المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار كسب الآخرين


ورد الجوري
12-02-2007, 10:35 PM
أهمية هذا الموضوع للنقاط التالية:
1. كثير بل معظم المهارات الحياتية لا يمكن أن تأتي وتتحقق إلا من خلال علاقتنا بالآخرين بل أن الكثير من الأخلاق التي حثنا الإسلام عليها لايمكن أن تتحقق بمعزل عن الاخرين0
الانعزال لايمكن أن يحقق النجاح، فأنت تحتاج إلى علاقات بالآخرين فما من إنسان إلا ويحتاج إلى إنسان آخر ولا يمكن للإنسان وحده أن يقوم بكل مشاق الحياة، لابد أن يحتاج للآخرين
2. علاقتنا بالآخرين هي ترجمة لسلوكنا ومهارتنا وهذه العلاقة بيننا وبين الآخرين هي واقع سلوكنا ومهاراتنا لذلك يتفاوت الناس من واحد لآخر، هناك البعض منا يحبه الناس جميعا، وهناك إنسان مبغوض من الناس جميعا، هذه المحبة وهذا البغض علامة من علامات السلوك الداخلي للإنسان ومهارات هذا الإنسان في كسب أو رفض الآخرين 0
3. أرقى ما نحصل عليه من السعادة إنما يتأتا من خلال علاقتنا بالاخرين0
لايمكن أن نحصل على السعادة كاملة ونحن وحدنا، لذلك ديننا العظيم دائما يحث على الجماعة " الجماعة رحمة، والفرقة عذاب " والجماعة دائما أقوى من الفرد، ودائما إذا اجتمع الناس كانوا قوة وإذا تفرقوا كانوا ضعفا 0
ومن خلال دراسة علمية تبين أن 85% من متعة الحياة أنما تأتي من علاقتنا بالآخرين و15% فقط يأتي من المصادر الاخرى00 الكسب والربح وغيريهما من الأمور 0
4. أن كثير من الإمراض النفسية والجسدية سببها سوء العلاقة مع الآخرين، من أين يأتي الغضب والإحباط ومن أين يأتي الإحساس بالفشل، إنما سببها سوء العلاقة مع الآخرين 0
عندما تٌسئ العلاقة مع الآخرين توقع أنهم يسئون إليك، فلا يوجد إنسان يقبل ويرضى أن يٌساء إليه، هناك غريزة الدفاع عن النفس المغروزة في كل إنسان ترفض أن تهان، ترفض أن تٌشتم ويتعرض لها، أو تبدوا أمام الآخرين إنها ضعيفة 0
فأنت عندما تٌسئ للآخرين، فإنك تٌرسل رسالة سلبية لهم بأنهم غير مؤهلين لهذا الاحترام، فلا بد أن يردون عليك بمثل ما رددت عليهم ويتحول هذا الأمر إلى معاناة نفسية وربما جسدية0
بسبب سوء العلاقة مع الآخرين، وهناك فرق كبير بين من يحسن العلاقة مع الآخرين، ومن يسئ العلاقة معهم، فالأول دائما يحس براحة نفسية ورضي نفسي، ويحس أنه محبوب ومقدر من الآخرين بينما الأخر لا يحس بهذا أبداء0
5. علاقتنا مع الآخرين ونجاح الكثير من الأفراد والمؤسسات سببه حسن العلاقة مع الآخرين، لا تظن أن قوة السلعة فقط هو الجاذب الوحيد للناس، هناك مؤسسات كثيرة تملك السلعة القوية لكن الكثير من الناس لا يقبلون على تلك المؤسسات والسبب سوء العلاقة مع الآخرين، بينما هناك مؤسسات لا تملك السلعة الغالية أو القوية ولكن هناك إقبال كبير من الناس عليها 0
