المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحليل الكذب


ورد الجوري
05-04-2008, 06:28 AM
الكذب 000 عملية اجتماعية

هل ساورك ذات مرة الإحساس بأن محدثك يكذب عليك ؟ هل وضعت ثقتك في شخص ما ووجدته يغرر بك ؟ هل يمكنك كشف كذب الآخرين ؟ هل اتهمك أحد بالكذب بينما كنت تقول الحقيقة ؟

تتكرر هذه الأسئلة والمواقف في حياتنا العملية والاجتماعية كل يوم 0 فالكذب فعل اجتماعي واقتصادي وإداري شائع وهذه بعض سماته:

-الكذب لا يخص المتهمين فقط 0 بل هو عملة اجتماعية بتداولها معظم الناس 0

-يسبغ البشر على الكذب كل يوم ألواناُ منها الأبيض والرمادي والأسود0

-يشيع الكذب في بيئة العمل كثيرا0 فهو موجود في الأعذار التي يلتمسها الموظفون وفي تأخير إنجاز العمل وتوريد المواد وفي الصراعات الداخلية بين الموظفين والمديرين ; وفي تعاملات البائعين والعملاء0

-يتقمص الكذب شخصيات مختلفة ويتخفى ليخدع صاحبه، فهناك من يرفض الكذب مع أولاده ويقبل الكذب في تعامله مع الضرائب وهناك من يرفض الكذب مع أصدقائه ويقبله مع مديره 0

-يهدف الكذب إلى التأثر على القرارات لتحريك الأمور أو تجميدها بما يخدم مصلحة الكاذب 0

-في كل كذبة هناك كاذب ومكذوب وخادع ومخدوع0

ومع يقيننا بأن الإنسان لا يحب أن يكون كاذبا، فإن يقيننا أقوى بأن أحدنا لا يريد أن يكون مكذوبا عليه0 فإذا لم يكن في مقدورنا منع الآخرين من الكذب علينا، فلنحاول منع الآخرين من تضليلنا وخداعنا0

متطلبات الكذب

يلجا الناس إلى الكذب عندما يظنون أن المصارحة لن تكون في مصلحتهم 0 فإذا اعتقد شخص ما أن مصارحتك بالحقيقة ستضر به، فإنه لن يتورع عن الكذب عليك 0 ولكي يتم الكذب، فلا بد لذلك من وجود المتطلبات التالية:

1-مصلحة ليس هناك كذب من أجل الكذب يخدم مصلحة صاحبه دائماُ0 فهو من أكثر الممارسات الاجتماعية ارتباطا بالأنانية0 صحيح أن بعض الكذب يكون في مصلحة العمل ولكن هذا أيضاُ يتضمن مصلحة الكاذب0

2-وعي 000 لايتم الكذب مصادفة أو دون وعي فالميل الطبيعي أو الإنساني هو ذكر الحقيقة 0الكذب يبدأ من الحقيقة، ثم يرفضها ويحرفها ويغيرها، وكل عملية كذب تتضمن اختياراُ واعياُ0

3-مهارة اتصال 000 يلجأ الشخص إلى الكذب إذا ما قدر عليه 0 فهو يتطلب عمليات ذهنية مرهقة0 ويحجم كثيرون عن الكذب، خشية انكشاف كذبهم 0 يحتاج الكذب إلى مهارات اتصال فائقة، ولا يكتمل إلا إذا تفوق الكاذب على المخدوع0

4-دافع 0000 يتطلب الكذب وجود دافع قوى لدى الكاذب 0 فإذا انتقى الدافع انتهى الكذب 0 ولذا فإن أفضل أسلوب للتعامل مع الكذب هو منعه من الحدوث أصلاُ، بتعطيل الدافع للكذب وبخلق أجواء من الثقة والمصارحة، وقبول الأخطاء والتسامح مع الهفوات0

5-إمكانية 0000 ينبع الكذب من جهل المخدوع بكل أو ببعض المعلومات التي يعرفها الكاذب0 فإذا كان أحد الأطراف يجهل بعض الأحداث، فإن المخادع سيستفيد من نقص معلومات المخدوع 0 فإذا ما تساوى الطرفان في المعرفة، فسوف يبتلع الكذاب كذبه0

