المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدعوة إلى الله ::: [بالموعظة لا بالقصص والحكايات ] [وقفة للتأمل ]!!!


خبرصحيح
10-13-2008, 10:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ... أما بعد:-
فكما يعلم الجميع أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بأن ندعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة كما في قوله تعالى : ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) [النحل : 125].
ولكن !!
نجد البعض يدعوا إلى الله سبحانه بطريقة قد ذم فاعلها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكثير من التابعين باتفاق.
وهذه الطريقة هي ما يسمى اليوم ( بالقصص ) فتجد الداعية أو غيره ممن يشار إليه بالبنان أو مما يطرح في المنتديات من تلك القصص وفي المحاضرت ويدعى إليها الناس يُزعم أن فيها الخير وفيها تتويب الناس إلى الله سبحانه وتعالى .
ولكني أريد أن أنبه إلى أمر مهم قبل أن أبدأ وهو أن القصص على قسمين :
الأول منها : ما ذكره الله في قوله : (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) [الأعراف : 176]
فالقصص إذا كانت من كتاب الله أو من سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مثال ذلك : أن يقص الشخص قصة نبي من أنبياء الله أو مما جاء في السنة المطهرة وهي كثير في كتب السنة. فهذا ليس مقصودي في موضوعي هذا . وليعلم أن الصحابة والتابعين لهم بإحسان يعلمون هذه الآية ومدلولها فلذلك حذروا ما يقابلها من قصص الوعاظ والدعاة الآن .
أما الذي أقصد !!!
فهو القسم الثاني : أن يأتي الداعية أو العبد المسلم بقصة شاب يشرح فيها توبته إلى الله أو شيخ وحسن ختامه أو امرأة وسوء فعلها أمام الله أو غير ذلك من القصص المشابهة... فهذا ما أقصد ؟
ولا تستعجل أخي في الرد مبكراً قبل أن تقرأ ما أنقله إليك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام أصحابه وردهم وتحذيرهم من مثل تلك القصص وكذلك التابعين ممن نهجوا نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

فإليك ذلك
[النهي عن القصص والتحذير من القُصّاص ومن حضور مجالسهم والسبب في ذلك ؟]

*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا "

قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة :
( ( قصوا ) قال في " النهاية " : و في رواية : " لما هلكوا قصوا " أي اتكلوا على القول و تركوا العمل ، فكان ذلك سبب هلاكهم ، أو بالعكس ، لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص " . و أقول : و من الممكن أن يقال : إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص و الحكايات دون الفقه و العلم النافع الذي يعرف الناس بدينهم فيحملهم ذلك على العمل الصالح ، لما فعلوا ذلك هلكوا . و هذا هو شأن كثير من قصاص زماننا الذين جل كلامهم في وعظهم حول الإسرائيليات و الرقائق و الصوفيات . نسأل الله العافية ).

* وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( القصاص ثلاثة أمير أو مأمور أو مختال ).

* عن ابن عمر قال: لم يكن القصص في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر. ضعيف ابن ماجه (3754). ثم تراجع عنه الشيخ الألباني وصححه في صحيح الموارد (97-111) ولفظه عن ابن عمر رضي الله عنه: « لم يكن يُقَصُّ في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر، ولا عمر، ولا عثمان، إنما كان القصص في زمن الفتنة».

*وقال عبدالله بن حبيب السلمي أبو عبدالرحمن - رحمه الله - : ( إن علياً رضي الله عنه رأى رجلاً يقص فقال : علمت الناسخ من المنسوخ ؟ فقال : لا . قال : هلكت وأهلكت ) رواه عبدالرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة .

* وقال أبو عامر عبدالله بن لُحي الهوزني : ( حججنا مع معاوية ابن أبي سفيان - رضي الله عنه - فلما قدمنا مكة أُخبر بأن قاصاً يقص على أهل مكة مولى لبني مخزوم فأرسل إليه معاوية فقال : أُمرتَ بالقصص ؟ قال : لا قال : لو كنت تقدمت إليك قبل مرتي هذه لقطعت منك طابقاً ) . والطابق هو : العضو الواحد والجمع طوابق .

* وعن عمرو بن دينار - رحمه الله - : ( أن تميماً الداري استأذن عمر - رضي الله عنه - في القصص فأبى أن يأذن له ثم استأذنه فأبى أن يأذن له ثم استأذنه فقال : إن شئت وأشار بيده يعني : الذبح ).
قال الحافظ زين الدين أبو الفضل العراقي - رحمه الله - : ( فانظر توقف عمر في إذنه في حق رجل من الصحابة الذين كل واحد منهم عدل مؤتمن وأين مثل تميم في التابعين ومن بعدهم ).

أقول : أين مثل تميم في وقتنا الحاضر - والله المستعان –

* عن الحارث بن معاوية الكندي – رحمه الله - : ( أنه ركب إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فسأله عمر – رضي الله عنه – ما أقدمك ؟ قال : لأسألك عن ثلاث خلال ... عن القصص فإنهم أرادوني على القصص فقال : ما شئت . قال : إنما أردت أن أنتهي إلى قولك . قال : أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم في نفسك ثم تقص فترتفع حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا فيضعك الله تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك ) . رواه أحمد .

* قال الأعمش – رحمه الله - : ( اختلف أهل البصرة في القصص فأتوا أنس بن مالك فسألوه : أكان النبي صلى الله عليه وسلم يقص ؟ قال : لا ).

* قال عبدالجبار الخولاني : ( دخل رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا كعب – بن عياض الأشعري – يقص فقال : من هذا ؟ قالوا : كعب يقص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لايقص إلا أمير أو مأمور أو مختال " قال : فبلغ ذلك كعباً فما رئي يقص بعد ).

*قال عقبة بن حريث – رحمه الله - : ( سمعت ابن عمر وجاء رجل قاص وجلس في مجلسه فقال ابن عمر : قم من مجلسنا فأبى أن يقوم فأرسل ابن عمر إلى صاحب الشرط : أقم القاص فبعث إليه فأقامه ).

*وقال عمرو بن زرارة – رحمه الله - : ( وقف عليَّ عبدالله – يعني ابن مسعود رضي الله عنه – وأنا أقص فقال : ( ياعمرو ! لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو أنك لأهدى من محمد وأصحابه ) فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد ).

