المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رائعة الروائع /منقول.


المستعين بالله ابوعبدالله
01-24-2008, 01:25 AM
ملحمة حافظ إبراهيم في مدح الفاروق - رضي اللهعنه-



حسب القوافي و حسبي حيـن ألقيهـا@@@أنـي إلـى ساحـة الفـاروق أهديهـا
لاهم هـب لـي بيانـا أستعيـن بـه@@@علـى قضـاء حقـوق نـام قاضيهـا
قـد نازعتنـي نفسـي أن أوفيـهـا@@@و ليس في طـوق مثلـي أن يوفيهـا
فمـر سـري المعانـي أن يواتيـنـي@@@فيها فإنـي ضعيـف الحـال واهيهـا
(مـقـتــل عــمـــر)
مولـى المغيـرة لا جادتـك غـاديـة@@@من رحمـة الله مـا جـادت غواديهـا
مزقـت منـه أديمـا حشـوه هـمـم@@@فـي ذمـة الله عاليهـا و ماضيـهـا
طعنـت خاصـرة الفـاروق منتقـمـا@@@مـن الحنيفـة فـي أعلـى مجاليهـا
فأصبحـت دولـة الإسـلام حـائـرة@@@تشكـو الوجيعـة لمـا مـات آسيهـا
مضـى و خلّفهـا كالطـود راسـخـة@@@و زان بالعـدل و التقـوى مغانيـهـا
تنبو المعـاول عنهـا و هـي قائمـة@@@و الهادمـون كثيـر فـي نواحيـهـا
حتـى إذا مــا تـولاهـا مهدمـهـا@@@صـاح الـزوال بهـا فانـدك عاليهـا
واها على دولة بالأمـس قـد مـلأت@@@جوانب الشـرق رغـدا فـي أياديهـا
كـم ظللتهـا و حاطتـهـا بأجنـحـة@@@عن أعين الدهر قـد كانـت تواريهـا
مـن العنايـة قـد ريشـت قوادمهـا@@@و من صميم التقى ريشـت خوافيهـا
و الله مـا غالهـا قدمـا و كـاد لهـا@@@و اجـتـث دوحتـهـا إلا مواليـهـا
لو أنها في صميم العـرب مـا بقيـت@@@لمـا نعاهـا علـى الأيـام ناعيـهـا
ياليتهـم سمعـوا مـا قالـه عـمـر@@@و الـروح قـد بلغـت منـه تراقيهـا
لا تكثـروا مـن مواليكـم فـإن لهـم@@@مطامـع بَسَمَـاتُ الضعـف تخفيـهـا
(إســــلام عــمــر )
رأيـت فـي الـديـن آراء موفـقـة@@@فـأنــزل الله قـرآنــا يزكـيـهـا
و كنـت أول مـن قـرت بصحبـتـه@@@عيـن الحنيفـة و اجتـازت أمانيهـا
قد كنت أعدى أعاديهـا فصـرت لهـا@@@بنعمـة الله حصنـا مــن أعاديـهـا
خرجـت تبغـي أذاهـا فـي محمدهـا@@@و للحنيـفـة جـبــار يوالـيـهـا
فلـم تكـد تسمـع الايــات بالـغـة@@@حتى انكفـأت تنـاوي مـن يناويهـا
سمعـت سـورة طـه مـن مرتلهـا@@@فزلزلـت نيـة قـد كنـت تنويـهـا
و قلـت فيهـا مـقـالا لا يطـاولـه@@@قول المحب الذي قـد بـات يطريهـا
و يوم أسلمت عز الحـق و ارتفعـت@@@عـن كاهـل الديـن أثقـالا يعانيهـا
و صاح فيها بـلال صيحـة خشعـت@@@لهـا القلـوب ولبـت أمـر باريـهـا
فأنـت فـي زمـن المختـار منجدهـا@@@و أنت فـي زمـن الصديـق منجيهـا