والعلاقة العظيمة بيننا وبين الناس إنما منشاءها الأخلاق ومن غير الأخلاق لايمكن أن ننجح في علاقتنا مع الآخرين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم " إنما بٌعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وقال " أثقل شيئا في الميزان حسن الخلق" 00 إذن هذا الدين يدعونا إلى الأخلاق، لماذا؟ لماذا يدعونا إلى الأخلاق والتمسك بها ؟ من أحد أهم وابرز هذه الأسباب حتى نكسب الأخريين، لان كسب الآخرين علامة من علامات النجاح0
وقبل أن نتوغل في قضية فنون كسب الآخرين وأسرارها لابد أن نسال كيف تتولد الكراهية ؟ وماهو مصطلح الاعتبار الذاتي الذي سوف يتكرر كثيرا في مقالنا هذا ؟
الاعتبار الذاتي هو عاطفة من عواطفنا القوية الموجودة والمتأصلة في ذاتنا، هذه العاطفة موجودة في كل واحد منا، مهما تدنت قيمته الاجتماعية والعقلية، وعندما نرح الاعتبار الذاتي لشخصاُ ما فمن المرجح أن نستوجب غضبه السري والعلني الذي يكشفه( البعض) والذي يخفيه أخرون0
إذن تتولد الكراهية من أمرين هما:
1. جرح الاعتبار الذاتي
2. الانتقاد
وقبل أن ننتقل إلى موضوع الانتقاد، نريد أن نتعرف على أمثلة عن جرح الاعتبار الذاتي، وكما قلنا أن كل إنسان يعتز ويفخر بما يختار وبما يعتقد وبما يحب ويما يميل إليه، هواياته ومفاهيمه 0000إلى أخر هذه الأمور، وهذه كلها أجزاء مكملة للاعتبار الذاتي 0
فأنت على سبيل المثال عندما تسب إنسان وتصفه باسم حيوان معين فأنت جرحت اعتباره الذاتي لأنه يعتقد أنه إنسان ذو كرامة، وهناك جرح غير مرئي أو جرح غير مباشر، عندما نقوم بالاستهانة باختيار هذا الإنسان حتى على سبيل المثال السيارة التي يختارها، أو الطبيب الذي يذهب إليه، وللأسف إننا نقع في هذا الأمر كثيرا دون أن نشعر ونعتقد أن رح الاعتبار الذاتي فقط بالشئ المباشر0
أما الانتقاد فهو من أكبر العوامل التي تجرح الاعتبار الذاتي، لأنه جرحا مباشر لما نعتقد ولما نختار ولما نحس به0
خاصة إذا كان في العلن وأمام الناس، والانتقاد ليس مهما أن يكون موجها للفرد نفسه وإنما لكل ما يحب ويختار يتعامل معه0
وأيضاُ قضية تولد الكراهية من الجدل، خاصة إذا تحول الجدل من هدف الوصول إلى الحق والجدل بالحسنى إلى جدل الاستهانة بالرأي الأخر وتجريح الرأي الاخر0
وأنا عندما أريد أن أكسب الآخرين يجب أن لا أتعامل معهم من البداية في جرح اعتبارهم الذاتي0
ما هي قواعد كسب الآخرين:-
" القاعدة الأولى:- الاحتكاك بالناس والاختلاط معهم0
يقول النبي صلى الله عليه وسلم " المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم "
إذن أول قاعدة من قواعد كسب الآخرين أنني احتك بالناس واختلط معهم بجميع أجناسهم وجميع طبقاتهم، لا يكفي أن أتذمر من انحراف الآخرين وسلوكهم المنحرف، إذا أردت أن أغير الواقع لابد أن اختلط بالناس واحتك بهم0
يقول أرسطو 000 أن السعادة لا يحصل عليها الإنسان حينما يذهب إليها مباشرة وإنما حينما ينغمس في نشاطات أخرى تجلب السعادة 0
