المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحو الأحسن


مناهل
06-13-2008, 08:55 PM
تثبت العديد من الدراسات أن الثروة الأساسية لدى الأمم هي ثروة كامنة وغير ملموسة ، وتلك الثروة تكمن في العلوم والمهارات وعادات الناس والنزاهة والعدالة والقدرة على جذب الاستثمارات الخارجية ...
ولا أريد الخوض في هذه المسألة الآن ، لكن الذي أودُّ أن أؤكد عليه هنا هو أن هناك دائماً طاقة غير محررة ووقتاً غير مستثمَر ، وموهبة غير مكتشَفة ، كما أن هناك دائماً نوعاً من الارتباك في إدارة الذات وتوجيه الجهود نحو الأهداف على النحو المطلوب ، وهذا في الحقيقة يؤشر إلى شيئين مهمين :

1 - قصور الإنسان وضعفه وبعده عن الكمال .

2 - وجود إمكانية هائلة للتقدم على الصعيد الروحي والخلقي والعقلي والاجتماعي ؛ حيث لا نجد حدوداً للتقدم على هذه الصُّعد ، أو قيوداً على إيقاع ذلك التقدم .


لو تساءلنا كيف نساعد أنفسنا على المضي نحو الأحسن في وضعيتنا العامة ، لأمكننا أن نشير إلى العديد من المبادئ والإجراءات ، والتي من أهمها الآتي :

1 - التحرر من اليأس والإحباط ، حيث إن البيئات التي يغلب عليها الجهل والفقر والظلم تعلِّم الذين يعيشون فيها السلبية ، وترسل لهم فيضاً من الرسائل التي تزرع في أعماقهم الإعراض عن المحاولة والتجريب والبحث ، وذلك باختصار لأن هذه الأشياء عقيمة ولا جدوى منها .

وقد ثبت أن الناس يتعلمون اليأس ويتعلمون أيضاً التفاؤل ، ونحن نريد أن نتعلم التفاؤل من خلال إيماننا العميق بكرم الله تعالى ولطفه ومعونته ، ومن خلال الفرص المتجددة التي يقلِّب فيها عباده . إنه ما تذهب فرصة ، إلا وتلوح في الأفق فرصة أخرى ، وما يُغلق باب من أبواب الخير إلا ويفتح باب آخر ، لكن الطريقة التي رُبِّينا بها ، والبيئات التي نعيش فيها ، تدفعنا نحو الانشغال بالفرص الضائعة والتألم على الأبواب المغلقة ، عوضاً عن أن نندفع للبحث عن الفرص الجديدة والابتهاج بالأبواب المنفتحة . وما أعظم قول الله تعالى : ( فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً ) ( الشرح : 5-6 ) .

مع تعقيد الحياة الحضرية وظروف العيش الصعبة تولد الخيارات وتبرز البدائل ، ولكن وفق شروط جديدة ، ولا بد للاستفادة من تلك البدائل من الوعي بتلك الشروط والعمل على توفيرها .

2 - نحن في حاجة إلى امتلاك المفاهيم التي تجعلنا أقوى على التغيير وأقوى على مواجهة المغريات ، كما أننا في حاجة إلى التخلص من المفاهيم التي تكبِّلنا ، وتلقي بنا في دروب المتاهة والعجز والجمود .
من المفاهيم التي تساعد على النمو والتحسن المفاهيمُ الآتية :

1 - التفاؤل والوعي يشكلان البداية الصحيحة لكثير من الأشياء .
2 - إذا كان لا بد لي من أن أبدأ ، فَلأن أبدأ اليوم خير لي من أن أبدأ غداً .
3 - إذا لم أساعد نفسي لم يساعدني أحد .
4 - ما عند الله تعالى من الهداية والمعونة والتوفيق يُنال بطاعة الله والأوْبة إليه .
5 - من خلال الأعمال الصغيرة المتراكمة تولد الأعمال والإنجازات العملاقة .
6 - الإنسان ليس ضئيلاً ، لكنه كسول إلى حد بعيد .
7 - ما أمامي من الخير والإنجاز والازدهار أكثر بكثير مما مضى ومما هو كائن الآن .
8 - من خلال مجاهدة النفس والتخلّص من العادات السيئة ، يصبح كل شيء أفضل .
9 - العلاقات الحسنة بالناس مصدر أمان ، وباب من أبواب الرزق .
10 - كلما تحسنت إمكانات الإنسان ، واتسعت دائرة نفوذه صار احتياجه إلى التعاون مع الآخرين أشد .
أما المفاهيم التي تسبب اليأس والعجز وتكلس الأوضاع ؛ فهي أيضاً عديدة ، ولعل من أهمها :

1 - لو درستُ في جامعة جيدة لحصلتُ على وظيفة جيدة .
2 - لا أعرف لماذا لا يحبني زملائي .
3 - قلة ما بين يدي من مال هي الداء الذي لا دواء له .
4 - حاولت كثيراً التخلص من بعض عاداتي السيئة ، لكني لم أفلح .
5 - لا أشعر أنني موهوب ، ولهذا فمع الكثير من الجهد فلن أحصل على شيء يذكر .
6 - ما دخلت في مجال من المجالات إلا شعرت أن هناك مؤامرة تُحاك ضدي .
7 - نومي ثقيل ، ولا أعرف كيف أتعامل معه ، ولهذا فإن فوات صلاة الفجر مني أمر لا مفرَّ منه .
8 - هذا الزمان مملوء بالشرور والأشرار ، ولهذا فإن الأمل في الإصلاح ضعيف .
9 - حاولت أن أتعرف على نقاط القوة لدي ، فلم أفلح ، فأنا على ما يبدو إنسان عادي بكل المقاييس .
10 - كلما ظننت أنني لن أكرر أخطائي ، وظننت أني سأتعلم من تاريخي الشخصي ، خاب ظني .

هذه المفاهيم هي على مستوى ما ، مفاهيم سلبية وخاطئة ، والتخلص منها شيء ممكن ، بل هو شرط للتحسن والإنجاز .

من خلال التبصر الذاتي وصحبة الأخيار أهل الفطنة والهمة ، ومن خلال التأمل في سنن الله في الخلق ، سنجد الكثير الكثير من الإمكانات ، والكثير الكثير من الأشياء الجيدة التي نضيفها إلى حياتنا الشخصية .
ولله الأمر من قبل ومن بعد .


د . عبد الكريم بكار

أبو عبدالرحمن
06-13-2008, 09:36 PM
يعطيكم العافية

سنا الهجرة
06-13-2008, 10:05 PM
جزاك الله خير

مناهل
06-14-2008, 11:30 PM
بارك الله فيكما