كـم استـراك رسـول الله مغتبـطـا@@@بحكمـة لـك عنـد الـرأي يلفيـهـا
(عمر و بيعـة أبـي بكـر )
و موقف لك بعد المصطفـى افترقـت@@@فيـه الصحابـة لمـا غـاب هاديهـا
بايعـت فيـه أبــا بـكـر فبايـعـه@@@علـى الخلافـة قاصيهـا و دانيـهـا
و أطفئـت فتنـة لـولاك لاستـعـرت@@@بيـن القبائـل و انسابـت أفاعيـهـا
بـات النبـي مسجـا فـي حظيرتـه@@@و أنـت مستعـر الاحشـاء داميـهـا
تهيم بين عجيج النـاس فـي دهـش@@@من نبأة قد سرى في الأرض ساريهـا
تصيح : من قال نفس المصطفى قبضت@@@علـوت هامتـه بالسـيـف أبريـهـا
أنسـاك حبـك طــه أنــه بـشـر@@@يجري عليه شـؤون الكـون مجريهـا
و أنــه وارد لابـــد مـوردهــا@@@مـن المنـيـة لا يعفـيـه ساقيـهـا
نسيـت فـي حـق طـه آيـة نزلـت@@@و قـد يـذكّـر بـالايـات ناسيـهـا
ذهلـت يومـا فكانـت فتنـة عـمـم@@@وثـاب رشـدك فانجابـت دياجيـهـا
فللسقيفـة يــوم أنــت صاحـبـه@@@فيـه الخلافـة قـد شيـدت أواسيهـا
مدت لهـا الأوس كفـا كـي تناولـه@@@فمـدت الخـزرج الايـدي تباريـهـا
و ظـن كـل فـريـق أن صاحبـهـم@@@أولـى بهـا و أتـى الشحنـاء آتيهـا
حتى انبريـت لهـم فارتـد طامعهـم@@@عنهـا وآخـى أبـو بكـر أواخيـهـا
( عـمــر و عــلــي )
و قـولـة لعـلـي قالـهـا عـمـر@@@أكـرم بسامعهـا أعـظـم بملقيـهـا
حرقـتُ دارك لا أبقـي عليـك بـهـا@@@إن لم تبايع و بنـت المصطفـى فيهـا
ما كان غير أبى حفـص يفـوه بهـا@@@أمـام فـارس عـدنـان وحاميـهـا
كلاهمـا فـي سبيـل الحـق عزمتـه@@@لا تنثنـي أو يكـون الحـق ثانيـهـا
فاذكرهمـا وترحـم كلـمـا ذكــروا@@@أعاظمـا ألِّهـوا فـي الكـون تأليهـا
( عمر و جبله بن الايهـم )
كم خفت في الله مضعوفـا دعـاك بـه@@@و كـم أخفـت قويـا ينثنـي تيـهـا
و في حديـث فتـى غسـان موعظـة@@@لكـل ذي نعـرة يـأبـى تناسيـهـا
فمـا القـوي قويـا رغــم عـزتـه@@@عند الخصومـة و الفـاروق قاضيهـا
ومـا الضعيـف ضعيفـا بعـد حجتـه@@@و إن تخاصـم واليـهـا و راعيـهـا
( عمـر و أبـو سفيـان )
و ما أقلت أبـا سفيـان حيـن طـوى@@@عنـك الهـديـة معـتـزا بمهديـهـا
لم يغن عنـه و قـد حاسبتـه حسـب@@@و لا معـاويـة بالـشـام يجبـيـهـا
قيـدت منـه جليـلا شـاب مفـرقـه@@@في عـزة ليـس مـن عـز يدانيهـا
قـد نوهـوا باسمـه فـي جاهليـتـه@@@و زاده سـيـد الكونـيـن تنويـهـا
فـي فتـح مكـة كانـت داره حرمـا@@@قـد أمّـن الله بعـد البيـت غاشيهـا
و كل ذلـك لـم يشفـع لـدى عمـر@@@فـي هفـوة لأبـي سفيـان يأتيـهـا
تالله لـو فـعـل الخـطـاب فعلـتـه@@@لمـا ترخـص فيـهـا أو يجازيـهـا
