صقر قريش
01-25-2009, 04:32 AM
ظاهرة حمل السلاح تزيد من «فتوتهم» وقلة احترامهم للآخرين
«المشاجرات الدموية» بين المراهقين تقودهم إلى ساحة القصاص
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230962.jpg الدمام- تحقيق: مشعي بن بريكان:تصوير - عصام عبدالله
كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المشاجرات العنيفة بين الشباب وأصبح استخدام الأسلحة خاصةً البيضاء منها أمراً عادياً في ظل ضعف رقابةً أولياء الأمور على تصرفات أبنائهم ومع غياب التوجيه السليم لفئة الشباب من الجهات ذات العلاقة سواء التربوية منها والأمنية، فكثيراً ما نجد شباباً في سن المراهقة قد سلحوا أنفسهم بمختلف الأدوات بحجة الحماية والدفاع عن النفس دون إدراكٍ لعواقبها والتي قد تنتهي بالمجني عليه الى الموت، بينما يكون مصير القاتل ساحات القصاص.
وتطالعنا الصحف اليومية والمواقع الإخبارية بقصصٍ كثيرة لمشاجراتٍ شبابيه كانت بدايتها سوء تفاهم حدث بين طرفين لتنطلق المواجهة اللفظية استفزازية كانت أو نابيه لتتطور في غياب منطق الحوار إلى مشاجرةٍ دموية يلجأ فيها حامل السلاح من الطرفين إلى ارتكاب جريمة قد تصل إلى القتل يندم القاتل بعدها اشد الندم بعد ذهاب الشيطان عنه ويدخل نفسه وأسرته في سلسلةٍ من المشاكل تكون نهايتها بالاقتصاص منه من خلال تطبيق حكم الله فيه .
ونظراً لاستفحال هذه الظاهرة وخطورتها على مجتمعنا أصبح من الأهمية بمكان عمل دراسة مفصلة تبحث عن أسباب هذا التغير في طبيعة المشاجرات بعد أن أصبحت دمويتها تدق ناقوس الخطر مع ازدياد وتيرة هذه المشاجرات.
مبررات واهية!
كثيرة هي الحوادث المفجعة والتي كان التهور سبباً في نهايتها المأساوية بالرغم من تفاهة السبب الذي ساهم في تأجيج الموقف ولكون السلاح حاضراً تحول الشجار الذي سببه خطأ ارتكبه أحد الطرفين دون قصد إلى قضيةٍ تجر معها أطرافاً ليس لهم ذنب فيها .
مشاجرات تتكرر فصولها بالرغم من اختلاف أبطالها لكن أسبابها جميعاً تبقى تافهة ومثال ذلك جريمة شهدتها مدينة الدمام منتصف العام الماضي نهايتها مأسوية انتهت بقتل أحد المتشاجرين على يد خصمه عند إشارة المرور أمام أعين المارة والسبب خطأ مروري ارتكبه أحد الطرفين لتبدأ المشاجرة بملاسنة لم تخل من الألفاظ النابية ويترجل الشباب الخمسة من سيارتيهما أمام أعين الناس ليستل أحدهم سلاحه (غدارة حادة) والذي تعود على حملها ليقوم
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230940.jpg
بمساعدة شقيقه الذي كان يرافقه بضرب أحد خصومه في مقتل ويصيب زميليه بعددٍ من الإصابات لتبدأ معها رحلة الندم بعد أن قبضت عليهما شرطة الدمام في زمنٍ قياسي، وجريمةُ لاتقل مأساوية عن سابقتها عندما أقدم مجموعةٍ من الشباب على قتل شاب لاتربطهم به أية علاقة سوى مكالمةٍ هاتفية عمد الجناة على استدراجه وسلبه وقتله وتركه داخل سيارته لأكثر من يوم قبل أن تتوصل الجهات الأمنية لهوية الجناة .
وكثيرة هي المشاجرات التي يفتعلها عدد من الأحداث والمراهقين وتحدث أمام المدارس خاصةً المتوسطة والثانوية والتي أصبح استخدام السلاح فيها أمرا عادياً وطبيعياً حيث يبرر العديد من الشباب ظاهرة حملهم للأسلحة البيضاء من منطلق رغبتهم للدفاع عن أنفسهم في حالة تعرضهم لأي اعتداء .
«الرياض» ومن منطلق رسالتها الإعلامية ناقشت هذه الظاهرة مع عدد من المختصين في الجوانب الأمنية والتربوية من خلال طرحٍ معمق يتناول حقيقة
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230941.jpg
الأسباب ويضع الحلول الممكنة بعد أن تجاوزت المشاجرات العراك بالأيادي إلى ماهو أسوأ من ذلك.
