صقر قريش
11-01-2008, 07:01 AM
شغلت لعبة ترافيان الشهيرة مستخدمي شبكة الإنترنت خلال الفترة الماضية، لينضم إليها لاعبون عرب خصصت لهم سيرفرات خاصة، نظرا لتزايد أعدادهم، أحدها كان في مدينة دبي. فقد سحرت هذه اللعبة الكبار قبل الصغار، والعسكريين قبل المدنيين, بل إنها أصبحت اختبارا لقدراتهم الفكرية على إدارة الحروب، من خلال حرب افتراضية واقعية، فيما أسهمت هذه اللعبة في ارتباط اللاعبين بالتواصل على مدى 24 ساعة بالإنترنت، بالوسائل المختلفة، كان على رأسها خدمة الجوال نت وكونيكت لمتابعة مستويات قراهم ومعرفة الحالة الأمنية لها، حتى أصبحت اللعبة المنتجع السياحي لغالبية عشاقها في وقت الإجازات.
تاريخ اللعبة وقواعدها
حروب باردة تشغل بال العديد من الزعماء والقادة، بعضهم يدافع بتقوية الخطوط الدفاعية بالتمارين اليومية وتكثيف الجيوش، وبعضهم يهاجم بتقوية الخطوط الأمامية لكتائب الجيوش، ويشغل زعيم المدينة في كيفية الحصول على مؤن للعيش وأفراد لخدمة الشعب ما بين مقاتلين وما بين محصلين للغنائم .
لم يصل الأمر إلى هذا الحد، بل استمر الأمر إلى الغزو والسطو على المدن والقرى المجاورة عبر أسلحة ومعدات تقليدية يرجع تاريخها إلى القرون الوسطى، كما أن للتحالفات بين الزعماء والقادة نصيبا في البحث بالطرق المشروعة أو غير المشروعة إلى جمع أكبر قدر من المؤن والأراضي عبر الخريطة، بالسطو والغزو، وإن وصل الحد إلى القتل، أو التنازل عن الممتلكات.
كل هذا الأمر ممكن عندما يكون أحد قادة أو زعماء لعبة الإنترنت المشهورة "ترافيان"، وهي حروب حقيقية يعيد الزمن نفسه عبر واقع إلكتروني يتقمصه العديد من الشبان العرب على وجه العموم، والشبان السعوديين على وجه الخصوص.
تعود محاور لعبة "ترافيان" الشهيرة إلى عام 2004، عندما كانت أول لعبة على الإنترنت لها هيكلتها وأسلوبها الخاص. إذ لا تخضع لشروط التصاميم ثلاثية الأبعاد للعبها، ولا يشترط أن تملك أدوات تحكم اللعبة من خلال أجهزة معينة. فهي لعبة معلوماتية بالأرقام يمكن لعبها عن طريق برنامج المتصفح مباشرة.
فكرة اللعبة
وتبدأ فكرة اللعبة في موقع إلكتروني موحد على شبكة الإنترنت، يملك العديد من السيرفرات "الخوادم" التي تحتوي على خريطة العالم الافتراضي، ليقوم العضو بالتسجيل من خلال امتلاكه قرية صغيرة في الخريطة، ثم يبدأ بالعمل عليها لتقوية مواطنيها (الشعب) من خلال العمل واستخراج المحاصيل الاستثمارية، وهي الخشب والطين والحديد والقمح، ومن ثم ومن خلال هذا الاستثمار باستطاعته بناء قرى مجاورة عديدة، والتحالف فيما بينها وبين أعضاء آخرين لتوحيد القوة وهكذا.
ويكون هذا التحالف بين الأعضاء، وكما هم في اللعبة "شعوب"، وتتكون الشعوب من ثلاثة أجناس حسب تصنيف اللعبة، فكل شعب له محاسنه ومساوئه الخاصة، وحتى أنواع المحاصيل الاستثمارية، وكما هي في اللعبة "الوحدات" تختلف عن بعضها بعضا بوضوح.
ببساطة تبدأ الفكرة وأهداف اللعبة في البحث عن 13 أرض فارغة ومخفية في الخريطة الإجمالية التي تضمها العديد من "السيرفرات". ومكان الخريطة مجهول، وتتبع هذه الأراضي لقبائل تسمى قبائل "التتار"، ولا يمكن تشييد "معجزة العالم"، وهي ( نهاية اللعبة)، إلا في إحدى هذه الأراضي بعد أن تقوم باحتلالها بواسطة الزعيم. وأول حلف يطور معجزة العالم لمستوى 100، فإنه سيربح اللعبة وتنتهي بذلك اللعبة و تعاد لاحقا. كما أنه عند إيصال معجزة العالم للمستوى 100 تتحول أسماء جميع تحالفات اللعبة لاسم التحالف الذي حقق الفوز عند احتلال أي أرض من الأراضي العشرين المختارة، بعد ذلك تقوم قبائل "التتار" بالهجوم على هذه الأرض لمحاولة تدمير معجزة العالم بقوات هائلة و كبيرة.
وعليه يتوجب التحالف بأكبر قوى ممكنة من قوات دفاعية كبيرة جدا من حلفه والأحلاف المساندة، وتستمر عليه الهجمات مع كل مستوى يرفعه من معجزة العالم لتدميرها. ونستنتج من هنا أنه من المستحيل أن يبني لاعب واحد وحده معجزة العالم، المعروفة بـ"نهاية اللعبة"، ويتصدى للتتار، بل يجب أن يكون هناك حلف قوي جدا يسانده بالقوات الدفاعية والموارد باستمرار.
