المستعين بالله ابوعبدالله
12-26-2005, 10:36 PM
بسم الله الر حمن الرحيم والحمد لله والصلاة و السلا م على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :بالحلقة الماضية كنتم مع ثمالة وهم يحثون ألخطى الى ان وضعوا اللمسات ألأخيرة وقفلوا راجعين من آخر مرحلة من مراحل منظومة الري في مشروعهم الزراعي مشروع ألجنتين ,,, ولعلكم أدركتم من وسائل وآليات العمل ألتي اتبعوها أن ليس هناك ما يدعو للدهشة في استخدامهم لكتل صخرية ضخمة بالبناء ما داموا بتلك ألقدرات الجسدية والمهارات والوسائل العمليه.......
واود بهذه ألحلقة < التاسعة> أحاطتكم أن ما تم انجازه لم يكن نهاية ألمطاف في منظومة الري , فهناك ألصيانة ألدورية ألمستمرة لحوض السد التي تستدعي أخراج ألطمي والمخلفات كلما أنحسر ألماء من حوضه , وهناك حفر ألأبار للري فيما لو حل فصل ألجفاف , وطيها وبناء اسطواناتها وأقفافها وحفر وبناء مجراتها بطريقة هندسية ذكية <منحدره> لتقليل وزن الماء اثناء جبده بالغروب أوالدلاء ,, وكان اعتمادهم في جانب كبير من تلك ألأعمال وما يلحق بها من أنشطة الحرث < كالأثارة والدمس والدياس والسواني والنقل والنثل > على دواب العمل تماما كما شاهدتم في اعتمادهم عليها في بناء ألسد ,,,ولكن ما الحل في مجتمع مستقر لايرحل وراء ألكلأ ويقتني الجياد وبهائم العمل التي تحتاج الى وفرة في المراعي ؟؟؟, الحل يسير وتعهده ألقبيلة منذ كانت في سبأ وهو اقامة مناطق منفصلة لرعيها غير التي تفلاها الماعز والشياة بأفواهها الصغيرة وأظلافها الرفيعة , لذلك خصصت ثمالة جزءا من مشرق ديارها حيث يلتف على أطرافها هلال من قمم الجبال ألعاليه تفصلها عن تهامه كحمى و مفالي للخيل والبغال والحمير والأبل وألأبقار , محرم دخوله او الرعي فيه بالمعز والشياة , يسري قانونه دون تميز على أفراد القبيلة والمارين أو المستجيرين بها من غيرها , وسنوا لذلك القوانين ألجزائيه ألرادعة , وصدرت ألتوجيهات حالا بأنفاذها ,,,,, وأتصور أنه كان أوسع بكثير من ألحمى ألحالي الذي مضى عليه آلاف السنين ولازال قائما ....
ودارت عجلة الحياة ,,, وأقبلت ألمعصرات مطبقة على ألأرض محملة بالسحاب الثقال يتلألأ فيها وميض ألبروق وتزمجر بها أصوات ألرعود هاملة ألغيث مدرارا والماء ثجاجا , أعقبها حال انقشاعها دويح ألسيول وتغريد الطيور,,, وما هي الا سويعات حتى تحولت منطقة حوض السد الى بحيرة عذبة ينعكس على صفحتها بياض المزن وازرقاق السماء , و يفيض منها ماؤها ثم يغيض مكونا شلالا ناحية عن السد في منظر جميل وأخاذ يشد اليه ألأنظار....وازدهر الزرع والضرع وأحذت مظاهر الثراء تظهر وتزداد , مما ادى الى انبهار عرب المنطقة الذين كانت ثقافتهم تستعيب الزراعة كما اشرت الى ذلك بشيء من التوسع بالحلقة الرابعة , وزادت دهشتهم عندما رأوا ثمالة < السبئين كما كانوا يسمونهم في بداية استيطانهم > وهم يتجهون بفائض منتجاتهم الزائدة عن احتياجاتهم من الحبوب ,وزبيب العنب والتين, والخوخ والمشمش المجففين, والرمان ألمقفل ,والعسل ,, ويقايضون بها البخور والأطياب والمنسوجات والحلي والسلاح وغيرها في الأسواق على طريق التجارة الدولي بعكاض ومكه ,,,,, هنا بدأت تتفتح ألعيون وتتحرك الكوامن في النفوس لدى قبائل الجوار أمام تلك ألمغريات,,,,,ولكن كيف السبيل ؟؟ أهو الغزو ؟؟ لا , فثمالة قبيلة مهيبة الجانب ليس بذاتها فقط كأقلية بالمنطقه ولكن ايضا بمن وراءها من قومها اقربهم مسافة البقوم ودوس وغامد ثم خزاعة بمكة وألأوس والخزرج بالمدينة وبقية ألأزد بالسراة وابعدهم بني عمومتهم باليمن والغساسنة والمناذرة في الشام وبلاد الرافدين ,,,,, وهذا المصدر للقوة لبث احقابا بين احفاد سبأ لذلك لا غرابة لاحقا أن يغزو الغساسنة من الشام يهود ألمدينة وخيبر حمية لبني عمومتهم ألأوس والخزرج ........