وتٌعرف الصحة النفسية 0000 بأنها تتناسب مع القدرة على معاشرة أكبر عدد من أصناف الناس0 بمعنى أنه من لا يملك القدرة على معاشرة الناس فإنه يفقد شئ كبير من الصحة النفسية0
" القاعدة الثانية:- ابحث عن الجانب الطيب في الاخرين0
إننا عندما نريد أن نكسب الآخرين يجب أن نبحث عن كسب القلوب أولا، وأن تكون من أولوياتنا أن نكسب القلب قبل أن نكسب الموقف، كما أنك لا يمكنك أن تؤثر على الآخرين أبدا أو يستمعوا إليك ما لم تكسب قلوبهم0
وإذا أردت أن تكسب إنسان قبل أن تحدثه عن الأمر الذي تريد أن تقنعه فيه يجب أن تكسب قلبه 000 بماذا ؟ بأن تبحث عن جانب طيب فيه0
" القاعدة الثالثة: - الثقة بالنفس
لايمكن لإنسان أن يكسب الآخرين إذا لم يكن واثقاُ من نفسه وبقدراته وبأهدافه وأن يتحكم بهذه النفس عند الغضب، أما من يفلت الزمام عنده ويغضب لأقل الأسباب فلا يمكن أن يكسب الاخرين0
وإذا أردت أن تكسب الآخرين يجب أن تكون لك نفسية استيعابية وسعة صدر كبيرة جدا وتٌحمل للآراء المخالفة، أنت لا تستطيع أن تٌلزم الناس جميعا بالقبول برأيك ومفاهميك، وسوف تحتك يوماُ من الأيام بأناس لا يسلمون إليك ولا يعتقدون بأفكارك، فلا يمكن إذا أردت أن تكسبهم أن تحتج وتغضب عندما لا يقبلون بأرائك ومفاهميك ولا بمقترحاتك، يجب أن تصبر وتتحكم بالنفس ولا تغضب لأتفه الاسباب0
" القاعدة الرابعة: أن يكون لنا هدف في كسب الآخرين
يجب أن يكون لنا هدف من علاقتنا بالآخرين، صحيح أننا نحتك في الآخرين ونختلط مع الناس ولكن لا بد أن يكون لنا هدف ودائما الأهداف تكون أهداف خير وليست أهداف شر، أذن يجب أن أحدد الهدف الذي أريده قبل أن أنطلق إلى كسب العلاقات0
" القاعدة الخامسة: - إعطاء حاجة التقدير
وهي من أهم الأمور التي يحتاجها الإنسان، هي كالماء والطعام، والتقدير شئ مغروس في الإنسان وكل إنسان يحب أن يقدر ولابد إذا أردنا أن نكسب الآخرين أن نقدرهم وأن نحسن استقبالهم، وهذا شئ من التقدير، وأن نثني عليهم عند صوابهم، وأن نتلمس عدم جرحهم عند الخطأ إلا بهدوء وحكمة، ويجب أن نستمع إليهم عندما يتكلمون وهذا شئ من التقدير0
" القاعدة السادسة: - إشعار الآخرين بأهميتهم
الإنسان يحب أن يٌشعر بأهميته أمام الآخرين، وإغفال هذا الإنسان جرحا ذاتياُ له، وإنسان آخر يأتي إليك ويدخل إلى مجلسك وتهمله وتتجاهله فهذا جرحاُ لاعتباره الذاتي وجرحاُ لأهميته، ولو كان مهما عندك لأشعرته وأشعرت الآخرين بأهميته، فلا بد أنه عندما تكون في مجلس ويدخل علينا إنسان سوى كان صديقاُ حميما أو غريب فلا بد أن أرحب به على أقل تقدير، وأقوم من مجلسي لأرحب به واسلم عليه وأعانقه وأبين له أهميته عندي وأمام الآخرين وإذا كان يتعذر على هذا الترحيب فلا بد أن أفسح له المجال، وأفسح له مكان يجلس فيه وأقول له كلمات تشعره أنه ذو مكانة كبيرة في قلبي، وهذا الأمر يزيد من درجة الحب في قلبه لك، وأنت عندما تقوم بمثل هذا كأنك تكبله وتجعله لا ينسى هذا الجميل لك أبدا، أنه جانب كبير من الجوانب التي ننساها عندما يدخل علينا الغرباء أو حتى الإخوة الأصدقاء ولكن لا نقوم بمثل هذه المهام فتفتر العلاقة بيننا وبينهم ونخسرهم مع مر الزمان عندما لا يشعرون بأهميتهم عندما يأتون إلى مجالسنا 0