شعوب وقبائل وأجناس
عند التسجيل في لعبة "ترافيان"، يتوجب عليك اختيار القبيلة أو الشعب المراد الحصول على قريته للبدء في عملية التحصيل والتوسع. فهناك أكثر من ثلاثة شعوب، هم: "الرومان" و" الإغريق" و"الجرمان" المقصود به الألمان.
وكل شعب يمثل قرية، وله منتجاته ومحاصيله الخاصة التي بموجبها يقوم ببناء القرية وزيادة عدد مواطنيه والسكان لتقوية الخطوط الدفاعية والهجومية لشن الحروب والغزوات، أو التحالف مع القرى المجاورة.
فتأتي في مقدمة اللعبة الإمبراطورية الرومانية، وهي الإمبراطورية الخاصة للمبتدئين. وتتميز الإمبراطورية بسبب ارتفاع التطور الاجتماعي والتقني للرومان في سادة التنسيق في الهندسة المعمارية، وجنودها ينتمون إلى النخبة في اللعبة.
الإمبراطورية مفيدة ومتوازنة نسبيا في عمليات الهجوم وفي الدفاع، ومن أجل ضمان هذا التنوع، فهي تمر عبر تدريب مطول ومكلف. إذ إن المشاة هم أسطوريون، غير أن قوة الدفاع للمشاة ضد الفرسان هي أقل بشكل واضح عند المقارنة مع الشعوب الأخرى. فهذه الإمبراطورية وضعت للمبتدئين الذين لا يعرفون ماذا يريدون، فإن الرومان تقوم بدور مثالي لهم.
ويتميز الشعب الروماني في اللعبة بتزامن إنشاء المواد الخام ومباني المدينة، وارتفاع الدفاع عبر سور المدينة. ويستطيع التجار حمل 500 من المواد الخام، بسرعة تقدر بـ 16 حقلا في الساعة، والمشاة يصنفون بأنهم أقوياء جدا، أما الفرسان فمعتدلون، والتنمية فيها مكلفة وطويلة.
ويأتي في التصنيف الثاني في اللعبة من الشعوب الشعب الإغريقي، وهو الشعب المسالم من جميع الشعوب، ووحداته تحصل على تدريب قوي في الدفاع، إلا أنه أدنى من شعوب أخرى في الهجوم. ويعد الشعب الإغريقي الفارس المولود، خيوله أسطورية بسبب سرعتها، التي تفاجئ الأعداء غير المستعدين بسرعة.
هذا الشعب من السهل نسبيا في عمليات الدفاع، كما أن اللعب بطريقة هجوميه قابل للتحقيق. أنه يوفر إمكانية التطوير في أي اتجاه استراتيجي كالهجوم أو الدفاع، مساعدات في حالات الطوارئ، تجار أو المستولين ، المشاة أو الفرسان، المستوطنين أو الغزاة. ويصعب فيها أنها تلزم المستخدم على بعض التقنيات الخاصة بالشؤون العسكرية، ومع ذلك يمكن للمبتدئ في اللعبة المشاركة بالشعب الإغريقي.
ويتميز الشعب الإغريقي بأنه أسرع وحدات اللعبة تحصيلا، ويستطيع التجار من خلاله حمل 750 من المواد الخام بسرعة 24 حقلا في الساعة، وكذلك فإن حجم المخبأ أكبر بمرتين عن البقية، كما أن المستوطنين غير مكلفين، وهذا يجعل صرفهم للآلات الحربية أكبر.
ويأتي الشعب الثالث والأخير، وهو شعب "التوتون"، كما أطلقتها اللعبة، أو الجرمان "الألمان". فالشعب الألماني هو الأكثر هجوما من الجميع. فالمقاتلون الجرمان يخشاهم الجميع بسبب وحشيتهم في الهجوم، حيث إنهم ينقضون على البلدان دون خوف من الموت. بيد أنهم يفتقدون الانضباط العسكري، بعكس الرومان والإغريق، وهكذا. ويكمن ضعفهم في السرعة والدفاع. إذ من أراد اللعب بصيغة الهجوم الاحترافي فالمهاجم المحترف الألماني مناسب تماما.
والمدهش في الأمر ولوحشية هذا الشعب في اللعبة، فإن هناك مكافأة نهب تصرف للقرى والمواطنين. وهي عبارة عن مخبأ لمعدات النهب، وما يميز الجرمان "الألمان" هو وجود حاجز أرضي صعب التدمير، لكن حمايته ضعيفة من قبل الجنود، إذ يمكن احتلاله والغزو، وأيضا شعبه يمكنه حمل 1000 من المواد الخام بسرعة 12 حقلا في الساعة. وأيضا وحداته رخيصة جدا، ويمكن إنتاجها بسرعة، وصالحة للنهب. ويعد جيش الجرمان "الألمان" أضعف الجيوش من الناحية الدفاعية.
تحالفات وغزوات عربية
يقول فيصل الحميدي، وهو أحد أعضاء اللعبة، أمكث يوميا لمتابعة اللعبة ما يزيد على أربع ساعات غير متواصلة، بحيث أقوم بالمتابعة لجميع فترات اليوم مستوى القرية التي بدأت باللعب فيها، إذ إنني ما زلت مبتدئاً في اللعبة وعلي المتابعة والدفاع عن القرية خوفا من غزو أو حرب يجتازها دون سابق علمي.