*وقال معاوية بن مرة – رحمه الله - : ( سألت الحسن البصري : أقرأ في مصحفي أحب إليك أم أجلس إلى قاص ؟ قال : اقرأ في مصحفك قلت : أعود مريضاً أحب إليك أم أجلس إلى قاص ؟ قال : عد مريضك قلت : أشيع جنازة أحب إليك أم أجلس إلى قاص ؟ قال شيع جنازتك قلت استعان بي رجل على حاجة له أحب إليك أذهب معه أم أجلس إلى قاص ؟ قال اذهب في حاجة أخيك ... حتى جعله خيراً من مجالس الفراغ ) .

*وقال أبو إدريس الخولاني – رحمه الله - : ( لأن أرى في ناحية المسجد ناراً تأجج أحب إلي من أن أرى قاصاً يقص ) .

*وقال ضمرة – رحمه الله - : قلت للثوري : ( نستقبل القاص بوجوهنا ؟ قال : ولُّوا البدع ظهوركم ).

*وقال أبو معمر – رحمه الله - : ( رأيت سيَّاراً – ابن أبي سيار - أبا الحكم يستاك على باب المسجد وقاص يقص في المسجد فقيل له : ياأبا الحكم ! إن الناس ينظرون إليك فقال : إني في خير مما هم فيه أنا في سنة وهم في بدعة ).

*وقال مالك – رحمه الله - : ( وإني لأكره القصص في المسجد ولا أرى أن يُجلس إليهم وإن القصص لبدعة وليس على الناس أن يستقبلوهم كالخطيب وكان ابن المسيب وغيره يتخلفون والقاص يقص ).

*قال أبو المليح – رحمه الله - : ( ذكر ميمون – ابن مهران – القصاص فقال : لا يخطئ القاص ثلاثاً : إما أن يُسمِّن قوله بما يهزل دينه وإما أن يُعجب بنفسه وإما أن يأمر بما لا يفعل ).

*وقال جعفر بن محمد الطيالسي – رحمه الله - : ( صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الُّرصافة فقام بين أيديهم قاص فقال : حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا : حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله : " من قال لا إله إلا الله خلق الله من كل كلمة منها طيراً منقاره من ذهب وريشه من مرجان .. ) وأخذ في قصة نحواً من عشرين ورقة فجعل أحمد بن حنبل ينظر إلى يحيى بن معين ويحيى ينظر إلى أحمد . فقال له : أنت حدثته بهذا ؟ فقال : والله ما سمعت بهذا إلا الساعة .
فلما فرغ من قصصه وأخذ القُطيعات ثم قعد ينتظر بقيتها قال : أشار له يحيى بن معين بيده تعال فجاء متوهماً لنوال .
فقال له يحيى : من حدثك بهذا الحديث ؟ فقال : أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فقال : أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان لابد والكذب على غيرنا فقال له : أنت يحيى بن معين ؟ قال : نعم قال : لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما تحققته إلا الساعة . فقال له يحيى كيف علمت أني أحمق ؟ قال : كأن ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما ؟ قد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين . فوضع أحمد كمه على وجهه وقال : دعه يقوم . فقام كالمستهزئ بهما ).

*وقال أبو بكر الطرطوشي – رحمه الله - : ( ولما دخل سليمان ابن مهران الأعمش البصرة نظر إلى قاص يقص في المسجد فقال : حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق وحدثنا الأعمش عن أبي وائل ... قال : فتوسط الأعمش الحلقة ورفع يديه وجعل ينتف شعر إبطيه !! فقال له القاص : يا شيخ ! ألا تستحي ؟ نحن في علم وأنت تفعل هذا ؟! فقال الأعمش : الذي أنا فيه خير من الذي أنت فيه قال : كيف ذلك ؟ قال : لأني في سنة وأنت في كذب أنا الأعمش ما حثتك مما تقول شيئاً !! فلما سمع الناس ما ذكر الأعمش انفضوا عن القاص واجتمعوا حوله وقالوا : حدثنا ياأبا محمد ).

*وقال أبو قلابة – رحمه الله - : ( كنا نأتي أبا عبدالرحمن السلمي ونحن غلمة أيفاع فيقول : لا تجالسوا القصاص ) . وقال : ( لا يجالسنا من يجالس القصاص ) وقال : ( اتقوا القصاص ) .
أيفاع : يافع وهو الشاب إذا شارف الاحتلام .

*وقال إبراهيم الحربي – رحمه الله - : حدثني شجاع بن مخلد – الفلاس – قال : ( لقيني بشر بن الحارث – ابن الحافي – وأنا أريد مجلس منصور بن عمار – الواعظ – القاص فقال لي : وأنت ياشجاع ؟! وأنت أيضاً ياشجاع ؟ ارجع ارجع قال : فرجعت .
قال إبراهيم : لو كان هذا خير لسبق إليه سفيان الثوري ووكيع – ابن الجراح – وأحمد بن حنبل وبشر بن الحارث ).

*وقال يحي بن يحي الليثي – رحمه الله - : ( خرج معنا فتى من طرابلس – المغرب – إلى المدينة فكنا لا ننزل منزلاً إلا وعظنا فيه حتى بلغنا المدينة فكنا نعجب من ذلك منه فلما أتينا المدينة إذا هو أراد أن يفعل بهم ما كان يفعل بنا فرأيته في سماط أصحاب التيقظ وهو قائم يحدثهم وقد لَهَوْا عنه والصبيان يحصبونه ويقولون له : اسكت يا جاهل .
فوقفت متعجباً لما رأيت فدخلنا على مالك – رحمه الله – فكان أول شئ سألناه عنه بعد أن سلمنا عليه ما رأيناه من الفتى فقال مالك : أصحاب الرجال إذ لهو عنه وأصاب الصبيان إذ أنكروا عليه باطله ).

لما كان مالك بن أنس – رحمه الله – يحارب كل بدعة انتشر ذلك بين طلابه وبين العامة أيضاً فكلما دخلت عليهم بدعة أنكروها .

*وقال أبو عبدالله محمد بن محمد بن محمد بن الحاج – رحمه الله - : ( مجالس العلم : المجلس الذي يذكر فيه الحلال والحرام واتباع السلف – رضي الله عنهم – لا مجالس القصاص والوعاظ إذ أن ذلك بدعة ) .

