الدانه
10-11-2008, 04:44 PM
فوائد صيام ست من شوال بعد رمضان :
(1) تحصيل ثواب صيام الدهر :
وذلك أن صيام الدهر – والله يجزي على الحسنة عشر أمثالها – يعني أن يكتب للعبد صيام عشرة أشهر مقابل صيام شهر رمضان ، ويكون صيام الستة أيام قائما مقام ثواب صيام شهرين آخرين ، فيكون العبد بذلك قد استكمل ثواب صيام دهره .
(2) جبر الخلل وإكمال النقص :
صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها فيكمل بذلك ما حصل في الفرائض من خلل ونقص ، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة ، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة ، وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل ، فيحتاج إلى ما يجبره ويكمله من الأعمال ؛ ولهذا نهى النبيصلى الله عليه وسلم أن يقول الرجل : صمت رمضان كله أو قمت رمضان كله ، قال الصحابي : لا أدري أكره التزكية ، أم لابد من غفلة .
وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول : من لم يجد ما يتصدق به فليصم ، يعني من لم يجد ما يخرجه صدقة للفطر في آخر رمضان فليصم بعد الفطر ؛ فإن الصيام يقوم مقام الإطعام في تكفير السيئات ، كما يقوم مقامه في كفارات الإيمان وغيرها من الكفارات .
(3) علامة قبول رمضان:
معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صيام رمضان ؛ فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده ، كما قال بعضهم : ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها ؛ كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى ، كما أن من عمل حسنة ثم اتبعها بسيئة ، كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها ، فمن رام أن يعلم مدى قبول عمله من ذلك ، فليعود نفسه على الصيام والقيام من جديد حتى يكون صيامه الثاني علامة على قبول صيامه الأول ، وحتى سكون قيامه الآخر علامة على قبول قيامه السابق عليه .
من عمل طاعة من الطاعات وفرغ منها ، فعلامة قبولها أن يصلها بطاعة أخرى ، وعلامة ردها أن يعقب تلك الطاعة بمعصية .. ما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها ، وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها ، وما أقبح السيئة بعد الحسنة تمحقها وتعفوها .. ذنب واحد بعد التوبة أقبح من سبعين ذنبا قبلها ، النكسة أصعب من المرض وربما أهلكت ، سلوا الله الثبات على الطاعات إلى الممات ، وتعوذوا به من تقلب القلوب ، ومن الحور بعد الكور ، ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة ، وأفحش فقر الطمع بعد غنى القناعة .
(4) شكر نعمة التوفيق لصيام رمضان:
صيام رمضان يستوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب ، وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر ، وهو يوم الجوائز ، فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكرا لهذه النعمة ؛ فإن شكر النعمة إنما يكون بفعل من جنسها؛ حتى يكون الصيام نعمة تستوجب شكرا بصيام آخر ، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب ، ألم تر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه ، فيقال له : تفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ ، فيقول صلى الله عليه وسلم: " أفلا أكون عبد شكورا "، فكان قيامه صلى الله عليه وسلم ذلك القيام الطويل حتى تتورم قدماه .. ثم حتى تتفطر قدماه .. ثم حتى تتشقق قدماه بعد تورمها ، كل ذلك شكرا لله عز وجل على مغفرته لذنوبه .
وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره ، وغير ذلك من أنواع شكره فال : {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون } ( البقرة 185) ، فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه ، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكرا عقيب ذلك .
كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليله من الليالي ؛ أصبح في نهاره صائما ، ويجعل صيامه شكرا للتوفيق للقيام .
وكان وهيب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه فيقول : لا تسألوا عن الثواب ، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر ؛ للتوفيق والإعانة عليه .
كل نعمة على العبد من الله عز وجل في دين أو دنيا تحتاج إلى شكر عليها ، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان ، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر ، وهكذا أبدا فلا يقدر العبد على القيام بشكر النعم ، وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر .
(5) مداومة الاتصال:
إن الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان ؛ بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حيا ، وهذا معنى الحديث أن الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار ، يعني كالذي يفر من القتال في سبيل الله ثم يعود إليه ، وذلك لأن كثيرا من الناس يفرح بانقضاء شهر رمضان ؛ لاستثقال الصيام وملله وطوله عليه ، ومن كان كذلك فلا يكاد يعود إلى الصيام سريعا ، فالعائد إلى الصيام بعد فطره يوم الفطر يدل عودة على رغبته في الصيام وأنه لم يمله ولم يستثقله ولا تكره به .
