المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أَلا بِذكرِ اللّه تَطمئنّ القُلوب"


عبدالصمد
11-07-2008, 05:22 PM
أَلا بِذكرِ اللّه تَطمئنّ القُلوب"

بسم الله الرحمن الرحيم .

قال تعالى في كتابه الكريم : { الَّذِينَ ءامَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(1) ، قال ابن القيم – رحمه الله - في "التفسير القيم" (2): ((فطمأنينة القلوب الصحيحة ، والفطر السليمة به . وسكونها إليه : من أعظم الآيات ، إذ يستحيل في العادة : أن تطمئن القلوب وتسكن إلى الكذب والافتراء والباطل)) اهـ ، وقال ابن السعدي – رحمه الله – في "التيسير" (3) : ((أي : حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.

وقيل: إن المراد بذكر الله كتابه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين، فعلى هذا معنى طمأنينة القلوب بذكر الله: أنها حين تعرف معاني القرآن وأحكامه تطمئن لها، فإنها تدل على الحق المبين المؤيد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئن القلوب، فإنها لا تطمئن القلوب إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب الله، مضمون على أتم الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجع إليه فلا تطمئن بها، بل لا تزال قلقة من تعارض الأدلة وتضاد الأحكام ))اهـ

قال ابن القيم في "الجلاء" (4) : (( ومن أفضل ذكرهِ ذكرهُ بكلامه ، قال تعالى : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه : 124] ، فذِكْرُهُ هنا : كلامه الذي أنزله على رسوله ، وقال تعالى : { الَّذِينَ ءامَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد : 28 ].

ومن ذكره سبحانه : دعاؤه واستغفاره والتَّضرُّع إليه ))اهـ

((قال عُمَرُ بن صالح (5) : ذهبتُ إلى أبي نَصر بشر ، فقلت له : يا أبا نصرٍ ، بأي شيء تلين القلوب فقال: { أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } .. فذهبت إلى عبد الوهاب فقلت: يا أبا الحسن بم تلين القلوب فقال : { أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } )).

يقول الشيخ محمد بن عبد القادر الهلالي - رحمه الله - في "السبيل" (6) " (( هذا الكتاب الذي أنزل على محمد من عظم شأنه، وقوة تأثيره إذا وجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية وهمماً عالية تحدث به العجائب والغرائب .

وإذا طرح في زوايا الإهمال وبقي نسياً منسيّاً، فإنها تحدث به عجائب وغرائب أيضاً من الذلة والإهانة والخزي المبين، حتى تغلب ثلاثة ملايين سبعمائة مليون، وأي شيء أعجب من هذا؟! وطريق الخلاص واضح وهو الرجوع إلى الكتاب وبيانه ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم والله يهدي من ينيب )) اهـ

admin
11-07-2008, 05:40 PM
جزاك الله خيرا

أبو فيصل
11-07-2008, 05:56 PM
كتب الله لكم الأجر وأجزل لكم المثوبة ،،،،

عبدالصمد
11-08-2008, 06:58 AM
وفيكم بارك اخواني الكرام