مناهل
10-12-2008, 11:27 PM
علم النسب من المعارف المستحسنة عند العرب، يكثر الحديث عنه في مجالس خلفاء المسلمين وأمرائهم، كما أن له حظاً في مجالس العلماء وطلبة العلم، وأهل الأدب، ومما له صلة بعلم الأنساب أيام العرب وحروبهم في الجاهلية وفي الإسلام.
وهذا العلم لا يليق جهله لذوي الهمم والآداب، خاصة أمراء وعلماء المسلمين، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرف القبائل ويسأل الوفود عن قبائلهم.
وكان بعض الصحابة يتحدثون فيه ويعرفونه، وكذلك من بعدهم من خلفاء المسلمين، حتى ظهرت الأعاجم على الدولة العباسية في القرن الثالث... والحديث ذو شجون.
*******************************
فوائد وضوابط عامة في علم النسب :
الفائدة الأولى:
الإسلام هو الذي أعز العرب بعد الذل، وجمع كلمتهم بعد الشتات، فلا عز للعرب إلا بالإسلام والتمسك به قولاً وعملاً.
قال عمر بن الخطاب: "إنكم كنتم أذل الناس، وأقل الناس، وأحقر الناس فأعزكم بالإسلام فمهما تطلبوا العزّ بغيره يذلكم الله".
وكانت العرب محل ازدراء عند فارس والروم ليس لهم ثقل سياسي، أو علمي حتى منّ الله عليهم بالإسلام. فأكرمهم الله ورفعهم بالإسلام. جاء في الخبر الصحيح أن هرقل ملك الروم قال لأبي سفيان: "قد كنت أعلم أنه خارج -أي النبي- لم أكن أظن أنه منكم".
وفي البخاري عن جبير بن حيّة قال: "خرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفًا فقام ترجمان: فقال: ليكلمني رجل منكم فقال المغيرة بن شعبة: سل عما شئت. قال: ما أنتم؟! قال: نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد، وبلاء شديد نمصُّ الجلد والنوى من الجموع، ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السموات والأرض إلينا نبيا....
ولذلك يتبين لكل عاقل مسلم فسادُ الدعوات القومية الجاهلية وفشلها وآثارها المخزية على العرب خاصة والمسلمين عامة، وما جرت عليهم من هزائم ومذلة مكنت الكفار من بلادهم وسلب خيراتهم.
ولا زالوا يتجرعون مرارتها ويقبعون تحت غمامها القبيح، (ومن يهن اللهُّ فما له من مكرم ).
الفائدة الثانية:
إن المقياس الحقيقي للإنسان عند الله التقوى، فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
قال تعالى: (إِنِّ أَكْرَمَكُمء عِندَ اللهِ أتقَاكُم ).
وقال (: "إنما أنتم ولد آدم طفُّ الصاع لم تملؤُوه ليس لأحد على أحد فضل إلا بالدين، أو عمل صالح..." رواه أحمد بإسناد حسن.
الفائدة الثالثة:
إن معرفة الأنساب لها فوائد جمّة، ولها أهمية في الإسلام، ويترتب على ذلك أحكام فقهية؛ فلا يعد مذمومًا، ولا يهمل تعلمه ومعرفته ويتركه طلبة العلم للجهلة والكذابين.
قال الحافظ ابن عبدالبر: "ولعمري ما أنصف القائل: إن علم النسب علم لا ينفع وجهاله لا تضر" وقال نحو قوله كثير من أهل العلم.
الفائدة الرابعة:
إنما المذموم منه ما كان فيه دعوة إلى احتقار المسلمين الذين لا ينتسبون إلى قبائل أو المسلمين من الأعاجم، أو تفضيل قبيلة على قبيلة دون مرجح شرعي، أو الطعن في بعض أنساب القبائل ونحو ذلك. فهذا هو المذموم منه الذي ورد فيه الذم من الشارع الحكيم.
قال - صلى الله عليه وسلم - : "أربع من أمر الجاهلية لن يَدعَهُنّ الناس: التعيير بالأنساب، والنياحة على الميت..." الحديث.
الفائدة الخامسة:
تحرم الدعوة إلى الحميّة الجاهلية، وتعظيمها، ومنع الوسائل المؤدية إلى إثارتها. قال تعالى: (إذ جعل الّذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية).
وفي الحديث الصحيح حينما حدث شجار بين المهاجرين والأنصار، فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم عنهم ذاك فقال: "ما بال دعوى الجاهلية، دعوها فإنها منتنة " وفي رواية "دعوها فإنها خبيثة"،
وحيث إن الدولة السعودية قامت على أساس سليم وهو المنهج الإسلامي الصحيح، وتوحدت أقاليم في عهد الملك عبدالعزيز لم تتوحد حقيقة منذ مقتل عثمان - رضي الله عنه- وصار الشعب متماسكًا بهذه الدولة كأنها قبيلة واحدة؛ لأن الدولة لم تقم على العصبية، أو العنصرية، وإنما قامت على منهج الإسلام، فيجب علينا أن نحافظ على هذه الأخوة بين المجتمع ونمنع كل وسيلة تدعو إلى العصبية القبلية، أو الإقليمية، وقطعها في أول أمرها حتى لا يستغلها الجهّال والمتربصون بالمجتمع، من أهل النفاق، والشقاق كما فعلوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن تلك الوسائل المثيرة للعصبية:
حفلات مزايين الإبل لكل قبيلة، واستئجارُ بعض القنوات لبث هذه الاحتفالات، ومنها ما تقوم به بعض القنوات من مسابقات للشعراء، ومنها نشر الكتب الشعبية المليئة بالأغاليط والتطاول على الآخرين وما أكثرها في هذه الأيام !
