المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصوم والطباق والشث


الحاج سلام
11-30-2008, 08:11 PM
السلام عليكم
الصور التالية هي لشجيرة الصوم واحدتها صومة
بفتح الصاد وسكون على الواو





http://www.thomala.com/swr/wade/sw1.jpg (http://www.thomala.com/swr/wade/sw1.jpg)





والصوم من شجر الجبال يقوم على سوق ضعيفة وله افنان كثيرة وقشرة الاعواد خشنة والغصينات ضعيفة تنكسر بسهولة .
وتكتسي الاغصان باوراق هدبية مثل هدب الاثل تتساقط فلا تكاد ترى الصومة الاوتحتها كم من الاوراق المتساقطة
^

http://www.thomala.com/swr/wade/sw2.jpg (http://www.thomala.com/swr/wade/sw2.jpg)






ولا اظن ان الماشية تأكل هذه الشجيرة وهذا ما يفسر كثرة عبلها وللصوم ازهار صفراء صغيرة تتفتح كانها دوار الشمس ثم تجف فتصبح مثل زهور البابونج .
وتنتشر شجيرات الصوم في جبال بلاد ثمالة وجنوب الطائف بكثرة . ولا اعلم ما اذا كان النحل يجرسها ام لا الا انها غير مشتهرة بعسل.
مع العلم ان للشجيرة رائحة غير مستساغة والنحل ينجذب الى الاشجار والزهور العطرية اكثر من سواها .


http://www.thomala.com/swr/wade/sw3.jpg (http://www.thomala.com/swr/wade/sw3.jpg)






وقد ذكر ابو حنيفة الدينوري شجر الصوم واصفا اياه بان له هدب وانه ينبت نبات الاثل ولا يطول طوله واكثر منابته بلاد بني شبابة
وذكر الصاغاني في العباب الزاخر بان الصوم شجر .وكذلك الجوهري في الصحاح .وقد ورد ذكر شجر الصوم في شعر ساعدة الهذلي من ما يستدل به على انه من نبات دياره .
ولا تزال هذه الشجيرة تعرف بهذا لاسم لدى اهالينا في بلاد ثمالة لا يختلف في ذلك اثنان والله اعلم ^


http://www.thomala.com/swr/wade/sw4.jpg (http://www.thomala.com/swr/wade/sw4.jpg)








الطباق
الطباق واحدته طباقة بضم الطاء وشدة على الباء، والقاف مفتوحة. شجيرة من شجر جبال السراة ولم ارها في غير ها ،
وقد اوردها علماء النبات في كتبهم بهذا الاسم حيث ذكر الاصمعي في كتابه النبات ان الطباق من شجر السراة . ونقل اصحاب المعاجم عن ابي حنيفة الدينوري ذلك حيث جاء في لسان العرب قال ابو حنيفة :والطباق شجر نحو القامة ينبت متجاورا لا يكاد يرى منه واحدة منفردة ، وله ورق طوال دقاق خضر يتلزج اذاغمز ، وله نور اصفر مجتمع . واورد بيت تأبط شرا .
كانما حثحثوا حصا قوادمه *** او ام خشف بذي شث وطباق .






http://www.thomala.com/swr/wade/tp1.jpg (http://www.thomala.com/swr/wade/tp1.jpg)





وروي عن محمد بن الحنفية انه وصف من يلي الامر بعد السفياني فقال :يكون بين شث وطباق .
وذكر ان الشث والطباق شجرتان معروفتان بالحجاز الى الطائف.







http://www.thomala.com/swr/wade/tp2.jpg (http://www.thomala.com/swr/wade/tp2.jpg)





والطباق معروف مألوف في جبال بلاد ثمالة وهذا اسمه المحلي يعرفه الصغير والكبير لكثرة تواجده
فهو كما ذكر الدينوري لا ينبت الا في مجموعات وتراه وقد اكتست به الهضاب والتلاع يزينها بنوره الاصفر الفاقع وخضرة اوراقه الزاهية .
والطباق كما عرفناه لا يبلغ القامة في الارتفاع ولكنه نحو قعدة الرجل, وربما غلط من نقل ذلك عن ابي حنيفة .
والنحل تجرس ازهاره ولها منه عسل طيب وان كان فيه مرارة تذهبها النكهة الاخاذة اذا ما خالطها ما يجرسه النحل من الشوكة والشرمة وللطباق رائحة مقبولة خاصة بعد ان يصيبه المطر . وتستغل لزوجة اوراقه في صنع جبائر تستعمل لعلاج الالتواءات و ربما استخدت لعلاج بعض انواع الفكوك)في المفاصل وهو امر شائع لدى الناس ولم اختبره ولا انصح باستعماله الا بعد استشارة عالم بذلك .







