فاعل خير
12-30-2008, 07:21 AM
http://gfx1.hotmail.com/mail/w3/ltr/i_safe.gif بصَرْف النظر عما قيل عن الحفل الذي أقيم للطيارين المصريين في مطار أنشاص في مساء الرابع من يونية والذي استمر حتى الفجر ، والذي اختلفت فيه الأقوال ، فهناك أسئلة تحتاج إلى إجابات.. لأن فيها تفسيرا الهزيمة .
في تمام الساعة السابعة والربع من صباح الخامس من يونية ، أي قبل هجوم الطائرات الإسرائيلية على المطارات المصرية بساعة ونصف هَجَمَتْ بعضُ القوات البرية الإسرائيلية على موقع "أم بسيس" على الحدود ، واخترقت أراضينا ، ولم يُبَلَّغ قائد طيران الجبهة .. اللواء "الدغيدي" بذلك ، ولم يعلم به إلا في أثناء محاكمته ، فمَنْ الذي حَجَبَ عنه هذا الخبر الهام في ذلك الوقت العصيب ؟ . وإذا كان قد أُبْلِغ "الدغيدي" بذلك في حينه لتغيَّرَ وجه التاريخ .
كان سلاح الجو المصري يرسل "مظلة" مكونة من عدد من الطائرات فوق بحيرة البردويل كل نصف ساعة لكي تستطلع الأفق . هدف المظلة أن تشتبك مع الطائرات المعادية لتعطيلها ، وتُنَبِّه الطائرات الأساسية الرابضة في المطارات المصرية . المظلة الوحيدة التي لم تُقْلِع هي التي كان مقررا لإقلاعها الساعة الثامنة والنصف على أن تبقى في الجو حتى الساعة التاسعة . ترَكَ قائد هذه المظلة طائراته في المطار وذهَبَ إلى بيته ، وحدث الهجوم في تمام التاسعة إلا ربعا ، أي في منتصف الوقت بالضبط الذي كان من الواجب أن تكون فيه هذه المظلة في الجو . ومِنَ الغريب أن قائد هذه المظلة بعد هروبه قد رُقِّيَ إلى الرتبة الأعلى مباشرة بعد الحرب .
هذا بالإضافة إلى الفشل الذريع الذي مُنِيَتْ به المخابرات الحربية ، فلم تكن تعلم شيئا عن قنابل الممرات التي دَمَّرَتْ بها إسرائيل ممرات المطارات المصرية ، فلم تستطع الطائرات المصرية إقلاعا أو هبوطا . كما فشلت المخابرات الحربية في تقدير المدى الحقيقي لطائرات الميراج الإسرائيلية ، إذْ جاء في تقريرها أن هذه الطائرات لا تتمكن إلا من قطع ثلاثمائة كيلومتر فقط ، أي أن مداها لا يتعدى المطارات المصرية في سيناء ، واتضح أن مداها ألف وخمسمائة كيلومترا ، وإن بها خزانات إضافية ، وإنها قادرة على الوصول إلي مطارات القاهرة والصعيد .
.
وعندما باغتتْ الطائرات الإسرائيلية .. المطارات المصرية وهي رابضة على الأرض ، جُنَّ جنون الطيارين المصريين وهم يرون طائراتهم تحترق أمام أعينهم ، فاندفعوا إلى طائراتهم ، وقاموا بعمليات انتحارية ، فمنهم مَنْ استشهد وهو يهم بالإقلاع على الممر المُدَمَّر ، ومنهم مَنْ تَكَاتَفَتْ عليه الطائرات الإسرائيلية فأسقطت طائرته ، ومنهم مَنْ استشهد بسبب نفاد الوقود ولا يستطيع النزول ، ومنهم مَنْ انفجرت طائرته وهو يهم بالنزول على الممر بعد تدميره .
وفي ميدان المعركة ، وقبْل نشوب الحرب ، صدر أمر من القيادة العليا في غاية الغرابة ، لم يسبق له في تاريخ الحروب مثيل ، هو "ممنوع الاستطلاع" . كانت إسرائيل تستطلع فوق أرضنا برا وجوا ونحن ممنوعين من الاستطلاع فوق أرضهم . كان الجيش المصري بذلك "معصوب العينين" . وقد حدث أن خالف بعض الضباط المصريين هذا الأمر لما فيه من غرابة ، وقاموا بعمليات استطلاعية في أرض العدو ، فتعرضوا لعقوبات شديدة القسوة .