" القاعدة السابعة: - تجنب أبداء النواقص-
ما من إنسان إلا وبه نقائص وعيوب كثيرة، فليس من الحكمة أنني إذا أردت أن أكسب الآخرين أن أبداء علاقتي معهم بإبداء نواقصهم 0
لا يوجد إنسان في هذه الدنيا يحب أن تٌبداء نواقصه، لان أبداء النواقص جزء رئيسي من إهانة الاعتبار الذاتي للإنسان، فكل إنسان يحب أن يبدو للجميع أنه كامل، فعندما أبداء علاقتي مع إنسان بأن أشعره بنواقصه، فهذا ليست من الحكمة أبدا، فالحكمة أن أبداء بكسب قلبه قبل أبداء نواقصه، حتى إذا توثقت العلاقة بيني وبينه ربما بعد ذلك استطيع أن أبدء نواقصه بحكمة بشئ من الذكاء والحنكة حتى أغير هذه النواقص0
" القاعدة الثامنة: - الثناء على الآخرين
الإنسان بطبعه يحب الثناء عليه إلا من وصل إلى درجة كبيرة من الأيمان والزهد بهذه الدنيا وتعلم على قواعد الإسلام وأخلاق الإسلام وفهم أن التزكية والثناء شئ غير مرغوب فيه بالإسلام، وهذا الإنسان عندما تثني عليه هو أعلم بنفسه، فلا يحب أن يثنى عليه أمام الناس لزهده ولحبه لله سبحانه وتعالى ولخوفه أن يغتر ولخوفه أن يٌعجب بنفسه، فيكون هذا خلل في إيمانه، هذا منطلق من منطلق إيمانه وشفافيته، أما الناس بشكل عام فهم يحبون الثناء، ولا يوجد إنسان لا يحب الثناء إلا كما قلنا في ذلك الإنسان 0
ولكن لا بد أن نكون موفقين وحكماء وأذكياء متى نثنى، إذا كان إنسان متكبر ومتعجرف و نعرف أن الثناء سوف يزيد ه طغياناُ وكبرياء وتعالي على الآخرين لا نثني عليه، إنما نثنى على الجانب الخير في هذا الإنسان حتى أجعله يتمسك فيه ولكن أيضاُ لا اثني بكذب ولا برياء وإنما أثني على النواحي الخيرة عنده إذا وجدت وآلا فلا0
" القاعدة التاسعة: الشكر0
يقول النبي صلى الله عليه وسلم " الذي لا يشكر الناس لا يشكر الله سبحانه وتعالى "
إن ما يؤسف له أننا ننسى كثيراُ هذه القضية، ننسى شكر الآخرين عندما يقدموا لنا معروفاُ أو خدمة أن نشكره، سوى هذا الإنسان معروف لدينا أو لا نعرفه، نقل له شكراُ أو جزائك الله خيراُ أو أي لون من ألوان الشكر لهذا الإنسان، وهذا أضعف الإيمان أننا نقوم برد الجميل بكلمات لا تكلفا شيئا0
" القاعدة العاشرة: - لا تجادل
قلنا أن أحد الأمور التي تجلب الكراهية هو الجدال ، خاصة الجدال الذي فيه إصرار على الرأي وفيه إهانة واستهانة بالرأي الأخر ن والجدل أمرا نهانا عنه الإسلام، حتى لو كان معك الحق فاترك الجدل، لأنه لا يأتي يخيرا أبدا، لأنه إصرار على الرأي واستهانة بالرأي الأخر ورفع للصوت وكل هذه أمور تجرح الاعتبار الذاتي والجدل فيه تضيع للوقت وكسب كراهية للآخرين وابتعاد عن كسبهم، والناس بطبيعتهم لا يحبون المجادل المتعصب للارائه الذي يقاتل من أجل أرائه وان كانت خاطئة 0