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أحب الأعمال إلى الله الحال المرتحل"، وفسر بصحاب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ، ومن آخره إلى أوله ، كلما حل ارتحل ، والعائد إلى الصيام سريعا بعد فراغ صيامه ، شبيه بقارئ القرآن إذا فرغ من قراءته ثم عاد إليه ، في المعنى ، والله أعلم .
(6) استمرار العلاج بعد رمضان بالصيام في شوال:
فى صيام هذه الأيام الستة من شوال استدراك لما فات العبد من وظائف الصيام ، من وظائف إصلاح نفسه ، وإقامتها على أمر الله عز وجل ، ومن الوظائف المرجوة كذلك من الصيام من الإحسان إلى الفقراء ، ومن إدراك نعمة الله عز وجل في الأموال ، ومن شكر نعم الله عز وجل ، ومن تخلي العبد للذكر والفكر ، فإن شأنه في الفطر أن يكون مشغولا عن الذكر والفكر ، والصيام معين له على ذكر الله عز وجل والتفكير في آخرته .
(7) حجة للعبد أنه رباني لا موسمي:
فى صيام أيام شوال إعلان ببقاء وظائف العبادة ما بقي العبد دهره ؛ فليست تذهب مع المواسم الطاعات ؛ بل إن ذهبت المواسم فلا يزال الله عز وجل أهل العفو وأهل المغفرة ، ولا تزال مغفرة الله عز وجل وعفوه يرجوا بالعبادة من الصيام والقيام ، فما تنقضي أبد الدهر وظيفة الصيام ، وما تنقضي مدة حياة العبد وظيفة القيام وتلاوة القرآن .
(8) أدب في مداومة الخدمة، وإظهار الحب:
فى صيام هذه الأيام من شوال ، وفى إتباعها رمضان من غير مهلة ولا تراخ ، إعلان بعدم سآمة العبد من العبادة ، وأنه لم ينتظر ذهاب رمضان وانقضائه ، وأنه ما مل وقوفه بباب ربه ، وما سئم التعرض لفضله وعطائه ونواله ، وأنه لا يزال باقيا مصرا ، باقيا على وظيفة العبادة ، مصرا على التعرض لفضل الله عز وجل وعطائه .
الموقع الرسمي للشيخ محمد حسين يعقوب .
(1) تحصيل ثواب صيام الدهر :
وذلك أن صيام الدهر – والله يجزي على الحسنة عشر أمثالها – يعني أن يكتب للعبد صيام عشرة أشهر مقابل صيام شهر رمضان ، ويكون صيام الستة أيام قائما مقام ثواب صيام شهرين آخرين ، فيكون العبد بذلك قد استكمل ثواب صيام دهره .
(2) جبر الخلل وإكمال النقص :
صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها فيكمل بذلك ما حصل في الفرائض من خلل ونقص ، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة ، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة ، وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل ، فيحتاج إلى ما يجبره ويكمله من الأعمال ؛ ولهذا نهى النبيصلى الله عليه وسلم أن يقول الرجل : صمت رمضان كله أو قمت رمضان كله ، قال الصحابي : لا أدري أكره التزكية ، أم لابد من غفلة .
وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول : من لم يجد ما يتصدق به فليصم ، يعني من لم يجد ما يخرجه صدقة للفطر في آخر رمضان فليصم بعد الفطر ؛ فإن الصيام يقوم مقام الإطعام في تكفير السيئات ، كما يقوم مقامه في كفارات الإيمان وغيرها من الكفارات .
(3) علامة قبول رمضان:
معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صيام رمضان ؛ فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده ، كما قال بعضهم : ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها ؛ كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى ، كما أن من عمل حسنة ثم اتبعها بسيئة ، كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها ، فمن رام أن يعلم مدى قبول عمله من ذلك ، فليعود نفسه على الصيام والقيام من جديد حتى يكون صيامه الثاني علامة على قبول صيامه الأول ، وحتى سكون قيامه الآخر علامة على قبول قيامه السابق عليه .
من عمل طاعة من الطاعات وفرغ منها ، فعلامة قبولها أن يصلها بطاعة أخرى ، وعلامة ردها أن يعقب تلك الطاعة بمعصية .. ما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها ، وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها ، وما أقبح السيئة بعد الحسنة تمحقها وتعفوها .. ذنب واحد بعد التوبة أقبح من سبعين ذنبا قبلها ، النكسة أصعب من المرض وربما أهلكت ، سلوا الله الثبات على الطاعات إلى الممات ، وتعوذوا به من تقلب القلوب ، ومن الحور بعد الكور ، ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة ، وأفحش فقر الطمع بعد غنى القناعة .