*وقال ابن الجوزي – رحمه الله - : ( ومعظم البلاء – في وضع الحديث – إنما يجري من القصاص لأنهم يزيدون أحاديث تثقف وترقق والصحاح يقل فيها هذا ).

*وقال محمد بن عبدالله بن إبراهيم الأكفاني – رحمه الله - : ( حججت في بعض السنين وحج في تلك السنة أبو القاسم عبدالله بن محمد البغوي وأبو الأدمي القارئ فلما صرنا بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم جاءني أبو القاسم البغوي فقال لي : ياأبا بكر هاهنا رجل ضرير قد جمع حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعد يقص ويروي الكذب من الأحاديث الموضوعة والأخبار المفتعلة فإن رأيت أن تمضي بنا إليه لننكر عليه ذلك ونمنعه منه ؟
فقلت له : يا أبا القاسم إن كلامنا لا يؤثر مع هذا الجمع الكثير والخلق العظيم ولسنا ببغداد فيُعرف لنا موضعنا ونُنَزّل منازلنا ولكن هاهنا أمر آخر وهو الصواب وأقبلت على أبي بكر الأدمي فقلت : استعد واقرأ .
فما هو إلا أن ابتدأ بالقراءة حتى انفلَّت الحلقة وانفصل الناس جميعاً وأحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكر وتركوا الضرير وحده فسمعته يقول لقائده : خذ بيدي فهكذا تزول النعم ).

*وقال حاتم بن عنوان الأصم – رحمه الله - : ( لو أن صاحب خبر جلس إليك ليكتب كلامك لا حترزت وكلامك يعرض على الله تعالى ولا تحترز ).

*وقال محمد بن موسى الجرجاني – رحمه الله - : ( سمعت محمد بن كثير الصنعاني يقول : الجلوس إلى القصاص فيه ثلاث خصال : الرضا واستخفاف بالعقل وذهاب المروءة .
فقلت له : قد شدّدت فقال : والله لو أني ملكت شيئاً من أمور المسلمين لنكلت بهم قلت : بأي حجة ؟ قال : هم أكذب الخلق على الله وعلى أنبيائه ومن يجلس إليهم شر منهم ).




هذا وأسأل الله أن يجعلنا ممن ينقاد لما هو طاعة لله تعالى وأن يبعدنا عن البدع والضلالات وأن يجعلنا ممن يتبع الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة

كتبه منقولاً : أخوكم خبر صحيح

ابو حسين
10-13-2008, 10:19 PM
يعطيك العافية وجزاك الله خيرا

أبو عبدالرحمن
10-13-2008, 10:34 PM
وهو أن القصص على قسمين :
الأول منها : ما ذكره الله في قوله : (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) [الأعراف : 176]
فالقصص إذا كانت من كتاب الله أو من سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مثال ذلك : أن يقص الشخص قصة نبي من أنبياء الله أو مما جاء في السنة المطهرة وهي كثير في كتب السنة.

نعم ...هذا الذي نريده من كل داعية وموجه ومعلم..

لكن...أضف لها ما صح من قصص الصحابة وقصص التابعين..

خبرصحيح
10-13-2008, 10:42 PM
إضافة مهمة أنقلها إليكم عسى أن تكون موفقه :

بسم الله الرحمن الرحيم

أنزل الله كل كتبه وأرسل كل رسله وشرع كل شرائع دينه موعظة لخلقه ؛ قال الله تعالى عن رسوله موسى وكتابه التوراة : ) {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ }(لأعراف:145)،وقال الله تعال عن رسوله عيسى وكتابه الإنجيل : ) {وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} (المائدة:46) ، وقال تعالى عن خاتم رسله وكتابه القرآن : ) {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ } (البقرة:231) بعد ذكر أحكام الطلاق في سورة البقرة ؛ قال أكثر المفسرين الأوائل القدوة : الحكمة هي السنة ، وقال بعضهم : الحكمة الدين ، وقال آخرون : الحكمة الشرع والمعنى واحد .


وقال الله تعال في بيان كفارة الظهار : ){فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ } (القصص:3) وقال تعالى عن قول الإفك : {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (النور:17) وقال تعالى عن كل أمره ونهيه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ } إلى قوله : {يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:90) وقال تعالى عن موعظة لقمان لابنه : {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ،(لقمان:13) {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (لقمان:17) وكان الأمر بإفراد الله بالعبادة والنهي عن الشرك بالله في عبادته أول ما دعا إليه رسل الله ( صلوات الله وسلام وبركاته عليهم أجمعين ) في مواعظهم لأقوامهم استجابة لأمراً الله تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (النحل:36) ، ثم التزام ما أمر الله به من حقوق التوحيد ، واجتناب ما نهى الله عن مما هو دون الشرك كما قال الله تعالى : )إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ (النساء:48) .


وعلى هذه السنة ثبت فقهاء القرون المفضلة لا يرون الموعظة إلا الدعوة إلى الله على بصيرة من الكتاب والسنة تذكيراً بالله وحثاً على فعل ما أمر به ، ونهياً عما نهى عنه ، وتعليماً لأحكام شريعته في الاعتقاد أولاً ثم العبادات ثم المعاملات .


ثم خلقت من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون ؛ وبخاصة بعد أن ذرّ قرن الفكر الموصوف زوراً بالإسلامي بعودة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده من باريس ودعوتهما إلى (( تحرير الفكر من قيد التقليد )) ، وكانت بداية الانحراف – في هذا العصر – عن الوحي والفقه إلى الفكر والظن والعاطفة ، وهان على كثير من المسلمين – مهما كان مبلغهم من العلم وجوداً أو عدماً – القول على الله والحكم على شرعه حسب فكرهم واقتناعهم أي : حسب هواهم ، وقد حذّر الله عباده من سوء هذا المنقلب فقال تعالى { إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (النجم:23) . وتبعاً لذلك تحول أكثر مشاهير شباب الدعاة عن منهاج النبوة في الدعوة إلى الله من الموعظة الحسنة بآيات الكتاب المبين والصحيح من سنة الرسول الكريم كما فهمها سلف الأمة المعتدَّ بهم (لتثبيت الاعتقاد وتعليم أحكام الإسلام ، وتحبيب الخالق إلى خلقه وترغيبهم في ثوابه وترهيبهم من عقابه )إلى ما أنتجه الفكر غير المعصوم من تلاعب بالألفاظ وتخيلات ظنّية لأخبار ظنّية عن الحوادث والطوارئ السابقة واللاحقة ، وتحولت الدعوة إلى الله موعظة شرعية للفرد أو الجماعة إلى (محاضرات)و(ندوات)و(مهرجانات) يختلط فيها الحق بالباطل والآية ( المحكمة والمتشابهة ) والحديث ( الصحيح والضعيف والموضوع ) بالقصص والشعر والأمثال والفكاهة وفنون اللغة الدّارجة ، يغلب عليها الاهتمام بالأدنى دون الأعلى وبالمهم (أو غير المهم ) قبل الأهم .