أنواع الكذب وطرق التعامل معها

يمكن تصنيف الكذب إلى الأنواع التالية

1-الافتراء00 وهو الكذب الكامل الذي لا يبدأ من منطلقات حقيقية 0 فهو يصف أحداثاُ لم تقع 0 وهذا غالباُ ما يتم بين طرفين غير متساويين في العلم أو في الخبرة0 وهو يقع بين الكبار والأطفال، أو بين شخصين من ثقافتين مختلفتين0 وهذا النوع لايتم بين أصحاب العلاقات الحميمة أو الأنداد المقربين 0 فهو ينطوي على مخاطرة كبيرة مع إمكانية كشف الكذب0

2-الإخفاء0000 هو عدم التصريح بكل الحقيقة 0 فليس لزاما على الكاذب أن يصنع كذبه كاملة0 بل يكفي أن يذكر بعض الحقيقة ويسكت عن بعضها الآخر متعمداُ 0 يقتصر هذا النوع من الكذب على حذف بعض العناصر الأساسية من الحقيقة وتحويلها لصالح الكاذب 0 وهذا أصعب أنواع الكذب 0 لأن صاحبه يستطيع دائماُ أن يتذرع بأنه ليس مضطراُ لأن يذكر كل الحقيقة 0 وهو يشيع بين الأصدقاء الناضجين والأنداد 0 والتعامل مع هذا النوع م الكذب يكون بطرح المزيد من الأسئلة للربط بين الأحداث، وفهم شخصية المخادع ودوافعه0

3-التدليس00000 هو تغيير بعض المعلومات وتحريفها لإعطاء انطباع محدد وقيادة المستمع إلى تفسير يخالف الحقيقة 0 والتعامل مع هذا النوع من الكذب يكون بمراقبة الدلائل والأعراض اللفظية والجسمية التي يرسلها الشخص 0 يتم بعد ذلك وضع افتراضات وسيناريوهات جديدة وملاحظة التغيرات في الأعراض اللفظية والجسمية له0

4-الإنكار 000 هو المراوغة وعدم الاعتراف، ويهدف على تأجيل الاعتراف لحين الحصول على الأمان 0 ويعبر الإنكار عن عجز صاحبه عن تكوين كذبة كاملة 0 ويكتفي الكاذب هنا بنفي مقولات الطرف الذي يستجوبه0 ولكنه لا يبادر إلى إصدار وادعاء مقولات غيرها، مثلما يحدث في الافتراء 0 وإنكار هو أسهل أنواع الكذب0 ويتم التعامل معه بملاحظة الأعراض والدلائل اللفظية والجسمية لتقدير درجة صدقه واحتمالات كذبه0

5-الكذب الإيجابي 000000 يسمونه الكذب البيض 0 وهو لا يؤدي على نتائج سلبية أو ضارة لأي من الطرفين 0 كبقية أنواع الكذب 0 وكثيراُ ما يؤدي إلى نتائج إيجابية 0 ولكن مشكلته أنه يخالف الحقيقة 0 وهو يشيع في الدوائر العائلية وبين الأصدقاء 0 فهو نوع من الكذب نلجأ إليه عندما يعاتبنا الزملاء 0 وهو لا يحتاج لطريقة معينة في التعامل معه، لأنه مقبول اجتماعيا ومسئولية الطرف المخدوع في تصديق الكذب الإيجابي اكبر من مسئولية الطرف المخادع في إطلاق أكاذيبه الإيجابية0

العلاقات الإنسانية وأكاذيبها

تعتمد الأكاذيب على العلاقة التي تربط الكاذب بمن يتعامل معه 0 فمن الممكن تحديد الأكاذيب التي يصنعها الكاذب مع كل شخص بدراسة السمات الأساسية التي تربطه به 0 وهناك أربعة دوائر من العلاقات الإنسانية هي:-

