رويعي الغنم
12-25-2007, 08:26 AM
http://www.islammemo.cc/media/Spain/Albanian%20flags.jpg
الخبر:
مفكرة الإسلام: حذرت مصادر أممية من أن الحكومة الصربية قد تقدم على قطع مياه الشرب وإمدادات الطاقة عن إقليم كوسوفا المسلم في حال أعلن استقلاله.
التعليق:
كتبه / علي صلاح
ما أكثر جراح المسلمين الغائرة ..فمنذ سقوط الخلافة الإسلامية في بدايات القرن الماضي والأعداء يتكالبون لاقتسام الغنيمة ومن ضمن هذه الغنائم أراضٍ اكتنفها النسيان مثل فطاني وكوسوفا, والأخيرة هي جزء من أرض كانت تابعة للخلافة العثمانية, وهي موضوعنا اليوم.
نظرة على جغرافية المكان
تقع كوسوفا في منطقة البلقان يحدها من الشمال والشمال الشرقي صربيا ويحدها من الجنوب مقدونيا وألبانيا، ومن الغرب الجبل الأسود، وتبلغ مساحتها 10.887 كيلومترًا مربعًا.
وعدد سكانها: ثلاثة ملايين نسمة ـ 90% "ألبـــان" و4% "صرب" و3% "أتراك" و2% "بوسنويين" و1% "قوميات أخرى" مثل الغجر - وتبـلغ نسبة المسلمين : حوالي 95%.
كوسوفا المسلمة وجذور الصراع
دخل الإسلام إلى كوسوفا في عام 1389م، بعد انتصار العثمانيين على الصرب، في المعركة التي اشتهرت باسم "قوصوه" أو "كوسوفا" وقد هُزم الصرب في تلك المعركة، وقتل فيها ملكهم بعد هزيمة جيشه, ومن يومها بدأ الصراع بين الصرب والمسلمين في كوسوفا.
وقد عمل الصرب على إنهاء الوجود الإسلامي في البلقان، وقادوا تحالفًا مع بلغاريا والجبل الأسود واليونان لطرد الدولة العثمانية من البلقان، للانفراد بالمسلمين هناك.
وعقب الحرب العالمية الأولى وهزيمة العثمانيين قسّم المنتصرون التركة بينهم وكانت كوسوفا من نصيب صربيا، حيث بدأت حرب الإبادة ضد المسلمين في البلقان، وذكرت بعض الإحصائيات أن عدد قتلى المسلمين في كوسوفا وحدها يقترب من ربع مليون نسمة، ثم بدأت مؤامرة جديدة بين تركيا العلمانية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك وحكومة يوغسلافيا بإفراغ البلاد من المسلمين، من خلال تهجير أعداد كبيرة منهم إلى تركيا.
لقد عانى المسلمون الألبان الأمرين خلال وجودهم تحت مظلة الاتحاد اليوغسلافي وازدادت هذه المعاناة بعد وصول القوميين المتطرفين للحكم وبدء انفراط عقد الاتحاد اليوغسلافي فقاموا سنة 1981م بثورة شعبية على مستوى كوسوفا كلها، يطالبون فيها باستقلال كوسوفا عن صربيا الأمر الذي جعل السلطات الصربية تأمر القيادات العسكرية بقمع انتفاضة الشعب المسلم.
واستمر كفاح المسلمين وازداد عنادهم بعد استقلال كرواتيا وسلوفينيا وخوض البوسنة غمار الكفاح حتى بدأت حرب الإبادة من قبل الجيش الصربي تجاه المسلمين في أواخر التسعينيات من القرن الماضي والتي انتهت بتدخل الناتو.
وضع كوسوفا في ظل الناتو
تدخل الناتو في كوسوفا بشكل سريع خلافًا لما حدث في البوسنة التي أوشك الوضع فيها أن يخرج من بين يديه خصوصًا مع ازدياد قوة المقاومة المسلمة وشعور الحلف أنها قادرة على تغيير الأوضاع على الأرض ونمو التيار الإسلامي والوعي الديني بين الشعب...تعلم الناتو إذن من درس البوسنة وتدخل قبل تفاقم الأوضاع لأسباب:
الأول: خوفًا من تنامي المشاعرالدينية في أوساط المسلمين الألبان والتفاف المسلمين في جميع أنحاء العالم حول قضيتهم كما حدث في البوسنة.