ولأن النّفس أمّارة بالسّوء إلاّ ما رحم ربي ، ولأن الشّيطان يجري من ابن أدم مجرى الدّم ، ولأن الأهواء تتجارى بالعواطف كما يتجارى الكلب بصاحبه ، ولأن أكثر الناس لا يؤمنون ولا يشكرون ولا يعلمون ولا يفقهون كما بين الخلق المعبود سبحانه وبحمده ، فإن أكثر المسلمين بعد أن غيّر الدعاة القصّاص فطرتهم – صاروا يقبلون عليهم وينفرون من الدّعوة على منهاج النبوة فازداد عدد القصّاص ونقص عدد الواعظين مما يذكّر بقول الله تعالى : {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} (الجـن:6)على الرّأيين في مرجع الضّمير في قوله : { فَزَادُوهُمْ } ، فالجناية على الدّعوة والجاني القاصّ والمعجبون به معاً وقد بدأ الانحراف من الواعظ إلى القصص مبكراً ،ولكن فقهاء الصحابة رضي الله عنهم ومن تبع منهاجهم وقفوا له بالجهاد وبيّنوا ضلاله ونهوا عنه ؛ تجد ذلك مفصّلاً في:


1) (كتاب القصّاص والمذكرين )، لابن الجوزي (ت 597) رحمه الله .
2) عدد من مؤلفات ابن تيمية (ت 728) رحمه الله ، تصدّى للقصّاص فيها .
3) (كتاب الباعث على الخلاص من حوادث القصّاص ) للحافظ العراقي (ت806) رحمه الله
4) (كتاب تحذير الخواص من أكاذيب القصّاص ) للسيوطي (ت 911) رحمه الله .


وإليك طرفاً مما تضمّنته هذه المؤلفات تعريفاً بالقُصّاص وتحذيراً منهم ورداً إلى الله : قال محقق (تحذير الخواص):القصص في الاستعمال من مخاطبة العامة بالاعتماد على القصّة ..وقد أشار ابن الجوزي إلى هذا فقال (فالقاص هو الذي يُتبع القصة الماضية بالحكاية عنها والشرح لها )، فقلت : وشرٍّ منها الحكايات الجديدة والإشاعات ، وأخبار وسائل الإعلام ، والشعر والتمثيل والفكاهة .


وروى ابن ماجة بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : (لم يكن القصص في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر )، ورواه أحمد والطبراني عن السائب بن يزيد بنحوه ، وفي رواية عن ابن عمر : (إنما كان القصص حيث كانت الفتنة ) وروى الطبراني بسند جيد عن عمرو بن دينار أن تميماً الدّاريّ استأذن عمر في القصص فأبى أن يأذن له (مرتين )، وفي الثالثة قال له (إن شئت ) وأشار أنه الذبح .


وروى الطبراني عن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن بني إسرائيل لمّا هلكوا قصّوا )).


وروى الطبراني عن عمر بن زرارة قال : وقف علىّ عبد الله بن مسعود وأنا أقص فقال : (يا عمرو ، لقد ابتدعت بدعة ضلالة ، أو أنك أهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه )، قال عمرو : فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد .


وأخرج عبد بن حميد في تفسيره عن قيس بن سعد قال : جاء ابن عباس حتى قام على عبيد بن عمير وهو يقصّ ، فقال له : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ }(مريم:41) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ } (مريم:54) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ } (مريم:56) ذكّر بأيام الله ، واثن على من أثنى الله عليه ).


وأخرج ابن أبي شيبة عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قوله : (القصص أمر محدث أحدثه هذا الخلق من الخوارج ).


وأخرج أحمد في (الزهد) عن أبي المليح قال ذكر ميمون القُصّاص فقال : (لا يخطئ القاصّ ثلاثاً : إما أن يسمن قوله بما يهزل دينه ، وإما أن يُعجب بنفسه ، وإما أن يأمر بما لا يفعل ).


وقال ابن الحاج في (المدخل) : (مجلس العلم الذي يُذكر فيه الحلال والحرام واتّباع السلف رضي الله عنهم ، لا مجالس القُصّاص فإن ذلك بدعة ، وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عن الجلوس إلى القُصّاص ، فقال : (ما أرى ان يجلس إليهم وإن القَصص لبدعة ) .


وروى عن يحيى بن يحيى ( عالم الأندلس في عصره ) : سمعت مالكاً يكره القَصص فقيل له : يا أبا عبد الله فإن تكره مثل هذا فعلام كان يجتمع من مضى ؟ قال : (على الفقه ).

وفي تاريخ ابن جرير في حوادث سنة 279 : نودي في بغداد : ألاّ يقعد على الطريق ولا في المسجد الجامع ينهى الناس عن الاجتماع إلى قاص ويُمنع القصاص من القعود ) اهـ .


وختم الحافظ العراقي كتابه : (الباعث على الخلاص من حوادث القصاص ) بقوله : (فيجب على ولاة أمور المسلمين منع هؤلاء من الكلام مع الناس ).


وذكر الحافظ ابن الجوزي في أول (كتاب القصاص والمذكرين ) من أسباب كراهية السلف القصص :


(1) أنهم إذا رأوا ما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكروه .
(2) أن القصص لأخبار المتقدمين يندر صحته .
(3) أنه يشغل عما هو أهم من تدير القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين .
(4) أن في القرآن والسنة من العظة ما يغني عن غيره ممّا لا يُتيقن صحته .
(5) أن عموم القصاص لا يتحرون الصواب .
(6) اغترار العوام [وأشباههم من المثقفين والمفكرين والحركية] بما يسمعون من القصاص فلا ينكرون ما يقولون ، ويخرجون من عندهم فيقولون : قال العالم فالعالم عند العوام من صعد المنبر .
(7) أن القصاص يأخذون الحديث شبراً [بلا تمحيص] فيجعلونه ذراعاً.