1-الدائرة الحميمة 0000 وتحوى العلاقات القوية التي تربط أفرادا الأسرة الواحدة من أقرباء الدرجة الأولى، من آباء وأمهات وزوجات وأزواج وإخوة وأخوات وأبناء وبنات 0 في هذه العلاقة يكون ثمن الكذب باهظا جداُ0 فمساحة الحرية في هذه الدائرة قليلة ويعتبر الكذب خيانة لا تغتفر 0 وبذلك يكون الكذب مكلفا جداُ وعقابه شديداُ أيضا 0 ورغم ذلك يمكنك بشكل عام الاطمئنان إلى عدم وجود جرعات كبيرة من الكذب في هذه الدائرة 0 وعليك أن توضح لأطراف هذه الدائرة أنك قادر على كشف الكذب، وأن تدربهم على الوثوق بك إلى درجة منع الكذب، التي هي أكبر من كشف الكذب 0 وتتراوح الأكاذيب في هذه الدائرة بين الكذب الإيجابي والإنكار فقط0

2-الدائرة الشخصية0000 تحوى العلاقة التي تربطنا بأقرباء الدرجة الثانية والأصدقاء المقربين 0 وهؤلاء يكونون من زملاء الدراسة أو العمل 0 هذه العلاقات أقل متانة من العلاقات الحميمة، ولكنها تتميز بمساحة اكبر من الحرية بين الأفراد مما يسمح بظهور أكاذيب أكبر0 فالكذب هنا أنانية وليس خيانة0 وعليك في هذه الدائرة التسامح مع الكذب والتخفيف منه0 وتبدأ الأكاذيب في هذه الدائرة من الكذب الإيجابي وتمتد إلى الإنكار ثم إلى التدليس 0

3-الدائرة الاجتماعية 0000 وتضم علاقتنا بجيراننا والمتعاملين معنا في الحياة اليومية 0 الكذب في هذه الدائرة أقرب على النصب ولا يتبعه عقاب معنوي، إذ يميل العقاب إلى الجانب المادي أو القانوني مثل إيقاف التعامل 0 وهذا العقاب ليس شديداُ جداُ، نظراُ لتوفر العديد من البدائل في النطاق الاجتماعي لهذه الوظائف 0 وفي هذه الدائرة يمكنك أن تتوقع المزيد من الأكاذيب والخداع 0 وتبدأ الأكاذيب في هذه الدائرة من الكذب الإيجابي وتمتد إلى الإنكار ثم إلى التدليس ثم إلى الاخفاء0

4-الدائرة العامة 00 وتضم أناس لا تعرفهم لكنك تصادفهم عدة مرات وتتعامل معهم بشكل مؤقت 0 ويشمل الشخصيات العامة التي تصوت لها في الانتخابات أو تراها على شاشة التليفزيون 0 ولا يعتبر الكذب هنا خيانة أو أنانية، بل هو نصب 0 والعقاب الوحيد في هذه الدائرة هو العقاب القانوني0 وهو عقاب يتم تأجيله ويتوقف على كثير من الإجراءات والاتصالات وهو قليلا ما يفلح في منع الكذب ولهذا تكثر الأكاذيب في هذه الدائرة، وهي تبدأ من التدليس إلى الإخفاء ثم الافتراء 0

ثقافات كشف الكذب

تنتشر في الثقافات الشعبية طرق عديدة لكشف الكذب 0 إلا أن الدراسة الموضوعية لهذه الطرق تثبت فشلها0 فمن الشائع الاعتقاد بأن هروب النظرات دليل على الكذب إلا أن ذلك قد يرجع إلى الخجل وليس إلى الكذب 0 وتعتقد الثقافة الشعبية أن التلعثم دليل على الكذب، إلا أنه قد يكون مجرد دليل على اهتزاز ثقة الشخص بنفسه وشعوره بالخوف نتيجة الاستجواب، وليس نتيجة إحساسه بالذنب0

وهذه بعض الملاحظات على كشف الكذب:

-لا يوجد دليل واحد يفضح الكاذب ن كحركة العين وحدها أو التلعثم وحده 0 بل يستدل على الكذب بملاحظة مجموعة مزامنة من الأعراض التي تحدث في نفس الوقت0