اذا الغزو خيار يجب استبعاده البته, لأنه الماحقة للغزاة.... ولكن ما الحل ؟؟ انه ببساطة ألتخلي عن ألموروث ألثقافي الذي يستعيب الزراعه ... وهنا بدأ التغير ألتدريجي في المنطقة بتغير الثقافة لتصبح ثقيف وبطون من هوازن أهل زراعة وأحمية لحيوانات العمل واستقرار الى جانب الرعي , وبذلك ذاب عنصر التنافر الوحيد في الثقافة وتحقق التأثير والتأثر الذي أشرت اليه بالحلقة الرابعه.....
من هنا وبانقطاع ألتواصل الجغرافي بدأت أواصر الترابط تضعف شيئا فشيئا بين ثمالة وقومها ألأزد وبالمقابل تقوى مع جيرانها من ثقيف وهوازن حتى وصلت الى التحالف مع ثقيف ألأكثر تطابقا ثقافيا ,,, وبعد أن تحولت ثقيف الى ألأحتراف ألزراعي الكامل اقتبست من ثمالة فكرة ألري بالجراب الذي عرفتموه في زمانكم بالعين , ثم تطور التحالف منذ الجاهلية الى ألأتحاد الكامل والتصاهر والأنسجام في صغير ألأمور وكبيرها بحيث أصبحت ثمالة و ثقيف يقفان صفا واحدا عند ألأقتتال حتى مع أقرب جيرانهم القبيلة العريقة هوازن ,,, وعندما تتقاتل بطون من ثقيف تكون ثمالة طرفا في الصراع مع هذا البطن أو ذاك من ثقيف ,,,, ويقاتلون مع هوازن كما تقاتل هوازن معهم عند ألأعتداء ألخارجي على أي منهما ,,, ,,, لذلك لا تستغربوا بهذه الحلقة أضافتي ألثقفي الى اسمي أدناه كما تقتضي آداب الحسب والنسب....
