محمود شمس
12-25-2008, 03:10 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين . وبعد
فقد قرأت ما كتب عن هروب الإنسان إلي تمنّي الموت عند وجود ما يُحْزِنه في تلك الدنيا
وأن ذلك يُعَدّ هروبا من المشاكل . فجزي الله الأخت الفاضلة على هذا الطرح المتميز ؛ حيث طرقت موضوعا يقع فيه الكثير ، وهذا يأس من رحمة الله سبحانه وتعالى ، وهذا لا ينبغي أن يكون من المؤمن أبدا.
ولخشيتي أن يفهم البعض أنه لا ينبغي أن يُذَكّر نفسه بالموت أردت أوضح أن هناك فرقا
بين :
أ – تمنّي الإنسان الموت اعتقادا أنه يهرب من مشاكله ، فهذا يأس من رحمة الله وقد نهينا أن نيأس من رحمة الله سبحانه وتعالى .
ب – تذكير الإنسان نقسه بالموت ، وهذا قد حثّنا الحق تبارك وتعالى على تذكير النفس بالموت، بل جعل الله عز وجل تذكير النفس بالموت من أهم معالجة النفس من ارتكاب المعصية ، والبعد عن طاعة الله سبحانه وتعالى .
ولذا تجد الحق عز وجل قد أخبرنا في آيات كثيرة بأن السبب في ارتكاب الإنسان المعصية والسبب في غفلته إنما هو تناسيه البعث والحساب ومن ثم الموت.
ولنقرأ قول الله سبحانه وتعالى : اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون .
وتأمّل كيف أسند الحق عز وجل الاقتراب للحساب ، وكأنّ الحساب هو الذي يقترب للناس وليس العكس . وأشير إلى أن الفعل : اقترب يصح إسناده للطرفين عندما تقول : اقترب محمد من علي ويجوز العكس. لكن هذا الفعل يُسنَد إلى مَنْ هو أكثر حرصا واهتماما، وعليه ندرك أن الله تعالى أسند الاقتراب للحساب ليخبرنا بأن الحساب آتٍ لا محالة ، ولن يفلت منه أحد ليعينك على نفسك وحتى تستعد لهذا اليوم لكن الناس في غفلة وهم معرضون لأن الغفلة أخي الكريم ثلاثة أنواع :
1 –الغفلة بمعنى : السهو بسبب قلة التحفظ والتيقظ ويقع فيها الكثير نسأل الله السلامة ، ويكون إذا لم تأخذ بالأسباب التي تنبهك للأمر مثل : عدم ضبط المنبه مثلا للاستيقاظ للصلاة أو الأخذ بأي سبب آخر فتلك غفلة بسبب قلة التحفظ والتيقظ.
2 - الغفلة بمعنى : عدم العلم بالشيء لعدم تمكنك من ذلك . ومنه قول الله سبحانه وتعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم : (وإن كنت من قبله لمن الغافلين )..
والمعنى – والله أعلم - أنك لم تكن عالما بهذا القصص، فقال له ( لمن الغافلين ) ، فتلك الغفلة هي : عدم العلم لعدم التمكن منه .
3- الغفلة بمعنى الإعراض وهؤلاء الغافلون في الغالب يكونون على علم تام بأنهم في غفلة لأنهم يعلمون الحق ولكنهم يتجاهلون ما هم فيه من غفلة حتى يتحولوا من الغفلة إلى الإعراض .
وهي تأتي بسبب كثرة الغفلة التي هي بمعنى : السهو رقم (1) حتى تصبح له سجية وعادة .
وتأمل أيضا عندما يعاتب الله المطففين في الكيل والميزان ماذا يقول الله سبحانه وتعالى ؟
يقول عز وجل : ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم .
فيعاتب الله هؤلاء المطففين بأن سبب ارتكابهم تلك المعصية أنهم ليس عندهم الحد الأدنى من العلم بأنهم سيبعثون ليوم عظيم ، كأن الحق سبحانه وتعالى يلفت نظرنا إلى أن سبب ارتكاب ا؟لإنسان المعصية عدم ظنهم بأنهم سيبعثون ويحاسبون ،ولو علم الإنسان ذلك ما فكّر في ارتكاب المعصية .
أيضا عندما يذكر الله أن الإنسان لربه لكنود قالبعدها عز وجل : أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور. ليخبرنا أن الذي يجحد ربه ولا يؤمن بالله واليوم الآخر هذا الإنسان لا يعلم أن ما في القبور سيُبَعْثَر !!!.
واقرأ أخي تلك الآية بقليك وتدبر كلمة ( بعثر ) وفيم تكون البعثرة ؟؟ .
والمواضع كثيرة لكن الوقت لا يسعفني .
فهل يليق بك أن تتمنى الموت هروبا يائسا من رحمة الله ؟ لا يليق بمن عنده ذرة من العقل أن يكون هذا حاله بل أن ينبغي أن يفر إلى ربه فسيجد الراحة والطمأنينة .
لكن عليك أن تُذَكّر نفسك دائما بالموت حتى تعين نفسك على الطاعة فتصلح من حالها فقد دلّنا الحق سبحانه وتعالى أن نذكّر أنفسنا بالموت . فلا ينبغي أن نيأس من رحمة الله خوفا من أن يموت الإنسان وهو على غير كلمة التوحيد ( حفظنا الله وإياكم من ذلك ) .
ولنقرأ قول الله سبحانه وتعالى : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم .
وتأمل يناديك الله بأ شرف وأعظم الألفاظ ؛ ألا وهو العبودية ، ثم يضيف هؤلاء العباد إلى ذاته العلية ( يا عبادي) ، وهم مَنْ؟؟؟؟؟؟؟؟ هم الذين أسرفوا على أنفسهم .
تأمل أخي هذا بقلبك : أسرفوا ؟ لم يقل : يا عبادي الذين آمنوا ، أو : يا عبادي الذين اتقوا ، أو : الذين أذنبوا ؟؟؟؟؟؟ وإنما الذين أسرفوا. والإسراف هو تجاوز الحد.
فتدبر أخي كيف يفتح الله سبحانه وتعالى باب التوبة أمام المسرف ليتوب إلى ربه الغفور الرحيم العزيز الحكيم ؟؟.
ألا يدعوك هذا النداء من رب العالمين أن تبكي على نفسك لتقصيرها في عدم الفرار لربها؟
اقرأ أخي الكريم تلك الآية واجعلها أمام عينيك دائما حتى لا تيأس من رحمة الله فتخسر الدنيا والآخرة. والخلاصة:
أنّ تذكير النفس بالموت لترجع عن المعصية وتتعلق بربها من أهم ما يعالجها من بعدها عن طاعة الله سبحانه وتعالى . أما تمني النفس الموت هروبا فهذا يأس من رحمة الله عز وجل والله تعالى نهانا عن ذلك في الآية السابقة ( لا تقنطوا) أي : لا تيأسوا لأن القنوط هو : اليأس من الخير.
ومعذرة للإطالة فما أردت إلا النصح لنفسي ولإخواني فلعلنا نكون من الفائزين برحمة الله سبحانه وتعالى . هذا والله أعلم
وبمشيئة الله سبحانه وتعالى سيكون للموضوع بقية ولعلي بإذن الله عز وجل
أبدأ سلسلة : كيف نرجوا رحمة الله سبحانه وتعالى؟؟
فالله أسأله التوفيق لي ولكم وللجميع .
ولا تنسوني من دعوة صالحة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
محمود شمس
فقد قرأت ما كتب عن هروب الإنسان إلي تمنّي الموت عند وجود ما يُحْزِنه في تلك الدنيا
وأن ذلك يُعَدّ هروبا من المشاكل . فجزي الله الأخت الفاضلة على هذا الطرح المتميز ؛ حيث طرقت موضوعا يقع فيه الكثير ، وهذا يأس من رحمة الله سبحانه وتعالى ، وهذا لا ينبغي أن يكون من المؤمن أبدا.
ولخشيتي أن يفهم البعض أنه لا ينبغي أن يُذَكّر نفسه بالموت أردت أوضح أن هناك فرقا
بين :
أ – تمنّي الإنسان الموت اعتقادا أنه يهرب من مشاكله ، فهذا يأس من رحمة الله وقد نهينا أن نيأس من رحمة الله سبحانه وتعالى .
ب – تذكير الإنسان نقسه بالموت ، وهذا قد حثّنا الحق تبارك وتعالى على تذكير النفس بالموت، بل جعل الله عز وجل تذكير النفس بالموت من أهم معالجة النفس من ارتكاب المعصية ، والبعد عن طاعة الله سبحانه وتعالى .
ولذا تجد الحق عز وجل قد أخبرنا في آيات كثيرة بأن السبب في ارتكاب الإنسان المعصية والسبب في غفلته إنما هو تناسيه البعث والحساب ومن ثم الموت.
ولنقرأ قول الله سبحانه وتعالى : اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون .
وتأمّل كيف أسند الحق عز وجل الاقتراب للحساب ، وكأنّ الحساب هو الذي يقترب للناس وليس العكس . وأشير إلى أن الفعل : اقترب يصح إسناده للطرفين عندما تقول : اقترب محمد من علي ويجوز العكس. لكن هذا الفعل يُسنَد إلى مَنْ هو أكثر حرصا واهتماما، وعليه ندرك أن الله تعالى أسند الاقتراب للحساب ليخبرنا بأن الحساب آتٍ لا محالة ، ولن يفلت منه أحد ليعينك على نفسك وحتى تستعد لهذا اليوم لكن الناس في غفلة وهم معرضون لأن الغفلة أخي الكريم ثلاثة أنواع :
1 –الغفلة بمعنى : السهو بسبب قلة التحفظ والتيقظ ويقع فيها الكثير نسأل الله السلامة ، ويكون إذا لم تأخذ بالأسباب التي تنبهك للأمر مثل : عدم ضبط المنبه مثلا للاستيقاظ للصلاة أو الأخذ بأي سبب آخر فتلك غفلة بسبب قلة التحفظ والتيقظ.