-تؤثر حالة الملاحظ على حالة المستجوب على حد كبير 0 فإذا شعر الشخص أنه يخضع للاستجواب وأنه محل شك ن فإن شعوره يتغير نتيجة اضطراره للدفاع عن نفسه 0 يؤدي هذا بالشخص على إظهار عدد من الأعراض التي قد يساء فهمها 0 فمن الضروري إجراء الاستجوابات في جو من الثقة والهدوء، وذلك لكي تكون الأعراض التي تظهر على المستجوب ناتجة عن الكذب لا عن رهبة الموقف الذي يتعرض له 0

-علامات التوتر هي الدليل الأساسي الذي يفضح الكذب 0 ولكن يجب قراءة هذه العلامات بدقة وتصنيفها في أنساق محددة لنتمكن من فرز النقاط التي يقع فيها الكذب من تلك الخالية من الكذب0

التوتر ( الكاشف الأساسي للكذب )

ينخرط الإنسان عبر حياته اليومية في تحقيق مجموعة من الأهداف الشخصية 0 وفي سبيله لتحقيق هذه الأهداف تصادفه بعض العوائق التي تتطلب بذل جهد اكبر مما كان متوقعا0 وهنا يكمن مصدر التوتر0

مع انخراط الشخص في الكذب يبذل ذهنه جهداُ كبيراُ في تفكيك وإعادة تركيب وتصنيع الأحداث والانتقاء الفوري من بينها0 بحيث يكون لها تأثير محدد على الشخص الآخر 0 ويمثل هذا الجهد عبئاُ ثقيلاُ جداُ على الكاذب 0 وتظهر علامات هذا المجهود على صاحبه في شكل توتر شديد 0 فتصبح نفس الكاذب ميداناُ لمعارك خاطفة بين الحقائق والتفسيرات الممكنة، وإجراء عمليات الانتقاء الدقيق بين كل منها في أقل من ثوان معدودة 0 ويتم كل هذا في ظل ملاحظة ردود فعل الطرف الآخر، مع حساب مخاطر كشف الكذب0

وتصاحب الكذب ثلاثة أنواع من التوتر، هي:

·توتر جسدي000 يبدو في صورة أعراض جسمية، مثل ارتعاش اليدين وتسارع التنفس وانقباض المعدة واصفرار الوجه وارتفاع ضغط الدم0

·توتر نفسي 000 ويبدو في صورة أعراض الغضب والخوف والانفعال والاكتئاب 0

·توتر ذهني0000 ويبدو في أعراض التلعثم، وفقدان التركيز، وعدم ترتيب الأقوال0

وهكذا يمكن الاستدلال على الكذب بدراسة أعراض التوتر التي تدل على المجهود الجبار الذي يبذله الكاذب0

علم كشــــــــف الكذب

بعد دراسة سلوك الناس العاديين والمتهمين تمكنت من ملاحظة بعض الأساليب المناسبة لكشف الكذب في كل المواقف 0 هذا يعني أنني جعلت من كشف الكذب علماُ ذا فوانيين محددة 0 بحيث يمكن لأي شخص بإتباع هذه القواعد والأسس أن يحكم على درجة صدق أو كذب من يتعامل معهم0

وتركز عمليات كشف الكذب على ملاحظة الأعراض والإشارات التي يرسلها الشخص 0 وذلك بمراقبة نوعين من قنوات الاتصال الأساسية وهما :

§الإشارات الصوتية 000 يمكن في الصوت حوالي 20% من فحوى الرسالة التي تصدر عن المتكلم 0 ويمكن للإنسان أن يسيطر على صوته أكثر مما يستطيع أن يسيطر على بقية إشارات الاتصال الصادرة عن جسمه 0 وتتوزع الإشارات اللفظية عبر ثلاث قنوات هي ( نبرة الصوت— نقاء الصوت – معنى الألفاظ ) وهذه الإشارات تعكس العمليات العقلية التي تدور في ذهن الشخص0

§الإشارات غير الصوتية ( الجسدية) وتمثل 80% من فحوى الرسالة التي تصدر عن المتكلم ، وذلك لأنه يتعذر عليه السيطرة على تعبيرات جسده بنفس الدرجة التي يسيطر بها على تعبيرات صوته 0 وتشمل التعبيرات غير الصوتية ن تعبيرات الوجه ونظرات العين وحركات اليدين وغيرها 0 وهي تعكس الحالة النفسية والانفعالية للشخص0