ويضيف الحميدي، أن باستطاعته مشاهدة القرى التي تنوي الغزو على قريته، التي تُسّير جيوشها إقداما، وكم من المدة الزمنية المتوقعة لوصولهم، في حال غزوهم على القرى التي أقوم ببنائها، في هذه اللحظات أستطيع أخذ الحيطة والحذر والاستعداد بالدفاع عنها بالجيوش ووضع المحاصيل في المخابئ.
وأشار إلى أنه في الوقت الراهن يبحث عن تحالفات مع قرى صغيرة لا تنوي الهجوم، وذلك لتقوية أساسات القرى وزيادة القوى الدفاعية والهجومية فيها، وهذا ما تستند إليه اللعبة.
"الاقتصادية" بدورها قامت بزيارة العديد من المنتديات التي تهتم بشؤون لعبة "ترافيان"، حيث الإعلانات والطلبات تشعل تلك المنتديات بالتحالفات، التي منها ما يبنى على الخير، ومنها ما يبنى على دافع الشر (كما هو في اللعبة) كالهجوم لاحتلال قرى أو سلب محتوياتها من المحاصيل وأسر جنودها.
يوضح الحميدي أنه قام في وقت سابق بالتحالف مع عديد من القرى المجاورة حتى بدأت القواعد تزداد بازدياد عدد المحاصيل وعدد السكان، حتى أصبح يملك من السكان أكثر من 3500، وبعدها قام بتقوية الخطوط الدفاعية بزيادة الجيوش والأسلحة حتى أصبح يغزو ضمن تحالفات العديد من القرى حتى أصبح التحالف يملك أكثر من تسعة آلاف ساكن.
وتعود الأهداف هنا إلى زيادة عدد السكان ليمكن تشغيلهم وزيادة التحصيل العام للقرية، بما في ذلك كثرة الجيوش، حيث إن جميع ما في اللعبة ينتظر الوصول إلى قرية غير ظاهرة في الخريطة، لتبدأ عندها "معجزة العالم"، والتي هي نهاية اللعبة، وذلك بظهور التتار في هذه القرية المخفية عن الخريطة، والغزو عليهم وعلى الـ 13 أرض أو القرية الأخرى.
وتعود اللعبة إلى وجوب وجود أكبر قدر ممكن من التحالفات ممكن من قبل الأعضاء المشاركين في اللعبة. لأن حسب ما أوردته أساسيات اللعبة بأن "التتار" مالكي الأراضي المخفية يملكون أقوى جيش دفاعي وهجومي، وأن أسلحتهم متطورة، وهذا يجبر الأعضاء على العمل سريعا في إيجاد التحالفات أو الغزو لكسب أكبر قدر ممكن من القوى.
وهي عملية دورية إما بحماية نفسك فقط دون الغزو، وهذا يجعلك تنتظر الوقت الكثير لتقوية السكان والمحاصيل، وإما الغزو للاستيلاء والامتلاك وإما بالتحالف.
في المقابل يقول خالد الوليد "التحالف يتم من خلال بناء سفارة أحد الأعضاء ودعوة الآخرين للانضمام إليه وتكوين تحالف، ما يكفل لهم قوة وترابطا وحماية متبادلة فيما بينهم. وكلما زاد عدد الأعضاء زادت قوة التحالف في الغالب، والحد الأقصى ستون عضوا ، ويمكن أن يتواصل الأعضاء من خلال المنتدى الخاص بهم وتبادل وجهات النظر، وكل ما يهم التحالف. وهناك في السيرفرات القديمة توجد تحالفات تضم عشرة أعضاء أو أقل أو أكثر قليلا، ولكن من قوة أعضاء تلك التحالفات لا يحتاجون إلى زيادة الأعداد وغالبية التحالفات ستون عضوا أو أقل قليل".
بيع قرى واستثمارات خارجية
تغزو الإعلانات أيضا في كثير من مواقع الإنترنت الراغبين في بيع قراهم، بما تحويه من محاصيل وأدوات وسكان، بالمبالغ المتفق عليها، وكثيرا ما تكون الأرقام سرية في عمليات البيع والشراء، وأيضا شاهدنا العديد من المساومات والزيادات، التي تباع لأعلى سعر، وقد وصل بعضها إلى عشرة آلاف ريال، وبعضها يقل عن هذا السعر، اعتمادا على حجم القرية وقوة التحالفات التي تنتمي إليها.
يقول حمد الشنيفي إنه ومنذ أكثر من سنة وهو محافظ على قريته، وأن جميع الغزوات التي مارسها انتصر فيها، وأنه تعب كثيرا على عملية بناء قراه. ولكن في أحد الأيام أتاه تنبيه بقرب غزوة من قرية مجاورة له تفوق مستواه الهجومي والدفاعي بكثير، ما أدى إلى عدم وجود الفرصة الكافية للتحالف مع أي من القرى المجاورة بسبب غزواته التي شنها عليهم، وسمعته التي عرف بها في الموقع الذي يوجد فيه. فلم يستطع وقتها إلا شراء قرية مجاورة يفوق عدد سكانها وجيوشها القرية الغازية.