الثاني: السيطرة على الجموح الصربي المدعوم من روسيا (لأسباب قومية وأيديولوجية) والتي تمثل أحد الأعداء التقليديين لمصالحه في شرق ووسط أوروبا.
الثالث: تعميق الوجود العسكري في منطقة البلقان.
الناتو هو الحاكم الفعلي في كوسوفا حيث يسيطر الجيش الأطلسي على مجريات الأمور وهو الذي يحدد المخططات التي يتم تنفيذها من قبل الأمم المتحدة التي تقوم بالدور المدني, وهو نفس الدور الذي يقوم به في البوسنة حتى هذه اللحظة, وهو ما سيتم إذا حصلت كوسوفا على الاستقلال الشكلي وفقًا للخطة الأممية والتي تدعو إلى استقلال تحت الوصاية الأوروبية.
وضع كوسوفا لن يكون أفضل من وضع البوسنة والخلاف الدائر الآن هو خلاف على تقسيم الكعكة بين روسيا والناتو خصوصًا مع تزايد الخلاف بينهما حول نشر الصواريخ الأمريكية ومعاهد الحد من نشر الأسلحة التقليدية.
إن المسلمين الألبان يعانون الكثير تحت حكم الناتو ومظلة الأمم المتحدة فيما يبدو أنها ورقة ضغط عليهم للقبول بأفضل السيء إذا صح التعبير, فكوسوفا تعاني من انقطاع مستمر في الكهرباء والمياه وغلو فاحش في الأسعار وبطالة عالية لا يعوضها إلا تحويلات العمالة الخارجية..إستقلال الإقليم لن يكون البداية لتحسين الأوضاع بل سيكون البداية للدخول تحت وصاية جديدة في لعبة صراع المصالح.
الخبر:
مفكرة الإسلام: حذرت مصادر أممية من أن الحكومة الصربية قد تقدم على قطع مياه الشرب وإمدادات الطاقة عن إقليم كوسوفا المسلم في حال أعلن استقلاله.
التعليق:
كتبه / علي صلاح
ما أكثر جراح المسلمين الغائرة ..فمنذ سقوط الخلافة الإسلامية في بدايات القرن الماضي والأعداء يتكالبون لاقتسام الغنيمة ومن ضمن هذه الغنائم أراضٍ اكتنفها النسيان مثل فطاني وكوسوفا, والأخيرة هي جزء من أرض كانت تابعة للخلافة العثمانية, وهي موضوعنا اليوم.
نظرة على جغرافية المكان
تقع كوسوفا في منطقة البلقان يحدها من الشمال والشمال الشرقي صربيا ويحدها من الجنوب مقدونيا وألبانيا، ومن الغرب الجبل الأسود، وتبلغ مساحتها 10.887 كيلومترًا مربعًا.
وعدد سكانها: ثلاثة ملايين نسمة ـ 90% "ألبـــان" و4% "صرب" و3% "أتراك" و2% "بوسنويين" و1% "قوميات أخرى" مثل الغجر - وتبـلغ نسبة المسلمين : حوالي 95%.
كوسوفا المسلمة وجذور الصراع
دخل الإسلام إلى كوسوفا في عام 1389م، بعد انتصار العثمانيين على الصرب، في المعركة التي اشتهرت باسم "قوصوه" أو "كوسوفا" وقد هُزم الصرب في تلك المعركة، وقتل فيها ملكهم بعد هزيمة جيشه, ومن يومها بدأ الصراع بين الصرب والمسلمين في كوسوفا.
وقد عمل الصرب على إنهاء الوجود الإسلامي في البلقان، وقادوا تحالفًا مع بلغاريا والجبل الأسود واليونان لطرد الدولة العثمانية من البلقان، للانفراد بالمسلمين هناك.
