسعى إليه بإنشاء جيل مثقف واع ومدرك لمتطلبات أمته لا سيما وأن الشبكة يزداد تأثيرها وأثرها يوما بعد يوم
ولن يكون لهذا النداء الخاص بتفعيل لجان رقابة على أعمال الأعضاء بالمنتديات أى فائدة ما لم يكن هناك تنسيق ووعى كاف لدى شتى إدارات المنتديات الثقافية لتمد يد العون لبعضها البعض سعيا وراء أداء رسالة لا تضييع وقت
فان كانا كعرب فشلنا ولا زلنا نفشل فى الاتحاد بأى شكل وفى أى مجال ونلقي بعبء وذنب هذا الفشل على عاتق الحكومات فكيف بنا ونحن أمام لجان ورجال من أبناء الأمة العربية التقت رؤاهم عبر المنتديات المختلفة بعد طول غياب .. كيف بنا لا نستغل هذا فى محاولة مد جسور وحد ثقافية بناءة ومتعاونة لا متنافسة ومتضاربة
أفهل كتب على عرب هذه الأيام التنافر والتفرق حتى فى المجالات الثقافية التى نتفق فيها على أرضية واحدة وتاريخ واحد وعقيدة واحدة ؟

ليت الإدارات الثقافية تعى أن الحق أحق أن يتبع وما كان اعترافهم بتقصير أو خطأ أحد أعضائهم سرق عملا لغيره يعد تقصيرا أو سبة فى المنتدى ذاته .. بل إن السبة الحقيقية فى طمس الحقائق وإهدار حق صاحب الحق لمجرد أنه من خارج المنتدى فى تعصب أعمى

وهنا أرفع يدى بتحية واجبة لعدد وفير من المنتديات الثقافية وجدتهم واعين ومدركين تماما لمدى خطورة وأثر السرقات الفكرة ووجدت منهم تنبيهات وإعلانات متكررة بضرورة الإشارة إلى الموضوع المنقول باسم صاحبه الأصلي
ومنها منتدى قام بتصميم هذا الإعلان الذى ينبه مشددا بضرورة التزام الأمانة عند النقل بحيث يظهر فى مقدمة كل موضوع يتم نشره ليكون أمام كل عضو حال ممارسته لنشاطه
أدعو الله أن يجد هذا النداء أثره المطلوب .. هو نعم المولى ونعم النصير
__________________

حسن عابد
02-12-2008, 12:19 AM
الناقد والأديب ..


النقد هو الجناح الثانى من أجنحة الإبداع دونما أى شك فى هذا ..
وبغير النقد لا يوجد إبداع ..
والعكس صحيح تماما ..
فكما يقول أستاذنا الكبير الدكتور البدراوى زهران ...
إن الناقد محتاج للمبدع .. بقدر ما يحتاج المبدع إلى الناقد ..
والأديب أى أديب يبدأ موهوبا ..
ولكى تمضي الموهبة فى طريقها المرسوم لابد لها من شيئين متكاملين كالماء والهواء لأى كائن حى
هذا الشيئان هما ..
النقد .. والذى ينبه الأديب لنقاط القوة فى عمله فيحرص عليها
ونقاط الضعف فيعمل على تلافيها ..
ثم القراءة والاطلاع لصقل اللغة والتعبير ..
فبغير النقد .. وإذا شبهنا المبدع بصاعد السلم سيظل فى مكانه ومع كل عمل يطرحه بدون نقد سيكون كمن يرفع قدمه وينزل بها إلى مكانها دون أى صعود ثم يبدأ الهبوط التلقائي بعد ذلك

أما عن قضية النقد الهدام .. والنقد الهادف ..
فهناك إيضاح هام ..
أولا .. لا يوجد تعبير ولا معنى لمفهوم النقد الهدام ..
لأن النقد ليست له إلا صورة واحدة فقط وهى إبراز حيادى للايجابيات والسلبيات فى العمل الأدبي وما عدا ذلك من تعمد إحباط المواهب أو القدح لإظهار الخبرة ليس بنقد ولا يمكن إطلاق وصف النقد عليه بل هو حقد كامن وتعقيدات نفسية

