مناهل
05-25-2008, 11:05 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فإن التفاؤل يدفع الإنسان لتجاوز المحن ، ويحفزه للعمل ، ويورثه طمأنينة النفس وراحة القلب .. والمتفائل لا يبني من المصيبة سجناً يحبس فيه نفسه ، لكنه يتطلع للفرج الذي يعقب كل ضيق ، ولليسر الذي يتبع كل عسر .. وقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - إماماً في التفاؤل والثقة بوعد الله تعالى .
تقول أمنا عائشة - رضي الله عنها - للنبي - صلى الله عليه وسلم - : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال : " لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت ..
فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم .
فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال : يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين .. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ".
وقد كان - عليه الصلاة والسلام - يبشر أصحابه بالظهور على الكافرين في جزيرة العرب وما جاورها في أوقات كان الواحد منهم لا يأمن على حياته وهو في بيته ، فكانت النتيجة تسابقهم لرفع راية الإسلام في كل البقاع، بنفوس منشرحة قوية واثقة في نصر الله .
إن سُم التشاؤم الذي يحاول المنافقون دسه للمنتمين لهذا الدين له ترياق جدير بأن يذهبه ألا وهو بث اليقين بمعية الله تعالى وتوفيقه للمتوكلين الصادقين في صفوف المسلمين ، وتعميق الإحساس بقدرة الله تعالى وعظمته في نفوسهم ، وتبشيرهم ببوادر النصر التي تلوح في الأفق .. ويكون ذلك بذكر حقائق الواقع الماثل ..
ففي فلسطين مثلاً ، رغم تنكيل الصهاينة الغاصبين بالمجاهدين ، ورغم تخاذل المسلمين عن نصرتهم ، رغم ذلك ينطق تسلسل الأحداث بأن الغلبة لدين الله ، وأن النصر لجند الله .
فقبل عشرين سنة فقط لم تكن في ساحة المقاومة راية تعرف سوى رايات الشيوعيين والعلمانيين ودعاة القومية العربية ، وأشباههم مع بعض عملاء الصهيونية ، أما اليوم فيشد أبناء فلسطين على أيدي المجاهدين ويقدمونهم لقيادة البلاد ، ورعاية مصالح العباد .
قبل أقل من عشرين سنة كانت الراية المرفوعة هي الأرض مقابل السلام ، وكان القادة يتسابقون للقاء الصهاينة ومحاورتهم بل على الأصح تنفيذ شروطهم وإملاءاتهم ، واليوم يلتف أبناء فلسطين حول المجاهدين الذين أعلنوا أن الجهاد ماض حتى تطهر أرض الإسراء كلها من كل الصهاينة المعتدين .
قبل عشرين سنة فقط كان المظهر العام في فلسطين مثله مثل كثير من الدول العربية التي ابتليت بالتغريب والانحلال ، واليوم يتجه الناس نحو الإسلام ، بل صارت سجون الصهاينة كتاتيب ومعاهد يحفظ فيه الأسرى كتاب ربهم .
إذاً فالواقع يصدق الشرع ويقول : إن الدين منصور ، ألا بعداً لليأس والتشاؤم ، فلنأخذ بأسباب النصر ، ولنثق بأن الذي يخرج اللبن من بين الفرث والدم قادر على إخراج النصر من رحم البأساء والضراء .
أما الذي يدعي أنه متفائل ويقعد عن العمل فعاجز لا متفائل ، وقد روي في الحديث : ( الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله )
وما حمد التفاؤل إلاّ لأنه يدفع الإنسان إلى المضي ، ويطرد عن النفس اليأس لينبعث صاحبها ويعمل في جد واجتهاد ، فإذا بطل هذا فلا تفاؤل على الحقيقة .
