المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحقد الدفين على الإسلام ورسوله الأمين


أبو عبيدة
02-13-2006, 03:26 PM
( أنا أعتقد أن محمداً كان إرهابياً، في اعتقادي.. المسيح وضع مثالاً للحب كما فعل موسى، وأنا أعتقد أن محمداً وضع مثالاً عكسياً، وإنه كان لصاً وقاطع طريق )، ( كان محمد مجرد متطرف ذو عيون متوحشة، تتحرك عبثاً من الجنون )، ( محمد شاذ يميل للأطفال، ويتملكه الشيطان )، ( محمد شاذ جنسياً، ضال انحرف عن طريق الصواب ) هذا كل ما شاهدتموه أيها الأحبة؛ تصريحات لقساوسة نصارى أمريكيين متصهينين، نعم.. إنه الحقد الدفين للأصولية النصرانية المتصهينة على الإسلام ورسوله الأمين - صلى الله عليه وسلم -.

إن الهجوم الإعلامي على الإسلام ذو جذور قديمة قدم الإسلام، وهو أحد الأساليب التي اتخذها الكفار للصد عن سبيل الله - تعالى-، بدأ من كفار قريش وحتى عصرنا الحاضر، هذا الهجوم أيها الأحبة له ألوان كثيرة ولكنها في أغلبها كانت محصورة في نطاق الشبهات والمغالطات والطعون، لكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر انتقل الهجوم إلى لون جديد قذر لم يُعهد من قبل وهو التعرض لشخص الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والنيل من عرضه وذاته الكريمة، واتسم هذا الهجوم بالبذاءة والسخرية والاستهزاء، مما يدل دلالة واضحة أن هذا التهجم له منظمات، وله استراتيجيات خاصة، تتركز على استخدام وسائل الإعلام، بل ويقومون به أناس متخصصون مدعومون من بعض قساوسة النصارى - لا كلهم - ومن هؤلاء:

قسيس أمريكي يُدعى [ جيري فالويل ]، يقيم في منطقة [ فيرجينيا ] بالولايات المتحدة، أعلن وعبر برنامج أسبوعي إذاعي تلفزيوني يصل إلى أكثر من 10 ملايين منزل قائلاً: (أنا أعتقد أن محمداً كان إرهابياً، وفي اعتقادي أن عيسى وضع مثالاً للحب كما فعل موسى، وأنا أعتقد أن محمداً وضع مثالاً عكسياً، وإنه كان لصاً وقاطع طريق)، ولكم أن تعلموا أيها الأحبة أن هذا القسيس يحتضن جامعة أصولية نصرانية خاصة له تسمى [ جامعة الحرية ]، يهاجم من خلالها النبي - صلى الله عليه وسلم - من خلال وسائل إعلامية أمريكية كبرى، إضافة إلى موقعه الخاص على الانترنت [ www.falwell.com ] وضع في صفحته الأولى تاريخاً زائفاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكر أقواله تلك في برنامج إذاعية لمدة [ 60 دقيقة ] في 6/10/2002 م ].

وهذا قسيس ثاني يدعى [ بات روبرتسون ] معروف باهتماماته السياسية، وتأييده المطلق لإسرائيل، وهو يمتلك عدداً من المؤسسات الإعلامية، من بينها برنامج تلفزيوني يصل إلى عشرات الملايين في الولايات المتحدة، إضافة إلى محطة له تسمى [ محطة البث النصراني الفضائية] التي تصل إلى 90 دولة في العالم بأكثر من 50 لغة، ومنها إذاعة الشرق الأوسط المتخصصة في التنصير في العالم العربي، وقد سعى هذا المجرم الملعون إلى الترشيح لمنصب الرئيس الأمريكي عام 1988م، وهو يقف خلف إنشاء أقوى تحالف سياسي ديني في الحزب الجمهوري وهو التحالف النصراني، ويملك جامعة أصوليه نصرانية متطرفة تمسى [ بيجنت ]، وهو الذي قال في برنامجه المشهور [ هانتي وكولمز ] في قناة [ فوكس نيوز ]: (كان محمداً مجرد متطرف ذو عيون متوحشة تتحرك عبثاً من الجنون ).

