ورد الجوري
04-06-2008, 12:56 AM
يصف الكاتب برايان تريستي تحديد الأهداف على أنه أهم قدرة في تحقيق مستوى عالِ من النجاح والإنجاز، من الملاحظ إن ذوي الإنجاز العالي عندهم ما يشبه الهوس بهدف معين0 وقد لوحظ أنه بمجرد تبين الهدف الواضح فإن الإنسان تقفز إمكانياته قفزة عالية، ويزداد نشاطه ويتيقظ عقله وتتحرك دافعيته وتتولد لديه الأفكار التي تخدم غرضه 0 تتيح الأهداف الواضحة للفرد أن يتجاوز العقبات والعراقيل وينتج في وقت قصير ما يحتاج غيره إلى أضعاف الوقت حتى ينتجه 0
والإنسان بلا هدف هو إنسان ضائع0 غير أن أكثر الناس لا يبذلون ما يحتاج إليه تحديد الهدف من ضبط النفس واليقين 0
غير أننا نلاحظ أن الناس يتركون حياتهم تنساق بلا هدف وهكذا يكون وضعهم عادياُ من الدرجة الثانية ليس فيه تفوق0
السبب هو أنهم لا يدركون قيمة تحديد الأهداف0 والذين يعرفون قيمة تحيد الأهداف نشأوا في أسر تبحث فيها الأهداف طول الوقت وعلى مائدة الطعام0 أما الذين لا يهتمون بتحديد ألهداف فقد نشأوا في أسر لم تكن الأهداف فيها تٌعطي قيمتها 0
ومن أسباب الأعراض عن تحديد الأهداف هو الخوف من ازدراء الآخرين لأهدافنا ونقدهم لهذه الأهداف 0 إننا نلاحظ أنه كلما صرح الإنسان بهدفه الواضح يقوم احد الحاضرين ويرد عليه بأي كلام: أن الهدف غير واقعي أو أن هناك عقبات أو أن هذا إضاعة للوقت فلا يمكن للإنسان ن يرتفع عن أقرانه0 لذا من المستحسن للإنسان ألا يخبر الناس عموماُ بأهدافه، فأهم سبب في ترك تحديد ألأهداف هو الخوف من النقد 0 ولكن أخبر الذين يهتمون بوضوح الأهداف ولهم أهداف محددة، أخبرهم فسيعرفون قيمة ما تفعل 0
وكذلك من أسباب ترك تحديد الأهداف هو الخوف من الإخفاق، وهو من مشاكل تحقيق النجاح مع أنه مهم في التمهيد للنجاح فإن كل نجاح عظيم يكون الإخفاق قبله أعظم0
إن الشئ الطبيعي للإنسان أنه يريد البقاء في منطقة الأمان ومن أجل ذلك يقبل وضعه الحالي 0 بينما الذين يحققون شيئاُ ذا قيمة يخرجون من هذه المنطقة ويقبلون المجازفة حتى ولو لم يكن النجاح مضموناُ0
إن الشئ الوحيد الذي هو حتم لازم في الحياة هو التغيير0 إن التغيير هو أمر لا مفر منه ، غير أن الناس يخافون التغيير0 والحقيقة أن الناس يريدون أن تحدث الأشياء التي يتمنونها ، ويريدون الأحسن ، ولكن مع ذلك يخافون التغيير0 وليس الخوف الحقيقي من التغيير نفسه ولكن الإنسان لا يضمن أن يكون التغيير إلى الأحسن0
المهم أن تكون يدنا على المقود وهذا الذي يضمن لنا أن يكون التغيير نحو الأحسن0 ولكي نضمن أن يكون التغيير تحت إرادتنا فيجب أن تكون أهدافنا واضحة0
هناك فكرتان أو ثلاث لها أهمية فيما يتصل بموضوع الأهداف0