قال محقق (تحذير الخواص ) – في مقدمته : (يتمثل تأثير القصاص السيئ على العامة في أن حقيقة الإسلام قد شوهت في أذهانهم فاعتقدوا البدعة سنة والسنة بدعة ، وأصبحت الأكاذيب عندهم ممزوجة بنصوص الدّين الثابتة ...فكان العوام ودعاة الابتداع أبداً معارضين لكل مصلح صادق من الدعاة والعلماء ...وآثر فريق من العلماء المسالة فسكتوا خوفاً من القصاص وسلطانهم [على العامة]وإيثاراً للعافية ...وترى القصاص رغبة في قبول السامعين لهم يسارعون في ابتغاء مرضاة العامة أكثر من حرصهم على تقويمهم وتعليمهم وأضحى القاص كالمغني [والممثل والمهرّج ]لا همّ له إلا إطراب السامعين . إن هؤلاء القصاص قوم مهمتهم الكلام وغايتهم أن يستحوذ على إعجاب السامعين ).


والواقع أن دعاة القصص والشعر والفكاهة والتهريج والتّهييج – وهم أشهر وأكثر الدعاة اليوم عفا الله عنا وعنهم – حوّلوا الموعظة بل وخطبة الجمعة المفروضة إلى ما يشبه برامج (ما يطلبه المستمعون ) في الإذاعات العربية لرغبة الأغلبية في الهزل ورغبتهم عن الجد فقدم القصاص لعامة الناس ما يرضيهم - لا ما ينفعهم مما شُرعت الموعظة لتحقيقه في مقابل شهرتهم و إذاعة صيتهم والإقبال على مجالسهم ، مما يذكّر بقول الله تعالى عن الضالين والمضلين من الإنس والجن : {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ }(الأنعام:128)جنبنا الله وإياهم مصيرهم ، وردنا وردهم إلى منهاج النبوة في الدين والدعوة – رداً جميلاً .



وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله وخاتم رسله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته .



منقول

خبرصحيح
10-13-2008, 10:44 PM
يا إخوان أرجوا قراءة الموضوع كاملاً للفائدة وقبل الرد حتى تتضح الصورة وأن لا يفهم الكلام على غير مقصوده

أبو عبدالرحمن
10-13-2008, 11:05 PM
يا إخوان أرجوا قراءة الموضوع كاملاً للفائدة وقبل الرد حتى تتضح الصورة وأن لا يفهم الكلام على غير مقصوده

لو عندك مسجل ...نسجل لك ؟

عظماء الإسلام
10-13-2008, 11:25 PM
وروى الطبراني عن عمر بن زرارة قال : وقف علىّ عبد الله بن مسعود وأنا أقص فقال : (يا عمرو ، لقد ابتدعت بدعة ضلالة ، أو أنك أهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه )، قال عمرو : فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد .

والشكر موصولا لأخينا خبر صحيح.

الهِزَبْر
10-14-2008, 12:08 AM
خبر صحيح + عظماء الإسلام = قاصد الخير

ما ما دو
10-14-2008, 12:18 AM
خبر صحيح + عظماء الإسلام = قاصد الخير

إمسك لي وأقطع لك

أبو عبدالرحمن
10-14-2008, 12:25 AM
يا هزبر : أتمنى عدم التدخل في المعرفات ...وتصنيفها!!!

admin
10-14-2008, 07:33 AM
أيضا لا يخلو الموضوع من دس السم في العسل!
وواضح من لمز بعض الدعاة والمخيمات والمحاضرات

خبرصحيح
10-14-2008, 09:24 AM
سبحان الله على هذا التصنيف المقيت والله الذي لا إله إلا هو ستكتب شهادتكم وتسألون


أما المشرف العام أبو عبدالرحمن فاشكرك على هذه المداعبة في تسجيلك لكلامي وأشكرك على الأخلاق العالية والجميلة وأذكرك بقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات : 11]
وكما جاء عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا " . ويشير إلى صدره ثلاث مرار " بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه " . رواه مسلم .

أما الأخ الفاضل المجتهد في كلامه (admin )
فأين تذهب من قوله تعالى : ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ) وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا ) .

فإذا كانت هذه القصص أوالحكايات أو التنكيت يفعل في المخيمات أو المحاضرات أو يفعله بعض الدعاة كما ذكرت ياآدمن فهل الحجة في ما جائت به المخيمات أو جاء به بعض الدعاة كما زعمت أم ماجاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ؟

لماذا هذا التحوير والتدوير في كلام الغير ؟ هل هذا لأنه جاء مخالفاً لهواك ( اتق الله فقد قال تعالى : (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) [قـ : 18] ولا تكن بعد ذلك فيمن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم .
لماذا لا يقول العبد سمعنا وأطعنا عفرانك ربنا وإليك المصير ؟


سؤال واحد للجميع :

هل القصص التي ذكرت في موضوعي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأخيار أم لا ؟

فإن كانت فعلت على النهج الذي يفعل الآن فالحمد لله نريد الدليل على ذلك وإن كانت لم تفعل فكما قال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي .... )
وكما قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : ( إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالأثر ).


أخيراً وليس آخراً
أعلم بعد كلامي هذا أنه سيبدأ التصنيف والتجريح والتخمين والتنكيت وقلب الكلام والاجتهاد في الدخول في النيات والغيبة والنميمة ولكن
كل من كتب أقول له :
عند الله ستلتقي الخصوم


شكراً لكم جميعاً وأخص بالشكر معزبنا الخاص أبو عبدالرحمن
وبصراحة اعجبتني المسألة الرياضية
خبر صحيح + عظماء الإسلام = قاصد خير
أقول : مهزلة

خبرصحيح
10-14-2008, 09:25 AM
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : ( إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا ).

قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - : ( عليكم بأصحاب الآثار والسنن ) .

وقال - رحمه الله - : ( السنة عندنا آثار ) .

وقال البربهاري - رحمه الله - : ( عليك بالآثار وأهل الآثار وإياهم فاسأل ومعهم فاجلس ومنهم فاقتبس ) .

وقال سفيان الثوري - رحمه الله - : ( إنما الدين بالآثار ).