" القاعدة الحادية عشر: - فن الإصغاء
الإنسان بطبعه يحب أن يصغى إليه ومن قواعد الإصغاء النظر في وجه المتحدث، فلا يليق أنه عندما يحدثنا الآخرين أن نوجه أبصارنا إلى الأبواب أو السقف أو إلى ساعتنا0
فمن أصول التأثير بالآخرين التي تعلم في كبرى الجامعات في علوم الإدارة أنه عندما يتحدث المتحدث يجب أن يبعد جميع الفواصل والحواجز عن المستقبل فلا يمكن أن تصل الرسالة كاملة ومؤثرة حتى نزيل جميع الحواجز0
" القاعدة الثانية عشر: الابتسامة0
وهي من أعظم القواعد في كسب الآخرين، فكم من إنسان كٌسب بسبب ابتسامة، وكم من علاقة توثقت وكانت بدايتها بابتسامة، لذلك لا نستغرب عندما يجعل النبي صلى الله عليه وسلم الابتسامة جزء من الصدقة " وتبسمك في وجه أخيك صدقة "
والابتسامة هي مقدمة الكسب وهي رسالة الترحيب الأولى ورسالة الكسب الأولى، و فتح علاقة مع الآخرين، والعبوس هو كسر لقواعد الكسب، وهي هروب وتمرد على قواعد الكسب كلها، وهي رسالة بعدم الترحيب وعدم فتح علاقة، فأنت عندما تبتسم تكسب أجر وهي جزء من الصدقة، وتكسب قلوب الآخرين بأبتسامة0
حتى عندما تنكر عليه، هناك فرق بين إنكار يتصاحب مع ابتسامة وهدوء نفسي، وإنكار يتصاحب مع ثورة وغضب وتعبيس، فالأولى تكون أكثر قبولا عند صاحب المنكر والثانية تكون ابعد لقبول هذا الانكار0
" القاعدة الثالثة عشر: - خالق كأنك لاتخالق 0
دائما أبداء خلافك أو إنكارك لبعض الأمور كأنك لم تخالفه ومن أهم ضوابط الكسب اثناء المخالفة إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، أنك تخالق هذا الإنسان ونيتك نصرة هذا الدين وتصحيح هذا الخطاء، وحب هذا الإنسان وأن لايكون في نيتك البروز وإظهار العلم وإظهار أنك أفضل منه ثقافة وعلما وديناُ0
ومن الضوابط أيضا أن تلتمس لمن يخالفك العذر في رأيه وتبدى ذلك له، وقدم مخالفتك بعبارات مهذبة، وحاول أن يكون هذا الخلاف بعيداُ عن الناس، لان النقد والمخالفة أمام الناس لون من ألوان التحقير وإبداء العيوب للآخرين فحاول أن تٌبدي الكثير من التقدير والمحبة لمن تخالف0
" القاعدة الرابعة عشر:- الكرم
وما أجمل ما قاله الإمام الشافعي:- يغطي بالسماحة كل عيباُ---------------- وكم عيباُ يغطيه السخاء
مهما ملكت من العيوب فالكرم يغطي تلك العيوب والإنسان الكريم قريب إلى القلوب من الإنسان البخيل، ومهما ملك البخيل من أخلاق عالية ومهما ملك من علم وثقافة ومنصب فأنه مبغوض من الناس، ولكن الكريم محبوب حتى وإن كانت فيه كثير من الخصال السيئة ولكن الكرم يغطي تلك العيوب، والكريم عندما يكرم الآخرين خاصة إذا كان تقرب لله سبحانه وتعالى 000 هذه الأموال لن تذهب سدى ولكنها تعوض
" القاعدة الخامسة عشر: قضاء الحوائج