أين تكمن المشكلة ؟
يرى عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن برجس الدوسري أن ظاهرة المشاجرات الدموية التي تقع بين فئة الشباب توجد في كل المجتمعات وتزداد في المجتمعات الأقل ثقافة بينما تكون بصورةٍ أقل في المجتمعات المثقفة، وعن السبب في وجود هذه الظاهرة يرى الدكتور الدوسري أن الخلل يكمن في بعض الأسر التي تعالج مشاكل أبنائها بصورة سلبية فبمجرد معرفتها بوجود مشكلة لدى احد أبنائها فإنها تؤجج المشكلة وتضع الزيت على النار من خلال تشجيعها له على الاستمرار في حماقته من مبدأ الأخذ بحقه متناسيةً آثارها الاجتماعية السيئة التي تنعكس على أسرته ومجتمعه وتشغل المحاكم والسجون ودور الإصلاح وفتح باب المسألة عند ما ينتهي الأمر بصلحٍ على دية، وفي الجانب المضيء هناك أسرٌ أخرى تحاول أن تفهم مشكلة أبنائها وتغرس لديهم مبدأ العفو والصفح وتعودهم على كيفية التعامل مع المواقف المشحونة لتجنيبهم الآثار السلبية التي تخلفها مثل هذه المشاجرات الدموية.
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230942.jpg
غياب رقابة الوالدين..
ويرى العميد يوسف بن أحمد القحطاني المتحدث الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية أن المشكلة تكمن في غياب رقابة الوالدين خاصة في مرحلة المراهقة التي تعتبر مرحلةً حرجةً في حياتهم منادياً بأهمية الوعي بخطورة هذه المرحلة وعدم إهمالها حتى لا يتمرد الشاب على والده ويقع فريسةً لجلساء السوء فيتطبع بطباعهم بحكم أن (الصاحب ساحب) فيستسهل الكلمات السوقية التي قد تكون الشرارة المسببة لملاسنة تنتهي بمشاجرة قد لا تحمد عواقبها، موضحاً أن لرب الأسرة دوراً كبيراً لابد أن يمارسه من منطلق حفظه لأبنائه وحمايتهم من التجمعات الشبابية المشبوهة ومعرفته لسلوكيات الأبناء أولاً بأول، مستغرباً الثقة المفرطة التي يتعامل بها بعض الآباء مع أبنائهم بحكم أنه وبمجرد بلوغه سن الخامسة عشرة من عمره فقد أصبح في نظره رجلاً متناسياً بأنه مازال حدثاً ينتظر من والديه التوجيه والرعاية.
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230943.jpg
وعن المبررات التي يتحجج بها الشباب كون حملهم للأسلحة البيضاء من منطلق دفاعهم عن أنفسهم في حالة تعرضهم للخطر بين العميد القحطاني بأن الحفاظ على الأمن من مسؤولية الجهات الأمنية فقط فنحن ولله الحمد نعيش في بلد الأمن والأمان.
من جهته بين العضو في هيئة التحقيق والادعاء العام بالدمام الأستاذ محمد بن راشد الحبشان أن الإهمال الذي يجده الحدث أو المراهق من قبل أسرته وسوء التربية، وغياب التوجيه والرقابة، وتفشي العنف في المعاملة، أو التدليل الزائد، وعدم التعليم الديني وإهمال العلاقات الاجتماعية وفقدان القدوة الحسنة كلها تؤثر في سلوكيات الأبناء، بالإضافة إلى انشغال كل من الأبوين، في عمله أو هواياته أو مشاكله، وإهمالهم وعدم إتاحة الفرصة لهم للعيش في جو أسري سوي يشعرون فيه بأهميتهم ووجود من يحرص على رعايتهم أو يبادلهم الحب ويعالج مشاكلهم، وبالتالي يجد المراهق أو الحدث نفسه وحيدا ً ومهملا وهدفا سهلا للعادات السيئة ورفقاء السوء وهم أقرب الطرق إلى الانحراف.
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230944.jpg
أزمة أخلاق وقيم..
ويرى الأستاذ محمد بن حمد الخالدي مساعد مدير مركز الإشراف التربوي بالقطيف ان ظاهرة المشاجرات الدموية هي ظاهرة غريبة دقت ناقوس الخطر منذرة بوجود خلل في التربية تتحمل مسؤوليتها الأسر والمؤسسات التربوية وتحتاج إلى وقفةٍ صارمة من خلال تضافر الجهود الأسرية والتربوية والأمنية للقضاء عليها، كما أن الإعلام شريكٌ أساسي وعليه دور مهم في التوعية والتثقيف، ولعل ماتقوم به الصحف المحلية من نشر للقضايا الأمنية التي تتناول هذه الظاهرة من العوامل التي ستساهم بإذن الله في الحدّ منها من خلال استفادة المجتمع من التجارب الأليمة للآخرين، واعتبر الخالدي أن استفحال هذه الظاهرة يعكس وبشكل جلي واقع هذه الفئة من الشباب التي تمر بأزمة أخلاقٍ وقيم لم تكن موجودةً في السابق عندما كانت غالبية الأسر والمؤسسات التربوية تمارس أدوارها بشكلٍ سليم .
رفقاء السوء..
