صقر قريش
11-03-2008, 03:23 PM
يحترق ليضيء لمن حوله، يصنع العقول ويربي الأجيال، يبدأ يومه المهني قبل كل موظفي الدولة، يكلف بمهام عديدة، يحضر مبكرا، يشرف على الطابور، يعد الإذاعة الصباحية وينفذها مع تلاميذه، يتابع سير التمارين الصباحية، يتعهد نظافة تلاميذه ومظهرهم العام، يرافق تلاميذه إلى الفصل، يدخل للفصل وينسى من هم بالخارج. فيشرح ويوضح، ويعيد ويكرر، ويصحح ويدقق، متنقلا بين تلاميذه كالنحلة بين الأزهار.
يتابع الواجبات اليومية ويعيدها إلى تلاميذه، يخرج من الحصة إلى الإشراف اليومي على الفصول والممرات والساحة، لا يستمتع بالاستراحة إذا كان مناوبا. عليه أن يكون على رأس جماعة نشاط أو رائدا لأحد الفصول. عليه أيضا أن يتابع الضعيف منهم ويضع خطة لتحسين مستواه.
وعليه أن يعد الاختبارات الشهرية والفصلية ويضع الدرجات ويرصدها. وعليه أن يتأكد من الأهداف التربوية ومدى تحقيقها. ذلك هو المعلم السعودي الذي لا ينتهي عمله بنهاية اليوم الدراسي بل يرافقه إلى المنزل، وهناك يبدأ في الإعداد ليوم حافل جديد... وهكذا...
إنه إنسان متعدد الوظائف والمهام وكأنه أحد الأجهزة الإلكترونية. كل هذه الواجبات والمهام والمسؤوليات وهو ملزم بأن يكسب ثقة التلميذ وقناعة ولي الأمر ورضى المشرف التربوي ومدير المدرسة، فهو محاسب من الجميع..
السؤال الذي يفرض نفسه هنا: ماذا قدم المجتمع لهذا الإنسان؟ وماذا قدمت وزارة التربية والتعليم لهذا الموظف الآلي؟
الجميع يمر ويصل إلى أعلى المراتب والرتب بينما هو قابع في مكانه كالسلم على الجدار! تمر عليه السنون بأحوالها وأهوالها، بخيرها وشرها وعندما يفيق بعد سنوات عديدة يجد نفسه على أعتاب نهاية الرحلة.. تلك الرحلة الشاقة والمضنية، حينها يراجع كل أموره فيكتشف أنه انتهى مثلما بدأ.
هناك أسئلة عديدة تتبارى في الذهن: لماذا لا يكون هناك سلم وظيفي رتبي للمعلمين يحفظ لهم حقوقهم وسنوات خبرتهم؟ لماذا لا يتم التأمين صحيا على المعلمين وأسرهم أسوة بالموظفين الآخرين؟ لماذا لا يكون هناك ناد خاص بالمعلمين في كل منطقة تعليمية؟
أيضا، لماذا لا يصرف بدل سكن للمعلمين؟ لماذا لا تفعل بطاقة المعلم مع الشركات والمؤسسات الخدمية؟ لماذا لا يؤسس لجمعية للمعلمين ترعى شؤونهم وتهتم بأمورهم وتدافع عن حقوقهم؟ لماذا لا يكون لهذا المعلم وضع خاص يميزه عن غيره من الموظفين؟ أسئلة كثيرة لم تجد لها جوابا.
إن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية والتربوية، التي تتكون من ثلاثة محاور: المعلم والطالب والمنهج. إننا نسمع عن محاولات لإصلاح التعليم والمناهج سعيا إلى مخرجات تعليمية صالحة ونافعة قادرة على الإبداع.. ولكن هذه المحاولات لن يكتب لها النجاح طالما أن المعلم خارج نطاق خطط الإصلاح.
فيجب أن يبدأ الإصلاح بالمعلم، ويجب أن توضع الخطط والبرامج العلمية المدروسة من أجل تحسين مستواه العلمي والمادي والمهني ومن ثم نعمل على إصلاح بقية المحاور.مانع ناجي آل سعد
يتابع الواجبات اليومية ويعيدها إلى تلاميذه، يخرج من الحصة إلى الإشراف اليومي على الفصول والممرات والساحة، لا يستمتع بالاستراحة إذا كان مناوبا. عليه أن يكون على رأس جماعة نشاط أو رائدا لأحد الفصول. عليه أيضا أن يتابع الضعيف منهم ويضع خطة لتحسين مستواه.
وعليه أن يعد الاختبارات الشهرية والفصلية ويضع الدرجات ويرصدها. وعليه أن يتأكد من الأهداف التربوية ومدى تحقيقها. ذلك هو المعلم السعودي الذي لا ينتهي عمله بنهاية اليوم الدراسي بل يرافقه إلى المنزل، وهناك يبدأ في الإعداد ليوم حافل جديد... وهكذا...
إنه إنسان متعدد الوظائف والمهام وكأنه أحد الأجهزة الإلكترونية. كل هذه الواجبات والمهام والمسؤوليات وهو ملزم بأن يكسب ثقة التلميذ وقناعة ولي الأمر ورضى المشرف التربوي ومدير المدرسة، فهو محاسب من الجميع..
السؤال الذي يفرض نفسه هنا: ماذا قدم المجتمع لهذا الإنسان؟ وماذا قدمت وزارة التربية والتعليم لهذا الموظف الآلي؟
الجميع يمر ويصل إلى أعلى المراتب والرتب بينما هو قابع في مكانه كالسلم على الجدار! تمر عليه السنون بأحوالها وأهوالها، بخيرها وشرها وعندما يفيق بعد سنوات عديدة يجد نفسه على أعتاب نهاية الرحلة.. تلك الرحلة الشاقة والمضنية، حينها يراجع كل أموره فيكتشف أنه انتهى مثلما بدأ.
هناك أسئلة عديدة تتبارى في الذهن: لماذا لا يكون هناك سلم وظيفي رتبي للمعلمين يحفظ لهم حقوقهم وسنوات خبرتهم؟ لماذا لا يتم التأمين صحيا على المعلمين وأسرهم أسوة بالموظفين الآخرين؟ لماذا لا يكون هناك ناد خاص بالمعلمين في كل منطقة تعليمية؟
أيضا، لماذا لا يصرف بدل سكن للمعلمين؟ لماذا لا تفعل بطاقة المعلم مع الشركات والمؤسسات الخدمية؟ لماذا لا يؤسس لجمعية للمعلمين ترعى شؤونهم وتهتم بأمورهم وتدافع عن حقوقهم؟ لماذا لا يكون لهذا المعلم وضع خاص يميزه عن غيره من الموظفين؟ أسئلة كثيرة لم تجد لها جوابا.
إن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية والتربوية، التي تتكون من ثلاثة محاور: المعلم والطالب والمنهج. إننا نسمع عن محاولات لإصلاح التعليم والمناهج سعيا إلى مخرجات تعليمية صالحة ونافعة قادرة على الإبداع.. ولكن هذه المحاولات لن يكتب لها النجاح طالما أن المعلم خارج نطاق خطط الإصلاح.
فيجب أن يبدأ الإصلاح بالمعلم، ويجب أن توضع الخطط والبرامج العلمية المدروسة من أجل تحسين مستواه العلمي والمادي والمهني ومن ثم نعمل على إصلاح بقية المحاور.مانع ناجي آل سعد