أنت مهما تكلمت عن إلا خلاق وعن القيم والمبادئ ما لم تترجم ذلك الأمر بالوقوف مع صاحب الحاجة وبترجمة هذا الإخاء بأمر عملي بالوقوف مع صاحب الحاجة ومع صاحب البلاء 0
إذن قضاء الحوائج قضية كبيرة جداُ وقاعدة كبيرة من قواعد كسب الآخرين، واقرب الناس إلى قلبك هم من قضوء حاجتك وقد يكون قضاء الحاجة ليست قضاء حاجة عينية ملموسة، قد تكون قضاء حاجة نفسية، أو حل مشكلة، إذن يجب أن نتعلم هذا الفن، فن قضاء حوائج الناس خاصة من حباه الله سبحانه وتعالى بالمنصب أو بالجاه أو بمعرفة بعض من يملكون القرار ونحن لا نتحدث عن أخذ حقوق الآخرين والظلم، إنما نتحدث عن قضاء وإرجاع حقوق الآخرين بقضاء حوائجهم، خاصة الضعاف الذين لا يملكون القوة على قضاء حوائجهم0
" القاعدة السادسة عشر: - المشاركة الشعورية 0
كثيرون من الناس لا يريدون منك شئ، لا يريدون منك مساعدة مالية، ولا يريدون قضاء حوائجهم حتى، ولا يريدون أي شئ منك سوى أن تشعر بمشاعرهم0
" القاعدة السابعة عشر:- المناداة بأسمائهم0
هناك بعض الدول الأعراف الموجودة فيها أن الاسم المجرد جزء من عدم الاحترام، إنما يسمى الناس بكنباتهم، فيجب مراعاة هذه القضية 0
" القاعدة الثامنة عشر: - السؤال عن الأبناء والأقارب وإظهار محبتهم0
فعندما التقى إنسان لا أسأله عن نفسه فقط إنما أسأل عن أبنائه وعن زوجته وأمه وأبيه وإظهار محبتي ومتابعتي لأخباره العائلية وفرحتي لما يسرهم وحزني لما قد يكون قد أصابهم من مصيبة أو خلافه0
" القاعدة التاسعة عشر: الهدية
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول " تهادوا تحابوا " وهذا الأمر فعلا محبب للنفوس، وأنت مازلت تتذكر هدية ربما أهديت لك وأنت طفلا صغيراُ، وإذا أردت أن تكسب الآخرين حاول أن تهدي هدية وأولى الناس بالهدايا الزوجة والأبناء، والإنسان الذي يفضل في كسب زوجته وأبنائه فهو حرياُ أن يفشل في كسب الاخرين0
" القاعدة العشرون : زيارتهم في بيوتهم
ولكن الزيارة لها أخلاق ولها آداب ، فلا تزور البيوت في وقت غير مناسب ، ولا بد أن نخبر الناس بزيارتنا لهم ، ربما كانت لهم ارتباطات أو أعمال مهمة يقضونها ، فلا تضيع عليهم الأوقات ولابد أن نستأذن قبل الزيارة0
وللزيارة آداب منها : الإستأذان وتحديد الموعد وعدم التأخير وعدم البقاء طويلاُ في البيت حتى لا نثقل على أهل البيت ، ولا ترهقهم بكثرة الإعداد ، وخذ معك إن تيسر هدية وأنت ذاهباُ إليهم وحاول أن تكون الزيارة مهدفة( أي لها هدف ) فيها خير ونصيحة وفيها ما يوثق العلاقات وخاصة زيارة الأقارب وذوي الأرحام ودائماُ الذي يزور الناس ويغشى مجالسهم أحب إلى قلوب الناس من الإنسان المقاطع الذي لا يزور ولا يغشى مجالسهم
" القاعدة الواحد والعشرون :- الحلم
والحلم مفتاح كبير إلى كسب القلوب ، والذي يستوعب الناس ويحلم على آذاهم ، لا شك أنه يكسب قلوبهم 0