يتبع
وهذا العلم لا يليق جهله لذوي الهمم والآداب، خاصة أمراء وعلماء المسلمين، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرف القبائل ويسأل الوفود عن قبائلهم.
وكان بعض الصحابة يتحدثون فيه ويعرفونه، وكذلك من بعدهم من خلفاء المسلمين، حتى ظهرت الأعاجم على الدولة العباسية في القرن الثالث... والحديث ذو شجون.
*******************************
فوائد وضوابط عامة في علم النسب :
الفائدة الأولى:
الإسلام هو الذي أعز العرب بعد الذل، وجمع كلمتهم بعد الشتات، فلا عز للعرب إلا بالإسلام والتمسك به قولاً وعملاً.
قال عمر بن الخطاب: "إنكم كنتم أذل الناس، وأقل الناس، وأحقر الناس فأعزكم بالإسلام فمهما تطلبوا العزّ بغيره يذلكم الله".
وكانت العرب محل ازدراء عند فارس والروم ليس لهم ثقل سياسي، أو علمي حتى منّ الله عليهم بالإسلام. فأكرمهم الله ورفعهم بالإسلام. جاء في الخبر الصحيح أن هرقل ملك الروم قال لأبي سفيان: "قد كنت أعلم أنه خارج -أي النبي- لم أكن أظن أنه منكم".
وفي البخاري عن جبير بن حيّة قال: "خرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفًا فقام ترجمان: فقال: ليكلمني رجل منكم فقال المغيرة بن شعبة: سل عما شئت. قال: ما أنتم؟! قال: نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد، وبلاء شديد نمصُّ الجلد والنوى من الجموع، ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السموات والأرض إلينا نبيا....
ولذلك يتبين لكل عاقل مسلم فسادُ الدعوات القومية الجاهلية وفشلها وآثارها المخزية على العرب خاصة والمسلمين عامة، وما جرت عليهم من هزائم ومذلة مكنت الكفار من بلادهم وسلب خيراتهم.
ولا زالوا يتجرعون مرارتها ويقبعون تحت غمامها القبيح، (ومن يهن اللهُّ فما له من مكرم ).
الفائدة الثانية:
إن المقياس الحقيقي للإنسان عند الله التقوى، فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
قال تعالى: (إِنِّ أَكْرَمَكُمء عِندَ اللهِ أتقَاكُم ).
وقال (: "إنما أنتم ولد آدم طفُّ الصاع لم تملؤُوه ليس لأحد على أحد فضل إلا بالدين، أو عمل صالح..." رواه أحمد بإسناد حسن.
الفائدة الثالثة:
إن معرفة الأنساب لها فوائد جمّة، ولها أهمية في الإسلام، ويترتب على ذلك أحكام فقهية؛ فلا يعد مذمومًا، ولا يهمل تعلمه ومعرفته ويتركه طلبة العلم للجهلة والكذابين.
قال الحافظ ابن عبدالبر: "ولعمري ما أنصف القائل: إن علم النسب علم لا ينفع وجهاله لا تضر" وقال نحو قوله كثير من أهل العلم.
الفائدة الرابعة:
إنما المذموم منه ما كان فيه دعوة إلى احتقار المسلمين الذين لا ينتسبون إلى قبائل أو المسلمين من الأعاجم، أو تفضيل قبيلة على قبيلة دون مرجح شرعي، أو الطعن في بعض أنساب القبائل ونحو ذلك. فهذا هو المذموم منه الذي ورد فيه الذم من الشارع الحكيم.
قال - صلى الله عليه وسلم - : "أربع من أمر الجاهلية لن يَدعَهُنّ الناس: التعيير بالأنساب، والنياحة على الميت..." الحديث.
الفائدة الخامسة:
تحرم الدعوة إلى الحميّة الجاهلية، وتعظيمها، ومنع الوسائل المؤدية إلى إثارتها. قال تعالى: (إذ جعل الّذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية).
وفي الحديث الصحيح حينما حدث شجار بين المهاجرين والأنصار، فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم عنهم ذاك فقال: "ما بال دعوى الجاهلية، دعوها فإنها منتنة " وفي رواية "دعوها فإنها خبيثة"،
وحيث إن الدولة السعودية قامت على أساس سليم وهو المنهج الإسلامي الصحيح، وتوحدت أقاليم في عهد الملك عبدالعزيز لم تتوحد حقيقة منذ مقتل عثمان - رضي الله عنه- وصار الشعب متماسكًا بهذه الدولة كأنها قبيلة واحدة؛ لأن الدولة لم تقم على العصبية، أو العنصرية، وإنما قامت على منهج الإسلام، فيجب علينا أن نحافظ على هذه الأخوة بين المجتمع ونمنع كل وسيلة تدعو إلى العصبية القبلية، أو الإقليمية، وقطعها في أول أمرها حتى لا يستغلها الجهّال والمتربصون بالمجتمع، من أهل النفاق، والشقاق كما فعلوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن تلك الوسائل المثيرة للعصبية:
حفلات مزايين الإبل لكل قبيلة، واستئجارُ بعض القنوات لبث هذه الاحتفالات، ومنها ما تقوم به بعض القنوات من مسابقات للشعراء، ومنها نشر الكتب الشعبية المليئة بالأغاليط والتطاول على الآخرين وما أكثرها في هذه الأيام !
يتبع