http://www.thomala.com/swr/wade/tp3.jpg (http://www.thomala.com/swr/wade/tp3.jpg)




^

http://www.thomala.com/swr/wade/tp4.jpg (http://www.thomala.com/swr/wade/tp4.jpg)ومن

^

http://www.thomala.com/swr/wade/tp5.jpg (http://www.thomala.com/swr/wade/tp5.jpg)


ما لاحظته ان الطباق والشث بينهم ألفة وصحبة فحيثما وجدت احدى الشجيرتين تجد الاخرى ليس على الطبيعة فحسب بل وحتى في الاشعار والاذكار وبطون الكتب ،
ولابد انكم لاحظتم ذلك فيما سبق ذكره واليكم قول ابو العلاء يخاطب جارية حسناء.
وصويحباتك بالفلاة ثيابهااوبارها وحليها الاوراق. لم تنصفي غذيت اطيب مطعم وغذاؤهن الشث
والطباق . ولغيره : واشعث انسته المنية نفسه . رعى الشث والطباق في شاهق وعر .





ولعمرو بن براق الثمالي يصف السحاب عندما اشرف على رؤوس جبال السراة قادما من تهامة .
[
أروى تهامة ثم اصبح جالسا *** بشعوف بين الشث والطباق

ولايكاد يخالجني ادنى شك ان هذا من شعر ثمالي تأمل في تلك المشارف النايفات صعود السحاب من تهامة ليعل تلك التلاع المكتظة بشجيرات الشت والطباق ترسل ذلك الشذى الاخاذ الذي يثير قرائح الشعراء .
وليتني اجد بقية القصيدة فكأني بها ملحمة وجد تناجي تلك الفراع والتلاع
صور متنوعة للشث:

(الصورة التالية : عجيبة فيها شجيرات متعددة:الشث +الشث +الطباق+الصوم)
http://www.thomala.com/upp/upfiles/Zsr97836.jpg
^

http://www.thomala.com/upp/upfiles/zdR03294.jpg

^

http://www.thomala.com/swr/swr-n/107.jpg


(http://www.thomala.com/swr/wade/tp5.jpg)


^

http://www.thomala.com/swr/swr-n/110.jpg

^









والسلام عليكم .

منقاش
12-02-2008, 03:34 PM
الطباق فهو شجيره جبليه تنموا في شعاف جبال ثماله وغيرها , وعسلها مشهور بعسل الطباقه , وورقها قاني شديد الخضره وزهرها شديد الصفره , وعند نسخين ورقها ونواميها الغضه في مجرفه والا صاج تفرز ماده غرويه تساعد في تجبير الكسور .
والغريب أن عيال عمنا يهود ألأندلس اللي كانوا يجيدون العربيه ويعرفون الطباق وبقيوا في أسبانيا بعد طرد العرب , هاليهود شاركوا في أكتشاف ألأمريكتين ووجدوا فيها نبتة الدخان وسموها الطباق اللي لفضوه ألأنجليز تباكو .


* جزء من مشاركة منقاش التي كانت على الرابط التالي

أبو عبدالرحمن
12-03-2008, 12:53 PM
بيض الله وجهك أخي ـ سلام ـ

شرح واف ...وكافي...نستفيد منه..ثقافة وتاريخ!

الحاج سلام
12-03-2008, 01:06 PM
بيض الله وجهك أخي ـ سلام ـ

شرح واف ...وكافي...نستفيد منه..ثقافة وتاريخ!
شكرا ووجهك ابيض وانت بدأت والفضل للبادي

@ بن سلمان @
12-03-2008, 01:11 PM
ولعمرو بن براق الثمالي يصف السحاب عندما اشرف على رؤوس جبال السراة قادما من تهامة . أروى تهامة ثم اصبح جالسا * بشعوف بين الشث والطباق . .


سلمت لنا يا سلام وبارك الله في جهدك
قرأت عمرو بن براق فأنكرتها فوجدتها في قوقل على الرابط التالي :

http://www.alriyadh.com/2006/01/11/article122079.html

وقال الشاعر عمرو بن براك الثمالي الأزدي من شعراء الصعاليك

اوى تهامة ثم اصبح جالساً بشعوف بين الشث والطباق

فكأني به من خامس الدكتور مشعان
كما أظن الحارث بن همام أوردها في شواهد له هكذا .

المستعين بالله ابوعبدالله
12-03-2008, 01:13 PM
نعم , بيض الله وجه ألأخ الكريم سلام على شروحاته الوافيه .
فله جزيل الشكر على هذا المجهود الذي أثرى به معلوماتنا .

صقر قريش
12-03-2008, 01:42 PM
ماشاء الله لاقوة الا بالله ما اجمل الموضوع والردود فعلا انتم نجوم في سماء المنتدى بارك الله فيكم ونفع بكم منتديات ثمالة وكتب الله لكم الاجر والعافية تقبلوا مرور اخوكم صقر قريش

الحاج سلام
12-03-2008, 02:04 PM
نعم , بيض الله وجه ألأخ الكريم سلام على شروحاته الوافيه .
فله جزيل الشكر على هذا المجهود الذي أثرى به معلوماتنا .
شكرا اخي المستعين بالله ووجهك ابيض . وما انا الا هاوي دفعه التشجيع الى التجميع .

الحاج سلام
12-03-2008, 02:21 PM
سلمت لنا يا سلام وبارك الله في جهدك
قرأت عمرو بن براق فأنكرتها فوجدتها في قوقل على الرابط التالي :

http://www.alriyadh.com/2006/01/11/article122079.html

وقال الشاعر عمرو بن براك الثمالي الأزدي من شعراء الصعاليك

اوى تهامة ثم اصبح جالساً بشعوف بين الشث والطباق

فكأني به من خامس الدكتور مشعان
كما أظن الحارث بن همام أوردها في شواهد له هكذا .
مشكور اخي ابن سلمان وبارك الله فيك .اما الشاعر فهو ابن براق كما اوردناه ، ولو قلت ابن براقة لكان في ذلك قول لان هناك شاعر جاهلي اسمه عمرو بن براقة وهو يمني من همذان . وله وكنت اذا قوم رموني رميتهم * فهل انا في ذا يالهمذان ظالم .
اما ابن براق الشاعر الصعلوك صديق تأبط شر وعدوه في وقت واحد (وعدوك صاحب صنعتك )فهو الثمالي صاحب الشث والطباق . وهو الذي نال شرف الفوز في السباق الذي عقد بينه وبين تأبط شرا . وقد رأيت من يخلط بين عمرو بن براقة وهو اليمني الهمذاني وبين عمرو بن براق الثمالي . وان كنت خبرت في خامس الدكتور / مشعان الثمالي سرعة العدو فربما انهم قد ورثوا ذلك من اجدادههم ال براق .ولا اخالك يا ابن العم الا قد افتتنت باسم
(براك) لشيء في نفسك فاردت ان تلوي الاسماء حتى يقال ان من ابناء عمومتك من اسمه براك والسلام

أبو رامز
12-05-2008, 04:10 PM
بارك الله فيك
تقرير مدعوم بالصور رائع
والطباق يعتبر من النباتات الطبية التي تستخدم في تجبير الكسور والتداوي بها.

أبو عبيدة
12-06-2008, 02:24 AM
يعطيك العافيه

المشتاق
12-06-2008, 08:56 PM
بارك الله في جهدك

منقاش
12-07-2008, 07:34 PM
صورة لصومه صغيره نبتت في شق(صدع) في جوف صخره , على الرابط التالي :
http://thomala.com/vb/showthread.php?t=34662&page=4

منقاش
12-07-2008, 07:35 PM
نسيت أذكر أن رقم الصوره : (68) .

أبو عبدالرحمن
12-07-2008, 07:47 PM
شوف يا ابو نقشة..ترى بحذف موضوعك ..ونرتاح من روابط..كل شوي ناقز لنا..

هذه صورة صومة (منقاش)

http://www.thomala.com/upp/upfiles/s2R64812.jpg

ابـــ عبد المجيد ــــو
12-15-2008, 11:16 PM
ياسلام عليك ياسلام
جهد رائع وشرح وافي ومعلومات قيمة
وفقك الله

الحاج سلام
12-15-2008, 11:29 PM
ياسلام عليك ياسلام

جهد رائع وشرح وافي ومعلومات قيمة

وفقك الله

يارك الله فيكم اخي ابو عبدالمجيد, ومنكم نستفيد ,,,

أبو عبدالرحمن
12-17-2008, 11:53 AM
وضعت صور جديدة للشث في صلب الموضوع..

رويعي الغنم
12-17-2008, 01:11 PM
أثناء بحثي في قوقل عن معلومات عن الشث للمساهمة بها مع كاتبنا المبدع سلام ومشرفنا الفاضل أبو عبدالرحمن وجدت الصور المأخوذة من منتدى ثمالة في مواقع متعدده منها موقع المرأة والمعلمة العربيه على هذا الرابط :
http://www.mudrsat.com/showthread.php?t=11672
وسوف أعلق على الموضوع بعد أن نأخذ ما لدى الشيخ سلام سلمه الله .

الحاج سلام
12-19-2008, 08:04 PM
أثناء بحثي في قوقل عن معلومات عن الشث للمساهمة بها مع كاتبنا المبدع سلام ومشرفنا الفاضل أبو عبدالرحمن وجدت الصور المأخوذة من منتدى ثمالة في مواقع متعدده منها موقع المرأة والمعلمة العربيه على هذا الرابط :
http://www.mudrsat.com/showthread.php?t=11672
وسوف أعلق على الموضوع بعد أن نأخذ ما لدى الشيخ سلام سلمه الله .
الله يبارك فيكم اخي رويعي الغنم . والشث كما هو معلوم ومشهور من افضل الاشجار للدباغ , وكنت اعرف ان جلود الحيوانات تدبغ به , ولم اكن اعلم انه يصلح لدباغة الجلود الأدميه , ولكن العلم بحر يارويعي الغنم والسلام عليكم .
الحاج سلام

المستعين بالله ابوعبدالله
12-20-2008, 02:25 AM
أخي الحبيب الشيخ سلام , هذا نقل آخر أحب المساهمة به .

الدكتور/ أحمد سعيد قشاش

قال أبو حنيفة: ( الشَّثُّ شجرة كبيرة كشجرة الرمان، وقيل كشجرة التفاح الصغار في القدر، وورقه شبيه بورق الخلاف، ولاشوك له، وله برمة موَّردة وسنفة مدوَّرة صغيرة، فيها ثلاث حبات أو أربع، سودٌ، الشيِّنِيز، ترعاه الحمام إذا انتثر، وتخصب عليه الإبل، وتعالج بفروعه الرطبة من الريح تأخذ في الجسد، ويضمد به الكسر فيُجبر، وهو ينبت في السهول والجبال).

وقال في باب الروائح: ( ومن الشجر الطيب الريح الشَّثُّ، وهو مع ذلك ، مرٌّ الطعم، ولذلك قال بعض الشعراء في وصف النساء، أنشده أبو الدُّقيش الأعرابي:

فمنهنَّ مثل الشِّثِّ يُعجب ريحه وفي غيبه سُوءُ المذاقةِ والطعمِ

وقال في باب المساويك: ( وأخبرني بعض الأعراب أن الشّث مما تؤخذ منه المساويك).

وقال في باب الدباغ: ( وأخبرني بعض الأعراب قال: يُدبغ بورق الشَّث فيقوم مقام القرظ غير أنه لا يُحمَّر، ولكنه ألين من القرظ، قال: ولذلك يخلط بالقرظ يُبتغى ليْنَه، فيُليِّنه الشَّثُّ، ويحر القرظ).

الشَّثُّ والمفرد شَثَّة: شُجيرة جميلة، دائمة الخضرة، كثيفة الأوراق ولا فروع، سريعة النمو، تتحمل الجفاف وقسوة المناخ، وهي واسعة الانتشار في سفوح جبال السراة سواء الشرقية منها أو الغربية، تنبت على ارتفاعات مختلفة بدءا من علو 1300م حتى 2700م، وتجود على ارتفاع 1500م- 1700م، وهنا تنبت في مجموعات كبيرة، فتكلل منابتها صيفاً وشتاء بخضرة زاهية جميلة، وتقع هذه النابت ضمن منطقة الأصدار في السفوح الغربية من جبال السراة.

وقد ذكرها يعلى الأحول الأزدي من بني شكر من أهل السراة في قوله:

فليت القلاصَ الأدم قد وخدتْ بنا بوادٍ يمانٍ ذي رُبى ومجاني

بوادٍ يمـانٍ ينبتُ الشَّثَّ صـدرهُ وأسفله بالمرخ والشبـهانِ

ترتفع هذه الشجرة نحو 2- 3م على ساق يكسوه لحاء خشن، لونه رمادي أو بني داكن يميل إلى السواد قليلاً، ثم تتفرع بكثافة بالقرب من القاعدة ، والأفرع الحديثة لونها بني إلى حمرة يسيرة، والأوراق كثيفة مستطيلة رمحية، عريضة من الوسط، ضيقة الرأس والقاعدة، لونها أخضر زاه لماع، لهذا من أهم أشجار السياجات والتزيين في الحدائق، وللأوراق رائحة عطرية مميزة تشتم بوضوح عند الاحتكاك بها أو فرمها، وقد ذقتها فلم تكن بتلك المرارة التي ذكر أبو حنيفة، أما الأزهار فتظهر على هيئة عناقيد صغيرة في رؤوس الأفرع الحديثة غالباً، لونها أصهب إلى البُني في الشجرة الذكر، وأخضر في الأنثى، وللأزهار المذكرة لقاح أصفر مخضر، يتناثر كغبار الطلح، يثمره النحل، وأما الثمار فلونها أصفر مخضر، أو أحمر أو أصفر يشوبه حمرة من الأطراف، وللثمرة ثلاثة أجنحة يحتضن كل جناح منها بذرة سوداء مثل حبة البركة ( الحبة السوداء).

وسمعت بعض بني عمر: يسمي ثمر الشَّث ( الحُثُبرُ) .

وكانوا يضمدون بأوراقها المهروسة الجروح المزمنة أو المنتنة فتبرأ بإذن الله دون أن تترك أثرا لذلك الجرح، وربما استعملت أيضاً لعلاج الحروق، وعلاج الأبدة والعين المصابة بالرمد.

وفي بني عمر في تهامة: يستعملونها بعد تجفيفها وسحقها ومزجها بالماء والعسل أو الحليب، لعلاج قرحة المعدة، وذلك بشرب ذلك المزيج على الريق لمدة سبعة أيام، فتشفى القرحة تماماً بإذن الله تعالى.

وقل أن ترعى الأغنام، إلا في أزمنة القطة، أو في أشهر الشتاء حين يدوم داجي الضباب وديمة السماء، فلا يستطيع الرعاة إخراجها للمراعى أياما، فيجزمون أغصانها الصغيرة، ويقدمونها علاً لأغنامهم وهي في مراحها.

أما الأزهار والثمار الغضة فتأكلها في جميع الأزمنة، وكذلك يتخذون من سيقانها وقوداً جيداً، ينبعث من دخانه رائحة طيبة.

وفي سراة زهران: حيث يصنع أكبر رغيف من الخبز، يوقدون النار في أغصان الشِّثِّ فيُلوِّحون بها وجه ذلك الرغيف حتى يحمر، ثم يضعون فوقه الجمر والرماد حتى ينج، ويسمونه( الملوَّح أو المشوَّط).

وكانت هي والطُّبَّاق ذات أهمية كبيرة في تشييد المنازل العتيقة المبنية بالحجارة والخشب، فكانوا بعد تسقيفها بالخشب يضعون فوقه الجريد، وهي قضبان صغيرة يتخذونها من شجر المظ وغيره، ثمَّ يصرمون الشَّث فيغمرون به هذه الأعواد فتسد الثغرات المتبقية، ثم يضعون فوقه الطين، فلا ينفذ منه شيء إلى باطن الدار.

ويدبغون الجلود بالشَّث والقراظ والكثا وغيرها، والشَّث أفضلها، وذلك بعد تجفيف أوراقه وسحقها، وخلطها بالماء، ثمَّ يدبغ بها الجلد كل يوم مرة أو مرتين مدة لا تزيد في الغالب عن أسبوع، فيضفي عليه لوناً جميلاً أشهب يميل إلى الحمرة، ويكسبه ليونة ورائحة طيبة،.

رووي ( أنه- صلى الله عليه وسلم- مر بشاة ميتة فقال عن جلدها: أليس في الشَّثِّ والقرظ ما يطهره) أي بالدباغة.

وفي جبال الحجاز: رأيت الشَّثَّ بأعداد قليلة في معظم تلك الجبال.

وفي الهضبة من جبال الفقرة: ورأيته يبدأ ظهوره من على ارتفاع 1100م، وعلى ارتفاع 950م، في جبل رضوى.

وهكذا تنخفض منابته كلما اتجهنا شمالاً على اعتبار أن الاتجاه نحو خطوط العرض شمالاً يضاهي نسبة الارتفاع في السماء جنوباً.

وفي جبال الفقرة: كان ينبت بكثافة على سفوح جبالهم حتى أن أغنامهم كانت تحتفي عن أنظار الرعاة بين أشجاره، فتقتنصها الذئاب وهم لا يشعرون، ورأيت بعض تلك السفوح فإذا هي جرداء لا حياة فيها لشيء من هذه الشجرة سوى بعض بقاياها الميتة التي ما زالت جاثمة على الأرض، شاهدة على تلك الأيام الخالية حين كانت تكسو هذه السفوح بخضرتها الزاهية الخلابة، ورأيت منها بقايا قليلة ما زالت تعيش في بطون الشعاب، حيث مجاري السيول المنحدرة من سفوح الجبال، ولكنها مع الأسف في تدهور وتناقص مستمر بسبب الجفاف الشديد الذي تعيشه المنطقة، حيث أن أهل هذه الجبال يتخذون من أعوادها الصغيرة مساويك، يرون أنها من خير الأسوكة.

وجاء في الأثر عن محمد بن الحنفية –رحمه الله-: أنه ذكر رجلاً يلي الأمر بعد السفياني، فقال: ( حَمِش الذَّراعين والسَّاقين مصفح الرأس، غائر العينين، يكون بين شثِّ وطُبَّاق).

في جزيرة سقطرى: (الشمسُّ): بإبدال الثاء سينا، لغة قديمة في الشَّثَّ مازالت مستعملة إلى اليوم ، وينطقونها (شُصَ) بضم الشين، وبإبدال السين صاداً.

وكذلك سمعت في الجبل الأخضر شمال عُمان: وينطقونها ( الشَّصُّ) بفتح الشين، وأكثرهم ينطقون الزاء مفخمة نحو الصاد.

وفي جبل صبر وغيره من جبال اليمن: يسمونه( الَّهْث) أبدلوا الهاء من الحرف المضعف، وربما ( الشَّهْد) بإبدال الذال من الثاء.





--------------------------------------------------------------------------------

[1] النبات 6/ 63.

[2] النبات 3/ 218.

[3] النبات 3/ 229.

[4] النبات 3/ 118، وينظر: ديوان تأبط شراً 132، وعروة بن الورد 49، والنبات للأصمعي 36، والمفضليات 28، وشرحها8، وشرح أشعار الهذليين 3/ 1184، وصفة جزيرة العرب87، والمخصص 11/143، والعمدة 2/ 143، والعمدة2/ 567، ومعجم البلدان 3/ 350، 4/ 434، والعين 6/ 216، وشمس العلوم 6/ 3317، والمغرب 1/ 432، واللسان 7/ 25، 30، 8/ 248، والقامس 218، والتاج 1/ 627 ( شثث).

[5] أدب الكاتب 521، وتفسير الطبري1 / 77، وابن كثير 3/ 215، واللسان( شبه) 7/ 25، (شثث) 7/ 30.

[6] النهاية 2/ 444، وسبل السلام 1/32.

[7] غريب الحيث لابن قتيبة2/ 520، والفائق 1/ 319، 2/ 222، والناية2/ 444، والفتن لنعيم بن حماد1/ 279، وينظر: رسم ( الطباق) في حرف الطاء.

[8] التكملة 3/ 370، والقاموس 711(شمس).

الحاج سلام
12-20-2008, 12:21 PM
لكم الشكر اخي المستعين بالله, وهذه اضافة ضافية هي الاخرى , وقد اكتشفتم كنزا عظيما على ما أرى . وقد كنت اعتزم اضافة معلومات الى ما كتب عن الشث لان ابا عبد الرحمن اضافه لاحقا للطباق والصوم ,ولم ينل حقه من التعريف اما الان فقد كفيتنا مؤنة ذلك , ولي عودة ان شاء الله للتعليق على ما جاء من معلومات في هذه الاضافة القيمة . والسلام عليكم ,,,
اخوكم الحاج سلام

@ بن سلمان @
12-24-2008, 11:28 PM
إضافة بسيطة حول الطباق :
نبتة متعددة الفروع يصل ارتفاعها إلى قرابة السبعين سنتيمتراً تقريباً . يتفرع كل فرع إلى فروع أُخر يتخلل سوقه أوراق كثيرة مزدحمة وطويلة مع الدقة مَشَرَّمة الأطراف ولونها أخضر فاتحة اللون ، تميل إلى الصفرة لناظرها عن بعد ولا تكاد تجد منه نبتة منفردة ، بل يكون مجتمعاً عزيراً .

من ميزات هذا النبات : أن أوراقه تحوي مادة لزجة كأنها الصمغ ، إذا أمسك بها الإنسان بشدة لصقت بيده ، ولعل هذا السبب الرئيس الذي جعل العرب القدماء يستخدمون هذا النبت في علاج الكسور . وما زال إلى اليوم .

الكلام ل / د. إبراهيم عبد الله الغامدي
الأستاذ المساعد بقسم اللغة والنحو والصرف - جامعة أم القرى
من بحث عُني بدراسة بعض النباتات التي تنمو في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديداً بمنطقة سراة غامد

الحاج سلام
12-25-2008, 04:05 PM
مشكور يا ابن سلمان والاضافة جيدة ومبسوطة وليست بسيطة ولي ملاحظتان .
الاولى : انني اول مرة اعرف بوجود الكتاب الذي اشرت اليه ولا شك انه مهم , فهل تعيرنيه , مع ان القاعدة المشهورة تقول : لا يعير كتابه عاقل , ولا يعيد الكتاب المستعار عاقل .
الملاحظة الثانية : انني سبق ان ذكرت في تعليقي على شجيرة الطباق انه يستخدم لتجبير الفكوك والالتواءت في المفاصل , وتفاديت القول بانه يجبر به الكسور مع ان الشيخ منقاش سبق وذكر انه يستعمل للكسور , ثم قرأت لاحقا ان من الاقدمين من قال انه يجبر به الكسور (انظر ابن سيدة في المخصص), وهنا ذكر الدكتور الغامدي نفس المعلومة , وانا اعتذر للشيخ منقاش لانني لم آخذ بمعلومته مع صوابها . والسلام عليكم .


[/quote]

@ بن سلمان @
12-25-2008, 05:01 PM
مشكور يا ابن سلمان والاضافة جيدة ومبسوطة وليست بسيطة ولي ملاحظتان .
الاولى : انني اول مرة اعرف بوجود الكتاب الذي اشرت اليه ولا شك انه مهم , فهل تعيرنيه , مع ان القاعدة المشهورة تقول : لا يعير كتابه عاقل , ولا يعيد الكتاب المستعار عاقل .


[/quote]

همي في الملاحظة الاولى يا بن عمي
كتابي خله عندي وعقلك خله عندك

الحاج سلام
12-25-2008, 05:31 PM
همي في الملاحظة الاولى يا بن عمي
كتابي خله عندي وعقلك خله عندك[/quote]
الان انت تأكد بانك عاقل لانك لم تعر كتابك .مشكور عموما وانا مسافر الى الباحة ولن أعود الا بنسخة حتى ولو كانت مصورة .