المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصييدة رائعة لعبد يغوث الحارثي


ابن محمود
10-30-2008, 11:28 PM
بينما كنت أقرأ في مرت بي قصيدة رائعة للشاعر عبد يغوث الحارثي ولعل أبياته هذه من أروع ما قالته العرب في الجاهلية في رثاء النفس ، وهو شاعر جاهلي يماني وكان فارساً شجاعاً وسيداً في قومه ، ويقال أنه أسر في يوم الكلاب الثاني وخيّر كيف يرغب أن يموت ، فأختار أن يشرب الخمر صرفاً ويقطع عرقه الأكحل ، وقال قبل مقتله :


أَلا لا تَلوماني كَفى اللَومَ ما بِيا = وَما لَكُما في اللَومِ خَيرٌ وَلا لِيا
أَلَم تَعلَما أَنَّ المَلامَةَ نَفعُها = قَليل وَما لَومي أَخي مِن شمالِيا
فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلَّغَن = نَدامايَ مِن نَجرانَ أَن لا تَلاقِيا
أَبا كَرِبٍ و َالأَيهَمَينِ كِلَيهِما = وَقَيساً بِأَعلى حَضرَ مَوتَ اليَمانِيا
جَزى اللَهُ قَومي بِالكُلابِ مَلامَةً = صَريحَهُم وَ الآخَرينَ المَوالِيا
وَلَو شِئتُ نَجَّتني مِنَ الخَيلِ نَهدَةٌ = تَرى خَلفَها الحُوَّ الجِيادَ تَوالِيا
وَلَكِنّني أَحمي ذِمارَ أَبيكُم = وَكانَ الرِماحُ يَختَطِفنَ المُحامِيا
وَتَضحَكُ مِنّي شَيخَةٌ عَبشَمِيَّةٌ = كَأَن لَم تَرى قَبلي أَسيراً يَمانِيا
وَقَد عَلِمَت عَرسي مُلَيكَةُ أَنَّني = أَنا اللَيثُ مَعدُوّاً عَلَيَّ وَعادِيا
أَقولُ وَقَد شَدّوا لِساني بِنِسعَةٍ = أَمَعشَرَ تَيمٍ أَطلِقوا عَن لِسانِيا
أَمَعشَرَ تَيمٍ قَد مَلَكتُم فَأَسجِحوا = فَإِنَّ أَخاكُم لَم يَكُن مِن بَوائِيا
فَإِن تَقتُلوني تَقتُلوا بِيَ سَيِّداً = وَإِن تُطلِقوني تَحرُبوني بِمالِيا
وَكُنتُ إِذا ما الخَيلُ شَمَّصَها القَنا = لبيق بِتَصريفِ القَناة بنَانِيا
فيا عاصِ فكَّ القَيد عنّي فإنني = صَبور على مرِّ الحوادثِ ناكِيا
أَحَقّاً عِبادَ اللَهِ أَن لَستُ سامِعاً = نَشيدَ الرُعاءِ المُعزِبينَ المَتالِيا
وَقَد كُنتُ نَحّارَ الجَزورِ وَمُعمِلَ المطيَ ّ = وأمضي حيث لاحي ماضيا
وَأَنحَرُ لِلشَربِ الكِرامِ مِطِيَّتي = وَأَصدَعُ بَينَ القَينَتَينِ رِدائِيا
وَعادِيَةٍ سَومَ الجَرادِ وَزَعتُها = بِكَفّي وَقَد أَنحَوا إِلَيَّ العَوالِيا
كَأَنِّيَ لَم أَركَب جَواداً وَلَم أَقُل = لِخَيلِيَ كُرّي نَفِّسي عَن رِجالِيا
وَلَم أَسبَإِ الزِقَّ الرَوِيَّ وَلَم أَقُل = لِأَيسارِ صِدقٍ أَعظِموا ضَوءَ نارِيا





منقول

واقعي جدا
11-09-2008, 11:36 PM
موضوع شيق
تقبل مروري