الفكرة الأولى- موضوع منطقة التفوق: تقول هذه الفكرة إن كل إنسان على الإطلاق، لديه ناحية معينة يستطيع أن يتفوق فيها، كل إنسان قادر أن يكون رائعاُ في شئ ما0 وواجب الإنسان أن يكتشف هذا الحقل الذي يستطيع التفوق فيه ويضع فيه كل طاقته0من المؤسف أن نرى أشخاصُ يمضون عشرين سنة وأكثر في مجالهم ولا يبذلون الجهد حتى يخرجوا عن المستوى المتواضع غير المتفوق0 إن الذي يسعى نحو التفوق في المجال الصحيح المناسب له لا يتفوق في هذا المجال فحسب بل إن صحته النفسية وقدرته الإنتاجية ترتفع0 ولكن من ينظر في المرآة فيرى شخصاُ عادياُ في كل شئ ليس له ميزة ما فكيف يشعر بتقدير ذاته0 ما لم اعلم مجالاُ واحداُ على الأقل أستطيع التفوق فيه فلا يمكن إعطاء نفسي تقديرها وقيمتها 0
الفكرة الثانية :
أن الإنسان يحتاج إلى توازن في الأهداف 0 إنك تحتاج إلى ( 3-5) أهداف في كل من ثلاثة مجالات وهذه المجالات الثلاثة هي :
1- مجال العائلة والأمور الشخصية 0 ويمكن أن تكون الأهداف مادية ملموسة أو معنوية غير ملموسة كالحب مثلاُ0
2- مجال العمل 0 كذلك يمكن أن تكون الأهداف ملموسة كمقدار الدخل مثلاُ، أو غير ملموسة كالتفوق في المهارة أو اكتساب التقدير0
3- مجال تطوير النفس0 تطوير الذاكرة مثلاُ ، أو تطوير الشخصية باتجاه ما0
ويجب أن يهتم الإنسان بألا تكون أهدافه متناقضة 0 لا يجوز مثلاُ أن يكون هدفي قضاء نصف وقتي على شاطئ البحر وفي الوقت نفسه النفوق في العمل0 كذلك يجب أن تكون الأهداف ضمن إمكانياتنا الأصلية0
خطوات الوصول للهدف
1- الرغبة
وجود رغبة شديدة هو أول دافع لتحقيق الهدف ويجب أن يكون هدفك مرغوباُ جداُ لديك0 ومعنى أنه مرغوب أي أنه رغبة شخصية ، لا رغبة غيرك 0
2- الاعتقاد والثقة
هذا من أهم الخطوات 0 يجب أن يكون عندك الثقة الكاملة بأنك ستحصل على هدفك بلا ريب ولا شك0معنى هذا أنك مضطر أن تكون أهدافك واقعية ، لأنه إذا كان عقلك الواعي يصدق أهدافك تصديقاُ كاملاُ فإن عقلك الباطن – اللاشعور- سيصدق تلك الأهداف ، وبالتالي يتوجه سلوكك نحو تحقيقها0 فمثلاُ إذا كان وزنك ( 105 ) كيلو غراماُ فلا تضع لنفسك تخفيض (30) كيلو غراماُ0 أبداء بهدف (3) كيلو0 إنك ستنجح ، ثم أنتقل إلى (3) كيلو ثانية ، وهكذا 0 ولكن لا تجعل هدفك سهلاُ حداُ 0 لأن التحدي ضروري لإيجاد الدافع لبذل الجهد 0
3- أكتب أهدافك
هذا أمر هام جداُ 0 إن كتابة أهدافك هو مثل كتابة برنامج الكمبيوتر 0 إنه يدخل إلى عقلك الباطن 0 أكتب هدفك مع التفصيلات0 لا تكتب أريد بيتاُ واسعاُ جميلاُ ، ولكن مثلاُ أريد بيتاُ بست غرف يحتوى على كراج ويطل على ساحة كبيرة 0 إن الهدف قبل الكتابة والتوضيح ليس هدفاُ بل هو رغبة
4- حدد منفعتك إذا حققت هدفك :
أكتب كل المنافع وأشكال التمتع 0 إنه إذا ظهر من خلال هذه الخطوة أن منفعتك صغيرة فإن حركتك لتحقيق الهدف تكون ضعيفة 0أما إذا كان هدفاُ له ( 20 ) منفعة فإنه يصبح هدفاُ لا يقاوم 0
5- حدد أين تقف الآن وأين ستصل :
إذا كان الهدف مالياُ مثلاُ حدد كم حجمك المالي ، وكم تريده أن يصبح ؟ وإذا كان الهدف تخفيض الوزن فتأكد من وزنك الحالي وكم تريده أن يكون 0
6- حدد زمناُ نهائياُ لتحقيق الهدف :
هذا يساعدك في أن يكون هدفك قابلاُ للقياس 0 إنك لا تشعر بالنجاح حتى تعرف أن عليك عدد كذا من الخطوات ، وتعرف كم قطعت من تلك الخطوات وكم بقى عليك 0
7- حدد العقبات التي عليك تخطيها :