وكما يعانى عصرنا من قلة المواهب وندرتها فى الإبداع ..
يعانى أيضا من غياب موهبة الناقد .. وبشكل أكثر تكثيفا
ونعانى أكثر من تضارب المفاهيم ..
ولكى أوضح أكثر ..
ليس السبب فى أزمة النقد .. هم دعاة النقد بذواتهم . بل العيب الأساسي فى المبدعين لا سيما المواهب الشابة منهم ..
فمن المفترض لى وأن شاب يمتلك الموهبة ألا أندفع إلى أى شخص يبدو بمظهره أمامى بصورة الناقد ..
على اختيار الشخص المناسب من البداية وهذا أمر سهل وميسور فالنقاد معروفون حتى غير المعروف منهم ممن نتوسم فيهم الخير يفصح عنه أسلوبه عند الحديث حتما .. لأن المرء مخبوء تحت لسانه إذا تحدث ظهر ..
أما أن أقوم بعرض انتاجى الحقيقي ..الأدبي بمكان ما .. فيتصدى للنقد كل من وجد فأسمى من أسمع ولو كان مدحا بمسمى النقد فهذا هو الفشل
وما يزيد الأمر سوء أن الكثير من المواهب لا تعرف الفارق بين إبداء الرأى وبين النقد ..
فالرأى مكفول للجميع بالتعبير ولا يتطلب موهبة معينه بل يتطلب التذوق فقط
أما النقد .. فلازم له اشتراطات يجب أن تتوافر مجتمعه ولو تم تطبيقها بحذافيرها لأجلسنا معظم من يدعون لأنفسهم قدرة على النقد فى بيوتهم حتما

وأول هذه الاشتراطات ..
الإلمام الكامل بالمحتوى الفكرى للفرع المتصدى له نقدا ولست أعنى بالإلمام أن يكون الناقد حافظا للشعر كله مثلا .. بل الإلمام هو معرفة الاتجاهات الشعرية المختلفة وقواعدها ونقد العمل الأدبي بناء على تلك القواعد مع استثناء الرأى الشخصي من الأمر كله إعمالا للحيادية المطلوبة فى الناقد
أى وببساطة ضرورة توافر العلم فيمن يتصدى للنقد لأنه ببساطة يملك منح المبدع شهادة الإبداع فكيف يمكن تصور شخص يتقدم لنيل درجة الدكتوراه .. يتقدم لمناقشته من لم يحصل عليها من الأساس
فهى هنا منح لمن لا يستحق .. ممن لا يملك

وثانى هذه الاشتراطات ..
تقسيم العمل الأدبي قدحا ومدحا ..
وأعنى به الأسلوب .. لأن نقد الموهبة البادئة يختلف جذريا عن نقد المحترف
فالموهبة لا يمكن إخضاعها دفعة واحدة لجميع الشروط الواجب توافرها فى العمل الأدبي المتكامل فهذا كفيل باحباط الموهوب ولو كان له موهبة شوقي بالشعر
بل يجب أن يكون هناك قياس مختلف للإجادة بين المبدع المحترف والموهبة البازغة
أما المحترف فهو من يوضع عمله تحت منظار دقيق لتوافر الشروط الواجبة لكمال العمل الابداعى

وثالث الاشتراطات ..
البدء بإفراد المميزات تشجيعا لصاحب العمل ويأتى دور السلبيات بعد ذلك بأسلوب لا يخرج عن العمل نفسه إلى شخصية الكاتب نفسه

