عثمان الثمالي
12-11-2007, 06:40 AM
ميزانية بلا ديون، واستثمار الفائض .
راشد محمد الفوزان
مع ترقب الليلة إعلان الميزانية العامة للدولة لعام 2008م والنتائج الفعلية لعام 2007ميلادية، أصبحت الرؤية متفائلة جدا وكبيرة بأن تحقق الميزانية كل أهدافها التي رسمت أو تفوق ما رسمت له، فمع توقعات قفزة كبيرة في الإيرادات الحكومية للدولة وهي التي دائما تضع تقديرات متحفظة وهذه ميزة، بأن لا تضع تفاؤلاً قد ينعكس لأي متغيرات اقتصادية أو سياسية ليست بسيطرة الدولة أو قدرتها . فميزانية هذا العام وتقديرات العام القادم ستحقق أرقاماً هي الأعلى في تاريخ المملكة منذ تأسيسها في تقديري، فارتفاع أسعار النفط وضع حجم الإيرادات في أعلى مستوى بحيث يضعها لأن تحقق فائضا يقارب 200إلى 250ملياراً رغم الإنفاق خلال السنة المالية وهو ما لم يوضع بميزانية العام السابق أو يقدر له، فجزء من فائض العام المنتهي وهو 100مليار ريال تم توجيهه إلى الاحتياطي العام، وأيضا خفض الدين العام بنفس الرقم وانخفض الدين العام إلى 366مليار ريال بنهاية العام المنتهي حيث كان في عام 2003ميلادية 660مليار ريال، وهذا ما يعتبر خفضا كبيرا يخفف العبء على الدولة بأن خفض الدين سيوجه المبالغ والمخصصات للدين العام بحيث توجه إما للإنفاق أو الاحتياطيات أو تعزز استثمارات الدولة وهذا يحقق وفرا كبيرا في الإيرادات المستقبلية ومواجهة التقلبات الاقتصادية خاصة مع موجة التضخم الكبيرة والسائدة ..
إن تعزيز القدرات المالية للدولة من خلال الفوائض المالية سيشكل عبئاً على الدولة في توجيه هذه الأموال إن لم تُستثمر أو توجه وجهة صحيحة، فماذا تجدي زيادة الإيرادات وتقلص الدين وبقاء فوائض مالية دون استثمارها حتى بأقل المخاطر، يجب أن يكون هناك تخطيط وقراءة للمستقبل .. والحاجات المستقبلية للدولة والالتزامات التي تتزايد سنويا من حيث الإنفاق، تضع الدولة في تحدي الاستفادة من هذه الفوائض المالية التي أصبحت الآن تقدر بمئات المليارات، واستثمار هذه الأموال يوفر رافدا جديدا للدخل للدولة، في ظل اقتصاد يعتمد على مصدر وحيد هو النفط، والذي يجعل التحدي أصعب والاستثمار أكثر أهمية .