(4) شكر نعمة التوفيق لصيام رمضان:
صيام رمضان يستوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب ، وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر ، وهو يوم الجوائز ، فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكرا لهذه النعمة ؛ فإن شكر النعمة إنما يكون بفعل من جنسها؛ حتى يكون الصيام نعمة تستوجب شكرا بصيام آخر ، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب ، ألم تر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه ، فيقال له : تفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ ، فيقول صلى الله عليه وسلم: " أفلا أكون عبد شكورا "، فكان قيامه صلى الله عليه وسلم ذلك القيام الطويل حتى تتورم قدماه .. ثم حتى تتفطر قدماه .. ثم حتى تتشقق قدماه بعد تورمها ، كل ذلك شكرا لله عز وجل على مغفرته لذنوبه .
وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره ، وغير ذلك من أنواع شكره فال : {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون } ( البقرة 185) ، فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه ، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكرا عقيب ذلك .
كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليله من الليالي ؛ أصبح في نهاره صائما ، ويجعل صيامه شكرا للتوفيق للقيام .
وكان وهيب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه فيقول : لا تسألوا عن الثواب ، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر ؛ للتوفيق والإعانة عليه .
كل نعمة على العبد من الله عز وجل في دين أو دنيا تحتاج إلى شكر عليها ، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان ، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر ، وهكذا أبدا فلا يقدر العبد على القيام بشكر النعم ، وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر .
(5) مداومة الاتصال:
إن الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان ؛ بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حيا ، وهذا معنى الحديث أن الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار ، يعني كالذي يفر من القتال في سبيل الله ثم يعود إليه ، وذلك لأن كثيرا من الناس يفرح بانقضاء شهر رمضان ؛ لاستثقال الصيام وملله وطوله عليه ، ومن كان كذلك فلا يكاد يعود إلى الصيام سريعا ، فالعائد إلى الصيام بعد فطره يوم الفطر يدل عودة على رغبته في الصيام وأنه لم يمله ولم يستثقله ولا تكره به .
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أحب الأعمال إلى الله الحال المرتحل"، وفسر بصحاب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ، ومن آخره إلى أوله ، كلما حل ارتحل ، والعائد إلى الصيام سريعا بعد فراغ صيامه ، شبيه بقارئ القرآن إذا فرغ من قراءته ثم عاد إليه ، في المعنى ، والله أعلم .
(6) استمرار العلاج بعد رمضان بالصيام في شوال:
فى صيام هذه الأيام الستة من شوال استدراك لما فات العبد من وظائف الصيام ، من وظائف إصلاح نفسه ، وإقامتها على أمر الله عز وجل ، ومن الوظائف المرجوة كذلك من الصيام من الإحسان إلى الفقراء ، ومن إدراك نعمة الله عز وجل في الأموال ، ومن شكر نعم الله عز وجل ، ومن تخلي العبد للذكر والفكر ، فإن شأنه في الفطر أن يكون مشغولا عن الذكر والفكر ، والصيام معين له على ذكر الله عز وجل والتفكير في آخرته .
(7) حجة للعبد أنه رباني لا موسمي:
فى صيام أيام شوال إعلان ببقاء وظائف العبادة ما بقي العبد دهره ؛ فليست تذهب مع المواسم الطاعات ؛ بل إن ذهبت المواسم فلا يزال الله عز وجل أهل العفو وأهل المغفرة ، ولا تزال مغفرة الله عز وجل وعفوه يرجوا بالعبادة من الصيام والقيام ، فما تنقضي أبد الدهر وظيفة الصيام ، وما تنقضي مدة حياة العبد وظيفة القيام وتلاوة القرآن .
(8) أدب في مداومة الخدمة، وإظهار الحب:
فى صيام هذه الأيام من شوال ، وفى إتباعها رمضان من غير مهلة ولا تراخ ، إعلان بعدم سآمة العبد من العبادة ، وأنه لم ينتظر ذهاب رمضان وانقضائه ، وأنه ما مل وقوفه بباب ربه ، وما سئم التعرض لفضله وعطائه ونواله ، وأنه لا يزال باقيا مصرا ، باقيا على وظيفة العبادة ، مصرا على التعرض لفضل الله عز وجل وعطائه .
الموقع الرسمي للشيخ محمد حسين يعقوب .