المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من إيذاء الصالحين


الدانه
04-15-2008, 09:37 PM
التحذير من إيذاء الصالحين
والمساكين

قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)[الأحزاب:58]

وقال تعالى : ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ) (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ) [الضحى: 9 ،10] .

وأما الأحاديث ، فكثيرة منها :

حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الباب قبل هذا : (( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب )) (231) .

ومنها حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه السابق في (( باب ملاطفة اليتيم )) وقوله صلى الله

عليه وسلم : (( يا أبا بكر لئن كنت أغضبتهم ، لقد أغضبت ربك )) (232) .

1/389 ـ وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صلى صلاة الصبح ، فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء ، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم )) رواه مسلم (233) .

الـشـرح

قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين ونحوهم ، ثم

ساق المؤلف قول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً

وَإِثْماً مُبِيناً ) [الأحزاب:58] .
والأذية : هي أن تحاول أن تؤذي الشخص بما يتألم منه قلبياً ، أو بما يتألم منه بدنياً ؛ سواء كان ذلك

بالسب ، أو بالشتم ، أو باختلاق الأشياء عليه ، أو بمحاولة حسده ، أو غير ذلك من الأشياء التي

يتأذى بها المسلم .

وهذا كله حرام ؛ لأن الله سبحانه وتعالى بين أن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد

احتملوا بهتاناً وإنما مبيناً .

وفهم من الآية الكريمة أنه إذا آذى المؤمنين بما اكتسبوا فإنه ليس عليه شيء مثل إقامة الحد على

المجرم، وتغريم الظالم ، وما أشبه ذلك ، فهذا وإن كان فيه أذية ، لكنها بكسبه ، فقد قال الله تعالى : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر) [النور: 2].

ولا حرج من أن يؤذي الإنسان شخصاً بسبب كسبه هو وجنايته على نفسه ، فإن ذلك لا يؤثر عليه

شيئاً .
ثم أشار المؤلف إلى أحاديث تدل على التحذير من أذية المؤمنين ، ومنها ما سبق من حديث أبي هريرة

رضي الله عنه أن الله قال : ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )) فالذي يعادي أحدا من أولياء الله ؛

فإن الله تعالى يعلن عليه الحرب ، ومن كان حرباً لله تعالى ؛ فهو خاسر .

قال أهل العلم: وأنواع الأذى كثيرة ، منها أن يؤذي جاره ، ومنها أن يؤذي صاحبه ، ومنها أن يؤذي

من كان معه في عمل من الأعمال ـ وإن لم يكن بينهم صداقة ـ بالمضايقة وما أشبه ذلك ، وكل هذا

حرام والواجب على المسلم الحذر منه .
منقول للفائدة

ابوعهد
04-16-2008, 01:29 AM
http://img522.imageshack.us/img522/332/12iq9.gif

مناهل
04-16-2008, 11:06 AM
ونفع الله بك أختي الكريمة , بارك فيك .
...............................


قال الشيخ : عطية محمد سالم في شرح حديث: ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب...) في جزء من محاضرة : ( شرح الأربعين النووية - الحديث الثامن والثلاثون )


( يقول العلماء: (من عادى لي ولياً)، ليس منه المطالبة بحق شرعي، ولنأت إلى سر الحديث وإلى البلاغة التي تُشم ولا تُلمس في هذا اللفظ النبوي الكريم، تحسسوا معي يا إخوان! (من عادى لي ولياً)، ولم يقل: من عادى ولياً لي، بل (من عادى لي ولياً)، فهل تجدون فيها فرقاً أم لا؟ الذوق البلاغي هنا: بتقديم (لي) على (ولياً)، فإن تقديم الجار والمجرور هنا، وإضافته إلى المولى سبحانه يُشعر بأن المحاربة تكون لمن عادى الولي لكونه ولياً لله، أما لو قال: (من عادى ولياً لي)، فقد يكون هذا الولي عنده ما يوجب المعاداة، لكن (من عادى لي)، يعني: من أجلي وبسببي وباسمي، فمن عاداه وهو ينتمي إليّ فقد آذنته بالحرب، والحديث في بلاغته يُشعر بأن العداوة المنهي عنها والمحذر منها هي أن يعاديه لكونه ولياً لله، ومن الذي يعادي ولي الله لولايته لله؟ )

الدانه
04-16-2008, 11:40 AM
جزاكم الله خيرا على الإضافة وكتب الله لكم أجرها.

أبو عبيدة
04-16-2008, 10:16 PM
يعطيك العافيه