يجب أن نضع في تقديرنا أن الفوائض المالية والنمو في الإيرادات ليسا لمواجهة ظروف حالية أو آنية بل لمستقبل الأجيال القادمة، وتقلص الاعتماد على النفط وقلة الموارد المالية لدينا عدا النفط، هنا هو التحدي الحقيقي الذي سنواجهه وأجيالنا القادمة، فلا يعني شيئا كثيرا فوائض حالية غير مستغلة أو مستثمرة أو أن توجه لظروف أزمات حالية، فالأزمات والعوارض الاقتصادية لن تنتهي، بل يجب أن نرى مصدر دخل خلال عشر سنوات "مثلا" يساهم في دعم ميزانية الدولة من غير النفط، وحين نحقق سنويا إضافة للإيرادات من غير النفط نمواً ب 5بالمائة أو حتى 2بالمائة فيعني ذلك إنجازا كبيرا لو تحقق فهو التحدي الحقيقي، فهذا هو التحدي الحقيقي للمستقبل من خلال الاستفادة من الفوائض المالية لأن نضاعفها وليس لصرفها لمواجهة ظروف طارئة لن تنتهي . rmalfowzan@alriyadh.com
راشد محمد الفوزان
مع ترقب الليلة إعلان الميزانية العامة للدولة لعام 2008م والنتائج الفعلية لعام 2007ميلادية، أصبحت الرؤية متفائلة جدا وكبيرة بأن تحقق الميزانية كل أهدافها التي رسمت أو تفوق ما رسمت له، فمع توقعات قفزة كبيرة في الإيرادات الحكومية للدولة وهي التي دائما تضع تقديرات متحفظة وهذه ميزة، بأن لا تضع تفاؤلاً قد ينعكس لأي متغيرات اقتصادية أو سياسية ليست بسيطرة الدولة أو قدرتها . فميزانية هذا العام وتقديرات العام القادم ستحقق أرقاماً هي الأعلى في تاريخ المملكة منذ تأسيسها في تقديري، فارتفاع أسعار النفط وضع حجم الإيرادات في أعلى مستوى بحيث يضعها لأن تحقق فائضا يقارب 200إلى 250ملياراً رغم الإنفاق خلال السنة المالية وهو ما لم يوضع بميزانية العام السابق أو يقدر له، فجزء من فائض العام المنتهي وهو 100مليار ريال تم توجيهه إلى الاحتياطي العام، وأيضا خفض الدين العام بنفس الرقم وانخفض الدين العام إلى 366مليار ريال بنهاية العام المنتهي حيث كان في عام 2003ميلادية 660مليار ريال، وهذا ما يعتبر خفضا كبيرا يخفف العبء على الدولة بأن خفض الدين سيوجه المبالغ والمخصصات للدين العام بحيث توجه إما للإنفاق أو الاحتياطيات أو تعزز استثمارات الدولة وهذا يحقق وفرا كبيرا في الإيرادات المستقبلية ومواجهة التقلبات الاقتصادية خاصة مع موجة التضخم الكبيرة والسائدة ..
إن تعزيز القدرات المالية للدولة من خلال الفوائض المالية سيشكل عبئاً على الدولة في توجيه هذه الأموال إن لم تُستثمر أو توجه وجهة صحيحة، فماذا تجدي زيادة الإيرادات وتقلص الدين وبقاء فوائض مالية دون استثمارها حتى بأقل المخاطر، يجب أن يكون هناك تخطيط وقراءة للمستقبل .. والحاجات المستقبلية للدولة والالتزامات التي تتزايد سنويا من حيث الإنفاق، تضع الدولة في تحدي الاستفادة من هذه الفوائض المالية التي أصبحت الآن تقدر بمئات المليارات، واستثمار هذه الأموال يوفر رافدا جديدا للدخل للدولة، في ظل اقتصاد يعتمد على مصدر وحيد هو النفط، والذي يجعل التحدي أصعب والاستثمار أكثر أهمية .
يجب أن نضع في تقديرنا أن الفوائض المالية والنمو في الإيرادات ليسا لمواجهة ظروف حالية أو آنية بل لمستقبل الأجيال القادمة، وتقلص الاعتماد على النفط وقلة الموارد المالية لدينا عدا النفط، هنا هو التحدي الحقيقي الذي سنواجهه وأجيالنا القادمة، فلا يعني شيئا كثيرا فوائض حالية غير مستغلة أو مستثمرة أو أن توجه لظروف أزمات حالية، فالأزمات والعوارض الاقتصادية لن تنتهي، بل يجب أن نرى مصدر دخل خلال عشر سنوات "مثلا" يساهم في دعم ميزانية الدولة من غير النفط، وحين نحقق سنويا إضافة للإيرادات من غير النفط نمواً ب 5بالمائة أو حتى 2بالمائة فيعني ذلك إنجازا كبيرا لو تحقق فهو التحدي الحقيقي، فهذا هو التحدي الحقيقي للمستقبل من خلال الاستفادة من الفوائض المالية لأن نضاعفها وليس لصرفها لمواجهة ظروف طارئة لن تنتهي . rmalfowzan@alriyadh.com