ولأجلاء بعض الغموض أجدني هنا مضطر للأسترسال قليلا والقفز من حيث وصلنا على الزمان والمكان , وأقول ان التحالف والأندماج ظاهرة قديمة وطبيعية لدى ألعرب والعجم << كل من لايتكلم العربيه >> منذ الجاهليه وما قبلها , تذوب امم وقبائل بأخرى ويبرز اسم فرع من امة او قبيلة ليلغي ألأصل ويحل محله ألفرع وهكذا ,,,, بل وفي ألأسلام أصبح مولى ألقوم منهم فما بالكم بالحليف ؟ ,,اما في زمانكم فلا غرابة ان تصبح في يوم وليله استراليا او أمريكيا بالزواج او غيره من أساليب اكتساب الجنسية ,,, وعند عرب اليوم في عصر ألدولة ألقطرية تنقطع كل الروابط بما فيها الهويه بين ابناء القبيلة الواحدة المنقسمة في قطرين او أكثر انقطاعا تاما خلف الحدود الدولية ,,,,, لذلك من المستغرب الآن بعد مئآت ان لم يكن آلآف السنين وثماله من ثقيف ان يطرق ألأسماع التساؤل هل ثمالة من ثقيف ام لا ؟؟؟ ان ثماله من ثقيف,,وكل ثمالي ثقفي من قمة رأسه الى اخمص قدميه ,,, وهو اعتداد واعتزاز بالقبيلة كتاريخ ووطن ونسب وثقافة وجوار وصلة للرحم , ولكن ألأعتداد كل ألأعتداد وألأعتزاز كل ألأعتزاز لكل ثقيف بما فيهم ثمالة هو بألأسلام وما حث عليه من مكارم ألأخلاق , يحتقرون العنصرية البغيضة , الحكمة ضالتهم يبحثون عنها انا وجدوها أخذوها ,يوقنون بأن من أبطأ به عمله لم يعجل به نسبه , يحملون هموم ألأمة يحزنون لحزنها ويفرحون لفرحها , ويقدمون ألأسلام على العشيرة والقبيلة والمناطقية والأقليميه والقطرية والعربيه ,وكل ما سمعوا به من مظاهر التنظيم والتنظير الحزبية والنقابية وغيرها ,,,,,نعم فقد وقعت الصفقة وربح البيع لانقيل ولا نقال ,, ولا مجال عند أريب أن يستبدل سعة ألأسلام ألتي هي خير بدعوى الجاهلية وضيق العصبية التي هي أدنى....
والآن دعوني أعود بكم الى حيث كنا , الى هناك في وادي جفن, فواضح أنه قد تضاعف ألأزدهار , وربما فتحت عليهم الدنيا ,,,,, ولكن من ذا الذي يدري فكم جلبت النعم من نقم , أوليس سلوك جنس ألأنسان , كل انسان , أنه يطغى أن رآه أستغنى ؟؟ , وكذلك من يدري ؟ أهي قرية بطرت معيشتها فعاقبها ربها كأسلافها في سبأ وأتى بنيانها من القواعد ؟؟ ام كان ابتلاءا وتمحيصا ؟؟ لست أدري ,, , سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك انت علام ألغيوب ,,,,, ولكن ما حل بالقوم ربما كان فاجعة بكل ألمقايس , فبعد قرون من ألغنى والأستقرار < لا يهم كثرت أم قلت > انهار جبل كان يعترض تيارات ألمياه المتدفقه المتجهة شمالا ويحولها شرقا لتعود بعد اجتيازه شمالا كما كانت ,,, هكذا منذ آلاف أن لم يكن ملايين السنين , منذ أن كان الوادي نهرا , الى أن تحول مجرى جافا ,الى ان أقامت ثمالة على واديه سد وادي جفن , لم يكن ليتغير ,,,,فماذا حدث ؟؟ ان ما حدث لأمر غريب مريب سأحاول تفسيره في حلقة لاحقة أنشاء الله ,,,المهم انه بانهيار ألجبل انداحت آلاف ألأطنان من ألمياه دفعة واحدة من بحيرة كانت في كامل امتلائها , والمياه تتقاذف مع شلالها ,وربما كانت ألأمطار لازالت منهمرة والسيول لازالت تتدافع من الروافد الى الحوض ,,, ومن روافد الجنتين اليها لدرجة لم تكن فيها لتتحمل المزيد,,,,,, انها الأمواج ألعاتية ألجارفة < أو سونامي كما يسميها اليابانيون > التي حملت معها الشجر والحجر واتجهت بسرعة وأمواج عالية الى وادي ضاق مجراه بمشروع ألجنتين على ضفتيه , وكان ما كان , ففي صبيحة اليوم التالي كان منظر ألمأساة مروعا , فلم يكن هناك شيء يذكر,لا شجر ولا مدر, ولا آبار ولا قناطر ,ولا حتى اثر,, اللهم الا سدا قائما على وادي قد تغير مجراه , وجرابا تكسر ولا أمل في جدواه ,,, وليس مستبعدا أن ذلك ترافق مع انكماش اقتصادي وكساد تجاري عم المنطقة كلها لا نعلم أكان سابقا ام متزامنا مع ألكارثه ؟ وذلك بسبب تمكن المصريين من الملاحة في ما يعرف اليوم بالبحر ألأحمر وانتهاء عامل ألأزدهار بتوقف خط التجارة الدولي فيما كان يعرف بطريق اللبان وتحوله الى طريق محلي لبعض عرب ألجزيره ....