ويضيف الشنيفي بأن وقت الغزوة حسب التنبية الذي وصله سيتم خلال 25 ساعة المقبلة، وأنه استطاع خلال 15 ساعة شراء قرية وتقوية التحالف الداخلي لها، حيث استطاع الانتصار في هذه الغزوة المباغتة.
بالعودة إلى المبالغ التي تدفع في هذا الشأن، يقول ماجد اليحيى أنه بدأ في تحالفات مع عدة قرى مجاورة، وبدأنا بجمع المال الحقيقي، وليس الافتراضي، والذي تجاوز ما تم جمعه أكثر من عشرة آلاف ريال، حتى أصبحنا نملك أكثر من 30 ألفا من الجيش والسكان، والآن نقوم بمساومة اللعبة بعد أن مكثنا فيها أكثر من عام لبيع القرى التي يتجاوز عدد سكانها 35 ألفا، وعدد جيوشها أكثر من 25 ألفا. وبالبحث عن السعر التقريبي لمثل هذه القرى لفت انتباهنا بيع قرية لم يتجاوز عدد سكانها ثلاثة آلاف ولا يتجاوز عدد جيشها الألفين عسكري بواقع سعر 3500 ريال.
وبجوابه عن سؤال "الاقتصادية" حول عملية تبادل المبالغ يقول الشنيفي: في الواقع والكثير من هم في اللعبة من العنصر النسائي، حيث يتحفظن عن ذكر أسمهائهن عند تحويل المبالغ، وهذا أدى إلى دخول وسائط في عملية المبادلة. فبطاقات الهاتف مسبقة الدفع إحدى الحلول، وخاصة عندما يكون الشخص مضطرا للشراء في حالة قرب حالات الهجوم، فهذه إحدى الحلول في عمليات المبادلة أو البيع والشراء.
ويضيف خالد الوليد، أن من يشتري أو يبيع قراه فلها أسبابها الكثيرة، ولكن أهمها رغبة الكثيرين في توفير الوقت والجهد. فمن الناس من لديه استعداد لدفع مبالغ نقدية حقيقية، وذلك لتوفير وقته وجهده، وذلك عن طريق شراء الذهب من شركة ترافيان، وهو أحد صور توفير الوقت والجهد . وقد سمعت أن هناك من دفع عشرة آلاف ريال لقرية، ولكن في ظني أنها حالة خاصة ونادرة.
وتتم العملية بإعطاء المشتري اسم المستخدم للقرية والرقم السري والبريد الإلكتروني المسجل في "سيرفر" ترافيان، كضمان لسرية المعلومات والحفاظ على صحة المعلومات وحفظ القرية من النهب والسرقة أمام الهاكرز أو غيرهم . ويمكن أن يتم البيع والشراء مباشرة أو بالتواصل الحاسوبي والتحويل عبر القنوات الإلكترونية، علما أن قواعد اللعبة تمنع عمليات بيع القرى بين اللاعبين، لكن عمليات البيع هذه تتم عبر منتديات خاصة بعيدا عن أعين مراقبي لعبة ترافيان.
معجزة العالم .. نهاية اللعبة
يقول الخالد إن اللعبة فكرتها تقوم على محاربة الناترز " التتار"، وهم شعب همجي أقرب ما يكونون إلى قوم يأجوج ومأجوج. والناترز " التتار" شعب خطير قوي وشرس، وكان مسيطر قديما على القبائل الثلاث واستطاعوا الهرب من سيطرتهم لفترة ، وبعد فترة من اللعب والتقاتل بين اللاعبين وإلغاء الضعيفين لعضويتهم، واتحاد الأقوياء مع بعضهم، وتركز التحالفات.
بعد ذلك يقوم عدد من اللاعبين الأقوياء بتكوين مبان تعرف بغرف الكنز، ودورها يكمن في كشف الكنوز وقرى "الناترز" في الخريطة، ومن ثم يبدأ الناترز " التتار" بالتجسس على جميع اللاعبين في السيرفر، وما ذاك إلا ليعرف الأقوياء ومن يرغب في بناء المعجزة بمعرفة القرى التي عليهم مهاجمتها، وبعد ذلك بناء المعجزة بها. ولكن هذا لا يتأتى إلا لأقوى اللاعبين وأقوى التحالفات التي تساندهم.
وبعد أن يحتل اللاعب قرية من قرى الناترز "التتار" العشرين، يبدأ في بناء المعجزة، وكل تطور بناؤه خمسة مستويات يهاجمه الناترز بجيوش قوية جدا. في هذه المرحلة تنتهي الفردية وتبدأ الجماعية في اللعب، بمعنى أن التحالفات تصب في المصلحة الجماعية ويمثلهم لاعب واحد فقط ، وهو من يبني المعجزة، ويمكن أن يبني أكثر من لاعب بالتحالف معجزة، ولكن هذا يعد تشتيتا لجهود التحالف ومكلفا لقوات وموارد التحالف.
وتنتهي اللعبة ببناء أحد الأعضاء لمعجزة العالم لمستوى 100 ، وبداية النهاية هي ظهور قرى الناترز " التتار"، وفي بداية السيرفر تكون مخفية ولا يمكن معرفة مكانها، ولكن بعد فترة من اللعب يتجسس النارتز " التتار" من تلك القرى على جميع اللاعبين.