إذا لم يكن هناك عقبات فليس ما تبحث عنه هدفاُ 0 إنه مجرد نشاط وحركة 0 ستلاحظ أن العقبات التي كانت تبدو كبيرة ستصبح صغيرة بعد أن تكتبها 0
8- حدد المعرفة اللازمة للوصول إلى الهدف :
إن كل هدف في العصر الحاضر يحتاج إلى معرفة جديدة 0 قد تكون المعرفة اللازمة موجودة في الكتب أو في السوق أو لدي الناس 0
9- حدد الناس الذين تحتاج تعاونهم للوصول إلى الهدف :
إن هناك أشخاصا ومجموعات وربما شركات تحتاج مساعدتها حتى تحقق هدفك 0 وهذا يتضمن ثلاثة فوانيين :
(1) الأخذ والعطاء : أي أن ما تزرعه هو الذي تحصده ، ولا تطلب الأخذ من الناس قبل أن تقدم غليهم العطاء0
(2)قانون التعويض : إن لكل فعل رد فعل 0 فاسأل نفسك ماذا أستطيع أن أعطى الآخرين قبل أن يعطوني0
(3) قانون الخدمات : للوصول إلى أي هدف لابد أن تفكر كيف تستطيع أن تخدم الآخرين 0 إن كل العظماء يقررون أن يعطوا أكثر مما يأخذون 0 إنهم هم الذين يحملون التعب ليأتوا الآخرين ولا ينتظرون الآخرين أن يأتي إليهم 0 غير أن أكثر الناس مع الأسف يريدون أن يحصلوا هم على المنفعة بالدرجة الأولى ، بينما من أسس النجاح على مدار التاريخ أن يكون الإنسان متحمساُ للعطاء سواء أجاءه منفعة أم لا 0
10- عمل خطة : خذ الخطوات الثلاث السابقة وقم بوضع خطة 0 ضع النشاطات وضع الأوليات ، وحدد الوقت اللازم ، ثم عدل الخطة كلما تقدمت في التنفيذ ، وكلما حصلت على معلومات جديدة وكلما ظهرت أخطاء في الخطة أو ظهرت عقبات جديدة 0 إن كل محطة تحتاج إلى تعديل 0 إن الذين يحققون أعلى درجات النجاح لديهم خطة ، يحددون العمل على مدى الأيام وعلى مدى الأسابيع 0
11-تصور أن هدفك قد تحقق :
تصور تصوراُ واضحاُ في عقلك الواعي أن هدفك قد تحقق فعلاُ 0 أجعل هذه الصورة في عقلك مثل شاشة التلفزيون تتصور تحققها كلما استعدت شكل الشاشة في خيالك 0 وكرر ذلك التصور كثيراُ0 إن هدفك يتحقق بمقدار وضوح الفكرة داخل عقلك0
12- ادعم هدفك بالتصميم :
قرر أنك لا يمكن أن تتراجع أبداُ أبداُ 0 يجب أن تلاحظ ما يلي :
(1) لم يقم أحد بالتوجه نحو هدف مهم إلا وقاسى مرات عديدة من الخيبة قبل تحقيق الهدف0
(2) إن التصميم هو ضبط النفس أثناء السعي نحو الهدف 0 إنك تعرف مقدرا ضبط نفسك حين تنظر كيف تستطيع أن تقف على قدميك في كل مرة تخفق فيها ث تتابع الطريق0
وحتى تنجح في تحقيق أهدافك يجب عليك أن تمتلك أبجدية حسن التصرف بالوقت لأنه من خلاله ستحقق أهدافك 0 وهناك ستة مبادئ لحسن التصرف بالوقت هي :
1-وضوح الأهداف : أن تكون الأهداف قابلة للقياس 0 إن الذين لا يعرفون أهدافهم بدقة يضيعون وقتهم
2-وجود خطط واضحة مفصلة : كما أن الخريطة لابد منها لعمل بيت ، فإن حسن استخدام الوقت يحتاج إلى وجود خطة 0