فـلا الحسابـة فـي حـق يجاملـهـا@@@و لا القرابـة فـي بطـل يحابيـهـا
و تلـك قـوة نفـس لـو أراد بـهـا@@@شـم الجبـال لمـا قـرت رواسيهـا
(عمر و خالـد بـن الوليـد)
سل قاهر الفرس و الرومان هل شفعت@@@لـه الفتـوح و هـل أغنـى تواليهـا
غزى فأبلى و خيـل الله قـد عقـدت@@@باليمن و النصر و البشرى نواصيهـا
يرمـي الأعـادي بــآراء مـسـددة@@@و بالفـوارس قـد سالـت مذاكيـهـا
مـا واقـع الـروم إلا فـر قارحـهـا@@@و لا رمى الفـرس إلا طـاش راميهـا
و لـم يجـز بلـدة إلا سمعـت بهـا@@@الله أكبـر تـدْوي فــي نواحيـهـا
عشـرون موقعـة مــرت محجـلـة@@@من بعد عشر بنـان الفتـح تحصيهـا
و خالـد فـي سبـيـل الله موقـدهـا@@@و خالـد فـي سبـيـل الله صاليـهـا
أتـاه أمـر أبـي حـفـص فقبـلـه@@@كـمـا يـقـبـل آي الله تالـيـهـا
و استقبل العزل فـي إبـان سطوتـه@@@و مجـده مستريـح النفـس هاديهـا
فاعجـب لسيـد مخـزوم وفارسـهـا@@@يـوم النـزال إذا نــادى مناديـهـا
يـقـوده حبـشـي فــي عمامـتـه@@@ولا تـحـرك مـخـزوم عوالـيـهـا
ألقـى القيـاد إلـى الجـراح ممتثـل@@@او عزة النفس لـم تجـرح حواشيهـا
و انضم للجنـد يمشـي تحـت رايتـه@@@و بالحـيـاة إذا مـالـت يفـديـهـا
و مـا عرتـه شكـوك فـي خليفتـه@@@ولا ارتضـى إمـرة الجـراح تمويهـا
فخالـد كـان يــدري أن صاحـبـه@@@قد وجـه النفـس نحـو الله توجيهـا
فمـا يعالـج مـن قـول و لا عـمـل@@@إلا أراد بــه لـلـنـاس ترفـيـهـا
لـذاك أوصـى بـأولاد لـه عـمـرا@@@لمـا دعـاه إلـى الفـردوس داعيهـا
و ما نهى عمـر فـي يـوم مصرعـه@@@نسـاء مخـزوم أن تبكـي بواكيـهـا
و قيل فارقـت يـا فـاروق صاحبنـا@@@فيه و قد كان أعطى القـوس باريهـا
فقـال خفـت افتتـان المسلميـن بـه@@@و فتنة النفـس أعيـت مـن يداويهـا
هبـوه أخطـأ فـي تأويـل مقـصـده@@@و أنهـا سقطـة فـي عيـن ناعيهـا
فلـن تعيـب حصيـف الـرأي زلتـه@@@حتـى يعيـب سيـوف الهنـد نابيهـا
تالله لم يتَّبع في ابـن الوليـد هـوى@@@و لا شفى غلة فـي الصـدر يطويهـا
لكـنـه قــد رأى رأيــا فأتبـعـه@@@عزيمـة منـه لـم تثلـم مواضيـهـا
لم يرع في طاعـة المولـى خؤولتـه@@@و لا رعـى غيرهـا فيمـا ينافيـهـا
و ما أصاب ابنـه و السـوط يأخـذه@@@لديه مـن رأفـة فـي الحـد يبديهـا
إن الـذي بـرأ الـفـاروق نـزهـه@@@عن النقائـص و الأغـراض تنزيهـا
فذاك خلـق مـن الفـردوس طينتـها@@@لله أودع فيـهـا مـــا ينقـيـهـا
لاالكبـر يسكنهـا لا الظلـم يصحبهـا@@@لا الحقد يعرفهـا لا الحـرص يغويهـا