بعد ذلك يهاجم الأقوياء واحدة من تلك القرى لاحتلالها، ومن ثم بناء معجزة العالم فيها وتطويرها لمستوى 100، فكل خمسة مستويات يهاجم الناترز " التتار" تلك القرية بأعداد غفيرة، ومن المستحيل أن يدافع اللاعب بمفرده ضد ذلك الهجوم، وهنا يأتي دور التحالف الذي يساند اللاعب ويزوده بالجنود والموارد اللازمة لبناء معجزة العالم .....وهي نهاية اللعبة.
تاريخ اللعبة وقواعدها
حروب باردة تشغل بال العديد من الزعماء والقادة، بعضهم يدافع بتقوية الخطوط الدفاعية بالتمارين اليومية وتكثيف الجيوش، وبعضهم يهاجم بتقوية الخطوط الأمامية لكتائب الجيوش، ويشغل زعيم المدينة في كيفية الحصول على مؤن للعيش وأفراد لخدمة الشعب ما بين مقاتلين وما بين محصلين للغنائم .
لم يصل الأمر إلى هذا الحد، بل استمر الأمر إلى الغزو والسطو على المدن والقرى المجاورة عبر أسلحة ومعدات تقليدية يرجع تاريخها إلى القرون الوسطى، كما أن للتحالفات بين الزعماء والقادة نصيبا في البحث بالطرق المشروعة أو غير المشروعة إلى جمع أكبر قدر من المؤن والأراضي عبر الخريطة، بالسطو والغزو، وإن وصل الحد إلى القتل، أو التنازل عن الممتلكات.
كل هذا الأمر ممكن عندما يكون أحد قادة أو زعماء لعبة الإنترنت المشهورة "ترافيان"، وهي حروب حقيقية يعيد الزمن نفسه عبر واقع إلكتروني يتقمصه العديد من الشبان العرب على وجه العموم، والشبان السعوديين على وجه الخصوص.
تعود محاور لعبة "ترافيان" الشهيرة إلى عام 2004، عندما كانت أول لعبة على الإنترنت لها هيكلتها وأسلوبها الخاص. إذ لا تخضع لشروط التصاميم ثلاثية الأبعاد للعبها، ولا يشترط أن تملك أدوات تحكم اللعبة من خلال أجهزة معينة. فهي لعبة معلوماتية بالأرقام يمكن لعبها عن طريق برنامج المتصفح مباشرة.
فكرة اللعبة
وتبدأ فكرة اللعبة في موقع إلكتروني موحد على شبكة الإنترنت، يملك العديد من السيرفرات "الخوادم" التي تحتوي على خريطة العالم الافتراضي، ليقوم العضو بالتسجيل من خلال امتلاكه قرية صغيرة في الخريطة، ثم يبدأ بالعمل عليها لتقوية مواطنيها (الشعب) من خلال العمل واستخراج المحاصيل الاستثمارية، وهي الخشب والطين والحديد والقمح، ومن ثم ومن خلال هذا الاستثمار باستطاعته بناء قرى مجاورة عديدة، والتحالف فيما بينها وبين أعضاء آخرين لتوحيد القوة وهكذا.
ويكون هذا التحالف بين الأعضاء، وكما هم في اللعبة "شعوب"، وتتكون الشعوب من ثلاثة أجناس حسب تصنيف اللعبة، فكل شعب له محاسنه ومساوئه الخاصة، وحتى أنواع المحاصيل الاستثمارية، وكما هي في اللعبة "الوحدات" تختلف عن بعضها بعضا بوضوح.
ببساطة تبدأ الفكرة وأهداف اللعبة في البحث عن 13 أرض فارغة ومخفية في الخريطة الإجمالية التي تضمها العديد من "السيرفرات". ومكان الخريطة مجهول، وتتبع هذه الأراضي لقبائل تسمى قبائل "التتار"، ولا يمكن تشييد "معجزة العالم"، وهي ( نهاية اللعبة)، إلا في إحدى هذه الأراضي بعد أن تقوم باحتلالها بواسطة الزعيم. وأول حلف يطور معجزة العالم لمستوى 100، فإنه سيربح اللعبة وتنتهي بذلك اللعبة و تعاد لاحقا. كما أنه عند إيصال معجزة العالم للمستوى 100 تتحول أسماء جميع تحالفات اللعبة لاسم التحالف الذي حقق الفوز عند احتلال أي أرض من الأراضي العشرين المختارة، بعد ذلك تقوم قبائل "التتار" بالهجوم على هذه الأرض لمحاولة تدمير معجزة العالم بقوات هائلة و كبيرة.
وعليه يتوجب التحالف بأكبر قوى ممكنة من قوات دفاعية كبيرة جدا من حلفه والأحلاف المساندة، وتستمر عليه الهجمات مع كل مستوى يرفعه من معجزة العالم لتدميرها. ونستنتج من هنا أنه من المستحيل أن يبني لاعب واحد وحده معجزة العالم، المعروفة بـ"نهاية اللعبة"، ويتصدى للتتار، بل يجب أن يكون هناك حلف قوي جدا يسانده بالقوات الدفاعية والموارد باستمرار.
شعوب وقبائل وأجناس
عند التسجيل في لعبة "ترافيان"، يتوجب عليك اختيار القبيلة أو الشعب المراد الحصول على قريته للبدء في عملية التحصيل والتوسع. فهناك أكثر من ثلاثة شعوب، هم: "الرومان" و" الإغريق" و"الجرمان" المقصود به الألمان.