3- عمل قائمة في أول النهار قبل البدء بأي عمل آخر :والأحسن أن تعمل قائمة في أول الأسبوع كله ، ثم قائمة يومية 0 يمكن أن تكتب قائمتك قبل النوم 0 وبعد أن تكتب القائمة ارفض أن تعمل أي شئ ليس في القائمة ، وإلا فستجد أنك تعمل ما هو ملح بدل أن تعمل ما هو مهم 0 الالتزام بالقائمة سينظم لك وقتك 0 وفي نهاية النهار انظر ماذا أنهيت وماذا بقي عليك 0 إن هذا يشعرك أنك تضبط حياتك 0 وإذا لم تفعل ذلك فسيكون هناك قطع لعملك وتشتت ، وستشعر بالخيبة في آخر النهار0 إن الذي لا يحدد أعماله لليوم المحدد فكثيراُ ما يضيع وقته بالتوافه 0 إذا لم تكن فعلاُ ممن يقومون بعمل قائمة للواجبات اليومية فستجد عندما تبدأ بها كيف يقفز إنتاجك ( 25%) حالاُ 0 وكذلك يساعدك عمل القائمة إن تستطيع النوم بلا أرق0
4- حدد الأوليات : استعمل القاعدة التي تسمى (80/20) التي أوجدها أحد الخبراء0 لاحظ هذا الخبير أن الأشياء التي يعملها الإنسان في يوم ما يكون (20) بالمئة منها معادلاُ في أهميته للــ ( 80) بالمئة الأخرى0 اسأل نفسك : ما هو أهم شئ استغل فيه وقتي الآن 0 إذا كنت تريد عمل شيئين ( أ،ب) فلا بد من أن تختار (أ) أو (ب) 0 ولا تختر إلا ما هو الأهم ، وأي شئ غيره تعمله في ذلك الوقت فهو إضاعة للوقت إلى حد ما ، لأنه لا يوجد أبدا وقت لعمل كل شئ ، ويوجد دائما الوقت لعمل المهم0
5-التركيز وإعطاء كل العقل لشيء واحد فقط في أي وقت : إنك تلاحظ كيف أن الناس يبدأ ون عملاُ ثم يتركونه ويباشرون غيره ثم يعودون إلى الأول وهكذا ، فهم لا ينهون ما بدوا في كثير من الأحيان 0 إذا بدأت بشي فلا تتركه حتى ينتهي 0 إذا فعلت ذلك فإنك تنهي في يوم أكثر مما ينهي الناس في أسبوع 0 هذه العادة تحتاج إلى ضبط النفس والمثابرة 0
6-إذا أردت أن تفعل شيئاُ فأبدأ الآن : علم نفسك عبارة هذه اللحظة ، هذه اللحظة 0 لا تؤجل ولا تسوف 0 لقد وجدت الأبحاث أن (2) بالمئة فقط من الأمريكيين يفعلون ما يجب فعله حالاُ 0 إن الأكثرية يؤجلون بشكل آلي 0 إنك ستجد إذا علمت نفسك أن تعمل ما عليك عمله حالاُ فستجد انك تكسب احترام الجميع وثقة الجميع 0 كم يهمني أن أزرع هذه الصفة ، صفة عدم التأجيل عند كل رجل أعمال 0
إنك إذا ركزت نظرك على الهدف فإن هذا يعطيك طاقة ونشاطاُ 0 لا تلق بالاُ إلى الأشياء الصغيرة التافهة0 إن كل واحد يجب أن يكون له أهداف 0 الأطفال يجب أن تكون لهم أهداف والزوجات الجالسات في البيوت يجب أن يكون لهن أهداف ، يجب أن يكون هناك أهداف مشتركة للزوجين معاُ ، وأهداف خاصة بكل من الزوجين على حدة0
إن التفكير بالهدف هو الذي يعطينا الطاقة للخروج من دائرة الأمان إلى ميدان التجديد وعمل شيء غير الذي أعتدنا عليه 0
العناصر الأربعة التي يتكون منها أي هدف :
1-عبارة واضحة دقيقة مكتوبة لما تريد أن تحققه
2-خطة لتحقيق هدفك
3-جدول زمني لتحقيق هذا الهدف
4-تعهد من جانبك بتحقيق الهدف بغض النظر عن العقبات التي يجب أن تتغلب عليها0
فوائد وطرق كتابة الهدف
الأفكار تكون غامضة وغير دقيقة ، الكلمة المكتوبة تحتاج اختيار كلمات صحيحة ، فكل شئ مهم يجب أن يكتب
فكتابتك لهدفك تعني أنه مهم لك 0
تساعد كتابة الهدف على وضعه نصب العين دائما فيساعد على التذكر
يجب ألا يكون هدفك المكتوب طويلا وفي الواقع كلما كان أقصر كان أفضل0