وأما القسيس الثالث فيدعى [ جيري فاينز ] وهو راعي لكنيسة في [ فلوريدا ] يصل عدد أتباعها إلى 25 ألف شخص، وقد قام المجرمين كلينتون وبوش الابن بمدحه، وعداه من المتحدثين بصدق عن دينهم، وقد ألقى كلمة له في اجتماع نصارى عالمي في الكنيسة المعمدانية في ولاية [ ميسوري ] حيث قال في معرض كلامه: ( محمد شاذ يميل للأطفال، ويتملكه الشيطان ).

وهذا القسيس الرابع [جيمي سوجارت ] المشهور بمناظراته مع الشيخ العلامة أحمد ديدات حيث صرح في مؤتمر عقد في شهر نوفمبر عام 2002م أن: ( محمد شاذ جنسياً، ضال انحرف عن طريق الصواب ).

هذا أيها الأحبة فضلاً عن تصويرهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - صراحة في الرسوم الكاريكاتورية في مواقف ساخرة وضيعة، ولعلي أذكر بعضاً منها لتعلموا جميعاً أن وراء كل هذه المؤامرات قساوسة نصارى بروستانتينين يشتركون في عقائد اليهود، من هذه الصور والمواقف الساخرة:

رسومات رجل أمريكي يُدعى [ دوج مارلت ] فقد تخصص هذا القبيح في رسومات توضح موقفه من رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - وسخريته به، وهذه الرسومات توزع في مئات الجرائد يومياً في أمريكا والعالم، حيث رسم النبي - صلى الله عليه وسلم - على هيئة رجل يرتدي ثياباً عربية، وهو يقود شاحنة بصواريخ نووية، وكتب تحت الرسمة عنوان أسماه " ماذا يقول محمد؟"، ونشرت هذه الرسومات في جريدة [ واشنطن بوست ]، وجريدة [ نيويورك تايمز ] في يوم 12 / شهر 12 / 2002 ".

ونشرت له إحدى الصحف الفرنسية رسمة يمثل فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - وزوجاته الطاهرات بطريقة قبيحة حقيرة، وكتب على الرسمة " بار محمد "، وفي أسفلها " انتخاب ملكة جمال البطاطس عند محمد ".

وأما على مستوى العامة من الرجال والنساء والأطفال فإن لهذا الرجل الملعون رسومات موجهة للأطفال تتناسب مع مستواهم، حيث صدر له في مدينة [ لاس فيجاس الأمريكية ] رسومات عنون لها بقوله [ المحمدية صدقها وإلا ...] يوجد بداخلها سخرية بشخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - ونبوته، واستهزاء بالأحاديث والتعاليم النبوية بطريقة حقيرة مرتذلة، تغرس في أذهان الأطفال والعامة من الناس التنفير من الإسلام ونبيهم - صلى الله عليه وسلم -، وتصور المسلم العربي بأنه إرهابي.

هذا غيض من فيض، وقطرة من بحر مما يكتب ويحاك ضد الإسلام ونبينا - صلى الله عليه وسلم -، إذ أن سب النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنه سب لكل مسلم، بل والله أكثر من ذلك كيف لا؟ والواحد منا يتمنى أن يفديه بنفسه وولده وماله، وللأسف فإن هذه الحملات خرجت في وقت يعيش فيه المسلمون من الذلة والهوان، مما أدى بنا فعلاً إلى أن نفرط في قضية الذب عن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أفراداً وشعوباً ودولاً، وإن كان هناك رد فهو ضعيف لا تأثير له، مما يثير والله غيرة كل مسلم، وتدفعه إلى أن يسأل نفسه:

ما سبب هذه الهجمات على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما هي الأغراض التي تكمن وراءها، وما مدى تأثيرها، وكيف نواجهها؟

ولعلي أسلط الضوء في بداية هذه الكلمة عن العوامل المرتبطة بظهور تلك الهجمات الشرسة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وما أسبابها، فأقول مستعينا بالله:

1) سرعة انتشار الإسلام، والتي أثارت غيرة هؤلاء الأعداء سواء كانوا من نصارى أو يهود أو منافقين، مما جعلهم فعلاً يخافون من انتشاره السريع ليس في الغرب فقط، بل والخوف أيضاً من عودة المسلمين في العالم الإسلامي إلى تمسكهم بدينهم.