قبل نشوب الحرب بساعات قليلة ، سحبوا من الضباط والجنود المصريين مدافع ال "آر بي جي" المضادة للدبابات ، وأعطوهم مدافع أخرى بدلا منها ، وقالوا لهم إن ذخيرتها هي نفس ذخيرة المدافع القديمة . وفي اللحظة الحاسمة هجم المصريون على الدبابات الإسرائيلية وأطلقوا عليها المدافع فلم تخرج الطلقات ، وأَلَمَّ بهم الجنون ، واندفع بعضهم إلى الدبابات في نوبة هستيرية يضربونها بأيديهم ، واستشهدوا تحت جنازير الدبابات .
قبل هجوم إسرائيل بعدة أيام ، سافر الفريق عبد المنعم رياض إلى الأردن ، وتولى قيادة الجيش هناك . يوجد في الأردن جبل مرتفع اسمه "جبل عجلون" عليه رادار ، ومنه يمكن مراقبة معظم المطارات الإسرائيلية ، واتفق مع القادة المصريين قبل سفره بأنه سوف يراقب عن كثب المطارات الإسرائيلية ، فإذا رأى الطائرات الإسرائيلية تغادر المطارات فإنه سوف يبعث برسالة عاجلة إلى مصر ، وبذلك يستعد سلاح الطيران المصري لملاقاة الطائرات المعادية قبل أن تصل إلى المطارات المصرية . وكانت الشفرة المتفق عليها هي كلمة "عنب" . وبالفعل عندما غادرت الطائرات الإسرائيلية مطاراتها متجهة إلى مصر ، سارع الفريق رياض بإرسال رسالة تقول "عنب . عنب . عنب" ، فإذا بغرفة العمليات المصرية مغلقة !! ، وإذا بالشفرة قد تغيرتْ ، ولم تصل الرسالة !.
فمَنْ الذي أمَرَ بإغلاق غرفة العمليات ؟ .
ومَنْ الذي غَيَّرَ الشفرة في ذلك الوقت العصيب ؟ .
جامعة قناة السويس
د. سمير محمد خواسك : بتاريخ 18 - 6 - 2008
في تمام الساعة السابعة والربع من صباح الخامس من يونية ، أي قبل هجوم الطائرات الإسرائيلية على المطارات المصرية بساعة ونصف هَجَمَتْ بعضُ القوات البرية الإسرائيلية على موقع "أم بسيس" على الحدود ، واخترقت أراضينا ، ولم يُبَلَّغ قائد طيران الجبهة .. اللواء "الدغيدي" بذلك ، ولم يعلم به إلا في أثناء محاكمته ، فمَنْ الذي حَجَبَ عنه هذا الخبر الهام في ذلك الوقت العصيب ؟ . وإذا كان قد أُبْلِغ "الدغيدي" بذلك في حينه لتغيَّرَ وجه التاريخ .
كان سلاح الجو المصري يرسل "مظلة" مكونة من عدد من الطائرات فوق بحيرة البردويل كل نصف ساعة لكي تستطلع الأفق . هدف المظلة أن تشتبك مع الطائرات المعادية لتعطيلها ، وتُنَبِّه الطائرات الأساسية الرابضة في المطارات المصرية . المظلة الوحيدة التي لم تُقْلِع هي التي كان مقررا لإقلاعها الساعة الثامنة والنصف على أن تبقى في الجو حتى الساعة التاسعة . ترَكَ قائد هذه المظلة طائراته في المطار وذهَبَ إلى بيته ، وحدث الهجوم في تمام التاسعة إلا ربعا ، أي في منتصف الوقت بالضبط الذي كان من الواجب أن تكون فيه هذه المظلة في الجو . ومِنَ الغريب أن قائد هذه المظلة بعد هروبه قد رُقِّيَ إلى الرتبة الأعلى مباشرة بعد الحرب .