وكل شعب يمثل قرية، وله منتجاته ومحاصيله الخاصة التي بموجبها يقوم ببناء القرية وزيادة عدد مواطنيه والسكان لتقوية الخطوط الدفاعية والهجومية لشن الحروب والغزوات، أو التحالف مع القرى المجاورة.
فتأتي في مقدمة اللعبة الإمبراطورية الرومانية، وهي الإمبراطورية الخاصة للمبتدئين. وتتميز الإمبراطورية بسبب ارتفاع التطور الاجتماعي والتقني للرومان في سادة التنسيق في الهندسة المعمارية، وجنودها ينتمون إلى النخبة في اللعبة.
الإمبراطورية مفيدة ومتوازنة نسبيا في عمليات الهجوم وفي الدفاع، ومن أجل ضمان هذا التنوع، فهي تمر عبر تدريب مطول ومكلف. إذ إن المشاة هم أسطوريون، غير أن قوة الدفاع للمشاة ضد الفرسان هي أقل بشكل واضح عند المقارنة مع الشعوب الأخرى. فهذه الإمبراطورية وضعت للمبتدئين الذين لا يعرفون ماذا يريدون، فإن الرومان تقوم بدور مثالي لهم.
ويتميز الشعب الروماني في اللعبة بتزامن إنشاء المواد الخام ومباني المدينة، وارتفاع الدفاع عبر سور المدينة. ويستطيع التجار حمل 500 من المواد الخام، بسرعة تقدر بـ 16 حقلا في الساعة، والمشاة يصنفون بأنهم أقوياء جدا، أما الفرسان فمعتدلون، والتنمية فيها مكلفة وطويلة.
ويأتي في التصنيف الثاني في اللعبة من الشعوب الشعب الإغريقي، وهو الشعب المسالم من جميع الشعوب، ووحداته تحصل على تدريب قوي في الدفاع، إلا أنه أدنى من شعوب أخرى في الهجوم. ويعد الشعب الإغريقي الفارس المولود، خيوله أسطورية بسبب سرعتها، التي تفاجئ الأعداء غير المستعدين بسرعة.
هذا الشعب من السهل نسبيا في عمليات الدفاع، كما أن اللعب بطريقة هجوميه قابل للتحقيق. أنه يوفر إمكانية التطوير في أي اتجاه استراتيجي كالهجوم أو الدفاع، مساعدات في حالات الطوارئ، تجار أو المستولين ، المشاة أو الفرسان، المستوطنين أو الغزاة. ويصعب فيها أنها تلزم المستخدم على بعض التقنيات الخاصة بالشؤون العسكرية، ومع ذلك يمكن للمبتدئ في اللعبة المشاركة بالشعب الإغريقي.
ويتميز الشعب الإغريقي بأنه أسرع وحدات اللعبة تحصيلا، ويستطيع التجار من خلاله حمل 750 من المواد الخام بسرعة 24 حقلا في الساعة، وكذلك فإن حجم المخبأ أكبر بمرتين عن البقية، كما أن المستوطنين غير مكلفين، وهذا يجعل صرفهم للآلات الحربية أكبر.
ويأتي الشعب الثالث والأخير، وهو شعب "التوتون"، كما أطلقتها اللعبة، أو الجرمان "الألمان". فالشعب الألماني هو الأكثر هجوما من الجميع. فالمقاتلون الجرمان يخشاهم الجميع بسبب وحشيتهم في الهجوم، حيث إنهم ينقضون على البلدان دون خوف من الموت. بيد أنهم يفتقدون الانضباط العسكري، بعكس الرومان والإغريق، وهكذا. ويكمن ضعفهم في السرعة والدفاع. إذ من أراد اللعب بصيغة الهجوم الاحترافي فالمهاجم المحترف الألماني مناسب تماما.
والمدهش في الأمر ولوحشية هذا الشعب في اللعبة، فإن هناك مكافأة نهب تصرف للقرى والمواطنين. وهي عبارة عن مخبأ لمعدات النهب، وما يميز الجرمان "الألمان" هو وجود حاجز أرضي صعب التدمير، لكن حمايته ضعيفة من قبل الجنود، إذ يمكن احتلاله والغزو، وأيضا شعبه يمكنه حمل 1000 من المواد الخام بسرعة 12 حقلا في الساعة. وأيضا وحداته رخيصة جدا، ويمكن إنتاجها بسرعة، وصالحة للنهب. ويعد جيش الجرمان "الألمان" أضعف الجيوش من الناحية الدفاعية.
تحالفات وغزوات عربية
يقول فيصل الحميدي، وهو أحد أعضاء اللعبة، أمكث يوميا لمتابعة اللعبة ما يزيد على أربع ساعات غير متواصلة، بحيث أقوم بالمتابعة لجميع فترات اليوم مستوى القرية التي بدأت باللعب فيها، إذ إنني ما زلت مبتدئاً في اللعبة وعلي المتابعة والدفاع عن القرية خوفا من غزو أو حرب يجتازها دون سابق علمي.
ويضيف الحميدي، أن باستطاعته مشاهدة القرى التي تنوي الغزو على قريته، التي تُسّير جيوشها إقداما، وكم من المدة الزمنية المتوقعة لوصولهم، في حال غزوهم على القرى التي أقوم ببنائها، في هذه اللحظات أستطيع أخذ الحيطة والحذر والاستعداد بالدفاع عنها بالجيوش ووضع المحاصيل في المخابئ.