تناغم ونشاز الاتصال (Communication Harmony & Disharmony )

يهدف الاتصال إلى توصيل المشاعر الداخلية عي هيئة أعراض وإشارات اتصالية 0 ومن المفترض أن تتوافق الأعراض والإشارات الخارجية التي تصدر عن الإنسان مع مشاعره الداخلية 0 وفي ذلك يمكننا تشبيه قنوات الاتصال الإنساني بأوركسترا يعزف سيمفونيات موسيقية متناغمة 0

فعندما ينفعل الشخص ، يرتفع ضغط دمه ويمتقع لون وجهه ويعقد ما بين حاجبيه ، وتصبح حركات ذراعيه اشد عنفاُ ، ويحتد صوته 0 أما إذا شعر الشخص بالطمأنينة فإن وجهه يشرق ، وترتخي عضلاته وتنفرج أساريره ويخفت صوته وينخفض ضغط دمه 0 ففي الحالات الداخلية المختلفة يعمل الجسم على إصدار منظومة متوافقة من الإشارات والأعراض 0 تسمى هذه الحالة توافق الاتصالcommunication harmony ويحدث فيها توافق بين ظاهر الشخص وباطنه 0 هذا يعني أن الحالة النفسية والانفعالية والذهنية تبدو وترتسم على ملامحه الجسدية وتنعكس في نبراته الصوتية ، دون تصنع أو تكتم0

يحدث العكس في حالة الكذب 0 فالكذب يقوم على الإخفاء 0 والإخفاء يؤدي إلى الفصل بين الظاهر والباطن0 فالكاذب يحرص على كتم ما يعتمل في باطنه ( داخله) ويتصنع بإظهار ما يؤيد كلماته0 ثم تربكه عقدة الانتقام من الذات0 فيحدث تضارب بين الحالة الداخلية وما تعكسه الأعراض والإشارات الخارجية التي تبدو على ملامحه وصوته0 يؤدي هذا التضارب إلى حدوث نشاز اتصالي communication disharmony 0 فالحالة الداخلية تعزف سمفونية مختلفة عن تلك التي تعزفها الحالة الخارجية0 وباستقراء ملامح الشخص بدقة يمكنك الاستماع إلى لحظات النشاز وعدم التوافق الصادرة عنه0

خطوات كشف الكذب

1-أرصد علامات الصدق المعتادة قبل أن ترصد علامات الكذب الزائفة

لن يمكنك التعرف على علامات الكذب لدى شخص ما0 ما لم تتعرف أولا على علامات الصدق المعتادة لديه 0 فعلامات الصدق التي تصدر عن الإنسان هي المقياس الذي تنسب إليه بقية العلامات والأعراض 0 أي أن كشف كذب من نعرفهم أسهل من كشف الغرباء 0 ولكن يمكنك كشف إنسان لا تعرفه جيدا من خلال الخطوات التالية :

-اطرح عليه أسئلة أولا تعرف تماماُ أنه سيجيب عنها بصدق

- لاحظ الأعراض التي يرسلها صوته وجسمه واحفظ ردود أفعاله الصادقة0

- ثم أطرح عليه الأسئلة التي تتوقع أن يلجأ في إجابتها للكذب 0

-لاحظ الأعراض الجديدة التي يرسلها صوته وجسمه عندما يكذب

- إذا وجدت اختلافا بين الحالتين0 فأعلم أن في إجابته بعض الكذب

2-ابحث عن نقطة انقلاب الأعراض المعتادة للشخص

يتولد عن الكذب توتر 0 وينتج التوتر عن عقدة الانتقام من الذات 0 وعدم توافق أنماط الاتصال الكاذب 0 وهكذا يسبب الكذب انقلابا في الأعراض الطبيعية المعتادة للكاذب 0 ويأتي هذا الانقلاب في واحدة من الصور التالية :

- ظهور إشارة أو علامة جديدة ( زائفة ) لم يسبق لك أن لاحظتها على حالته الطبيعية 0 فقد يبدأ الشخص مثلاُ في التلعثم أثناء الكذب ، رغم لباقته المعتادة0