وقال أيضاً - رحمه الله - : ( ينبغي للرجل ألا يحك رأسه إلا بأثر ).

وقال الأوزاعي - رحمه الله - : ( عليك بآثار من سلف وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها بالقول فإن الأمر ينجلي حين ينجلي وأنت منه على طريق مستقيم ) .

ابو عمر
10-14-2008, 12:07 PM
مشكور اخي ونفع الله بك

alsewaidi
10-14-2008, 12:27 PM
جزاك الله خير الجزاء على هذا النقل المفيد
وكتب أجرك

***********
اما النقل الأول فلم أقف على المصدر

والنقل الثاني فهو منقول من شبكة سحاب وهو للشيخ سعد الحصين وفقه الله

*******************
وتأكيدا لما ورد في النقلين :

سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان السؤال التالي :
لقد ذكر السلف القصَّاص وذموهم فما هي طريقتهم وما موقفنا تجاههم ؟
فأجاب: حذَّر السلف – رحمهم الله- من القصَّاص لأنهم في الغالب يتوخون في كلامهم ما يؤثر على الناس من القصص والآثار التي لم تصح ولا يعتمدون على الدليل الصحيح ولا يعنون في تعليم الناس أحكام دينهم وأمور عقيدتهم لأنهم ليس عندهم فقه ويمثلهم في وقتنا الحاضر جماعة التبليغ بمنهجهم المعروف مع ما عندهم من تصوف وخرافة وكذلك هم في الغالب يعتمدون على نصوص الوعيد فيقنِّطون الناس من رحمة الله تعالى . (راجع كتاب الأجوبة المفيدة ص 109) .

********************

وسئل حفظه الله - السؤال التالي :

اتخذ بعض الدعاة أسلوباً لهداية الشباب في هذا الوقت، وذلك بسرد قصص أصحاب المخدرات وأهل الفجور وعقوق الوالدين، وذلك أمام الكثير من الشباب لكي تكون سببا في توبتهم، فهل هذا الفعل سائغ؟ وهل كان عليه عمل السلف الصالح؟
فأجاب: أخشى أن يكون هذا من إشاعة الفاحشة إذا ذكر تعاطي المخدرات وعقوق الوالدين، يكفي أن تأتي بالنصوص في النهي عن عقوق الوالدين والوعيد على ذلك والأدلة على تحريم المسكرات والوعيد عليها، والمخدرات أشد من المسكرات، وأنه لا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه وأن يتعاطى ما يضر بصحته "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"، يكفي أن يؤتى له بالأدلة من الكتاب والسنة دون أن يؤتى بصور وقصص إما أن تكون مُختلَقة وليست بصحيحة وإما أنها واقعة ويكون ذكرها من باب إفشاء المنكر . راجع: (كتاب الأجوبة المهمة على المسائل المدلهمة رقم السؤال 155 رقم الصفحة 146) .

***************************************

وهذه فائدة قيمة من الشيخ العلامة الالباني رحمة الله

عن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن بني إسرائيل لما هلكوا قَصُّوا». قال الشيخ الألباني رحمه الله: "وهذا إسناد حسن" ثم قال: "قصوا: قال في "النهاية": "وفي رواية: «لما هلكوا قَصُّوا» أي: اتكلوا على القول وتركوا العمل،فكان ذلك سبب هلاكهم، أو بالعكس؛ لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص"، وأقول –أي الألباني-: ومن الممكن أن يقال: إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يُعرِّف الناسَ بدينهم فيحملهم ذلك على العمل الصالح، لما فعلوا ذلك هلكوا، وهذا شأن كثير من قصاص زماننا الذين جل كلامهم في وعظهم حول الإسرائيليات والرقائق والصوفيات، نسأل الله العافية" اهـ ["السلسلة الصحيحة": رقم 1681].

بعض ما جاء في التحذير من القصص و القصاصين

1-عن نافع مولى ابن عمر(قال لم يقص على عهد النبي صلى الله عليه و سلم ولا أبي بكر ولا عمر و لا عثمان , وأول ما كانت القصص حين كانت الفتنة)
2-قال معاوية بن قرة: (كنا اذا رأينا الرجل يقص قلنا:هذا صاحب بدعة)
3-قال ميمون بن مهران(القاص ينتظر مقت الله)
4-حدثنا عقبة بن حريث قال:سمعت ابن عمر وجاء رجل قاص فأجلسه في مجلسه , قفال له ابن عمر:قم من مجلسنا فأبى أن يقوم , فأرسل ابن عمر الشرطة:أقم القاص قال:فبعث إليه فأقامه)
5-عن خباب عن ابيه قال(إنما هلكت بنو إسرائيل حين قصوا)

قُلت:وهذا وللأسف ما نراه من بعض وعاظ هذا الزمان فتجد جل محاضراتهم قصص في قصص(قصص من الواقع) , (قصص الأطباء) (قصص المكفنين) ..إلخ
فأدى ذلك إلا إشتغال أكثر الملتزمين بالقصص , وترك طلب العلم وأهل العلم الكبار أمثال ابن باز و الألباني و العثيمين ..إلخ
وصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال في الحديث المروي في صحيح البخاري ج3/ص1274
( عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن؟!)


( كلام الالباني ) منقول من شبوة نت

أبو عبدالرحمن
10-14-2008, 12:47 PM
أخي الحبيب ـ خبر صحيح ـ

لا تزعل علينا!!!

وأنت ـ هداك الله ـ تجعل القاريء لك بأنك ترى المخيمات والمحاضرات خارجه عن هدى الرسول صلى الله عليه وسلم...
والذي نعرفه ويعرفه القاصي والداني أن القائمين عليها ممن نحسبهم يسيرون على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم..


لكن يبدو أنك ممرت ببعض المواقف التي جعلتك تقف هذا الموقف من المخيمات ومحاضرات الدعاة ..
وجعلتك تعمم! والتعميم هو آفة الأحكام ..

ورأيتك تستشهد وتحشد في مشاركتك الأخيرة نصوص لتأييد كلامك ..وهذا من حرصك على التفرد بالرأي وقولك هو الصحيح فقط!