رزقني الله وإياكم تفاؤلاً إيجابياً يثمر عملاً ، ويرفع خور النفوس وعجزها ، والحمد لله أولاً وآخراً ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أ.د. ناصر العمر
فإن التفاؤل يدفع الإنسان لتجاوز المحن ، ويحفزه للعمل ، ويورثه طمأنينة النفس وراحة القلب .. والمتفائل لا يبني من المصيبة سجناً يحبس فيه نفسه ، لكنه يتطلع للفرج الذي يعقب كل ضيق ، ولليسر الذي يتبع كل عسر .. وقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - إماماً في التفاؤل والثقة بوعد الله تعالى .
تقول أمنا عائشة - رضي الله عنها - للنبي - صلى الله عليه وسلم - : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال : " لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت ..
فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم .
فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال : يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين .. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ".
وقد كان - عليه الصلاة والسلام - يبشر أصحابه بالظهور على الكافرين في جزيرة العرب وما جاورها في أوقات كان الواحد منهم لا يأمن على حياته وهو في بيته ، فكانت النتيجة تسابقهم لرفع راية الإسلام في كل البقاع، بنفوس منشرحة قوية واثقة في نصر الله .
إن سُم التشاؤم الذي يحاول المنافقون دسه للمنتمين لهذا الدين له ترياق جدير بأن يذهبه ألا وهو بث اليقين بمعية الله تعالى وتوفيقه للمتوكلين الصادقين في صفوف المسلمين ، وتعميق الإحساس بقدرة الله تعالى وعظمته في نفوسهم ، وتبشيرهم ببوادر النصر التي تلوح في الأفق .. ويكون ذلك بذكر حقائق الواقع الماثل ..
ففي فلسطين مثلاً ، رغم تنكيل الصهاينة الغاصبين بالمجاهدين ، ورغم تخاذل المسلمين عن نصرتهم ، رغم ذلك ينطق تسلسل الأحداث بأن الغلبة لدين الله ، وأن النصر لجند الله .
فقبل عشرين سنة فقط لم تكن في ساحة المقاومة راية تعرف سوى رايات الشيوعيين والعلمانيين ودعاة القومية العربية ، وأشباههم مع بعض عملاء الصهيونية ، أما اليوم فيشد أبناء فلسطين على أيدي المجاهدين ويقدمونهم لقيادة البلاد ، ورعاية مصالح العباد .
قبل أقل من عشرين سنة كانت الراية المرفوعة هي الأرض مقابل السلام ، وكان القادة يتسابقون للقاء الصهاينة ومحاورتهم بل على الأصح تنفيذ شروطهم وإملاءاتهم ، واليوم يلتف أبناء فلسطين حول المجاهدين الذين أعلنوا أن الجهاد ماض حتى تطهر أرض الإسراء كلها من كل الصهاينة المعتدين .
قبل عشرين سنة فقط كان المظهر العام في فلسطين مثله مثل كثير من الدول العربية التي ابتليت بالتغريب والانحلال ، واليوم يتجه الناس نحو الإسلام ، بل صارت سجون الصهاينة كتاتيب ومعاهد يحفظ فيه الأسرى كتاب ربهم .
إذاً فالواقع يصدق الشرع ويقول : إن الدين منصور ، ألا بعداً لليأس والتشاؤم ، فلنأخذ بأسباب النصر ، ولنثق بأن الذي يخرج اللبن من بين الفرث والدم قادر على إخراج النصر من رحم البأساء والضراء .
أما الذي يدعي أنه متفائل ويقعد عن العمل فعاجز لا متفائل ، وقد روي في الحديث : ( الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله )
وما حمد التفاؤل إلاّ لأنه يدفع الإنسان إلى المضي ، ويطرد عن النفس اليأس لينبعث صاحبها ويعمل في جد واجتهاد ، فإذا بطل هذا فلا تفاؤل على الحقيقة .
رزقني الله وإياكم تفاؤلاً إيجابياً يثمر عملاً ، ويرفع خور النفوس وعجزها ، والحمد لله أولاً وآخراً ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أ.د. ناصر العمر