رابع الاشتراطات ..
وهو شرط مهجور للأسف إلا من قليل بالرغم من كونه أهم الشروط بعد توافر العلم للناقد ..
وهو متعلق بالشرط السابق ..
فالنقد للعمل الابداعى لا يجوز أن يشتط إلى موضوع العمل ذاته فهذا ليس من حق الناقد .. وهناك كما سبق القول فارق ضخم بين النقد وإبداء الرأى
فالنقد للقواعد .. والرأى للموضوع
وكمثال للتوضيح ..
لا يجوز للناقد التعرض لموضوع قصة أو رواية أو قصيدة مثلا فيقول أن الكاتب يدعو لهجر القيم أو كذا وكذا ..
بل يصب نقده فى محراب توافر العوامل الإبداعية من وزن وقافية ـ إن وجدت ـ وصور بلاغية وخلافه ..
أما إذا أراد التعرض للموضوع فليخلع ثوب النقد ويرتدى ثوب المحلل
وفى النقد لا يجوز التعرض لشخصية الكاتب ..
بينما الرأى يجوز فيه التعرض لشخصية الكاتب ..
لأننا فى الحالة الأولى وهى النقد .. نعالج إبداعا
بينما فى الحالة الثانية .. نعالج رسالة
وكمثال أيضا ..
إذا تقدم واحد من شعراء الحداثة يعرض قصيدة له ـ بالرغم من اعتراضي الشخصي على مفهوم القصيدة النثرية ـ فلا يجوز لمن ينقده وهو ناقد بالأساس أن يحاسبه بناء على رأيه الشخصي فى تلك المدرسة الشعرية .. بل يحاكم قصيدته وفقا لقواعد ذلك الاتجاه الشعري .. هذا إن كانت له قواعد
أما إذا تم عرض قصيدة حداثة فى محفل أدبي .. وقمت أنا مثلا للتعليق فطبيعة الحال وأنا لست ممتلكا لقواعد النقد .. مسموح لى مناقشة الشاعر عن اتجاهه الشعري أخذا وردا

وخامس الاشتراطات ..
وأه منه ..
هو أيضا متعلق بالخلط القائم بين الرأى والنقد ..
فليس للناقد أن يزيد ويشتط فى نقد الأديب سواء بالمدح أو النقد ..
فيجب أن يكون نقده وأسلوبه متوازنا حفاظا على الأديب نفسه من هوة الغرور وعبادة الذات إذا زيد فى مدحه .. ومن هوة الإحباط إذا زيد فى قدحه
أما القارئ وصاحب الرأى فله ما شاء من حرية التعبير
له أن يقول فى المبدع غزلا إن شاء ..
وله أن يخلع عليه ما شاء من صفات قدحا ومدحا ـ بعيدا بطبيعة الحال عن إساءة الأدب ..
فالنقد التزام وهيبة ..
والناقد قاض .. وهيبة القاضي من هيبة الرسالة التى يؤديها

هذا هو رأيي وفق ما استطعت أن أبسطه من خلال ما عندى من قراءات وما تعلمته على يد أساتذتى
وككلمة ختامية بهذا الأمر ..
إن المعاناة الحقيقية ليست فى الشطط ..
بل معاناتنا الحقيقية ـ ليس فقط فى المجال الأدبي ـ بل فى جميع المجالات ـ هو ذوبان الحدود الفاصلة بين المفاهيم
__________________

حسن عابد
02-12-2008, 12:23 AM
الهم الأنثوي في الأدب الرجالي الحداثي
٢٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨ ، بقلم الدكتورة صالحة رحوتي


يكاد الناظر إلى مضامين الأدب الرجالي الحداثي، والمتمعن في ثنايا أنساقه وأجناسه أن يجزم أن المحور الأساس للإبداعات في إطاره هوالحديث عن المرأة…

ويكاد يجزم أيضا ـ لولا تلك المعرفة سابقة له بالواقع العربي ـ أن الأديب الحداثي هوذاك الرجل الاستثناء المُمتِّع بامتياز للمرأة بحقوقها، والذاد عنها ضد عوادي التقاليد المجحفة وتداعياتها المركسة لها في وهدة التشييء، وكذا تلك المختزلة لها في الجسد يُسوَّق ويُنادى عليه في أروقة نخاسة الواقع المعاصر.

فباستقراء بسيط للأبعاد وللخصائص المضامينية لجل ما ينتج في إطار هذا الصنف من الأدب من إبداعات رجالية سيُتأكد من هذا المنحى، وتُبرز الأدلة، وتُحَصَّل البراهين.

فما جل ذلك الأدب الرجالي الحداثي إلا يدور في دائرة ضيقة لا تتعدى محاورها:
1 ـ التصوير لحالات إغراق في حب وغرام… وما يصاحبها تلك الحالات من سهاد وتحرق أكباد من جراء الجفاء والصد والهجران!!!!! إذ هوالأديب في بعض الأحيان الشيخ واصطبغ الرأس منه ببياض ولا زال المفرد للحب لا يكتب إلا عنه وله…ومراهقة مستدامة تبدوالناتئة من نتاجاته تلك المتضوعة بآهات العشق وبأحاديث الهيام…