أبو عبدالرحمن
10-14-2008, 12:49 PM
مشكور أخي الفاضل ـ أبو ماجد ـ

على التوضيح والإضافة

خبرصحيح
10-14-2008, 02:16 PM
سبقني الأخ أبو ماجد في نقل كلام شيخنا الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -
وأشكرك أخي أبو ماجد على هذه الإضافة

****************************


ولكي يعلم الجميع أن كتاب
( الأجوبة المفيدة في أسئلة المناهج الجديدة )
الذي ذكره أبو ماجد في الحاشية لجواب الشيخ الفوزان
هو
جمع لأجوبة
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
والذي قام بجمعه وتخريج أحاديثة والتعليق عليه هو الشيخ
جمال بن فريحان الحارثي

*******************************

كما أن النقل الأول الذي ذكرته ياأبا ماجد
هو من كتاب
لم الدر المنثور من القول المأثور
في
الإعتقاد والسنة
جمع الشيخ
جمال بن فريحان الحارثي


قرأة
معالي الشيخ الدكتور
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة

وقدم له معالي الشيخ
صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ
وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية

*************************


والحمد لله حصلت الفائدة

أما الأخ الفاضل أبو عبدالرحمن
والله إني أخشى عليك من الكبر ورد الحق
فحاسب نفسك قبل أن تحاسب!!!

**************************





وجزاكم الله خير على ما كتبتم

صقر قريش
10-14-2008, 04:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

من خلال النظر إلى الواقع المؤلم يتبين لنا مدى أهمية التربية كعامل أساسيٍّ في تنشئة جيل يعمل لخدمة الأمة، ويدفعها نحو العزة والرفعة، ويسمو بها نحو القمة، وعندما نتأمل الواقع جيداً، وننظر بشفافية أكثر؛ يتضح لنا أن البذور إذا عُني بها خرج الزرع طيبا، فكذلك الطفولة إذا عُني بها خرج لنا جيلاً صالحاً.

وهنا وعند تأمل القرآن الكريم والسنة المطهرة يتبادر لنا سؤال مهم وهو:
هل من الممكن أن يتربى هؤلاء الأطفال من خلال القرآن والسنة وهل يمكن استثمار قصص القرآن أو السنة في هذا المشروع الضخم؟؟؟

للإجابة على هذا السؤال نقول:
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ..

فلاشك أن القرآن الكريم والسنة المطهرة كفيلان بأن يكونا أداة عظيمة في تربية الجيل وإرشاده نحو كل جليل وهذا من المسلمات عند كل مسلم حيث يقول الله تبارك وتعالى:(ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2).

· وفي ظل البيئة السيئة التي ولدّها التأثر بالغرب وسيطرت وسائله الإعلامية المختلفة على بيوت المسلمين وانهماك الوالدين في الأعمال المختلفة كاضطرار بعض الأسر لخروج الأم للعمل وقد يعمل الأب عملاً إضافياً أصبح الآباء بعيدون عن تربية أبنائهم وإذا جلسوا معهم إما أن يكونوا معكري المزاج فلا يجد الأولاد سوى الصراخ والعويل دون كلمة حانية أو بسمة رفيقة أو مداعبة رقيقة ويظن الأب أو الأم أن التوبيخ والنهر هو الطريقة المثلى للتربية بل قد يكون أصلاً لا يعرف سوى هذه الطريقة.


· وكم نسمع من بعض الناصحين اضرب ولدك يصبح مؤدباً!
[اشخط .. كشر .. برطم .. ] ستكون النتيجة ولداً مهذباً صالحاً وهذا خطأ كبير في التربية فالتأديب بتعليق العصا ليراه أهل البيت من السنة ولكن أن يكون الوحيد فهذا أمر مرفوض.


· يجب أن تكون أساليب التربية مستفادة من الوحي العظيم الكتاب والسنة فهذه الشريعة جاءت بكل ما يصلح به البشر شؤونهم ، ومن تلك الأساليب المستقاة منها تربية الأبناء بل المجتمع بالقصة فالتربية بالقصة وتوصيل المعنى بالإحساس وتحقيق الهدف بالمثال من أفضل الأساليب وأكثرها نجاحاً وأنجعها نتيجة إن شاء الله.
فنحن نجد بأن الموعظة بالقصة تكون مؤثرة وبليغة في نفس الطفل، وكلما كان القاصْ ذا أسلوب متميز جذاب؛ استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه؛ وذلك لما للقصة من أثر في نفس قارئها أو سامعها، ولما تتميز به النفس البشرية من ميل إلى تتبع المواقف والأحداث رغبة في معرفة النهاية التي تختم بها أي قصة، وذلك في شوق ولهفة.
فممّا لا شكّ فيه أنّ القصة المحكمة الدقيقة تطرق السامع بشغف، وتنفذ إلى النفس البشرية بسهولة ويسر... ولذا كان الأسلوب القصصي أجدى نفعاً وأكثر فائدة؛ فالقصة أمر محبب للناس، وتترك أثرها في النفوس والمعهود حتى في حياة الطفولة أن يميلَ الطفل إلى سماع الحكاية، ويصغي إلى رواية القصة...

هذه الظاهرة الفطرية ينبغي للمربّين أن يفيدوا مِنها في مجالات التعليم خاصة وأن إعلامنا أجرم عندما جعل من العاهرة بطلة ومن العاهر بطلا، وإعلامنا أجرم كثيرا في حق أبنائنا فلم يترك عاهرة إلا وصورها وعقد معها لقاء.

لذلك لابد أن يربط الولد بأنبياء الله عز وجل: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )(الأنعام: من الآية90) وبرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)(الأحزاب: من الآية21)
وتربيتهم على ما كان عليه صحابة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا إن التشبه بالكرام فلاح

والقصة خير وسيلة للوصول إلى ذلك ولهذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيراً ما يقص على أصحابه قصص السابقين للعظة والاعتبار وقد كان ما يحكيه مقدَّماً بقوله: " كان فيمن قبلكم " ثم يقص صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مسامعهم القصة وما انتهت إليه.
لقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتمثل منهجاً ربانياً (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(لأعراف: من الآية176).

وتلك القصص كانت قصصاً تتميز بالواقعية والصدق، لأنها تهدف إلى تربية النفوس وتهذيبها، وليس لمجرد التسلية والإمتاع حيث كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يأخذون من كل قصة العظة والعبرة، كما يخرجون منها بدرس تربوي سلوكي مستفاد ينفعه وينفع من بعدهم في الدارين: في دار الدنيا والآخرة.