(عمر وعمرو بـن العـاص)
شاطـرت داهيـة السـواس ثـروتـه@@@و لـم تخفـه بمصـر و هـو واليهـا
و أنت تعرف عمـرا فـي حواضرهـا@@@و لست تجهـل عمـرا فـي بواديهـا
لم تنبت الأرض كابن العـاص داهيـة@@@يرمي الخطوب بـرأي ليـس يخطيهـا
فلـم يـرغ حيلـة فيمـا أمـرت بـه@@@و قام عمرو إلـى الأجمـال يزجيهـا
و لم تقل عاملا منهـا و قـد كثـرت@@@أموالـه وفشـا فـي الأرض فاشيهـا
(عمـر و ولـده عبـد الله )
و مـا وقـى ابنـك عبـد الله أينقـه@@@لمـا اطلعـت عليهـا فـي مراعيهـا
رأيتهـا فـي حمـاه وهـي سارحـة@@@مثل القصـور قـد اهتـزت أعاليهـا
فقلـت مـا كـان عبـد الله يشبعهـا@@@لو لم يكـن ولـدي أو كـان يرويهـا
قـد استعـان بجاهـي فـي تجارتـه@@@و بـات باسـم أبـي حفـص ينميهـا
ردوا النيـاق لبيـت المـال إن لــه@@@حـق الزيـادة فيهـا قبـل شاريـهـا
و هــذه خـطــة لله واضـعـهـا@@@ردت حقوقـا فأغنـت مستميحيـهـا
مالإشتراكـيـة المنـشـود جانبـهـا@@@بين الورى غير مبنـى مـن مبانيهـا
فـإن نكـن نحـن أهليهـا و منبتهـا@@@فإنهـم عرفـوهـا قـبـل أهليـهـا
(عمر و نصر بـن حجـاج)
جنـى الجمـال علـى نصـر فغربـه@@@عـن المدينـة تبكـيـه و يبكيـهـا
و كم رمت قسمات الحسـن صاحبهـا@@@و أتعبـت قصبـات السبـق حاويهـا
و زهرة الروض لولا حسـن رونقهـا@@@لما استطالـت عليهـا كـف جانيهـا
كانـت لـه لمـة فينـانـة عـجـب@@@علـى جبيـن خلـيـق أن يحليـهـا
و كان أنـى مشـى مالـت عقائلهـا@@@شوقا إليـه و كـاد الحسـن يسبيهـا
هتفن تحـت الليالـي باسمـه شغفـا@@@و للحسـان تـمـنٍّ فــي لياليـهـا
جـززت لمتـه لـمـا أتـيـتَ بــه@@@ففاق عاطلهـا فـي الحسـن حاليهـا
فصحت فيـه تحـول عـن مدينتهـم@@@فإنـهـا فتـنـة أخـشـى تماديـهـا
و فتنـة الحسـن إن هبـت نوافحهـا@@@كفتنـة الحـرب إن هبـت سوافيهـا
(عمـر و رسـول كسـرى)
و راع صاحب كسرى أن رأى عمـرا@@@بين الرعيـة عطـلا و هـو راعيهـا
و عهـده بملـوك الفـرس أن لـهـا@@@سورا من الجند و الأحـراس يحميهـا
رآه مستغرقـا فـي نـومـه فــرأى@@@فيـه الجلالـة فـي أسمـى معانيهـا
فوق الثرى تحت ظل الـدوح مشتمـلا@@@ببـردة كـاد طـول العهـد يبليـهـا
فهـان فـي عينـه مـا كـان يكبـره@@@مـن الأكـاسـر والدنـيـا بأيديـهـا
و قـال قولـة حـق أصبحـت مثـل@@@او أصبح الجيل بعـد الجيـل يرويهـا
أمنـت لمـا أقمـت العـدل بينـهـم@@@فنمـت نـوم قريـر العيـن هانيـهـا
(عـمـر و الـشــورى )
يا رافعا رايـة الشـورى و حارسهـا@@@جـزاك ربـك خيـرا عـن محبيهـا
لم يلهك النـزع عـن تأييـد دولتهـا@@@و لـلـمـنـيـة آلام تـعـانـيـهـا
لـم أنـس أمـرك للمقـداد يحمـلـه@@@إلـى الجماعـة إنــذارا و تنبيـهـا