2) استغلال ضعف المسلمين، وقلة العلم المنشر بينهم ليشوشوا من خلال هذه الهجمات على المسلمين عامة، وغير المسلمين خاصة، فهم قد استخدموا بعض المسلمين ممن هم من أهل النفاق أصلاً فأثاروا هذه الشكوك على المسلمين الجدد المعتنقين للإسلام؛ مما جعل البعض يرتد وينتكس على عقبيه، ومن هؤلاء المنافقين الذين استخدموهم لتصدير هذه الحملات والهجمات الشرسة على النبي - صلى الله عليه وسلم - المرأة الخبيثة المنافقة التي تدعي الإسلام والإسلام منها برئ حرسي علي، وهي أحد النائبات في البرلمان الهولندي، حيث تهجمت على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى القرآن، وعلى المسلمين، ونشر لها أخيراً في الأردن في إحدى المجلات المحلية كلاماً تنقصت فيه بأم المؤمنين عائشة - رضي الله تعالى عنها -.

3) استغلال ضعف المسلمين في كثير من الجوانب كالجانب الاقتصادي، والجانب الإعلامي، مما يدفعهم إلى إطفاء هذا النور قبل أن ينشر في العالم.

4) حسد القيادات وخصوصاً الدينية، وقد وجد أن كثيراً من هذه القيادات تغيظهم شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم -، لما يرون توقير المسلمين لهذا النبي الكريم، وحبهم الشديد له.

5) إبراز شخصيات المتهجمين على النبي - صلى الله عليه وسلم - من خلال تهجمهم عليه، أضف إلى ذلك كونهم أعداء للإسلام والمسلمين، فضلاً عن أن يكونوا أعداء لشخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - مما زادهم حنقاً وحقداً بأن يصفوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بكونه إرهابياً.

6) أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهي أحد الأسباب الرئيسة التي جعلتهم يزيدون من تهجمهم ضد الإسلام ونبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم -، وإلا فالهجوم على الإسلام موجود من قديم، لكن تلك الهجمات التي كانت في الماضي كانت تظهر في وقت دون وقت، وتصدر من شخص لآخر، وكان المسلمون يقومون بمواجهتها مباشرة، أما الآن فقد أصبح الهجوم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بشكل عام وعلى مرأى ومسمع من العالم.

7) قضية التغريب، حيث أن الغرب يريد أن يجعل العالم كله تحت هيمنته، سواء كان في الثقافة، أو الفكر، أو الاقتصاد، كما أنهم يريدون تغيير أفكار المسلمين لكي يوافقوا على خططهم في مجال العولمة، إذ أصبح الإسلام هو العدو الأساسي لهم وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.

8) خطر الإسلام وقوته وقدرته ووقوفه ضد الشيوعية، ومن خلال تجربتهم مع المسلمين رأوا أن المسلمين كما وقفوا ضد التيار الشيوعي أنهم سيقفون في يوم من الأيام ضد حضارتهم الغربية.

9) وأخيراً: فإن هذه الأسباب ترجع أيها الأحبة إلى سبب رئيسي مهم وهو: أن هذه الحرب ضد الإسلام والنبي - صلى الله عليه وسلم - هي حرب دينية عقدية، مما يدل دلالة واضحة أن الإدارة الأمريكية تسعى وتتحرك الآن من خلال نبوءات لها ارتباط وثيق باليهود الصهاينة في فلسطين، ولو جئنا لنبوءاتهم الآن في قضية حرب العراق نجد أنها كلها مرتبطة بعضها ببعض، وهي إفرازات يسمعها القادة الأمريكيين من هؤلاء القساوسة، حيث أن هؤلاء الساسة لهم علاقات قوية مع الكنائس، ويتأثرون بها وخاصة فيما يتعلق بنوءات آخر الزمان عند النصارى