ولكن هل الإعلام الموجه للطفل عموماً استفاد من هذا الأسلوب " التربية بالقصة " لتحصيل أسباب تربوية أم أنه إعلام هدّام أو سلبي على أقل وصف ؟ للأسف كثيرٌ منه سلبي

فالقصص التي تعرض في أفلام الكرتون فيها محاذير ومنكرات عديدة منها :


1- قصص تثير الفزع والرعب والرهبة
القصص التي يغلب عليها طيف الفزع والرهبة، تترك في الذائقة اشتياقاً ممزوجاً بالجزع، وفي النفس جبناً وعقداً، وأمثال ذلك: قصص (أمناً الغولة، وقصص المردة، والعفاريت) هذه القصص تهدم الشخصية، وتقتل الحس الفكري لدى الطفل، ولا تؤسس الطفل الشجاع، ولكنها تؤسس الطفل الجبان المتخاذل، الذي يتملك الخوف من فرائسه.
فالطفل يظل معايش الفكرة حتى بعد الانصراف، من لحظة المعايشة الفكرية للقصة، يتخيل بالفعل أن هناك عفاريت تحاصره بالظلام، وأن هناك (أمنا الغولة عند البئر) إلخ...، ولو نظر كل منا لنفسه، لوجد أنه لا يزال يعيش بوجدانه قصصاً قرأها في صباه، فيجب أن نؤسس الطفل على الشجاعة، لكي نبني أمة شجاعة، لا أن نؤسس الطفل على الجبن فنبني أمة ضعيفة.


2- القصص الشعبية التي تحتوي على مواقف منافية للأخلاق:

وأمثلة ذلك: قصص (طرزان- وسوبرمان- والجاسوسية)، التي لا تحتوي على قيم إنسانية أو أخلاقية ، بقدر ما تمجد العنف كوسيلة لحل المشاكل، وتجعل القوة البدنية، هي العامل الأقوى في حسم المواقف.
مثال: طرح شخصية (طرزان)، الذي تربى بين الحيوانات، ولا يعرف وسيلة لحل مشاكله إلا بالقوة البدنية، هذه الفكرة تسقط سلوك الطفل العقلاني، إلى السلوك العدواني، دون استخدام العقل، فيجب طرح قصص تدرب الناشئة على حل المشاكل بإحلال العقل محل القوة.



3- قصص تثير العطف على قوى الشر أو تمجيدها:
القصص، التي تثير العطف على قوى الشر، وتمجده مثل انتصار الشر على الخير،.. الظالم على المظلوم...الشرير على الشرطي.
ويطرحونها بحجة أنهم يكشفون السلوك الخاطئ للطفل كمن يكذب على أولاده ثم يقول هذا كذب أبيض وفي الحقيقة الولد يتربى على الكذب فليس هناك كذب أبيض ولا أسود ، أما عن إثارة العطف على قوى الشر والانتصار له في النهاية قد تجعل الولد يسلك السلوك الخاطئ ، ليبقى ضمن طائفة الأقوياء المنتصرين.
مثال ذلك قصص الرجل الخارق، وسوبر مان، الرجل الحديدي ، جلاندايزر )
4- قصص تعيب الآخرين وتسخر منهم:

القصص القائمة على السخرية من الآخرين وتدبير المقالب لهم وإيقاع الأذى بهم، منها السخرية من علة المعاق أو عيب خلقي في نطق البعض وتدبير المقالب للكبير مثلاً وإيقاع الأذى بالأعمى، بإيقاعه في فخ ما أو غيرها، دون تعظيم الأثر الواقع على المخطئ أو مدبر المقلب، ومن الأمثلة الشهيرة لهذا الفكر الخاطئ تربوياً: الأفلام المتحركة في قصة " توم وجيري " ، وهذه القصة رغم ما بلغته من شهرة جماهيرية لدى الأجيال إلا أنها فاسدة تربوياً، ترسِّب هذه الأفلام في وعي الطفل نمطاً سلوكياً خاطئاً، يقلده الطفل ويتمثل به ليحقق ذات المتعة والشقاوة الفكرية على من حوله، ويحس بالتفوق على الآخرين، وكذلك تلك الأفلام التي تسخر من الأسود وتؤدي إلى نبذ الجنس الآخر الأسود فهذا يرسب الضغينة والحقد في نفوس الأطفال، ويؤسس التفرقة والتشرذم لا الوحدة والتآلف.

فتلك مقتطفات من واقع القصص المقدمة للأطفال والتي كان يفترض أن تكون تربوية.

ربما يقول البعض إن القصص المناسب طرحها للأطفال قليلة وغير مفيدة وهذا كلام غير صحيح ففي الكتاب والسنة الكثير من القصص المفيد وكل قصص الكتاب والسنة مفيد.

فمن القصص المناسبة للأطفال
1. قصة يونس في بطن الحوت
2. قصة أبي هريرة مع الشيطان
3. قصة خشبة المقترض
4. قصة الثلاثة أصحاب الغار
5. قصة أصحاب الأخدود
6. قصة أنس مع سر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7. قصة عبد الله بن عمر مع الراعي .. " قل له أكلها الذئب "
8. قصة أم موسى
9. قصة عمر واللبن
10. قصة يوسف
11. قصة معاذ ومعوذ
12. قصة القُبّرة

أبو عبدالرحمن
10-14-2008, 06:34 PM
أما الأخ الفاضل أبو عبدالرحمن
والله إني أخشى عليك من الكبر ورد الحق
فحاسب نفسك قبل أن تحاسب!!!



جزاك الله خيرًا..
ورحم الله الخليفة الراشد الذي قال : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا..

والحق أبلج وهو بين واضح كوضوح الشمس ..

أسأل الله أن أكون من المتبعين للحق أي كان القائل به.

* أسير الصمت *
10-14-2008, 08:04 PM
يعطيك العافية وجزاك الله خيرا

بَنتْ الأصَآيلْ
10-14-2008, 11:38 PM
http://www.2kraz.com/up/get-10-2008-2amwlqar.gif (http://www.2kraz.com/up)

خبرصحيح
10-15-2008, 01:10 PM
أشكر كل من رد على هذا الموضوع
وأسأل الله أن يبارك في القائمين على هذا المنتدى وأن يدلني وإياهم للحق إنه سميع مجيب الدعوات

أخوكم : خبر صحيح

خبرصحيح
10-16-2008, 01:24 AM
يرفع للفائدة والتوضيح