حدد هدفك في جملة أو جملتين على الاكثر0
الخطة
إذا لم يكن لك خطة لتحقيق هدفك فإنه وهما وليس هدفاُ ، إنك تحتاج إلى خطة دقيقة بها خطوات تطبيقية محددة تمثل أموراُ ينبغي القيام بها على المدى القريب والمتوسط والبعيد0
المؤلف : الكاتب برايان تريستي
والإنسان بلا هدف هو إنسان ضائع0 غير أن أكثر الناس لا يبذلون ما يحتاج إليه تحديد الهدف من ضبط النفس واليقين 0
غير أننا نلاحظ أن الناس يتركون حياتهم تنساق بلا هدف وهكذا يكون وضعهم عادياُ من الدرجة الثانية ليس فيه تفوق0
السبب هو أنهم لا يدركون قيمة تحديد الأهداف0 والذين يعرفون قيمة تحيد الأهداف نشأوا في أسر تبحث فيها الأهداف طول الوقت وعلى مائدة الطعام0 أما الذين لا يهتمون بتحديد ألهداف فقد نشأوا في أسر لم تكن الأهداف فيها تٌعطي قيمتها 0
ومن أسباب الأعراض عن تحديد الأهداف هو الخوف من ازدراء الآخرين لأهدافنا ونقدهم لهذه الأهداف 0 إننا نلاحظ أنه كلما صرح الإنسان بهدفه الواضح يقوم احد الحاضرين ويرد عليه بأي كلام: أن الهدف غير واقعي أو أن هناك عقبات أو أن هذا إضاعة للوقت فلا يمكن للإنسان ن يرتفع عن أقرانه0 لذا من المستحسن للإنسان ألا يخبر الناس عموماُ بأهدافه، فأهم سبب في ترك تحديد ألأهداف هو الخوف من النقد 0 ولكن أخبر الذين يهتمون بوضوح الأهداف ولهم أهداف محددة، أخبرهم فسيعرفون قيمة ما تفعل 0
وكذلك من أسباب ترك تحديد الأهداف هو الخوف من الإخفاق، وهو من مشاكل تحقيق النجاح مع أنه مهم في التمهيد للنجاح فإن كل نجاح عظيم يكون الإخفاق قبله أعظم0
إن الشئ الطبيعي للإنسان أنه يريد البقاء في منطقة الأمان ومن أجل ذلك يقبل وضعه الحالي 0 بينما الذين يحققون شيئاُ ذا قيمة يخرجون من هذه المنطقة ويقبلون المجازفة حتى ولو لم يكن النجاح مضموناُ0
إن الشئ الوحيد الذي هو حتم لازم في الحياة هو التغيير0 إن التغيير هو أمر لا مفر منه ، غير أن الناس يخافون التغيير0 والحقيقة أن الناس يريدون أن تحدث الأشياء التي يتمنونها ، ويريدون الأحسن ، ولكن مع ذلك يخافون التغيير0 وليس الخوف الحقيقي من التغيير نفسه ولكن الإنسان لا يضمن أن يكون التغيير إلى الأحسن0
المهم أن تكون يدنا على المقود وهذا الذي يضمن لنا أن يكون التغيير نحو الأحسن0 ولكي نضمن أن يكون التغيير تحت إرادتنا فيجب أن تكون أهدافنا واضحة0
هناك فكرتان أو ثلاث لها أهمية فيما يتصل بموضوع الأهداف0
الفكرة الأولى- موضوع منطقة التفوق: تقول هذه الفكرة إن كل إنسان على الإطلاق، لديه ناحية معينة يستطيع أن يتفوق فيها، كل إنسان قادر أن يكون رائعاُ في شئ ما0 وواجب الإنسان أن يكتشف هذا الحقل الذي يستطيع التفوق فيه ويضع فيه كل طاقته0من المؤسف أن نرى أشخاصُ يمضون عشرين سنة وأكثر في مجالهم ولا يبذلون الجهد حتى يخرجوا عن المستوى المتواضع غير المتفوق0 إن الذي يسعى نحو التفوق في المجال الصحيح المناسب له لا يتفوق في هذا المجال فحسب بل إن صحته النفسية وقدرته الإنتاجية ترتفع0 ولكن من ينظر في المرآة فيرى شخصاُ عادياُ في كل شئ ليس له ميزة ما فكيف يشعر بتقدير ذاته0 ما لم اعلم مجالاُ واحداُ على الأقل أستطيع التفوق فيه فلا يمكن إعطاء نفسي تقديرها وقيمتها 0
