مناهل
01-02-2009, 04:07 PM
لا تخلو الأرض من قائم بأمْرِ الله ..
كما لا تخلو من وارِث لمهنة إبليس !
فالنوع الأول ورّاث الأنبياء .. يَدْعُون مَن ضَلّ إلى الْهُدى ، ويصبرون منهم على الأذى ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، ومن ضال جاهل قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تأويل الجاهلين ، وتحريف الغالين ، وانتحال المبطلين .
قال ابن القيم رحمه الله : ولولا ضمان الله بِحِفْظِ دينه ، وتَكَفّله بأن يُقيمَ لـه من يُجَدِّد أعلامه ، ويُحيى منه ما أمَاتَه المبطلون ، ويُنعش ما أخْمَله الجاهلون ، لهُدِّمت أركانه وتداعى بنيانه ، ولكن الله ذو فضل على العالمين . اهـ .
والنوع الثاني نُوّاب إبليس .. يُخلِصون له العمل ! ويَخْلُصُون إلى ما لا تَخْلُص إليه الأباليس !
ذلك أن مردة الشياطين تُربّط وتُصفّد في شهر رمضان .. وأولئك لا يُربَطون ولا يُقيَّدُون !
فلا زاجِر لهم من دِين ، ولا ناهي لهم من عقل !
يَهتزّ إبليس لِطَلْعَة وجه أحدهم !
وإذا رأى إبليسُ طلعةَ وجهه = حَـيّا وقال : فَدَيتُ مَنْ لا يُفْلِحُ !
يَدْعُون الناس إلى كل فاحشة ورذيلة !
يُجاهِرون بالمعاصي ، ويَجهَرون بالفسُوق ..
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : إن المنافقين اليوم شـرٌّ منهم على عهـد النبي صلى الله عليه وسلم ، كانوا يومئذ يُسِرُّون واليوم يَجْهَرُون .
اتّخذوا القَينات سلاحا ، والمعازف وسيلة .. واللذة والنشوة غاية وهَدَفاً !
فالغاية عندهم تُسوِّغ الوسيلة !
غناء وغانية !
واختلاط وسُفور !
واحتفال ومَهرَجان !
وتِلك – لَعَمْر الله – أسلحة إبليس! لإفساد وإضلال بني آدم !
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانتِ الجاهليةُ الأولى فيما بين نوحٍ وإدريسَ عليهما السلام ، وكانتْ ألفَ سنةٍ ، وإنّ بَطْنَيْنِ من ولدِ آدمَ كان أحدُهما يَسْكُنُ السَّهْلَ ، والآخرُ يَسْكُنُ الجبَلَ ، فكان رجالُ الجبلِ صِبَاحا ، وفي النساء دَمَامَةٌ ، وكان نساءُ السَّهْلِ صِبَاحا ، وفي الرِّجَال دَمَامَةٌ ، وإن إبليسَ أتى رَجُلاً مِن أهلِ السَّهْلِ في صُورةِ غُلامٍ فَـأَجَّرَ نَفْسَه ، فكان يَخْدُمُهُ ، واتَّخَذَ إبليسُ شَبَّابَةً مثل الذي يَزْمُرُ فيهِ الرِّعَاءُ ، فجاءَ بَصَوتٍ لم يَسْمَعِ الناسُ بِمِثْلِهِ ، فَبَلَغَ ذلك مَن حَولَهُ ، فَانْتَابُوهُم يَسْمَعُون إليه ، واتَّخَذُوا عِيداً يَجْتَمِعُونَ إليه في السَّنَةِ ، فَتَبَرَّجَ النساءُ للرِّجَالِ ، وَتَبَرَّجَ الرِّجَالُ لهن ، وإن رَجُلاً مِن أهلِ الجبلِ هَجَمَ عَليهِم في عِيدِهم ذلك فَرَأى النساءَ وَصَبَاحَتِهِنَّ ، فأتى أصحابَهُ فأخْبَرَهم بِذَلِكَ ، فَتَحَوّلُوا إليهِنّ ، فَنَزَلُوا مَعَهُنَّ ، وَظَهَرَتِ الفاحشةُ فيهن ، فهو قول الله : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) .
شَبَّابَة : نوعٌ مِن المزامير !
فانظر – بِعين بصيرتك – بِـمَ استعانَ إبليسُ على الفسادِ والإفساد ؟
بأيِّ وسيلةٍ ؟ أم بأيِّ طريقة ؟
استعان على إفساد الناس بغناءٍ وأعيادٍ وخروج نِساء ؟!
وهذه الثلاث : ( الغِناءَ والطَّرَب ، والأعيادَ الْمُحدَثةِ الْمُبتَدَعة ، وإخْراجَ النساء ) هي أسلحةُ إبليس ، وبها يُلوِّحُ وَرَثَتُه ! فيُنادُون بها ، ويُطالبُِون بِوجودها !
أولئك – كما يقول ابن القيم - : " نُـوّابُ إبليسَ في الأرض ، وهـم الذين يُثَبِّطُونَ الناسَ عن طلبِ العلمِ والتفقُّـهِ في الدِّيـن ، فهـؤلاء أضـرُّ عليهـم من شياطينِ الجـن ، فإنهـم يَحُولون بين القلوبِ وبين هُدى اللهِ وطَرِيقِـهِ .