2 ـ التعبير عن المشاعر العاطفية الحالمة المُعلية من قدر المرأة المحبوبة حد العبادة والتقديس وحتى حد الهلوسة والهذيان…مع الإغراق في النهل من معجم مترع بالوثني وبالأساطيري وحتى بالعجائبي حد النخاع…دخان وأبخرة وتعاويذ وأصنام وآلهة وأبطال ميثولوجيا وحكايات خرافية ومعابد وأصنام…

3 ـ الكتابة عن الحبيبة أوالخليلة وإفرادهما ـ تقريبا ـ بالتطرق للوشائج الرابطة معهما، وكذا إقصاء باقي العلاقات الأخرى مع كل الموجودين في المجتمع، وحتى مع النساء الأخريات، أولائك اللواتي لا يمكن تجاهل كونهن من أساسيات النسيج الاجتماعي المؤثر في الواقع المحيط.

4 ـ الحديث عن وحول حب جسدي، ويمتزج فيه الوصف لتضاريس الجسد المعشوق مع أحاسيس ومشاعر اللذة الحسية، وترتفع تلك الجرعة من الجنس الرخيص حتى تصل إلى ما يسمى ب"الأدب الإيروتيكي " وذلك حسب "جرعة الحداثة " الكامنة في فكر الأديب.

5 ـ الرصد لحالات تهتك وفساد أخلاقيات من نساء ما، وإسقاط صفة البراءة على تصرفاتهن الماجنة، وكذا إلباسهن لبوس الضحايا المتعرضات لقهر المجتمع والعمل على تبرير سلوكياتهن، ثم والقول بتأديتهن وهن المحترفات أوالهاويات للعهر ل"خدمات اجتماعية" لا استغناء للمجتمعات "الحداثية" المعاصرة عنها.

6 ـ الانتقاص من قدر العلاقات الزوجية والاستخفاف بها، ورسمها على أنها السلاسل والأغلال المقيدة إلى شخص الزوجة تلك المتشنجة البشعة البدينة المثيرة للمشاكل والمفتعلة للأزمات…و.. و.. و… وكل النعوت الواسمة لها بما يُنفر منها ويدفع إلى ازدراءها…ثم وهي بالخصوص تلك المانعة من التحليق في سماء الهوى… والمُركسة في وهدة الواقع، وأيضا تلك الصادة عن الانطلاق من عقال المسؤوليات الأسرية الممجوجة الكريهة إلى النفس و"المُقزِّمة" للقدرات على الإبداع…

وهكذا فإن موضوع العلاقات العاطفية والجسدية مع المرأة لا يكاد يُتجاوز إلا بقدر يسير فيما ينتجه أولائك الأدباء، وذلك بالرغم من أنهم لا يقومون في الأغلب الساحق بأي مجهود من أجل تحسين فعلي حقيقي على أرض الواقع للعلاقات مع ذلك المخلوق الذي ما يفتأون يندلقون على أعتابه، وكذا يتهافتون على تقديسه، ويتنافسون من أجل إتقان التغني بجماله وتمني القرب منه ووصاله…

فهم من أكثر الممارسين للعلاقات المفتوحة هم الأدباء الحداثيون لخلفية إيديولوجية معينة تحكمهم!!! مع ما تحمله من ظلم للنساء تلك العلاقات، سواء المعبوث بهن كخليلات، أوالمُستَهتر والمُستَخَف بهن كزوجات مخدوعات…

فبالتغلغل ـ من أجل مزيد إطلاع ـ في الواقع المحيط بهم نراهم لا يُنيلون حتى تلكم الخليلات أوالحبيبات ما يخاطبونهن بها في إبداعاتهم من رفع قيمة ومن لطف ومن تكريم ومن تبجيل وحتى تقديس…

إذ وهم المنشدون والمجعجعون حول ذلك الحب العذري ـ الفاتك بالقلب والمشظي لأعماق الذات ـ لا يؤمنون بوجوده في الواقع أصلا، وذلك للمعرفة لهم عميقة بالفضاءات التي ينتشي فيها التواجد المختلط للنساء بالرجال، وللإدارك لهم واسع بالتغيرات طالت المجتمع بسبب طغيان المادة وانحسار القيم الروحية المؤثرة في مسار العلاقات بين الناس…