هذا بالإضافة إلى الفشل الذريع الذي مُنِيَتْ به المخابرات الحربية ، فلم تكن تعلم شيئا عن قنابل الممرات التي دَمَّرَتْ بها إسرائيل ممرات المطارات المصرية ، فلم تستطع الطائرات المصرية إقلاعا أو هبوطا . كما فشلت المخابرات الحربية في تقدير المدى الحقيقي لطائرات الميراج الإسرائيلية ، إذْ جاء في تقريرها أن هذه الطائرات لا تتمكن إلا من قطع ثلاثمائة كيلومتر فقط ، أي أن مداها لا يتعدى المطارات المصرية في سيناء ، واتضح أن مداها ألف وخمسمائة كيلومترا ، وإن بها خزانات إضافية ، وإنها قادرة على الوصول إلي مطارات القاهرة والصعيد .
.
وعندما باغتتْ الطائرات الإسرائيلية .. المطارات المصرية وهي رابضة على الأرض ، جُنَّ جنون الطيارين المصريين وهم يرون طائراتهم تحترق أمام أعينهم ، فاندفعوا إلى طائراتهم ، وقاموا بعمليات انتحارية ، فمنهم مَنْ استشهد وهو يهم بالإقلاع على الممر المُدَمَّر ، ومنهم مَنْ تَكَاتَفَتْ عليه الطائرات الإسرائيلية فأسقطت طائرته ، ومنهم مَنْ استشهد بسبب نفاد الوقود ولا يستطيع النزول ، ومنهم مَنْ انفجرت طائرته وهو يهم بالنزول على الممر بعد تدميره .
وفي ميدان المعركة ، وقبْل نشوب الحرب ، صدر أمر من القيادة العليا في غاية الغرابة ، لم يسبق له في تاريخ الحروب مثيل ، هو "ممنوع الاستطلاع" . كانت إسرائيل تستطلع فوق أرضنا برا وجوا ونحن ممنوعين من الاستطلاع فوق أرضهم . كان الجيش المصري بذلك "معصوب العينين" . وقد حدث أن خالف بعض الضباط المصريين هذا الأمر لما فيه من غرابة ، وقاموا بعمليات استطلاعية في أرض العدو ، فتعرضوا لعقوبات شديدة القسوة .
قبل نشوب الحرب بساعات قليلة ، سحبوا من الضباط والجنود المصريين مدافع ال "آر بي جي" المضادة للدبابات ، وأعطوهم مدافع أخرى بدلا منها ، وقالوا لهم إن ذخيرتها هي نفس ذخيرة المدافع القديمة . وفي اللحظة الحاسمة هجم المصريون على الدبابات الإسرائيلية وأطلقوا عليها المدافع فلم تخرج الطلقات ، وأَلَمَّ بهم الجنون ، واندفع بعضهم إلى الدبابات في نوبة هستيرية يضربونها بأيديهم ، واستشهدوا تحت جنازير الدبابات .
قبل هجوم إسرائيل بعدة أيام ، سافر الفريق عبد المنعم رياض إلى الأردن ، وتولى قيادة الجيش هناك . يوجد في الأردن جبل مرتفع اسمه "جبل عجلون" عليه رادار ، ومنه يمكن مراقبة معظم المطارات الإسرائيلية ، واتفق مع القادة المصريين قبل سفره بأنه سوف يراقب عن كثب المطارات الإسرائيلية ، فإذا رأى الطائرات الإسرائيلية تغادر المطارات فإنه سوف يبعث برسالة عاجلة إلى مصر ، وبذلك يستعد سلاح الطيران المصري لملاقاة الطائرات المعادية قبل أن تصل إلى المطارات المصرية . وكانت الشفرة المتفق عليها هي كلمة "عنب" . وبالفعل عندما غادرت الطائرات الإسرائيلية مطاراتها متجهة إلى مصر ، سارع الفريق رياض بإرسال رسالة تقول "عنب . عنب . عنب" ، فإذا بغرفة العمليات المصرية مغلقة !! ، وإذا بالشفرة قد تغيرتْ ، ولم تصل الرسالة !.
فمَنْ الذي أمَرَ بإغلاق غرفة العمليات ؟ .
ومَنْ الذي غَيَّرَ الشفرة في ذلك الوقت العصيب ؟ .
جامعة قناة السويس
د. سمير محمد خواسك : بتاريخ 18 - 6 - 2008