- توقف سلوك أو إشارة طبيعية عن الصدور 0 فإذا كان السلوك المعتاد هو الابتسام أثناء الحديث ، فإن بسمته ستختفي ندما يبدأ في الكذب0

وغالباُ ما يحدث الانقلاب في الإشارات والأعراض المعتادة خلال ثلاث أو خمس ثواني من بدء الكذب في الحديث0 فكن يقظاُ للانقلاب المفاجئة ، وحدد نقطة الحوار التي تتركز حولها 0 فتلك هي نقطة الكذب0

3-راقب معدلات تكرا الانقلابات

إذا لاحظت انقلابا في الأعراض المعتادة ، فلا تبدأ اهتماما كبيراُ بل أكمل الحديث ، ثم عد إلى النقطة التي لاحظت حدوث الانقلاب عندها 0 فإذا لاحظت تكرار الانقلاب فتأكد أنه يكذب عند الحديث عن هذه النقطة 0 وإذا لم يتكرر فتأكد أن الانقلاب كان عارضاُ وحسب0 يمكنك استخدام ذلك في اختبارات المقابلة الشخصية التي تعقدها للمتقدمين للوظائف الشاغرة 0 فكثير منهم يقدمون بيانات مبالغ فيها ليحصلوا على الوظيفة 0 فإذا أردت التأكد من صدق أحد المتقدمين فلاحظ حالته المعتادة واطرح عليه الاسئلة وأرصد انقلاب التي تكررت0 فتكرا انقلاب الأعراض دليل أكيد على الكذب0

4-تخل عن تحيزك الشخصي

يتأثر كشف الكذب بتحيزك ضد من تستجوبه 0 فكثير ما نتحيز ضد بعض الأشخاص ونظنهم كاذبين0 ونتسرع في تفسير الإشارات والأعراض الصادرة منهم على أنها دلائل على الكذب ، حتى لو كانوا صادقين 0

قد يعتقد بعض الناس أن التحيز الشخصي يساعد على كشف الكذب ، لأنه نابع من خبرة صاحبه في التعامل مع الناس 0 إلا أن التحيز يمكن أن يتسبب في فشل عملية كشف الكذب0 فبناء على التحيز ، يميل الإنسان إلى تصديق المقربين منه وتكذيب الغرباء عنه 0 ويؤدي هذا إلى العجز عن كشف أكاذيب المقربين0 مع أن خطورة الكذب تزداد كلما زادت قوة العلاقة التي تربطك بصاحبه0 أما أكاذيب الغرباء فليست ذات خطورة كبيرة 0 لا تدخل في أي حوار أو استجواب بافتراضات متحيزة عن صدق أو كذب الشخص الآخر فقط كن يقظاُ واقرأ إشارات كل شخص بشكل موضوعي وبناء على حالته المعتادة0

الإشارات الصوتية للكذب

ليست هناك إشارات صوتية محددة تصدر عن كل ممارسي الكذب ، لذا يجب مقارنة ما يصدر عن كل شخص من حالات صوتية مختلفة ، وذلك كما يلي :

الحالات الصوتية الثلاث

انتقل بالشخص الذي تحدثه من نبرة الصوت التي يتكلم بها في الأحوال العادية على نبرة الصوت التي يستخدمها في الحديث عن الموضوعان التي تزيده توتراُ ، وذلك بغرض فهم ردود أفعاله والإشارات التي تصدر عنه في كل حالة من هذه الحالات 0 ويمكن تقسيم الحالات الصوتية التي يمر بها الإنسان على ثلاث:

1-حالة عادية 000 وهي الحالة اليومية المعتادة للشخص 0 وفي هذه الحالة تأتي نبرة الصوت في مستويات متوسطة من حيث العلو والشدة والكثافة 0 لاحظ الدرجات العادية من علو الصوت وشدته والكثافة لتحدد الحالات المعتادة للشخص 0