الفكرة الثانية :
أن الإنسان يحتاج إلى توازن في الأهداف 0 إنك تحتاج إلى ( 3-5) أهداف في كل من ثلاثة مجالات وهذه المجالات الثلاثة هي :
1- مجال العائلة والأمور الشخصية 0 ويمكن أن تكون الأهداف مادية ملموسة أو معنوية غير ملموسة كالحب مثلاُ0
2- مجال العمل 0 كذلك يمكن أن تكون الأهداف ملموسة كمقدار الدخل مثلاُ، أو غير ملموسة كالتفوق في المهارة أو اكتساب التقدير0
3- مجال تطوير النفس0 تطوير الذاكرة مثلاُ ، أو تطوير الشخصية باتجاه ما0
ويجب أن يهتم الإنسان بألا تكون أهدافه متناقضة 0 لا يجوز مثلاُ أن يكون هدفي قضاء نصف وقتي على شاطئ البحر وفي الوقت نفسه النفوق في العمل0 كذلك يجب أن تكون الأهداف ضمن إمكانياتنا الأصلية0
خطوات الوصول للهدف
1- الرغبة
وجود رغبة شديدة هو أول دافع لتحقيق الهدف ويجب أن يكون هدفك مرغوباُ جداُ لديك0 ومعنى أنه مرغوب أي أنه رغبة شخصية ، لا رغبة غيرك 0
2- الاعتقاد والثقة
هذا من أهم الخطوات 0 يجب أن يكون عندك الثقة الكاملة بأنك ستحصل على هدفك بلا ريب ولا شك0معنى هذا أنك مضطر أن تكون أهدافك واقعية ، لأنه إذا كان عقلك الواعي يصدق أهدافك تصديقاُ كاملاُ فإن عقلك الباطن – اللاشعور- سيصدق تلك الأهداف ، وبالتالي يتوجه سلوكك نحو تحقيقها0 فمثلاُ إذا كان وزنك ( 105 ) كيلو غراماُ فلا تضع لنفسك تخفيض (30) كيلو غراماُ0 أبداء بهدف (3) كيلو0 إنك ستنجح ، ثم أنتقل إلى (3) كيلو ثانية ، وهكذا 0 ولكن لا تجعل هدفك سهلاُ حداُ 0 لأن التحدي ضروري لإيجاد الدافع لبذل الجهد 0
3- أكتب أهدافك
هذا أمر هام جداُ 0 إن كتابة أهدافك هو مثل كتابة برنامج الكمبيوتر 0 إنه يدخل إلى عقلك الباطن 0 أكتب هدفك مع التفصيلات0 لا تكتب أريد بيتاُ واسعاُ جميلاُ ، ولكن مثلاُ أريد بيتاُ بست غرف يحتوى على كراج ويطل على ساحة كبيرة 0 إن الهدف قبل الكتابة والتوضيح ليس هدفاُ بل هو رغبة
4- حدد منفعتك إذا حققت هدفك :
أكتب كل المنافع وأشكال التمتع 0 إنه إذا ظهر من خلال هذه الخطوة أن منفعتك صغيرة فإن حركتك لتحقيق الهدف تكون ضعيفة 0أما إذا كان هدفاُ له ( 20 ) منفعة فإنه يصبح هدفاُ لا يقاوم 0
5- حدد أين تقف الآن وأين ستصل :
إذا كان الهدف مالياُ مثلاُ حدد كم حجمك المالي ، وكم تريده أن يصبح ؟ وإذا كان الهدف تخفيض الوزن فتأكد من وزنك الحالي وكم تريده أن يكون 0
6- حدد زمناُ نهائياُ لتحقيق الهدف :
هذا يساعدك في أن يكون هدفك قابلاُ للقياس 0 إنك لا تشعر بالنجاح حتى تعرف أن عليك عدد كذا من الخطوات ، وتعرف كم قطعت من تلك الخطوات وكم بقى عليك 0
7- حدد العقبات التي عليك تخطيها :
إذا لم يكن هناك عقبات فليس ما تبحث عنه هدفاُ 0 إنه مجرد نشاط وحركة 0 ستلاحظ أن العقبات التي كانت تبدو كبيرة ستصبح صغيرة بعد أن تكتبها 0
8- حدد المعرفة اللازمة للوصول إلى الهدف :