وعقب الحرب العالمية الأولى وهزيمة العثمانيين قسّم المنتصرون التركة بينهم وكانت كوسوفا من نصيب صربيا، حيث بدأت حرب الإبادة ضد المسلمين في البلقان، وذكرت بعض الإحصائيات أن عدد قتلى المسلمين في كوسوفا وحدها يقترب من ربع مليون نسمة، ثم بدأت مؤامرة جديدة بين تركيا العلمانية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك وحكومة يوغسلافيا بإفراغ البلاد من المسلمين، من خلال تهجير أعداد كبيرة منهم إلى تركيا.
لقد عانى المسلمون الألبان الأمرين خلال وجودهم تحت مظلة الاتحاد اليوغسلافي وازدادت هذه المعاناة بعد وصول القوميين المتطرفين للحكم وبدء انفراط عقد الاتحاد اليوغسلافي فقاموا سنة 1981م بثورة شعبية على مستوى كوسوفا كلها، يطالبون فيها باستقلال كوسوفا عن صربيا الأمر الذي جعل السلطات الصربية تأمر القيادات العسكرية بقمع انتفاضة الشعب المسلم.
واستمر كفاح المسلمين وازداد عنادهم بعد استقلال كرواتيا وسلوفينيا وخوض البوسنة غمار الكفاح حتى بدأت حرب الإبادة من قبل الجيش الصربي تجاه المسلمين في أواخر التسعينيات من القرن الماضي والتي انتهت بتدخل الناتو.
وضع كوسوفا في ظل الناتو
تدخل الناتو في كوسوفا بشكل سريع خلافًا لما حدث في البوسنة التي أوشك الوضع فيها أن يخرج من بين يديه خصوصًا مع ازدياد قوة المقاومة المسلمة وشعور الحلف أنها قادرة على تغيير الأوضاع على الأرض ونمو التيار الإسلامي والوعي الديني بين الشعب...تعلم الناتو إذن من درس البوسنة وتدخل قبل تفاقم الأوضاع لأسباب:
الأول: خوفًا من تنامي المشاعرالدينية في أوساط المسلمين الألبان والتفاف المسلمين في جميع أنحاء العالم حول قضيتهم كما حدث في البوسنة.
الثاني: السيطرة على الجموح الصربي المدعوم من روسيا (لأسباب قومية وأيديولوجية) والتي تمثل أحد الأعداء التقليديين لمصالحه في شرق ووسط أوروبا.
الثالث: تعميق الوجود العسكري في منطقة البلقان.
الناتو هو الحاكم الفعلي في كوسوفا حيث يسيطر الجيش الأطلسي على مجريات الأمور وهو الذي يحدد المخططات التي يتم تنفيذها من قبل الأمم المتحدة التي تقوم بالدور المدني, وهو نفس الدور الذي يقوم به في البوسنة حتى هذه اللحظة, وهو ما سيتم إذا حصلت كوسوفا على الاستقلال الشكلي وفقًا للخطة الأممية والتي تدعو إلى استقلال تحت الوصاية الأوروبية.
وضع كوسوفا لن يكون أفضل من وضع البوسنة والخلاف الدائر الآن هو خلاف على تقسيم الكعكة بين روسيا والناتو خصوصًا مع تزايد الخلاف بينهما حول نشر الصواريخ الأمريكية ومعاهد الحد من نشر الأسلحة التقليدية.
إن المسلمين الألبان يعانون الكثير تحت حكم الناتو ومظلة الأمم المتحدة فيما يبدو أنها ورقة ضغط عليهم للقبول بأفضل السيء إذا صح التعبير, فكوسوفا تعاني من انقطاع مستمر في الكهرباء والمياه وغلو فاحش في الأسعار وبطالة عالية لا يعوضها إلا تحويلات العمالة الخارجية..إستقلال الإقليم لن يكون البداية لتحسين الأوضاع بل سيكون البداية للدخول تحت وصاية جديدة في لعبة صراع المصالح.