2-حالة انفعالية 000 هي الحالة التي يدافع فيها الشخص عن قضية معينة أو يعبر عن رأي يؤمن به0 ففي هذه الحالات يتوحد الشخص مع الكلمات التي يتكلمها فيصبح كمن يلقي خطبة عصماء بغرض التأثير في الجماهير ، فيستخدم كل الاستعراضات والمؤثرات الصوتية المتاحة له ، أي أنه ينفعل بما يقول0 وهنا يعلو الصوت عن المستويات المعتادة ، وتزداد كثافة صوته وبصبح ممتلئا بالانفعالات 0 للتمكن من تخيل الصوت في هذه الحالة تصور صوت أحد المعلقين الرياضيين أثناء تعليقه على إحدى المباريات عندما يعلن إحراز فريقه لهدف في مرمى الخصم ، حيث يكون صوته مفعماُ بالحيوية والانفعال 0 فهو يعبر عن حالة انفعالية يتوحد معها

3-حالة كذب 000في هذه يتصنع الشخص نبرة صوت محددة بغرض إعطاء المستمع الانطباع بصدقه 0 للتمكن من تصور هذه الحالة تخيل صوت المعلق الرياضي عندما يضطر إلى إعلان إحراز الفريق الخصم لهدف في مرمى فريقه0 هنا ستجد صوته أخفت وأجوف وأقل حيوية 0 فعندما يضطر الإنسان إلى قول ما لا يؤمن به ، فإنه يفشل في التحكم بصوته فيأتي صوته أضعف من المعتاد 0 وقد يرفض أن يعيد على مسامعك نفس الكلمات التي لفظها لتوه إذا ما طلبت منه الإعادة 0 ففي كل مرة يعيد فيها قول الكذب ، يخفت صوته أكثر ، ويقل وضوحه 0 وهنا تسمع صوت الشخص كما لو كان مجرد تمتمات أو دمدمات0

الإشارات الجسمية للكذب

يفترض الكاذب أن من يستمع إليه يركز على إشاراته الصوتية وحدها 0 وكثيرا ما يهمل الكاذبون شاراتهم الجسمية فتبوح بالكثير عن حالتهم النفسية والانفعالية 0

في مكاتب المباحث الفيدرالية يقوم المحققون بتسجيل الاستجوابات على شرائط فيديو ثم يعيدون مشاهدتها لتحديد الإشارات الجسمية والصوتية للكذب 0 ثم يعودون إلى الشخص ليركزوا على النقاط التي يعتقدون أنه يكذب ويحاصرون الشخص حتى يعترف 0 يستغرق المحقق المحترف ما يقرب من الساعة في رصد علامات الكذب في شريط فيديو لا يزيد عن الدقيقتين 0

لكن هذا التركيز غير موجود في الحياة اليومية 0 ومن الأفضل التركيز على أماكن محددة من الجسم تكون عندها الإشارات الجسمية أقوى من غيرها 0 وهذه المناطق تتركز في الرأس والعينين والفم0

الحالات الجسمية الثلاث

هناك ثلاث حالات جسمية اتصالية مختلفة ، تصدر عن كل منها إشارات تدل على نوع الحالة 0 ويمكننا تقسيم الحالات الجسمية التي يمر بها الشخص إلى ثلاث :

1-حالة عادية 000 تنبسط فيها عضلات الوجه دون أن ترتخي 0 وتصبح تحركات الجسم واليدين هادئة ومتوقعة وغير مفاجئة 0 ويميل الشخص في الحالة العادية إلى الاحتفاظ بمسافة معقولة من محدثه 0

2-حالة انفعالية 000 تنقبض فيها عضلات الوجه ويعقد ما بين الحاجبين ، وتحتد نظرات العينين 0 ويتحفز الجسم ما لو كان في حالة خطر 0 ففي الحالة التي يعبر فيها الشخص عن رأي يؤمن به ، يستخدم كل الاستعراضات والمؤثرات الجسمية المتاحة 0 أي أن يتكلم بجسمه 0 وتبدو على العين علامات التركيز الشديد على الكلمات التي يتلقاها أو يصدرها ويمل الشخص المنفعل إلى الاقتراب من محدثه ، بالانحناء نحوه أو الإشارة باليدين غليه وملامسته0