وأشار إلى أنه في الوقت الراهن يبحث عن تحالفات مع قرى صغيرة لا تنوي الهجوم، وذلك لتقوية أساسات القرى وزيادة القوى الدفاعية والهجومية فيها، وهذا ما تستند إليه اللعبة.
"الاقتصادية" بدورها قامت بزيارة العديد من المنتديات التي تهتم بشؤون لعبة "ترافيان"، حيث الإعلانات والطلبات تشعل تلك المنتديات بالتحالفات، التي منها ما يبنى على الخير، ومنها ما يبنى على دافع الشر (كما هو في اللعبة) كالهجوم لاحتلال قرى أو سلب محتوياتها من المحاصيل وأسر جنودها.
يوضح الحميدي أنه قام في وقت سابق بالتحالف مع عديد من القرى المجاورة حتى بدأت القواعد تزداد بازدياد عدد المحاصيل وعدد السكان، حتى أصبح يملك من السكان أكثر من 3500، وبعدها قام بتقوية الخطوط الدفاعية بزيادة الجيوش والأسلحة حتى أصبح يغزو ضمن تحالفات العديد من القرى حتى أصبح التحالف يملك أكثر من تسعة آلاف ساكن.
وتعود الأهداف هنا إلى زيادة عدد السكان ليمكن تشغيلهم وزيادة التحصيل العام للقرية، بما في ذلك كثرة الجيوش، حيث إن جميع ما في اللعبة ينتظر الوصول إلى قرية غير ظاهرة في الخريطة، لتبدأ عندها "معجزة العالم"، والتي هي نهاية اللعبة، وذلك بظهور التتار في هذه القرية المخفية عن الخريطة، والغزو عليهم وعلى الـ 13 أرض أو القرية الأخرى.
وتعود اللعبة إلى وجوب وجود أكبر قدر ممكن من التحالفات ممكن من قبل الأعضاء المشاركين في اللعبة. لأن حسب ما أوردته أساسيات اللعبة بأن "التتار" مالكي الأراضي المخفية يملكون أقوى جيش دفاعي وهجومي، وأن أسلحتهم متطورة، وهذا يجبر الأعضاء على العمل سريعا في إيجاد التحالفات أو الغزو لكسب أكبر قدر ممكن من القوى.
وهي عملية دورية إما بحماية نفسك فقط دون الغزو، وهذا يجعلك تنتظر الوقت الكثير لتقوية السكان والمحاصيل، وإما الغزو للاستيلاء والامتلاك وإما بالتحالف.
في المقابل يقول خالد الوليد "التحالف يتم من خلال بناء سفارة أحد الأعضاء ودعوة الآخرين للانضمام إليه وتكوين تحالف، ما يكفل لهم قوة وترابطا وحماية متبادلة فيما بينهم. وكلما زاد عدد الأعضاء زادت قوة التحالف في الغالب، والحد الأقصى ستون عضوا ، ويمكن أن يتواصل الأعضاء من خلال المنتدى الخاص بهم وتبادل وجهات النظر، وكل ما يهم التحالف. وهناك في السيرفرات القديمة توجد تحالفات تضم عشرة أعضاء أو أقل أو أكثر قليلا، ولكن من قوة أعضاء تلك التحالفات لا يحتاجون إلى زيادة الأعداد وغالبية التحالفات ستون عضوا أو أقل قليل".
بيع قرى واستثمارات خارجية
تغزو الإعلانات أيضا في كثير من مواقع الإنترنت الراغبين في بيع قراهم، بما تحويه من محاصيل وأدوات وسكان، بالمبالغ المتفق عليها، وكثيرا ما تكون الأرقام سرية في عمليات البيع والشراء، وأيضا شاهدنا العديد من المساومات والزيادات، التي تباع لأعلى سعر، وقد وصل بعضها إلى عشرة آلاف ريال، وبعضها يقل عن هذا السعر، اعتمادا على حجم القرية وقوة التحالفات التي تنتمي إليها.
يقول حمد الشنيفي إنه ومنذ أكثر من سنة وهو محافظ على قريته، وأن جميع الغزوات التي مارسها انتصر فيها، وأنه تعب كثيرا على عملية بناء قراه. ولكن في أحد الأيام أتاه تنبيه بقرب غزوة من قرية مجاورة له تفوق مستواه الهجومي والدفاعي بكثير، ما أدى إلى عدم وجود الفرصة الكافية للتحالف مع أي من القرى المجاورة بسبب غزواته التي شنها عليهم، وسمعته التي عرف بها في الموقع الذي يوجد فيه. فلم يستطع وقتها إلا شراء قرية مجاورة يفوق عدد سكانها وجيوشها القرية الغازية.
ويضيف الشنيفي بأن وقت الغزوة حسب التنبية الذي وصله سيتم خلال 25 ساعة المقبلة، وأنه استطاع خلال 15 ساعة شراء قرية وتقوية التحالف الداخلي لها، حيث استطاع الانتصار في هذه الغزوة المباغتة.
بالعودة إلى المبالغ التي تدفع في هذا الشأن، يقول ماجد اليحيى أنه بدأ في تحالفات مع عدة قرى مجاورة، وبدأنا بجمع المال الحقيقي، وليس الافتراضي، والذي تجاوز ما تم جمعه أكثر من عشرة آلاف ريال، حتى أصبحنا نملك أكثر من 30 ألفا من الجيش والسكان، والآن نقوم بمساومة اللعبة بعد أن مكثنا فيها أكثر من عام لبيع القرى التي يتجاوز عدد سكانها 35 ألفا، وعدد جيوشها أكثر من 25 ألفا. وبالبحث عن السعر التقريبي لمثل هذه القرى لفت انتباهنا بيع قرية لم يتجاوز عدد سكانها ثلاثة آلاف ولا يتجاوز عدد جيشها الألفين عسكري بواقع سعر 3500 ريال.
وبجوابه عن سؤال "الاقتصادية" حول عملية تبادل المبالغ يقول الشنيفي: في الواقع والكثير من هم في اللعبة من العنصر النسائي، حيث يتحفظن عن ذكر أسمهائهن عند تحويل المبالغ، وهذا أدى إلى دخول وسائط في عملية المبادلة. فبطاقات الهاتف مسبقة الدفع إحدى الحلول، وخاصة عندما يكون الشخص مضطرا للشراء في حالة قرب حالات الهجوم، فهذه إحدى الحلول في عمليات المبادلة أو البيع والشراء.
ويضيف خالد الوليد، أن من يشتري أو يبيع قراه فلها أسبابها الكثيرة، ولكن أهمها رغبة الكثيرين في توفير الوقت والجهد. فمن الناس من لديه استعداد لدفع مبالغ نقدية حقيقية، وذلك لتوفير وقته وجهده، وذلك عن طريق شراء الذهب من شركة ترافيان، وهو أحد صور توفير الوقت والجهد . وقد سمعت أن هناك من دفع عشرة آلاف ريال لقرية، ولكن في ظني أنها حالة خاصة ونادرة.
وتتم العملية بإعطاء المشتري اسم المستخدم للقرية والرقم السري والبريد الإلكتروني المسجل في "سيرفر" ترافيان، كضمان لسرية المعلومات والحفاظ على صحة المعلومات وحفظ القرية من النهب والسرقة أمام الهاكرز أو غيرهم . ويمكن أن يتم البيع والشراء مباشرة أو بالتواصل الحاسوبي والتحويل عبر القنوات الإلكترونية، علما أن قواعد اللعبة تمنع عمليات بيع القرى بين اللاعبين، لكن عمليات البيع هذه تتم عبر منتديات خاصة بعيدا عن أعين مراقبي لعبة ترافيان.
معجزة العالم .. نهاية اللعبة
يقول الخالد إن اللعبة فكرتها تقوم على محاربة الناترز " التتار"، وهم شعب همجي أقرب ما يكونون إلى قوم يأجوج ومأجوج. والناترز " التتار" شعب خطير قوي وشرس، وكان مسيطر قديما على القبائل الثلاث واستطاعوا الهرب من سيطرتهم لفترة ، وبعد فترة من اللعب والتقاتل بين اللاعبين وإلغاء الضعيفين لعضويتهم، واتحاد الأقوياء مع بعضهم، وتركز التحالفات.
بعد ذلك يقوم عدد من اللاعبين الأقوياء بتكوين مبان تعرف بغرف الكنز، ودورها يكمن في كشف الكنوز وقرى "الناترز" في الخريطة، ومن ثم يبدأ الناترز " التتار" بالتجسس على جميع اللاعبين في السيرفر، وما ذاك إلا ليعرف الأقوياء ومن يرغب في بناء المعجزة بمعرفة القرى التي عليهم مهاجمتها، وبعد ذلك بناء المعجزة بها. ولكن هذا لا يتأتى إلا لأقوى اللاعبين وأقوى التحالفات التي تساندهم.
وبعد أن يحتل اللاعب قرية من قرى الناترز "التتار" العشرين، يبدأ في بناء المعجزة، وكل تطور بناؤه خمسة مستويات يهاجمه الناترز بجيوش قوية جدا. في هذه المرحلة تنتهي الفردية وتبدأ الجماعية في اللعب، بمعنى أن التحالفات تصب في المصلحة الجماعية ويمثلهم لاعب واحد فقط ، وهو من يبني المعجزة، ويمكن أن يبني أكثر من لاعب بالتحالف معجزة، ولكن هذا يعد تشتيتا لجهود التحالف ومكلفا لقوات وموارد التحالف.
وتنتهي اللعبة ببناء أحد الأعضاء لمعجزة العالم لمستوى 100 ، وبداية النهاية هي ظهور قرى الناترز " التتار"، وفي بداية السيرفر تكون مخفية ولا يمكن معرفة مكانها، ولكن بعد فترة من اللعب يتجسس النارتز " التتار" من تلك القرى على جميع اللاعبين.
بعد ذلك يهاجم الأقوياء واحدة من تلك القرى لاحتلالها، ومن ثم بناء معجزة العالم فيها وتطويرها لمستوى 100، فكل خمسة مستويات يهاجم الناترز " التتار" تلك القرية بأعداد غفيرة، ومن المستحيل أن يدافع اللاعب بمفرده ضد ذلك الهجوم، وهنا يأتي دور التحالف الذي يساند اللاعب ويزوده بالجنود والموارد اللازمة لبناء معجزة العالم .....وهي نهاية اللعبة.