فهم الواقعيون في علاقاتهم معهن، ويعاملونهن بما يليق بهن كرقيق داعرات يقبلن العلاقات المفتوحة تلك المشينة والمُذلة للمرأة، إذ هذا ما هوكامن في حنايا عقولهم، وراسخ في أغوار أذهانهم، إذ يبقون السابحون في لجة التقاليد التي تجعل منهم المؤمنين بأن لهم الحق كرجال أن يمارسوا ما يريدون من انفلاتات، وأن يرتكبوا ما يرضونه من انحرافات، ثم ويكونوا هم الموفوري الكرامة، والمرفوعي الرؤوس…وحتى حراس عفة نساء حريمهم، اللواتي لا يمكن أبدا أن يبقين الكريمات ـ حسب اعتقادهم الراسخ ـ وهن المنحرفات أخلاقيا.

ثم وتجدهم في حياتهم الخاصة الكارهين ـ في الأغلب الساحق ـ للقيام بتلك الواجبات الأسرية المترتبة حين "تورطهم" في تكوين أسر، يعتبرونها الرماد كريه يهاجم جذوة الإبداع فتخبو، وتبعا لذلك هم المتكالبون على كل ما يمكن أن ينسيهم الإحساس بتلك المسؤوليات من مذهبات للعقول… خمور مسكرات وحتى مخدرات… ظنا منهم أن ممارسة الغياب المقصود مدعاة إلى ازدياد وهج وألق ذلك الإبداع، وحتى مجلبة للإلهام يوحي بما يُنتج ويُصاغ في قوالب الأجناس الأدبية.

فأين هي حقوق المرأة المتغنى حولها وبها وعليها والحال هذه من جور يطالها، ومن انتقاص لإنسانيتها، ومن تهميش لكيانها ؟

أين حقوقها كزوجة لها الحق في أن تعيش مع زوج حاضر فعلا جسدا وفكرا ويتحمل معها عبء المسؤوليات المشتركة؟؟

وأين حقوقها كابنة ـ امرأة المستقبل ـ في أن تحظى بالوسط الأسري الهانئ السعيد يحتضنها وترعرع فيه؟؟؟

ثم أين مكانتها كإنسان… كامرأة يحسن التعامل معها بما يرفع من شأن وعيها وينتشلها من الرذيلة حتى إن انحشرت طواعية في أتونها لجهل معشش فيها؟؟

وأين الدور الموجه من المثقف لها وهوذاك الأديب يمجد امتهان العهر من قبلها، ويدفعها إلى مزيد متاجرة بالجسد حتى يتحصل له اليسر في اقتناص ما يشاء ويرضى من اللذة والمتعة دونما تبعات ولا حساب…

ازدواجية وتناقض مريع…وإبداعاتهم هم الحداثيون تكاد تتفجر الأنساق منها بالتصريحات مدبجة، وبالتلميحات مضمنة، دفاعا عن المرأة ضد ازدواجية الرجل العربي الظالم الغاشم، ذلك المتخلف المحكوم بالموروث الضارب في عمق التاريخ…

فوضى فكرية ترابط فيهم…ثم وهي كل الفوضى الاجتماعية تكون السائدة في الأغلب حولهم وهم غير المبالين والسائرين قدما "المبحرين" في "عوالم الإبداع"….

وهي "البوهيمية" السبب وحتى الهدف ـ كما في الغرب القبلة وكما يقولون ـ ويحاول الأديب الحداثي أن يبدوالمصطبغة بها كل أبعاد حياته، لا مبالاة وترك للحبل على الغارب…واصطناع قناع يوحي بالثقافة تجوس خلاله… ثم والمظهر الخارجي لا يسلم حتى هوفي الكثير من الأحيان من بصماته ذلك التوجه الطارئ المستورد الطارد لشذرات من الهوية لربما تبقى الصامدة المرابطة فيه…شعر منكوش…وغليون… ومظاهر كثيرة "حداثية" أخرى…

وقد يقال أن العبرة بالجوهر لا بالمظهر، وللأديب أن يختار ما يبدوبين الناس به كيفما يشاء…وهنا يلح سؤال ويطرح نفسه بالضبط حول ذاك الجوهر:

لماذا تكريس القسط الأكبر من الإبداع الأدبي الرجالي الحداثي ـ مرآة الذات وأداة الغوص في أرجاءها ـ من أجل تصوير علاقات وشخصيات وعواطف غير موجودة ولا كائنة في الواقع أوتبدوالمستحيلة الكينونة حتى؟؟؟

أهو ذلك العربي الجاهلي القابع في عمق التاريخ:
ـ التائه بين كثبان الرمل لا متناهية…

ـ الغارق في لجة السُكر متواتر…

والمنتشي بالقاني انثال من جراح من أغار عليهم بالأمس من رجالات القبائل…

ـ والمتغني بالحب عذري مستحيل…

قد انتشت منه الروح وعادت لتسكن أجساد أولائك الحداثيين من المبدعين في وقتنا المعاصر لينفث عن طريق أقلامهم ما توحي به إليه شياطين الشعر وحتى النثر؟

على فرق أنها إيحاءات تلك الشياطين قد أصابتها لوثة الحداثة من هذا الزمن! وتوحي في الأغلب بنصوص تنضح حبا حسيا لا عذريا ويغوص بين ثنيات كل تضاريس الأجساد…

أهوالمبدع العربي انتكس في غيابات الماضي السحيق يبحث عن هوية لما ينتجه، فانبرى يغوص عميقا لم يتوقف إلا في المحطة قيل له أنه كان له فيها سبق الإبداع، وكان له فيها الباع طويلا في نسج أنساق الكلمات؟؟؟

أ فعل ذلك ـ وهو"المثقف" ـ حتى دونما طرح سؤال حول حقيقة ما كان عليه العقل العربي آنذاك في ذاك الزمن بعيد؟؟؟

كان ما ينتج إلا قولا !وقد اعتمد على الغير في كل شأنه…هجاء ومديح ووصف… وبالأخص غزل…تشبيب…هيام ووله بحبيبات هن الكمال ينحت منه لهن الصور ويعبدها، ثم وهويسوم المرأة خسفا وعليها يمطر شآبيب القهر وأمطار الطغيان. تُورَّث كمتاع وتُوؤد وتباع وتشترى ويُمتهن منها الجسد بالإرغام على العهر…

كلمات كان إذا يصدح بها ويأتيه صداها من عمق الصحراء…وما تُصور إلا وهما وخيالات فلا تغني عنه شيئا، بل وتُضيعه وهوالضائع أصلا بين المفاوز لا يملك فيها حتى السير وهوالآمن المطمئن من مكامن وغدر المحتلين الأعداء…

مُترصَّد الخطوات كان من طرف روم وفرس يقضمون الأرض التي يمشي عليها… يسوسونه كانوا… ويحيطون به من كل جانب لا يعرف إلا متابعة الترحال بحثا عن كلإ لأنعامه وعن إلهام وعن بوادر شعر جديد يتخطفه ـ وهوالمستمرئ المستسلم ـ من واقعه ضيق مر ويرمي به في عالم خيال مترامي الأطراف شاسع بعيد…

وهوالحال الآن كما كان عليه آنذاك في ذاك الزمن القديم…

ـ أوطان مستباحة تسحل في ذيل القافلة…

ـ و"أدب" وََسْنان ذوهلوسة وغموض…

ـ و"إبداع" ولهان راكع بين يدي حبيبات مؤلهات مقدسات مفترضات…وينضح

بالأنشطة من الجسد ممارسة مع خليلات فعليات…

والواقع متردي منخور…والهموم متفاقمة في فضاءات الأمة، وتصرخ أن ها أنذا أتأجج وفمن ذا يوصلني إلى عقول قد تصيبها الرجة تستيقظ…وتستفيق…

أدب ما يُعنى إلا بالنسق كما يقول…وحتى التعابير منه أضحت الضحلة الكليلة ولا جمالية فيها…أدب قيل عنه الحداثي…وما له من دور أداه ويؤديه في تحديث الفكر ورفع وزر أدران الماضي المتردي عن كاهله المكدود…

وليد للحداثة… واقتضى منه عجلها المعبود أن يتبرأ من الهوية حجر العثرة حتى يُتقن التعبد في محرابها…إذ الانتماء ـ كما جاء في المزامير مدونة ـ يفسد طهر المريد يُراد منه أن يكون "الحر" من كل ربق التابع ـ فقط ـ للتعاليم مقدسة من سدنتها المنظرين لها…