والحليم هو الذي ينظر إلى الأمور من منظار عقلي لامن منظار عاطفي ، انه لا يرد على الناس بما يسئيون إليه، بل يحلم ويتفكر بالنتائج المترتبة على الرد بالمثل ، إنه لا يتعامل مع الناس بالطريقة التي يتعاملون هم معه بالإساءة ، بل يحلم عليهم ودائما ينظر على العواقب والنتائج ، إنه يريد كسب قلوبهم ويريد دعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى ، ويريد أن لا يؤذيهم ولا ينزل من مستواه إلى مستواهم ، فإنه قدر تربى على الدين والخٌلق والمثل والقيم ، ومثل هذا الإنسان الذي يعتز بهذا الدين وهذه المثل والقيم التي يمتلكها لايمكن أن يحرق كل هذه الأمور برداُ سفيه على رجلاُ سفيه0
" القاعدة الثانية والعشرون : التواضع
التواضع خٌلقاُ عظيم يكسب الإنسان الكثير بسبه خاصة من أعطاه الله سبحانه وتعالى المال والمنصب والجاه والعلم ثم يتنازل عن هذه المقومات وينزل للآخرين ، ويستمع للناس ، ويغشى مجالسهم ويقضى حوائجهم ويستمع إليهم ويزورهم ويتباسط معهم0
والرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا عن ربه في الحديث القدسي : - 0000 العز إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني في واحد منهم فقد عذبته 00 إذن الكبرياء لله سبحانه وتعالى ولا يجب أن تكون للإنسان والإنسان يجب أن يتواضع 0
والإنسان الذي يريد أن يربى نفسه على التواضع ، يجب أن يكثر من ذكر الموت ، وهذا هو الدرس الذي علمنا النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال : أكثروا من ذكر هادم اللذات 0
والإنسان سوف ينتهي به الأمر يوماُ من الأيام إلى حفرة ، ما أن تكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار0
ومن تواضع لله أعزه وأكرمه ورفعه ، ومن تواضع للناس أحبه الناس ، فالناس يكرهون المتكبرين ويحبون المتواضعين0
" القاعدة الثالثة والعشرون : - العفو
هناك أخلاق عند العفو فالعفو عند الاذي لا يكفي وحده حتى يؤتي العفو أثره عند الناس ونكسب قلوبهم ، يجب أن لا نفسد جمال العفو بالعتاب كما في قولنا سأسامحك على أن لا تعود لمثل ذلك ، إذن أنت اتبعت هذه الحسنة بسئية
" القاعدة الرابعة والعشرون : - السلام
البداية بالسلام - وإذا حييتم بتحية فردوها أو ردوا بأحسن منها والرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا عن المتخاصمين وأن خيرهم هو من يبداء السلام0
" القاعدة الخامسة والعشرون : - الإيثار
الناس عندما يرون إنسان يزهد فيما يحرصون عليه ويتقاتلون من أجله ويعطيهم هذا الشئ إيثارا مع أنه يحتاج إليه لاشك أن يكسب قلوبهم 0
والإيثار مرتبة عالية لا يصليها إلا القليل من الناس ، والإيثار هو التخلي عن حظ النفس والتبرع بهذا الحظ للاخرين0
" القاعدة السادسة والعشرون : - المداعبة أو المزاح
والإنسان المزاح أو المداعب يكسب قلوب الآخرين خاصة إذا كان صاحب ابتسامة مستمرة دائمة ، لا يكلم الناس إلا بابتسامته الكبيرة ، ودائما يمازحهم بعبارات حيث أنه لا يسئ إليهم0