ما هو أثر هذه الحملات الجائرة ضد الإسلام ونبيه - صلى الله عليه وسلم - على الرأي العام في الغرب؟ وهل فعلاً كان لها تأثير؟

مما لا بد أن يعلم - أيها الأحبة - أن الإدارة الأمريكية سعت بكل ما أوتيت من قوة وخاصة في السنوات الأخيرة في إعادة صياغة وسائل الإعلام على وجه عام، فقد هيئت وسائل الإعلام على أكمل وجه سواء كانت مرئية أو مقروءة أو مسموعة للقيام في تلك الوسائل بالدعاية ضد الإسلام ونبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم -، مما جعلهم يهيئون فعلاً قساوسة دينيين، ويمكنونهم باستغلال هذه الوسائل في القيام بدعوات جائرة ضد النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى أصبح الدعاة هناك يواجهون مشاكل في قضية طرح الإسلام من شدة تأثير هذه الوسائل، وغسل أدمغة الأمريكيين بأن محمد إنما هو رجل إرهابي، ولا يدعو إلى السلام، وأن الإسلام الذي جاء به يحكي الظلم والذلة وأخذ حقوق الآخرين بغير حق.

ومع استخدامهم للوسائل الإعلامية إلا أنهم ركزوا أيضاً على قضية الانترنت، واستخدموها خاصة لمواجهة الشباب في إثارة الحجج والشبهات حول الإسلام، إذ أصبح جل وأكثر أوقات أولئك الشباب على هذه الشبكة العنكبوتية، مما جعلهم لا يفارقونها ليلاً ونهاراً.



كيف نستطيع أن نواجه هذه الحملة، وما هو دور المسلم تجاه هذه الشائعات والتجاوزات على نبي الله - صلى الله عليه وسلم، وما هي الخطوات العملية التي ينبغي أن تقوم بها الدول الإسلامية وشعوبها؟

أقول: إن هناك كثير من الوسائل يستطيع المسلم بل والدول والشعوب عموماً تطبيقها وفعلها على أرض الواقع، وخاصة إذا ما رتبت الأوليات بحيث يكون هذا الأمر هو الأهم عند المسلم كيف لا وقضية نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهم الأوليات على تُناط بها الدول الإسلامية، وليست مشروعاً شخصياً تحاك من ورائه مكاسب وأموال، وإنما هي قضية أمة وقضية عقيدة، ينبغي أن تتواطأ جميع المؤسسات الإسلامية في العالم على نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والذب عن دينه وعرضه الشريف، وتعريف العالم بأن هذا الرسول رسول الإنسانية، وهو رسول العدالة والصيانة والديانة.

هناك وسائل عامة دولية ينبغي استغلالها لمواجهة هذا التيار الخطير الخبيث الذي تسلط على شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهناك وسائل فردية يستطيع الفرد القيام بتحقيقها في حياته العلمية والعملية، ومن أهم تلك الوسائل العامة التي نبين فيها بجلاء نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يلي:

1) إعداد برامج للتعريف بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، بحيث تتبنى كل مؤسسة أو جهة دينية مثلاً برنامجاً، ويتم نشره في المجتمعات - وخاصة الغربية - التي تسممت أفكارهم بهذا الغزو الخبيث ضد النبي - صلى الله عليه وسلم -، سواء كان ذلك عبر المجلات الإسلامية الهادفة، والجرائد اليومية، أو عبر القنوات الفضائية، أو حتى إيجاد برنامج متكاملة يتم إعدادها في أقراص كمبوترية تبين شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - وشمائله حتى يتم استعمالها بسهولة.

2) لو تم إصدار مجلة شهرية خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - تبرز مواقف النبي - صلى الله عليه وسلم - من أعدائه، وكيف تعامل معهم على حسب فئاتهم وافتراءاتهم تجاهه بعيداً عن المجادلات لكان أجمل وأشمل وأكثر فائدة خاصة ونحن نرى العالم الإسلامي يعج بكثير من المجلات الإسلامية، لكن لو خُصص للنبي - صلى الله عليه وسلم - والدفاع عنه شيئاً لكان واجباً علينا فعل ذلك.