إن ظـل بعـد ثـلاث رأيهـم شعبـا@@@فجرد السيف و اضرب فـي هواديهـا
فاعجب لقوة نفـس ليـس يصرفهـا@@@طعـم المنيـة مـرا عـن مراميـهـا
درى عميد بني الشـورى بموضعهـا@@@فعاش مـا عـاش يبنيهـا و يعليهـا
و مـا استبـد بـرأي فـي حكومتـه@@@إن الحكـومـة تـغـري مستبديـهـا
رأي الجماعـة لا تشقـى البـلاد بـه@@@رغم الخـلاف و رأي الفـرد يشقيهـا
(مـثـال مــن زهـــده)
يا من صدفت عـن الدنيـا و زينتهـا@@@فلـم يغـرك مـن دنيـاك مغريـهـا
ماذا رأيـت ببـاب الشـام حيـن رأوا@@@أن يلبسـوك مـن الأثـواب زاهيهـا
و يركبـوك علـى البـرذون تقدمـه@@@خيـل مطهـمـة تحـلـو مرائيـهـا
مشـى فهمـلـج مخـتـالا براكـبـه@@@و فـي البراذيـن مـا تزهـا بعاليهـا
فصحت يا قـوم كـاد الزهـو يقتلنـي@@@و داخلتنـي حـال لـسـت أدريـهـا
و كـاد يصبـو إلـى دنياكـم عـمـر@@@و يرتضـي بيـع باقـيـه بفانيـهـا
ردوا ركابـي فـلا أبغـي بـه بــدل@@@اردوا ثيابـي فحسبـي اليـوم باليهـا
(مثـال مــن رحمـتـه )
و مـن رآه أمـام القـدر منبطـحـا@@@و النـار تأخـذ منـه و هـو يذكيهـا
و قـد تخلـل فـي أثـنـاء لحيـتـه@@@منها الدخان و فوه غـاب فـي فيهـا
رأى هنـاك أميـر المؤمنيـن علـى@@@حـال تـروع لعـمـر الله رائيـهـا
يستقبل النار خوف النـار فـي غـده@@@و العين مـن خشيـة سالـت مآقيهـا
(مثال من تقشفه و ورعـه )
إن جـاع فـي شـدة قـومٌ شركتهـم@@@في الجوع أو تنجلي عنهـم غواشيهـا
جـوع الخليفـة و الدنيـا بقبضـتـه@@@في الزهـد منزلـة سبحـان موليهـا
فمن يبـاري أبـا حفـص و سيرتـه@@@أو مـن يحـاول للفـاروق تشبيـهـا
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقـال لهـا@@@من أين لي ثمـن الحلـوى فأشريهـا
لا تمتطـي شهـوات النفـس جامحـة@@@فكسرة الخبز عـن حلـواك تجزيهـا
و هل يفي بيت مـال المسلميـن بمـا@@@توحـي إليـك إذا طاوعـت موحيهـا
قالـت لـك الله إنـي لـسـت أرزؤه@@@مـالا لحاجـة نفـس كنـت أبغيـهـا
لكـن أجنـب شيـأ مـن وظيفتـنـا@@@في كـل يـوم علـى حـال أسويهـا
حتـى إذا مـا ملكنـا مـا يكافئـهـا@@@شريتـهـا ثــم إنــي لا أثنيـهـا
قال اذهبي و اعلمي إن كنـت جاهلـة@@@أن القناعـة تغنـي نفـس كاسيـهـا
و أقبلت بعـد خمـس و هـي حاملـة@@@دريهمـات لتقضـي مـن تشهيـهـا
فقـال نبهـت منـي غافـلا فـدعـي@@@هذي الدراهـم إذ لا حـق لـي فيهـا
ويلي علـى عمـر يرضـى بموفيـة@@@علـى الكفـاف و ينهـى مستزيدهـا
ما زاد عـن قوتنـا فالمسلميـن بـه@@@أولـى فقومـي لبيـت المـال رديهـا
كذاك أخلاقـه كانـت و مـا عهـدت@@@بعـد النـبـوة أخــلاق تحاكيـهـا
(مـثـال مــن هيبـتـه )
فـي الجاهليـة و الإسـلام هيبـتـه@@@تثني الخطـوب فـلا تعـدو عواديهـا
فـي طـي شدتـه أسـرار مرحـمـة@@@تثني الخطـوب فـلا تعـدو عواديهـا
و بين جنبيـه فـي أوفـى صرامتـه@@@فـؤاد والــدة تـرعـى ذراريـهـا
أغنت عن الصـارم المصقـول درتـه@@@فكم أخافـت غـوي النفـس عاتيهـا
كانت لـه كعصـى موسـى لصاحبهـا@@@لا ينـزل البطـل مجتـازا بواديـهـا
أخاف حتى الـذراري فـي ملاعبهـا@@@و راع حتـى الغوانـي فـي ملاهيهـا
اريـت تلـك التـي لله قـد نــذرت@@@انـشـودة لـرسـول الله تهـديـهـا
قالت نـذرت لئـن عـاد النبـي لنـا@@@مـن غـزوة العلـى دفـي أغنيـهـا
و يممت حضرة الهادي و قـد مـلأت@@@أنــوار طلعـتـه أرجــاء ناديـهـا
و استأذنت و مشت بالدف و اندفعـت@@@تشجي بألحانهـا مـا شـاء مشجيهـا
و المصطفـى و أبـو بكـر بجانـبـه@@@لا ينكـران عليهـا مــن أغانيـهـا
حتـى إذا لاح مـن بعـد لهـا عمـر@@@خارت قواها و كـاد الخـوف يرديهـا
و خبـأت دفهـا فـي ثوبهـا فـرقـا@@@منـه وودت لـو ان الأرض تطويهـا
قد كـان حلـم رسـول الله يؤنسهـا@@@فجاء بطـش أبـي حفـص يخشيهـا
فقـال مهبـط وحــي الله مبتسـمـا@@@و فـي ابتسامتـه معنـى يواسيـهـا
قـد فـر شيطانهـا لمـا رأى عمـر@@@إن الشياطين تخشـى بـأس مخزيهـا
(مثال من رجوعه إلى الحق )
و فتيـة ولعـوا بـالـراح فانتـبـذوا@@@لهـم مكانـا و جـدوا فـي تعاطيهـا
ظهـرت حائطهـم لمـا علمـت بهـم@@@و الليـل معتكـر الأرجـاء ساجيـهـا
حتى تبينتهـم و الخمـر قـد أخـذت@@@تعلـو ذؤابـة ساقيهـا و حاسيـهـا
سفهـت آراءهـم فيهـا فمـا لبثـوا@@@أن أوسعوك على مـا جئـت تسفيهـا
و رمت تفقيههـم فـي دينهـم فـإذا@@@بالشرب قد برعـوا الفـاروق تفقيهـا
قالـوا مكانـك قـد جئنـا بـواحـدة@@@و جئتـنـا بـثــلاث لا تبالـيـهـا
فأت البيوت مـن الأبـواب يـا عمـر@@@فقـد يُـزنُّ مـن الحيطـان آتيـهـا
و استأذن النـاس أن تغشـى بيوتهـم@@@و لا تـلـم بـــدار أو تحيـيـهـا
و لا تجسس فهـذي الآي قـد نزلـت@@@بالنهـي عنـه فلـم تذكـر نواهيهـا
فعدت عنهـم و قـد أكبـرت حجتهـم@@@لمـا رأيــت كـتـاب الله يمليـهـا
و ما أنفت و إن كانـوا علـى حـرج@@@مـن أن يحجـك بالآيـات عاصيهـا
(عمر و شجـرة الرضـوان)
و سرحة في سماء السرح قـد رفعـت@@@ببيعة المصطفـى مـن رأسهـا تيهـا
أزلتها حين غالوا فـي الطـواف بهـا@@@و كـان تطوافهـم للديـن تشويـهـا
( الــخــاتــمـــه )
هـذي مناقبـه فـي عهـد دولـتـه@@@للشاهـديـن و للأعـقـاب أحكيـهـا
فـي كـل واحـدة منـهـن نابـلـة@@@مـن الطبائـع تغـذو نفـس واعيهـا
لعـل فـي أمـة الإســلام نابتـتـة@@@تجلـو لحاضرهـا مـرآة ماضيـهـا
حتى ترى بعض مـا شـادت أوائلهـا@@@من الصـروح و مـا عانـاه بانيهـا
وحسبها أن ترى ما كـان مـن عمـر@@@حتـى ينبـه منهـا عيـن غافيـهـا
__________________