ثم وهي المفاهيم ابتكرت… "الإنسانية" و"الأممية" و"الكونية"…وهلم جرا…ولابد للأديب أن يتأبطها حين الرغبة في الترحال فيها باحثا عن شرارة تنقدح فيه فتُتوج بوهج الإبداع… لكن وبالرغم من هذا الزخم من "القيم"و"المبادئ" التي تبدوالسامية لا أثر في الإبداعات إلا للأجساد توصف… وللأنثى ينادى عليها في سوق المتعة تباع هي والعواطف نسجت حواليها للقارئ متعطش لمزيد من جنس ومن"حب" رخيص في زمن الإباحية طغت والتفلت الأخلاقي مريع.

وطبعا لا وطن إلا في النزر اليسير… ولا هما للأمة موجود بين ثنيات الإبداع… ولا حتى هموم الفرد الإنسان سوى هم النصف الأسفل منه، وذلك المرتبط بالقلب ميت ولا يشعر إلا بالحب للأنثى ومُنكِر لكل أنواع الحب الأخرى… ولا شيء يمكن أن يحركه ولا حتى المآسي متناسلة تحيط به وتقرع الأجراس معلنة عنها… جهل… جوع… خوف…ودماء تنتثر منها القطرات في كل مساحات الوطن الراتع في حقول الخزي ووهدات الخذلان…

تيه فكري جامح…والأسئلة تتناسل استجلبت هي أيضا وما من حاجة كانت إليها… والأجوبة هنالك على الرف تنتظر من يسأل عنها ليفعلها… لكنه ذاك التيه مطلوب… بل ومأمور بامتطاء الصهوة منه حتى لا يبقى للمرافئ من جوانب تبدو…تحث حين ظهور على الرسوفيها تلك المرافئ…فيحدث فهم…وكذا الرغبة جارفة في حضن استقرار…

ولعل الحنين إلى ذاك "الألق" كان للكلمات من العرب في ذاك الماضي ـ كما قيل لهم ـ من شجع على المتح من نفس المعجم…صهباء…ونساء..و…و…وفروسية عشواء…

إذ اعتُقد أن ذاك "الألق" سينثال مرة أخرى كما كان، وسيؤوب لهم ما كانوا عليه من فخار ومن كبرياء النفس والعزة…ولا يعلمون أنه كان الوهم فقط…إذ الحال كان ـ كما صور من قبل ـ طوفان ضلال ولا من بوصلة تهدي ولا نبراس منير…

دوران في الحلقات مفرغة وتعمل على إفراغ عقول أولائك الأدباء… والحال إن استمر أواستمرئ لن يثمر للمرأة عدلا ولا حقوقا ولا رفعة تطالها… هي الضحية..لكن لا تحتاج:

ـ لمن يتنافس في الوصف المبالغ فيه للشكل الخارجي ذلك السطحي المزيف منها….

ـ ولا للذي يتكالب من أجل حشد أساليب اللغة ليصور بها أنشطة ذاك الجسد العاري نُصحت بتعريه خدمة لمصالح شتى…

ـ ولا إلى من يتغنى بالكلمات مترعة بمثالية لا تتوفر في الحقيقة فيها…

ـ ولا إلى الأنساق دموع كاذبة للقهر ينتج من جراء الهجر المقترف من قبلها…

ـ ولا إلى الأحرف آهات من الأكباد تتحرق لوعة للهيام متفاقم بها…

لكنها تحتاج لأدب متسامق يصور ذاك الجوهر كامن فيها…وكذا يحسن تسليط الضوء على الإشكاليات كائنة وحقيقية، تلك المزمنة المكبلة والمانعة من انطلاق يليق بها كالإنسان بشقيه مكرم، وذلك للقيام بواجباتها وبمسؤولياتها تجاه نفسها وتجاه كل المحيطين بها…

الأمل إذا في أن يستفيق أولائك الأدباء هم القدوة…فما من معركة تُحسم بين صهوات الحب وتحت ظلال الأجساد…والمعركة هي ضد الجهل أضحى أصيلا فينا…وهم المعول عليهم في ضرب رقاب منه ذاك الجهل تعددت واشرأبت زمن الغفلة تلك الرقاب

حسن عابد
05-11-2008, 10:53 PM
لتجنب التكرير تم الرفع