3) إنشاء قاعدة بيانات على الشبكة العالمية عن السيرة النبوية بجميع اللغات، وقد تم إيجاد مثل هذه البرامج عبر الانترنت من قبل اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم -، ولجنة مناصرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن برنامج أو برنامجين لا يكفي، بل لا بد من تكاتف الأمور حتى يسير هذا العمل أقوى بكثير.

4) إنشاء مؤتمرات عالمية إسلامية توضح فيه سماحة الإسلام، ويسر دين النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن ما يوجه ضد النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو من قبيل الكذب والافتراء، ولو أعلنت كل دولة إسلامية إيجاد مؤتمر إسلامي يعارض فيه ما وجه لنبيهم - صلى الله عليه وسلم - فإن هذا بحد ذاته رسالة للعالم مفادها أن شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - شخصية فاصلة لا يمكن تجاوزها والعبث بها.

5) إيجاد رد صريح من قبل العلماء الربانيين، والتعليق عليه، وتبيين الموقف الشرعي في قضية التعدي على الرسل والأنبياء والنبي - صلى الله عليه وسلم -، مع إقامة مجموعة تنفيذية من العلماء المتخصصين، وطلبة العلم؛ للإجابة عن هذه الافتراءات خلال مواقع الانترنت وغيرها، ووالله لو قام العلماء في كل مكان في السعودية، وفي مصر، وفي الجزائر، وفي المغرب العربي والعالم الإسلامي جميعاً ووجهوا لعامة الناس وخاصة في الغرب خطر هذه القضية، وأن هذه الشائعات لا يرضاه أصلاً أنبياؤهم كعيسى وموسى فضلاً أن تكون في محمد - صلى الله عليه وسلم -.

6) إقامة معارض دولية متنقلة ودائمة في المطارات، وفي الأسواق، وفي الأماكن العامة بالتنسيق مع الجهات المسؤولة حتى نبرز شيئاً من شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته وأخلاقه وشمائله، وأيضاً نبرئ ذممنا أمام الله - جل وعلا - وأمام رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

7) إيجاد مؤلفات تحمل بين جنباتها حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسهولته وسموحته في الحياة بجميع اللغات، حتى يوضح للعالم حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - من جهة، ومن جهة يرد على أولئك الذين تسلطوا على شخصيته وشرفه - صلى الله عليه وسلم -.

هذا بالنسبة للوسائل العامة - والتي إن صح التعبير عنها بأنها تتسم في المؤسسات والجمعيات الخيرية وجهود الدول، أما بالنسبة للوسائل الفردية الخاصة التي ينبغي للمسلم أن ينصر النبي - صلى الله عليه وسلم - من خلالها فهي كالتالي:

1) إن من أهم ما يجب علينا تجاه حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - أن نـحـقـق محبته اعتقاداً وقولاً وعملاً، ونقدمها على محبة النفس والولد والناس أجمعين قال - تعالى-: (( قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ )).

2) متابعته - صلى الله عليه وسلم - والتأسي به ظاهراً وباطناً، والاقتداء به في القول والعمل، يقول القاضي عياض - رحمه الله -: " اعلم أن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقاً في حبه وكان مدّعياً، فالصادق في حب النبي - صلى الله عليه وسلم - من تظهر علامة ذلك عليه وأولها الاقتداء به، واستعمال سنته، واتباع أقواله وأفعاله، والتأدب بآدابه في عسره ويسره، ومنشطه ومكرهه.

3) تعزيره وتوقيره كما أمر الله (( وتُعَزِّرُوهُ وتُوَقِّرُوهُ )).

4) الرضا بحكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشرعه في كل صغيرة وكبيرة، عن العباس - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً ).

5) تعظيم العظيم - سبحانه وتعالى - لأنه عظم نبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث أقسم بحياته في قوله: (( لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ))، هذا بعض ما يجب علينا تجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -.