@ بن سلمان @
05-23-2006, 01:01 AM
اشرب فنجالك
قرأت للدكتور عالي القرشي العنوان أعلاه
حديث اليوم عن فنجان القهوة الرمز الذي يستبطن تاريخ الالتزام بعرائس الطمأنينة على تلك النفوس فتنقلها من تحولات القلق إلى سكينة الامان وبرد التعاون وحرارة الوفاء وهو ليس بجديد عن من يتذوق تلك الرشفات , ويلتذع لسانه بلذعات الزنجبيل وتحوطه انسام الهيل .
يقول صديق لي بعد جلسة أنس مع صاحبي كبر في ذاتي الأمل بأنه سيستجيب لطلبي , عرضت عليه تلطيف الجو بينه وبين انسان اخر وكنت أقرأ في عينيه عدم الاهتمام ووجدت طلبي قد هان عليه وليته اقتصر على ذلك او اعلن رفضه بطريقة لم يستحضر فيها فنجان القهوة .. إذ كان الفنجان امامي , ارتشفت منه بعضه فاذ بصاحبي يقول ( اشرب فنجانك ) وقد جاء في اسلوب قلب دلالة الرمز , لمست من كلام محجثي ان ما يقوله الرمز اقسى عليه ونكى مما لمسه رفض لطلبه ... لقد تنحى جرح الرفض بنا ليحل محله تقويض كرامة ( اشرب فنجانك ) فجاءت العبارة في سياق دعك من هذا الان فارب فنجانك , استحضر ذلك الشرب الذي يطفيء القلق امام هذا الشرب الذي يزرع القلق واذا استجلينا الرمز وجدنا ان اصحاب المطالب يحجمون عن شرب القهوة بل يمتنعون مالم تنفذ مطالبهم .... والمضيف يختصر همومه ويركزها في ان يشرب هذا العزيز فنجان القهوة ويجد ان الضيف منحه بالقبول هامة امام الاخرين , لكنه يجد ان لذلك الشعور ضريبة كبيرة وعليه مسؤلية تجاهه ... هاهو الضيف يحتسي القهوة وهاهو يحس بالزهو وهو يعدد مطالبه , امتدت اريحيته مد ذلك المشروب الى اريحية الذات فصاحب حرارة القهوة ولذعات بهارها حرارة الشعور وصفاء النفس ومراودة الاخر بالبذل .
لد استقطر ذلك السائل من النفس كرمها ولينها , وانداح بتصلبها في انهار البذل والسخاء , لقد كان ذلك المشروب رسول الود والسماحة والاتفاق على تلافي الذاتية على التعب والنصب حتى تلقى الروحية الدعة والطمأنينة .
لقد كان لسحر فنجان القهوة سحر في انسان هذه الجزيرة وكان قادراً على اجتثاث الخصومات وانتزاع المطالب الحائرة اذ كان علامة من علائم النخوة والشهامة واجارة الملهوف .
وقد تفنن الشعراء في جلاء صورة القهوة حتى قال الشاعر سعد بن قطنان السبيعي :
جر الفراش النا وهات الدلال = اربع مغاتير على النار تدنى
ترى صلاة النار دوم اشتعال = وسوقة فناجيل علبهم من ادنا
فنجال اشقر مثل دم الغزال = اليا نقص شيء من الكيف زدنا
اتعب لها بالسوم لو كان غالي = لو كان زود بالثمن ما نشدنا
نشري لها المثلوث هو شف بالي = لو كان سوقه نازح عن بلدنا
ياما دفعنا بالثمن من ريال = غير القرى نسهر لهم ما رقدنا
وكانت القهوة مناط الخروج من السأمة والكدر على النحو الذي يجلوه لنا تركي بن حميد في قوله :
يجلي صدى قلبي صنبيح المهاريس = لا قام شراب القهاوي يعومي
ودلال فوق النار دايم مجاليس = اكرامهن حق علينا لزومي
من صنعة الصبة وحمس التحاميس = برية يعمل بها كل يوم
وبهارهن هيل بليا حواسيس = كيف يعدى للنشامى القروميوكانت رشفات القهوة بقطراتها الموقظة هي الحاضنة لاماني الوطن في شعر محمد الثبيتي حين يقول :
ادر مهجة الصبح
صبت لنا وطنا في الكؤوس
يدير الرؤوس
وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابة
ادر مهجة الصبح
واسفح على قلل القوم .. قهوتك المرة
المستطابة
تفضلو ا الان اخوتي
بن سلمان يقلطكم على فنجال قهوة
قرأت للدكتور عالي القرشي العنوان أعلاه
حديث اليوم عن فنجان القهوة الرمز الذي يستبطن تاريخ الالتزام بعرائس الطمأنينة على تلك النفوس فتنقلها من تحولات القلق إلى سكينة الامان وبرد التعاون وحرارة الوفاء وهو ليس بجديد عن من يتذوق تلك الرشفات , ويلتذع لسانه بلذعات الزنجبيل وتحوطه انسام الهيل .
يقول صديق لي بعد جلسة أنس مع صاحبي كبر في ذاتي الأمل بأنه سيستجيب لطلبي , عرضت عليه تلطيف الجو بينه وبين انسان اخر وكنت أقرأ في عينيه عدم الاهتمام ووجدت طلبي قد هان عليه وليته اقتصر على ذلك او اعلن رفضه بطريقة لم يستحضر فيها فنجان القهوة .. إذ كان الفنجان امامي , ارتشفت منه بعضه فاذ بصاحبي يقول ( اشرب فنجانك ) وقد جاء في اسلوب قلب دلالة الرمز , لمست من كلام محجثي ان ما يقوله الرمز اقسى عليه ونكى مما لمسه رفض لطلبه ... لقد تنحى جرح الرفض بنا ليحل محله تقويض كرامة ( اشرب فنجانك ) فجاءت العبارة في سياق دعك من هذا الان فارب فنجانك , استحضر ذلك الشرب الذي يطفيء القلق امام هذا الشرب الذي يزرع القلق واذا استجلينا الرمز وجدنا ان اصحاب المطالب يحجمون عن شرب القهوة بل يمتنعون مالم تنفذ مطالبهم .... والمضيف يختصر همومه ويركزها في ان يشرب هذا العزيز فنجان القهوة ويجد ان الضيف منحه بالقبول هامة امام الاخرين , لكنه يجد ان لذلك الشعور ضريبة كبيرة وعليه مسؤلية تجاهه ... هاهو الضيف يحتسي القهوة وهاهو يحس بالزهو وهو يعدد مطالبه , امتدت اريحيته مد ذلك المشروب الى اريحية الذات فصاحب حرارة القهوة ولذعات بهارها حرارة الشعور وصفاء النفس ومراودة الاخر بالبذل .
لد استقطر ذلك السائل من النفس كرمها ولينها , وانداح بتصلبها في انهار البذل والسخاء , لقد كان ذلك المشروب رسول الود والسماحة والاتفاق على تلافي الذاتية على التعب والنصب حتى تلقى الروحية الدعة والطمأنينة .
لقد كان لسحر فنجان القهوة سحر في انسان هذه الجزيرة وكان قادراً على اجتثاث الخصومات وانتزاع المطالب الحائرة اذ كان علامة من علائم النخوة والشهامة واجارة الملهوف .
وقد تفنن الشعراء في جلاء صورة القهوة حتى قال الشاعر سعد بن قطنان السبيعي :
جر الفراش النا وهات الدلال = اربع مغاتير على النار تدنى
ترى صلاة النار دوم اشتعال = وسوقة فناجيل علبهم من ادنا
فنجال اشقر مثل دم الغزال = اليا نقص شيء من الكيف زدنا
اتعب لها بالسوم لو كان غالي = لو كان زود بالثمن ما نشدنا
نشري لها المثلوث هو شف بالي = لو كان سوقه نازح عن بلدنا
ياما دفعنا بالثمن من ريال = غير القرى نسهر لهم ما رقدنا
وكانت القهوة مناط الخروج من السأمة والكدر على النحو الذي يجلوه لنا تركي بن حميد في قوله :
يجلي صدى قلبي صنبيح المهاريس = لا قام شراب القهاوي يعومي
ودلال فوق النار دايم مجاليس = اكرامهن حق علينا لزومي
من صنعة الصبة وحمس التحاميس = برية يعمل بها كل يوم
وبهارهن هيل بليا حواسيس = كيف يعدى للنشامى القروميوكانت رشفات القهوة بقطراتها الموقظة هي الحاضنة لاماني الوطن في شعر محمد الثبيتي حين يقول :
ادر مهجة الصبح
صبت لنا وطنا في الكؤوس
يدير الرؤوس
وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابة
ادر مهجة الصبح
واسفح على قلل القوم .. قهوتك المرة
المستطابة
تفضلو ا الان اخوتي
بن سلمان يقلطكم على فنجال قهوة