فالمزاح له آداب - من هذه الآداب عدم الإساءة للآخرين وعدم الاستهزاء بهم ، ولكن بتعليق جميل على شئ وبمداعبة بسيطة دون أن يستخدم اليد ، لان استخدام اليد في المدعابة أو المزاح ربما يجلب الضغائن والعياذ بالله0
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : إني لأمزح ولا أقول إلا حقاُ ، إذن من آدابها الصدق وعدم الكذب0
" القاعدة السابعة والعشرون : التحية 0
ونقصد بالتحية أنها لا تختص فقط بالسلام إ نما أي أنواع التحية والترحيب 0
فالترحيب والتحية يمتزجان معاُ فيكونان قاعدة عظيمة من قواعد كسب الآخرين ، ولا نقصد بالسلام ، إنما نقصد الترحيب، والتحية هي الترحيب بأي لغة من اللغات 0
" القاعدة الثامنة والعشرون :- القبلة والاحتضان 0
لا يكفي السلام قولاُ أو مصافحة بل عندما أزيد هذا السلام وأضيف له القبلة والاحتضان والمعانقة الشديدة ، وكل ذلك يقرب القلوب كما يقرب الأجساد خاصة للغائب مدة طويلة ، والمسافر والعائد من السفر0
وأنا عندما أقبل واحتضن إنما هي رسالة للمحبة وتعبير عن الحب الموجود في القلب ، وخاصة عندما نفعل ذلك مع أبنائنا ، فالطفل يحتاج إلى العاطفة ، والعاطفة والحب أمراُ أساسي في نشوء الطفل نشاء سوية ، والطفل الذين يفتقدون الحب والعاطفة والإشباع العاطفي فإنهم يلجئون إلى مكان آخر لاستكمال هذا النقص الذي يشعرون به وربما كان هذا المكان خاطئاُ ، وإن من الملاحظ أن ظاهرة المعاكسة المنتشرة بين أبنائنا في العالم العربي سببها الرئيسي هو افتقار هؤلاء للناحية العاطفية ، والحب من آبائهم وأمهاتهم 0
وإذا أردت أن ينشئ أبنك نشاء سوية وطبيعية وتقوى شخصيته يجب أن تكمل هذا الأمر الأساسي في حياة الإنسان أن تشعبه عاطفياُ0
" القاعدة التاسعة والعشرون :- الاعتذار عند الخطأ
ليس عيباُ أن نعتذر عند خطأنا بل بالعكس الذي يعتذر عند الخطأ ويعترف بخطاه يكبر في عيون الناس ، والعيب أن يعاند الإنسان ويتمسك بخطاه بالرغم من وضوحه 0
" القاعدة الثلاثون : - المحا سنة
الله سبحانه وتعالى يقول عن ذلك الإنسان الذي عندما يتبع السئية بالحسنة ، يصفه بأنه كأنه ولياُ حميم ، ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم، أي يصف الإنسان الذي يحسن لمن أسأ إليه بأن يتحول بذلك العمل إلى ولياُ حميم0
والمحا سنة قمة الأخلاق0
هذه هي القواعد الثلاثون لكسب الآخرين ، وعندما نبدأ ونقرر ونمارس تطبيق هذه القواعد فأننا نكسب الكثير ، سيؤدي هذا إلى النجاح الكبير في حياتنا ، وسيؤدي على إقبال الناس علينا وسيؤدي إلى فتح أبواب كانت مغلقة في وجوهنا0
ولكن لنبدأ أولاُ ولنراجع هذا الموضوع ثانية ولنفترق على الخطوة الأولى 0

H Y T H A M
12-03-2007, 01:03 PM
مشكورين
موضوع يستحق القراءه المتأنيه ..

ابو الفهد
12-03-2007, 01:48 PM
موضوع ممتاز لكن يببيلنا دربيل للقراءة

ورد الجوري
12-03-2007, 03:14 PM
مشكورين على المرور
يعطيكم العافيه