إن كل هدف في العصر الحاضر يحتاج إلى معرفة جديدة 0 قد تكون المعرفة اللازمة موجودة في الكتب أو في السوق أو لدي الناس 0
9- حدد الناس الذين تحتاج تعاونهم للوصول إلى الهدف :
إن هناك أشخاصا ومجموعات وربما شركات تحتاج مساعدتها حتى تحقق هدفك 0 وهذا يتضمن ثلاثة فوانيين :
(1) الأخذ والعطاء : أي أن ما تزرعه هو الذي تحصده ، ولا تطلب الأخذ من الناس قبل أن تقدم غليهم العطاء0
(2)قانون التعويض : إن لكل فعل رد فعل 0 فاسأل نفسك ماذا أستطيع أن أعطى الآخرين قبل أن يعطوني0
(3) قانون الخدمات : للوصول إلى أي هدف لابد أن تفكر كيف تستطيع أن تخدم الآخرين 0 إن كل العظماء يقررون أن يعطوا أكثر مما يأخذون 0 إنهم هم الذين يحملون التعب ليأتوا الآخرين ولا ينتظرون الآخرين أن يأتي إليهم 0 غير أن أكثر الناس مع الأسف يريدون أن يحصلوا هم على المنفعة بالدرجة الأولى ، بينما من أسس النجاح على مدار التاريخ أن يكون الإنسان متحمساُ للعطاء سواء أجاءه منفعة أم لا 0
10- عمل خطة : خذ الخطوات الثلاث السابقة وقم بوضع خطة 0 ضع النشاطات وضع الأوليات ، وحدد الوقت اللازم ، ثم عدل الخطة كلما تقدمت في التنفيذ ، وكلما حصلت على معلومات جديدة وكلما ظهرت أخطاء في الخطة أو ظهرت عقبات جديدة 0 إن كل محطة تحتاج إلى تعديل 0 إن الذين يحققون أعلى درجات النجاح لديهم خطة ، يحددون العمل على مدى الأيام وعلى مدى الأسابيع 0
11-تصور أن هدفك قد تحقق :
تصور تصوراُ واضحاُ في عقلك الواعي أن هدفك قد تحقق فعلاُ 0 أجعل هذه الصورة في عقلك مثل شاشة التلفزيون تتصور تحققها كلما استعدت شكل الشاشة في خيالك 0 وكرر ذلك التصور كثيراُ0 إن هدفك يتحقق بمقدار وضوح الفكرة داخل عقلك0
12- ادعم هدفك بالتصميم :
قرر أنك لا يمكن أن تتراجع أبداُ أبداُ 0 يجب أن تلاحظ ما يلي :
(1) لم يقم أحد بالتوجه نحو هدف مهم إلا وقاسى مرات عديدة من الخيبة قبل تحقيق الهدف0
(2) إن التصميم هو ضبط النفس أثناء السعي نحو الهدف 0 إنك تعرف مقدرا ضبط نفسك حين تنظر كيف تستطيع أن تقف على قدميك في كل مرة تخفق فيها ث تتابع الطريق0
وحتى تنجح في تحقيق أهدافك يجب عليك أن تمتلك أبجدية حسن التصرف بالوقت لأنه من خلاله ستحقق أهدافك 0 وهناك ستة مبادئ لحسن التصرف بالوقت هي :
1-وضوح الأهداف : أن تكون الأهداف قابلة للقياس 0 إن الذين لا يعرفون أهدافهم بدقة يضيعون وقتهم
2-وجود خطط واضحة مفصلة : كما أن الخريطة لابد منها لعمل بيت ، فإن حسن استخدام الوقت يحتاج إلى وجود خطة 0
3- عمل قائمة في أول النهار قبل البدء بأي عمل آخر :والأحسن أن تعمل قائمة في أول الأسبوع كله ، ثم قائمة يومية 0 يمكن أن تكتب قائمتك قبل النوم 0 وبعد أن تكتب القائمة ارفض أن تعمل أي شئ ليس في القائمة ، وإلا فستجد أنك تعمل ما هو ملح بدل أن تعمل ما هو مهم 0 الالتزام بالقائمة سينظم لك وقتك 0 وفي نهاية النهار انظر ماذا أنهيت وماذا بقي عليك 0 إن هذا يشعرك أنك تضبط حياتك 0 وإذا لم تفعل ذلك فسيكون هناك قطع لعملك وتشتت ، وستشعر بالخيبة في آخر النهار0 إن الذي لا يحدد أعماله لليوم المحدد فكثيراُ ما يضيع وقته بالتوافه 0 إذا لم تكن فعلاُ ممن يقومون بعمل قائمة للواجبات اليومية فستجد عندما تبدأ بها كيف يقفز إنتاجك ( 25%) حالاُ 0 وكذلك يساعدك عمل القائمة إن تستطيع النوم بلا أرق0