أنها نهاية مأسوية لحكمة الاهيه أجتمعت ألقبيلة على اثرها بعد استيعابها لهول الصدمه , وقرر أعيانها أن ارحلوا ياثماله لامقام لكم اليوم , والتحقوا بسالف أقوامكم ألغساسنة والمناذرة في الشام وبلاد الرافدين فما حدث لم يعد مقدورا على اصلاحه ... وما هي ألا بضعة اشهر حتى رحل الكثير ولم يبق الا القليل , وتلك القلة ألباقية من القبيلة تفرقت على روافد وادي جفن مؤثرة ألبقاء فيه والصبر على حلو ألأمور ومرها أسوة بمن حولهم من قومهم ثقيف وجيرانهم هوازن . نعم ذهب كل شيء ولم يبق الا الذكريات ألتي طواها النسيان ليحل محلها نسج ألأساطير جيلا بعد جيل في محاولة لأيجاد تفسير لما حدث ...
ومن يدري فلعل التاريخ بذلك قد أعاد نفسه الى ألأجواء نفسها ألتي كان لسبأ فيها عبرة وآيه ,,, ولكن ما أكثر العبر وما اقل ألأعتبار ,,,,, بذلك انهي هذه الحلقه ,وسوف أستأنف ألحديث بالحلقات ألقادمة عن ثمالة الباقيه التي سترى في مستقبلها هجرتين ولكنهما هجرتي نعم لا نقم كالهجرتين أللتين سبقتهما ,,,فالى أن يحين موعد ألحلقة العاشرة , استودعكم من لا تضيع ودائعه ......
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا أله ألا أنت أستغفرك أللهم واتوب اليك ......
كتبها : ألمستعين بالله أبو عبد الله محمد بن عبد الله الساعدي الثمالي الثقفي .......
كبير
واود بهذه ألحلقة < التاسعة> أحاطتكم أن ما تم انجازه لم يكن نهاية ألمطاف في منظومة الري , فهناك ألصيانة ألدورية ألمستمرة لحوض السد التي تستدعي أخراج ألطمي والمخلفات كلما أنحسر ألماء من حوضه , وهناك حفر ألأبار للري فيما لو حل فصل ألجفاف , وطيها وبناء اسطواناتها وأقفافها وحفر وبناء مجراتها بطريقة هندسية ذكية <منحدره> لتقليل وزن الماء اثناء جبده بالغروب أوالدلاء ,, وكان اعتمادهم في جانب كبير من تلك ألأعمال وما يلحق بها من أنشطة الحرث < كالأثارة والدمس والدياس والسواني والنقل والنثل > على دواب العمل تماما كما شاهدتم في اعتمادهم عليها في بناء ألسد ,,,ولكن ما الحل في مجتمع مستقر لايرحل وراء ألكلأ ويقتني الجياد وبهائم العمل التي تحتاج الى وفرة في المراعي ؟؟؟, الحل يسير وتعهده ألقبيلة منذ كانت في سبأ وهو اقامة مناطق منفصلة لرعيها غير التي تفلاها الماعز والشياة بأفواهها الصغيرة وأظلافها الرفيعة , لذلك خصصت ثمالة جزءا من مشرق ديارها حيث يلتف على أطرافها هلال من قمم الجبال ألعاليه تفصلها عن تهامه كحمى و مفالي للخيل والبغال والحمير والأبل وألأبقار , محرم دخوله او الرعي فيه بالمعز والشياة , يسري قانونه دون تميز على أفراد القبيلة والمارين أو المستجيرين بها من غيرها , وسنوا لذلك القوانين ألجزائيه ألرادعة , وصدرت ألتوجيهات حالا بأنفاذها ,,,,, وأتصور أنه كان أوسع بكثير من ألحمى ألحالي الذي مضى عليه آلاف السنين ولازال قائما ....
ودارت عجلة الحياة ,,, وأقبلت ألمعصرات مطبقة على ألأرض محملة بالسحاب الثقال يتلألأ فيها وميض ألبروق وتزمجر بها أصوات ألرعود هاملة ألغيث مدرارا والماء ثجاجا , أعقبها حال انقشاعها دويح ألسيول وتغريد الطيور,,, وما هي الا سويعات حتى تحولت منطقة حوض السد الى بحيرة عذبة ينعكس على صفحتها بياض المزن وازرقاق السماء , و يفيض منها ماؤها ثم يغيض مكونا شلالا ناحية عن السد في منظر جميل وأخاذ يشد اليه ألأنظار....وازدهر الزرع والضرع وأحذت مظاهر الثراء تظهر وتزداد , مما ادى الى انبهار عرب المنطقة الذين كانت ثقافتهم تستعيب الزراعة كما اشرت الى ذلك بشيء من التوسع بالحلقة الرابعة , وزادت دهشتهم عندما رأوا ثمالة < السبئين كما كانوا يسمونهم في بداية استيطانهم > وهم يتجهون بفائض منتجاتهم الزائدة عن احتياجاتهم من الحبوب ,وزبيب العنب والتين, والخوخ والمشمش المجففين, والرمان ألمقفل ,والعسل ,, ويقايضون بها البخور والأطياب والمنسوجات والحلي والسلاح وغيرها في الأسواق على طريق التجارة الدولي بعكاض ومكه ,,,,, هنا بدأت تتفتح ألعيون وتتحرك الكوامن في النفوس لدى قبائل الجوار أمام تلك ألمغريات,,,,,ولكن كيف السبيل ؟؟ أهو الغزو ؟؟ لا , فثمالة قبيلة مهيبة الجانب ليس بذاتها فقط كأقلية بالمنطقه ولكن ايضا بمن وراءها من قومها اقربهم مسافة البقوم ودوس وغامد ثم خزاعة بمكة وألأوس والخزرج بالمدينة وبقية ألأزد بالسراة وابعدهم بني عمومتهم باليمن والغساسنة والمناذرة في الشام وبلاد الرافدين ,,,,, وهذا المصدر للقوة لبث احقابا بين احفاد سبأ لذلك لا غرابة لاحقا أن يغزو الغساسنة من الشام يهود ألمدينة وخيبر حمية لبني عمومتهم ألأوس والخزرج ........
اذا الغزو خيار يجب استبعاده البته, لأنه الماحقة للغزاة.... ولكن ما الحل ؟؟ انه ببساطة ألتخلي عن ألموروث ألثقافي الذي يستعيب الزراعه ... وهنا بدأ التغير ألتدريجي في المنطقة بتغير الثقافة لتصبح ثقيف وبطون من هوازن أهل زراعة وأحمية لحيوانات العمل واستقرار الى جانب الرعي , وبذلك ذاب عنصر التنافر الوحيد في الثقافة وتحقق التأثير والتأثر الذي أشرت اليه بالحلقة الرابعه.....
من هنا وبانقطاع ألتواصل الجغرافي بدأت أواصر الترابط تضعف شيئا فشيئا بين ثمالة وقومها ألأزد وبالمقابل تقوى مع جيرانها من ثقيف وهوازن حتى وصلت الى التحالف مع ثقيف ألأكثر تطابقا ثقافيا ,,, وبعد أن تحولت ثقيف الى ألأحتراف ألزراعي الكامل اقتبست من ثمالة فكرة ألري بالجراب الذي عرفتموه في زمانكم بالعين , ثم تطور التحالف منذ الجاهلية الى ألأتحاد الكامل والتصاهر والأنسجام في صغير ألأمور وكبيرها بحيث أصبحت ثمالة و ثقيف يقفان صفا واحدا عند ألأقتتال حتى مع أقرب جيرانهم القبيلة العريقة هوازن ,,, وعندما تتقاتل بطون من ثقيف تكون ثمالة طرفا في الصراع مع هذا البطن أو ذاك من ثقيف ,,,, ويقاتلون مع هوازن كما تقاتل هوازن معهم عند ألأعتداء ألخارجي على أي منهما ,,, ,,, لذلك لا تستغربوا بهذه الحلقة أضافتي ألثقفي الى اسمي أدناه كما تقتضي آداب الحسب والنسب....
ولأجلاء بعض الغموض أجدني هنا مضطر للأسترسال قليلا والقفز من حيث وصلنا على الزمان والمكان , وأقول ان التحالف والأندماج ظاهرة قديمة وطبيعية لدى ألعرب والعجم << كل من لايتكلم العربيه >> منذ الجاهليه وما قبلها , تذوب امم وقبائل بأخرى ويبرز اسم فرع من امة او قبيلة ليلغي ألأصل ويحل محله ألفرع وهكذا ,,,, بل وفي ألأسلام أصبح مولى ألقوم منهم فما بالكم بالحليف ؟ ,,اما في زمانكم فلا غرابة ان تصبح في يوم وليله استراليا او أمريكيا بالزواج او غيره من أساليب اكتساب الجنسية ,,, وعند عرب اليوم في عصر ألدولة ألقطرية تنقطع كل الروابط بما فيها الهويه بين ابناء القبيلة الواحدة المنقسمة في قطرين او أكثر انقطاعا تاما خلف الحدود الدولية ,,,,, لذلك من المستغرب الآن بعد مئآت ان لم يكن آلآف السنين وثماله من ثقيف ان يطرق ألأسماع التساؤل هل ثمالة من ثقيف ام لا ؟؟؟ ان ثماله من ثقيف,,وكل ثمالي ثقفي من قمة رأسه الى اخمص قدميه ,,, وهو اعتداد واعتزاز بالقبيلة كتاريخ ووطن ونسب وثقافة وجوار وصلة للرحم , ولكن ألأعتداد كل ألأعتداد وألأعتزاز كل ألأعتزاز لكل ثقيف بما فيهم ثمالة هو بألأسلام وما حث عليه من مكارم ألأخلاق , يحتقرون العنصرية البغيضة , الحكمة ضالتهم يبحثون عنها انا وجدوها أخذوها ,يوقنون بأن من أبطأ به عمله لم يعجل به نسبه , يحملون هموم ألأمة يحزنون لحزنها ويفرحون لفرحها , ويقدمون ألأسلام على العشيرة والقبيلة والمناطقية والأقليميه والقطرية والعربيه ,وكل ما سمعوا به من مظاهر التنظيم والتنظير الحزبية والنقابية وغيرها ,,,,,نعم فقد وقعت الصفقة وربح البيع لانقيل ولا نقال ,, ولا مجال عند أريب أن يستبدل سعة ألأسلام ألتي هي خير بدعوى الجاهلية وضيق العصبية التي هي أدنى....