حسن عابد
01-24-2008, 03:21 AM
ياسلام عليك وعلى اختيارتك

موادع
01-24-2008, 03:23 AM
الله يبيض وجهك

ابو الثعالب
01-24-2008, 03:33 AM
مشكور طال عمرك

أبو عبدالرحمن
01-24-2008, 10:28 AM
حافظ إبراهيم ,,,,,أمير الشعراء!!!!!!!!

اختيار موفق..

ابو عادل
01-24-2008, 06:10 PM
فعلاً هي رائعة بكل ماتعني الكلمة
وروعة الاختيار لاتقل عن روعة القصيدة
مشكور ياالمستعين على المشاركة المتميزة.

سنا الهجرة
01-24-2008, 06:16 PM
الله يجزاك خير

ما عندكم أحد
01-27-2008, 08:22 AM
يعطيك العافية

حسن عابد
01-29-2008, 01:28 AM
ننتظر جديدك سلمك الله

ابن ابي محمد
02-17-2008, 10:19 PM
يا من يرى // للزمخشري
...........................................
يا من يرى مد البعوض جناحها*** في ظلمة الليل البهيم الأليل

ويرى مناط عروقها في نحرها*** والمخ من تلك العظام النحل

ويرى خرير الدم في أوداجها*** متنقلاً من مفصل في مفصل

ويرى وصول غذى الجنين ببطنها*** في ظلمة الأحشا بغير تمقل

ويرى مكان الوطئ من أقدامها*** في سيرها وحثيثها المستعجل

ويرى ويسمع حس ما هو دونها*** في قاع بحر مظلم متهول

أمنن علي بتوبة تمحو بها*** ما كان مني في الزمان الأول

يا من يرى ما في الضمير ويسمعُ ***أنت المُعِـدُّ لكلّ ما يتـوقَّـعُ

يا من يُرجَّي للشدائد كلِّها ***يا من إليه المشْتَـكَي والمفْزعُ

يا من خزائن رزقه في قول كُنْ ***أَمْنُـنْ فإن الخيرَ عندك أجمعُ

ما لي سوى فقري إليك وسيلةٌ ***فبالافـتِـقارِ إليـكَ فقري أدْفعُ

ما لي سوى قَرعي لبابك حيلةٌ ***فَلَئِن رُدِدْتُ فأيَّ بابٍ أقرعُ

ومَن الذي أدعو وأهتِف بإسمه ***إن كان فضلُـك عن فقيرِك يُمْنَعُ

حاشا لفضلك أن تُقَنِّطَ عاصياً ***الفضلُ أَجْـزلُ والمواهب أوْسَعُ

alsewaidi
02-18-2008, 11:49 AM
رائعة من روائع الأدب الإسلامي
أحسن الله اليك وبارك فيك وجزاك خير الجزاء


ابن أبي محمد
أحسن الله اليك وجزاك خير الجزاء