الشيخ : عبد الرحمن السحيم
كما لا تخلو من وارِث لمهنة إبليس !
فالنوع الأول ورّاث الأنبياء .. يَدْعُون مَن ضَلّ إلى الْهُدى ، ويصبرون منهم على الأذى ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، ومن ضال جاهل قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تأويل الجاهلين ، وتحريف الغالين ، وانتحال المبطلين .
قال ابن القيم رحمه الله : ولولا ضمان الله بِحِفْظِ دينه ، وتَكَفّله بأن يُقيمَ لـه من يُجَدِّد أعلامه ، ويُحيى منه ما أمَاتَه المبطلون ، ويُنعش ما أخْمَله الجاهلون ، لهُدِّمت أركانه وتداعى بنيانه ، ولكن الله ذو فضل على العالمين . اهـ .
والنوع الثاني نُوّاب إبليس .. يُخلِصون له العمل ! ويَخْلُصُون إلى ما لا تَخْلُص إليه الأباليس !
ذلك أن مردة الشياطين تُربّط وتُصفّد في شهر رمضان .. وأولئك لا يُربَطون ولا يُقيَّدُون !
فلا زاجِر لهم من دِين ، ولا ناهي لهم من عقل !
يَهتزّ إبليس لِطَلْعَة وجه أحدهم !
وإذا رأى إبليسُ طلعةَ وجهه = حَـيّا وقال : فَدَيتُ مَنْ لا يُفْلِحُ !
يَدْعُون الناس إلى كل فاحشة ورذيلة !
يُجاهِرون بالمعاصي ، ويَجهَرون بالفسُوق ..
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : إن المنافقين اليوم شـرٌّ منهم على عهـد النبي صلى الله عليه وسلم ، كانوا يومئذ يُسِرُّون واليوم يَجْهَرُون .
اتّخذوا القَينات سلاحا ، والمعازف وسيلة .. واللذة والنشوة غاية وهَدَفاً !
فالغاية عندهم تُسوِّغ الوسيلة !
غناء وغانية !
واختلاط وسُفور !
واحتفال ومَهرَجان !
وتِلك – لَعَمْر الله – أسلحة إبليس! لإفساد وإضلال بني آدم !
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانتِ الجاهليةُ الأولى فيما بين نوحٍ وإدريسَ عليهما السلام ، وكانتْ ألفَ سنةٍ ، وإنّ بَطْنَيْنِ من ولدِ آدمَ كان أحدُهما يَسْكُنُ السَّهْلَ ، والآخرُ يَسْكُنُ الجبَلَ ، فكان رجالُ الجبلِ صِبَاحا ، وفي النساء دَمَامَةٌ ، وكان نساءُ السَّهْلِ صِبَاحا ، وفي الرِّجَال دَمَامَةٌ ، وإن إبليسَ أتى رَجُلاً مِن أهلِ السَّهْلِ في صُورةِ غُلامٍ فَـأَجَّرَ نَفْسَه ، فكان يَخْدُمُهُ ، واتَّخَذَ إبليسُ شَبَّابَةً مثل الذي يَزْمُرُ فيهِ الرِّعَاءُ ، فجاءَ بَصَوتٍ لم يَسْمَعِ الناسُ بِمِثْلِهِ ، فَبَلَغَ ذلك مَن حَولَهُ ، فَانْتَابُوهُم يَسْمَعُون إليه ، واتَّخَذُوا عِيداً يَجْتَمِعُونَ إليه في السَّنَةِ ، فَتَبَرَّجَ النساءُ للرِّجَالِ ، وَتَبَرَّجَ الرِّجَالُ لهن ، وإن رَجُلاً مِن أهلِ الجبلِ هَجَمَ عَليهِم في عِيدِهم ذلك فَرَأى النساءَ وَصَبَاحَتِهِنَّ ، فأتى أصحابَهُ فأخْبَرَهم بِذَلِكَ ، فَتَحَوّلُوا إليهِنّ ، فَنَزَلُوا مَعَهُنَّ ، وَظَهَرَتِ الفاحشةُ فيهن ، فهو قول الله : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) .
شَبَّابَة : نوعٌ مِن المزامير !
فانظر – بِعين بصيرتك – بِـمَ استعانَ إبليسُ على الفسادِ والإفساد ؟
بأيِّ وسيلةٍ ؟ أم بأيِّ طريقة ؟
استعان على إفساد الناس بغناءٍ وأعيادٍ وخروج نِساء ؟!
وهذه الثلاث : ( الغِناءَ والطَّرَب ، والأعيادَ الْمُحدَثةِ الْمُبتَدَعة ، وإخْراجَ النساء ) هي أسلحةُ إبليس ، وبها يُلوِّحُ وَرَثَتُه ! فيُنادُون بها ، ويُطالبُِون بِوجودها !
أولئك – كما يقول ابن القيم - : " نُـوّابُ إبليسَ في الأرض ، وهـم الذين يُثَبِّطُونَ الناسَ عن طلبِ العلمِ والتفقُّـهِ في الدِّيـن ، فهـؤلاء أضـرُّ عليهـم من شياطينِ الجـن ، فإنهـم يَحُولون بين القلوبِ وبين هُدى اللهِ وطَرِيقِـهِ .
الشيخ : عبد الرحمن السحيم