4- حدد الأوليات : استعمل القاعدة التي تسمى (80/20) التي أوجدها أحد الخبراء0 لاحظ هذا الخبير أن الأشياء التي يعملها الإنسان في يوم ما يكون (20) بالمئة منها معادلاُ في أهميته للــ ( 80) بالمئة الأخرى0 اسأل نفسك : ما هو أهم شئ استغل فيه وقتي الآن 0 إذا كنت تريد عمل شيئين ( أ،ب) فلا بد من أن تختار (أ) أو (ب) 0 ولا تختر إلا ما هو الأهم ، وأي شئ غيره تعمله في ذلك الوقت فهو إضاعة للوقت إلى حد ما ، لأنه لا يوجد أبدا وقت لعمل كل شئ ، ويوجد دائما الوقت لعمل المهم0
5-التركيز وإعطاء كل العقل لشيء واحد فقط في أي وقت : إنك تلاحظ كيف أن الناس يبدأ ون عملاُ ثم يتركونه ويباشرون غيره ثم يعودون إلى الأول وهكذا ، فهم لا ينهون ما بدوا في كثير من الأحيان 0 إذا بدأت بشي فلا تتركه حتى ينتهي 0 إذا فعلت ذلك فإنك تنهي في يوم أكثر مما ينهي الناس في أسبوع 0 هذه العادة تحتاج إلى ضبط النفس والمثابرة 0
6-إذا أردت أن تفعل شيئاُ فأبدأ الآن : علم نفسك عبارة هذه اللحظة ، هذه اللحظة 0 لا تؤجل ولا تسوف 0 لقد وجدت الأبحاث أن (2) بالمئة فقط من الأمريكيين يفعلون ما يجب فعله حالاُ 0 إن الأكثرية يؤجلون بشكل آلي 0 إنك ستجد إذا علمت نفسك أن تعمل ما عليك عمله حالاُ فستجد انك تكسب احترام الجميع وثقة الجميع 0 كم يهمني أن أزرع هذه الصفة ، صفة عدم التأجيل عند كل رجل أعمال 0
إنك إذا ركزت نظرك على الهدف فإن هذا يعطيك طاقة ونشاطاُ 0 لا تلق بالاُ إلى الأشياء الصغيرة التافهة0 إن كل واحد يجب أن يكون له أهداف 0 الأطفال يجب أن تكون لهم أهداف والزوجات الجالسات في البيوت يجب أن يكون لهن أهداف ، يجب أن يكون هناك أهداف مشتركة للزوجين معاُ ، وأهداف خاصة بكل من الزوجين على حدة0
إن التفكير بالهدف هو الذي يعطينا الطاقة للخروج من دائرة الأمان إلى ميدان التجديد وعمل شيء غير الذي أعتدنا عليه 0
العناصر الأربعة التي يتكون منها أي هدف :
1-عبارة واضحة دقيقة مكتوبة لما تريد أن تحققه
2-خطة لتحقيق هدفك
3-جدول زمني لتحقيق هذا الهدف
4-تعهد من جانبك بتحقيق الهدف بغض النظر عن العقبات التي يجب أن تتغلب عليها0
فوائد وطرق كتابة الهدف
الأفكار تكون غامضة وغير دقيقة ، الكلمة المكتوبة تحتاج اختيار كلمات صحيحة ، فكل شئ مهم يجب أن يكتب
فكتابتك لهدفك تعني أنه مهم لك 0
تساعد كتابة الهدف على وضعه نصب العين دائما فيساعد على التذكر
يجب ألا يكون هدفك المكتوب طويلا وفي الواقع كلما كان أقصر كان أفضل0
حدد هدفك في جملة أو جملتين على الاكثر0
الخطة
إذا لم يكن لك خطة لتحقيق هدفك فإنه وهما وليس هدفاُ ، إنك تحتاج إلى خطة دقيقة بها خطوات تطبيقية محددة تمثل أموراُ ينبغي القيام بها على المدى القريب والمتوسط والبعيد0
المؤلف : الكاتب برايان تريستي