المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظاهرة اقتصادية غريبة


فاعل خير
11-12-2008, 02:19 PM
وضوح
ظاهرة اقتصادية غريبة



مازن السديري
ظاهرة تخيفني وهي عدم تصديق السعوديين لتصريحات المسؤولين الماليين من سلامة الاقتصاد السعودي وقوة مؤسساته، وحتى بدون التصاريح أقول إن المنطق يشرح ويطمئن ممثلاً في بنوك رؤوس أموالها بسيطة بالنسبة لو قسناها لقدرة مؤسسة النقد على سدها أو تغطيتها وليس مثل الحالة الأمريكية، والسبب أن ديون بنوكها تتجاوز قدرات الدولة وبأرقام فلكية ومع ذلك طرحت خطة لإنقاذها.
أعتقد للأسف أن سبب هذه الظاهرة هو إفلاس عدد من المؤسسات التجارية وخروجها من سوق الأسهم دون أن تتدخل المؤسسات المعنية لانتشالها وإنقاذ حقوق المساهمين حتى لو اضطر الأمر لشرائها، ولكن البنوك وشركات التأمين وضعها مختلف. وقد خرج سمو الأمير نايف الغيور على سلامة الوطن أمناً واقتصاداً ليطمئن الناس.

حتى ما حدث في أوروبا لبنوكها كان فيه شبه مؤامرة على بنك (فورتز) لا أستطيع ذكرها، لأني لا امتلك الأدلة المادية، ولكني اكتفي بالقول إنه بدأت إجراءات قضائية تحاسب أطراف المؤامرة يوم الجمعة الماضي. وها هو بنك آخر (دكسيا) تم إنقاذه بكل هدوء وليس كما الآخر.. الدول لا تتخلى عن مؤسساتها الاقتصادية، (برلوسكوني) الزعيم الإيطالي يقاتل لإنقاذ شركة الطيران الإيطالية (أليتاليا) والقيادات الغربية تطالب بإنشاء صناديق سيادية أوروبية لإنقاذ شركاتها من (الاستعمار) الخليجي عبر صناديقها السيادية.

رئيس الحكومة البريطانية يطلب منا دعم صندوق النقد الدولي، أنا مع الدعم والتعاون الدولي، ولكن ما يمنع أن نؤسس صناديق سيادية خارجية تستثمر في مجالات الطاقة والتقنية ، ومرجح أن تدخل (الشركات) للملكة لتعمل ونتعلم فيها التقنية والإدارة.

رحم الله الملك فهد، كان بعيد النظر عندما أتى بشركات يابانية وتم مشاركتها في مشاريع الجبيل التي أثبتت نجاحها بعد هذه السنين. وألا يكون استثمارنا الخارجي على الطريقة الخليجية.

أريد أن أقول إنه رغم دعم المملكة للدول المتضررة ومحاولاتها السابقة لتهدئة سعر النفط وأنا أجزم أن المهندس علي النعيمي أُكره على قرار تقليص الإنتاج، ولا تزال دول أوبك تطالبه بتنفيذ القرار إلى الآن.. إن كل هذا للأسف لا ينال صدى إعلامياً دولياً للمملكة.

وأطالب بصناديق سيادية داخلية لتدعم المؤسسات المتضررة بشكل عام ومشاركة الدولة برأس المال.

الوزارات وصناديق التنمية التي أقرضت 44مليار ريال والظروف الاقتصادية لا تساعد المجتمع على السداد حالياً وهذا قد يؤدي لتأخر المنتظرين الآخرين. إذاً لا بد من رفع قدرات الإقراض لهذه الصناديق، ودفع الحركة، بالإضافة إلى أن الوزارات بدأت تعطل المشاريع الحكومية عن طريق المناقلات لتسد حاجتها.

كانت ردود أفعال بعض القراء تخيفني من عدم تصديقها للمسؤولين الاقتصاديين، والسبب هو ذلك التاريخ.

أتذكر من سنوات قبل أن أتخرج في كلية الهندسة في الرياض مختبرا يذكِّر كل من رآه بورش الحرب العالمية الثانية، وكان الدكتور يقول: "لما كان عندكم فلوس كان لازم يتجدد".. وأنا متأكد أنه موجود إلى الآن ( هو هو ).

@ مدير صندوق مالي في بنك أوروبي استثماري - بروكسل