والآن دعوني أعود بكم الى حيث كنا , الى هناك في وادي جفن, فواضح أنه قد تضاعف ألأزدهار , وربما فتحت عليهم الدنيا ,,,,, ولكن من ذا الذي يدري فكم جلبت النعم من نقم , أوليس سلوك جنس ألأنسان , كل انسان , أنه يطغى أن رآه أستغنى ؟؟ , وكذلك من يدري ؟ أهي قرية بطرت معيشتها فعاقبها ربها كأسلافها في سبأ وأتى بنيانها من القواعد ؟؟ ام كان ابتلاءا وتمحيصا ؟؟ لست أدري ,, , سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك انت علام ألغيوب ,,,,, ولكن ما حل بالقوم ربما كان فاجعة بكل ألمقايس , فبعد قرون من ألغنى والأستقرار < لا يهم كثرت أم قلت > انهار جبل كان يعترض تيارات ألمياه المتدفقه المتجهة شمالا ويحولها شرقا لتعود بعد اجتيازه شمالا كما كانت ,,, هكذا منذ آلاف أن لم يكن ملايين السنين , منذ أن كان الوادي نهرا , الى أن تحول مجرى جافا ,الى ان أقامت ثمالة على واديه سد وادي جفن , لم يكن ليتغير ,,,,فماذا حدث ؟؟ ان ما حدث لأمر غريب مريب سأحاول تفسيره في حلقة لاحقة أنشاء الله ,,,المهم انه بانهيار ألجبل انداحت آلاف ألأطنان من ألمياه دفعة واحدة من بحيرة كانت في كامل امتلائها , والمياه تتقاذف مع شلالها ,وربما كانت ألأمطار لازالت منهمرة والسيول لازالت تتدافع من الروافد الى الحوض ,,, ومن روافد الجنتين اليها لدرجة لم تكن فيها لتتحمل المزيد,,,,,, انها الأمواج ألعاتية ألجارفة < أو سونامي كما يسميها اليابانيون > التي حملت معها الشجر والحجر واتجهت بسرعة وأمواج عالية الى وادي ضاق مجراه بمشروع ألجنتين على ضفتيه , وكان ما كان , ففي صبيحة اليوم التالي كان منظر ألمأساة مروعا , فلم يكن هناك شيء يذكر,لا شجر ولا مدر, ولا آبار ولا قناطر ,ولا حتى اثر,, اللهم الا سدا قائما على وادي قد تغير مجراه , وجرابا تكسر ولا أمل في جدواه ,,, وليس مستبعدا أن ذلك ترافق مع انكماش اقتصادي وكساد تجاري عم المنطقة كلها لا نعلم أكان سابقا ام متزامنا مع ألكارثه ؟ وذلك بسبب تمكن المصريين من الملاحة في ما يعرف اليوم بالبحر ألأحمر وانتهاء عامل ألأزدهار بتوقف خط التجارة الدولي فيما كان يعرف بطريق اللبان وتحوله الى طريق محلي لبعض عرب ألجزيره ....
أنها نهاية مأسوية لحكمة الاهيه أجتمعت ألقبيلة على اثرها بعد استيعابها لهول الصدمه , وقرر أعيانها أن ارحلوا ياثماله لامقام لكم اليوم , والتحقوا بسالف أقوامكم ألغساسنة والمناذرة في الشام وبلاد الرافدين فما حدث لم يعد مقدورا على اصلاحه ... وما هي ألا بضعة اشهر حتى رحل الكثير ولم يبق الا القليل , وتلك القلة ألباقية من القبيلة تفرقت على روافد وادي جفن مؤثرة ألبقاء فيه والصبر على حلو ألأمور ومرها أسوة بمن حولهم من قومهم ثقيف وجيرانهم هوازن . نعم ذهب كل شيء ولم يبق الا الذكريات ألتي طواها النسيان ليحل محلها نسج ألأساطير جيلا بعد جيل في محاولة لأيجاد تفسير لما حدث ...
ومن يدري فلعل التاريخ بذلك قد أعاد نفسه الى ألأجواء نفسها ألتي كان لسبأ فيها عبرة وآيه ,,, ولكن ما أكثر العبر وما اقل ألأعتبار ,,,,, بذلك انهي هذه الحلقه ,وسوف أستأنف ألحديث بالحلقات ألقادمة عن ثمالة الباقيه التي سترى في مستقبلها هجرتين ولكنهما هجرتي نعم لا نقم كالهجرتين أللتين سبقتهما ,,,فالى أن يحين موعد ألحلقة العاشرة , استودعكم من لا تضيع ودائعه ......
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا أله ألا أنت أستغفرك أللهم واتوب اليك ......
كتبها : ألمستعين بالله أبو عبد الله محمد بن عبد الله الساعدي الثمالي الثقفي .......
كبير