المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف حالنا مع كلامه سبحانه


اليزيدي
01-06-2008, 02:27 AM
عن الأصمعي قال :
أقبلت ذات يوم من المسجد الجامع بالبصرة ..
فبينما أنا في بعض سِككها إذ طلع أعرابي جِلف جافٍ على قَعود له ..
متقلد سيفه .. وبيده قوسه .. فدنا وسلّم ..
وقال لي : ممن الرجل ..؟
قلت : من بني الأصمع ..
قال : أنت الأصمعي ..؟
قلت : نعم ..
قال : ومن أين أقبلت ..؟
قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن ..
قال : وللرحمن كلام يتلوه الآدميون ..!
قلت : نعم ..!!
قال : اتل عليّ شيئاً منه ..
فقلت له : انزل عن قَعودك ،، فنزل وابتدأت بسورة الذاريات ..
فلما انتهيت إلى قوله تعالى :
{ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }
قال : يا أصمعي ..! أهذا كلام الرحمن ..؟
قلت : إي والذي بعث محمداً بالحق إنه لكلامه أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ..!
فقال لي : حسبك..!
ثم قام إلى قعوده فنحره وقطعه بجلده ..
وقال : أعني على تفريقه ..
ففرقناه على من أقبل وأدبر ..
ثم عمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وجعلهما تحت الرحل وولى مدبراً نحو البادية ..
وهو يقول :
{ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }
فأقبلت على نفسي باللوم ..
وقلت : لم تنتبه لما انتبه له الأعرابي ..
فلما حججت مع الرشيد دخلت مكة ..
فبينما أنا أطوف بالكعبة إذ هتف بي هاتف بصوت رقيق ..
فالتفت فإذا أنا بالأعرابي نحيلاً مصفراً ..
فسلم علي وأخذ بيدي وأجلسني من وراء المقام ..
وقال لي : أشتقت لكلام الرحمن ،، أتل لي منه ..
فأخذت في سورة الذاريات فلما انتهيت إلى قوله تعالى :
{ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }
صاح الأعرابي : وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً ..
ثم قال : وهل هناك غير هذا ..؟
قلت : نعم ، يقول الله عز وجل :
{ فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }
فصاح الأعرابي ..
وقال : يا سبحان الله ..!
من الذي أغضب الجليل حتى حلف ..؟!
ألم يصدقوه حتى ألجؤوه إلى اليمين ..؟!
قالها ثلاثاً وخرجت فيها روحه ..

( أنتهت القصة )

ولكن هذا حال إعرابي مع كلام الرحمن ..
فما هو حالنا مع كلامه سبحانه

حسن عابد
01-06-2008, 02:41 AM
ما اروعها من قصة سلمت يمينك لهذا الاختيار الشامخ

أبو عبدالرحمن
01-06-2008, 08:49 AM
يعطيك العافية أخي اليزيدي

ولا شك أن كلام الله له تأثير عجيب ..وأكثر من ذلك..

الله يتجاوز عن قسوة قلوبنا..

لكن هناك قصص تبالغ في هذا التأثير ..وتخرج القصة عن الأمر المألوف..