2 - الغفلة بمعنى : عدم العلم بالشيء لعدم تمكنك من ذلك . ومنه قول الله سبحانه وتعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم : (وإن كنت من قبله لمن الغافلين )..
والمعنى – والله أعلم - أنك لم تكن عالما بهذا القصص، فقال له ( لمن الغافلين ) ، فتلك الغفلة هي : عدم العلم لعدم التمكن منه .
3- الغفلة بمعنى الإعراض وهؤلاء الغافلون في الغالب يكونون على علم تام بأنهم في غفلة لأنهم يعلمون الحق ولكنهم يتجاهلون ما هم فيه من غفلة حتى يتحولوا من الغفلة إلى الإعراض .
وهي تأتي بسبب كثرة الغفلة التي هي بمعنى : السهو رقم (1) حتى تصبح له سجية وعادة .
وتأمل أيضا عندما يعاتب الله المطففين في الكيل والميزان ماذا يقول الله سبحانه وتعالى ؟
يقول عز وجل : ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم .
فيعاتب الله هؤلاء المطففين بأن سبب ارتكابهم تلك المعصية أنهم ليس عندهم الحد الأدنى من العلم بأنهم سيبعثون ليوم عظيم ، كأن الحق سبحانه وتعالى يلفت نظرنا إلى أن سبب ارتكاب ا؟لإنسان المعصية عدم ظنهم بأنهم سيبعثون ويحاسبون ،ولو علم الإنسان ذلك ما فكّر في ارتكاب المعصية .
أيضا عندما يذكر الله أن الإنسان لربه لكنود قالبعدها عز وجل : أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور. ليخبرنا أن الذي يجحد ربه ولا يؤمن بالله واليوم الآخر هذا الإنسان لا يعلم أن ما في القبور سيُبَعْثَر !!!.
واقرأ أخي تلك الآية بقليك وتدبر كلمة ( بعثر ) وفيم تكون البعثرة ؟؟ .
والمواضع كثيرة لكن الوقت لا يسعفني .
فهل يليق بك أن تتمنى الموت هروبا يائسا من رحمة الله ؟ لا يليق بمن عنده ذرة من العقل أن يكون هذا حاله بل أن ينبغي أن يفر إلى ربه فسيجد الراحة والطمأنينة .
لكن عليك أن تُذَكّر نفسك دائما بالموت حتى تعين نفسك على الطاعة فتصلح من حالها فقد دلّنا الحق سبحانه وتعالى أن نذكّر أنفسنا بالموت . فلا ينبغي أن نيأس من رحمة الله خوفا من أن يموت الإنسان وهو على غير كلمة التوحيد ( حفظنا الله وإياكم من ذلك ) .
ولنقرأ قول الله سبحانه وتعالى : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم .
وتأمل يناديك الله بأ شرف وأعظم الألفاظ ؛ ألا وهو العبودية ، ثم يضيف هؤلاء العباد إلى ذاته العلية ( يا عبادي) ، وهم مَنْ؟؟؟؟؟؟؟؟ هم الذين أسرفوا على أنفسهم .
تأمل أخي هذا بقلبك : أسرفوا ؟ لم يقل : يا عبادي الذين آمنوا ، أو : يا عبادي الذين اتقوا ، أو : الذين أذنبوا ؟؟؟؟؟؟ وإنما الذين أسرفوا. والإسراف هو تجاوز الحد.
فتدبر أخي كيف يفتح الله سبحانه وتعالى باب التوبة أمام المسرف ليتوب إلى ربه الغفور الرحيم العزيز الحكيم ؟؟.
ألا يدعوك هذا النداء من رب العالمين أن تبكي على نفسك لتقصيرها في عدم الفرار لربها؟
اقرأ أخي الكريم تلك الآية واجعلها أمام عينيك دائما حتى لا تيأس من رحمة الله فتخسر الدنيا والآخرة. والخلاصة:
أنّ تذكير النفس بالموت لترجع عن المعصية وتتعلق بربها من أهم ما يعالجها من بعدها عن طاعة الله سبحانه وتعالى . أما تمني النفس الموت هروبا فهذا يأس من رحمة الله عز وجل والله تعالى نهانا عن ذلك في الآية السابقة ( لا تقنطوا) أي : لا تيأسوا لأن القنوط هو : اليأس من الخير.
ومعذرة للإطالة فما أردت إلا النصح لنفسي ولإخواني فلعلنا نكون من الفائزين برحمة الله سبحانه وتعالى . هذا والله أعلم
وبمشيئة الله سبحانه وتعالى سيكون للموضوع بقية ولعلي بإذن الله عز وجل
أبدأ سلسلة : كيف نرجوا رحمة الله سبحانه وتعالى؟؟
فالله أسأله التوفيق لي ولكم وللجميع .
ولا تنسوني من دعوة صالحة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
محمود شمس