3-حالة كذب 000 يتصنع الإنسان فيها الحركات والتعبيرات الجسمية فتجد حركاته رخوة تعكس الضعف دون أن تعكس الهدوء 0 وكثيرا ما تصدر عن الكاذب حركات عنيفة وخالية من القوة 0 فتشعر معها وكأن قوته تخور0 فتأتي حركاته بطيئة ، وتلبث ذراعه على نفس الوضع الذي توقفت عنده لفترة غير مبررة من الوقت0 وتبدو عليه إمارات عدم التركيز وكأنما هو في عالم مختلف عن من يحدثونه 0 تجده يسألك أن تعيد طرح السؤال في محاولة لكسب مزيد من الوقت للتفكير في البدائل المختلفة التي تغاير الحقيقة المباشرة 0 ويمل الشخص في حالة الكذب إلى الابتعاد عن محدثه كي لا تنكشف إمارات الكذب فهو قد يحاول وجهه أو يتكلم وهو يبتعد0 إلا أن حركة الابتعاد تتم ببطء نتيجة ارتخاء العضلات والإحساس بضعفها0

أصدق نفسك قبل أن تكذب غيرك

لا تطلق الاتهامات بالكذب جزافاُ 0 ففي أحيان كثيرة يكون من يكذب عليك هو أنت نفسك 0 ومن الممكن أن يكون الشخص الآخر صادقاُ ولكنك تصر على أن ترسل إليه رسائل فحواها أنك لا تصدقه 0 فتكون النتيجة أن يتوقف عن التواصل والحوار قبل أن تحصل على معلومات مؤكدة0 ومن الأفضل ألا تجازف بإلقاء الاتهامات بالكذب على محدثك قبل أن ترتب استنتاجاتك بأن تطرح على نفسك الأسئلة التالية :

1-هل أعرف الإشارات والأعراض المعتادة لهذا الشخص ؟ وهل يمكنني أن أرصد الانقلابات الحادثة في هذه الأعراض إذا ما ظهرت أثناء الحديث ؟

2-هل رصدت انقلابات الإشارات في نقاط محددة من الحديث ؟ أم أنني اشعر بها دون أن استطع تحديد أماكنها بدقة ؟

3-هل تكررت انقلابات الأعراض والإشارات في نقاط محددة بعينها من الحديث ؟

4-هل يرجع انقلاب الأعراض والإشارات إلى التوتر الطبيعي الذي يعاني منه الشخص أم إلى التوتر الناجم عن محاولته الكذب ؟

5-هل كان تأثيري على الشخص إيجابياُ يدفعه إلى الإفصاح عن الحق بدلاُ من أن يدفعه إلى الإخفاء والكذب ؟

6-هل أنا مطمئن لانطباعي أم أن تحيزي يؤثر على أحكامي الموضوعية نتيجة أحداث ماضية ؟

7-لماذا تساورني الشكوك بأن الآخر يكذب ؟ هل تبددت ثقتي فيه ؟ أم أنني ابحث عن حجة لمعاقبته ؟

8-ما هو رد الفعل الذي أريد أن يصدر عني في الموقف الحالي ؟

هل أتقبل ما حدث أم يتحتم على أن أرسل للشخص رسالة محددة ؟ ما هي الرسالة التي أريد أن أرسلها على الشخص الآخر ؟ وما هو تأثير هذه الرسالة على مستقبل العلاقة بيننا ؟

بعد أن تجيب عن هذه الأسئلة حدد مدى اطمئنانك للأحكام والانطباعات التي أصدرتها بشأن هذا الشخص 0 فإن كنت مخطئاُ فمن الأسلم لك أن تخطئ في صالح تصديق الشخص، وتكذيب انطباعاتك السلبية عنه على أن تخطئ في صالح تكذيب الشخص وتصديق انطباعاتك السلبية عنه 0فإذا كان ولابد لك من أن تخطئ فأجعل الخطأ في جهتك أنت لا في إساءة الظن بالشخص الآخر0

منقــــــــــــــــــــــــــول

حسن عابد
05-20-2008, 07:08 PM
ان اكثر مانواجهه اليوم هو الكذب ولكن لا نستطيع احيانا مواجهته

ورد الجوري
05-24-2008, 02:23 PM
مشكورين على المرور
يعطيكم العافيه