وعن الدور المطلوب من المؤسسات التربوية والاجتماعية للمساهمة في علاج هذه الظاهرة بين المشرف التربوي في تعليم الشرقية الأستاذ خالد البديوي بأن الأمر يحتاج إلى استيعاب المراهقين من خلال برامج تنمي قدراتهم وتطور شخصيتهم حتى يشعر المراهق بذاته، كما أن من المهم أن تساهم
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230945.jpg
المؤسسات المعنية بفتح آفاق المراهق لسبل السعادة والنجاح في حياته من خلال إبراز النماذج المشرقة التي أثبتت نفسها كقدوة صالحه، ومن المهم كذلك خلق مناخ مناسب للحوار مع المراهق ليعبر عن حاجاته وطموحاته لكي نتمكن من فهمه ويسهل علينا إرشاده.
وعن أسباب المشاجرات العنيفة التي تقع عادةً بين أحدثٍ أو مراهقين وقد تنتهي بجريمة قتل حمل البديوي مسؤولية ذلك للرفقة السيئة في ظل غياب دور الأسرة نتيجة عدم معرفة الوالدين لطبيعة المرحلة النفسية التي يمر بها المراهق، حيث يعد ذلك من أكبر أسباب جنوح المراهقين للجريمة، لاسيما إذا لم يجد المراهق التقدير والاحترام الذي يبحث عنه ك (رجل) في بداية سن المراهقة، مما سيجعله يجنح للمغامرات والبحث عن الذات من خلال وسائل يغلب عليها التحدي والعنف موضحاً بأن بعضاً من الحالات نتجت بسبب ضعف الوعي لدى المراهق بعواقب الأمور.
مشكلة حمل السلاح
من جانبه حذر الأستاذ ناصر بن محمد القحطاني المشرف التربوي بوزارة التربية والتعليم من تنامي ظاهرة حمل الحدث أو المراهق للسلاح والتي ستلقي
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230946.jpg
بآثارها السلبية على الفرد والمجتمع إذا وصل الأمر بحاملها إلى استخدامها في أي مشاجرة يقحم نفسه كطرفٍ فيها لكونها ستسمح ببداية سلسلة من المشاكل، بسبب حماقةٍ ارتكبها مراهق أرعن، لأن الأمر في ظل توفر السلاح قد يتطور لينتهي بجريمة قتل أو إصابة الآخرين بعاهات مستديمة، ودعا القحطاني أولياء الأمور إلى أهمية مراقبة تصرفات الأبناء ومعرفة جلسائهم والتواصل مع مدارسهم لمد جسر من الثقة بين ولي الأمر والمدرسة باعتبارها شريكةً له في التربية.
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230947.jpg
«المشاجرات الدموية» بين المراهقين تقودهم إلى ساحة القصاص
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230962.jpg الدمام- تحقيق: مشعي بن بريكان:تصوير - عصام عبدالله
كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المشاجرات العنيفة بين الشباب وأصبح استخدام الأسلحة خاصةً البيضاء منها أمراً عادياً في ظل ضعف رقابةً أولياء الأمور على تصرفات أبنائهم ومع غياب التوجيه السليم لفئة الشباب من الجهات ذات العلاقة سواء التربوية منها والأمنية، فكثيراً ما نجد شباباً في سن المراهقة قد سلحوا أنفسهم بمختلف الأدوات بحجة الحماية والدفاع عن النفس دون إدراكٍ لعواقبها والتي قد تنتهي بالمجني عليه الى الموت، بينما يكون مصير القاتل ساحات القصاص.
وتطالعنا الصحف اليومية والمواقع الإخبارية بقصصٍ كثيرة لمشاجراتٍ شبابيه كانت بدايتها سوء تفاهم حدث بين طرفين لتنطلق المواجهة اللفظية استفزازية كانت أو نابيه لتتطور في غياب منطق الحوار إلى مشاجرةٍ دموية يلجأ فيها حامل السلاح من الطرفين إلى ارتكاب جريمة قد تصل إلى القتل يندم القاتل بعدها اشد الندم بعد ذهاب الشيطان عنه ويدخل نفسه وأسرته في سلسلةٍ من المشاكل تكون نهايتها بالاقتصاص منه من خلال تطبيق حكم الله فيه .
ونظراً لاستفحال هذه الظاهرة وخطورتها على مجتمعنا أصبح من الأهمية بمكان عمل دراسة مفصلة تبحث عن أسباب هذا التغير في طبيعة المشاجرات بعد أن أصبحت دمويتها تدق ناقوس الخطر مع ازدياد وتيرة هذه المشاجرات.
مبررات واهية!
كثيرة هي الحوادث المفجعة والتي كان التهور سبباً في نهايتها المأساوية بالرغم من تفاهة السبب الذي ساهم في تأجيج الموقف ولكون السلاح حاضراً تحول الشجار الذي سببه خطأ ارتكبه أحد الطرفين دون قصد إلى قضيةٍ تجر معها أطرافاً ليس لهم ذنب فيها .
مشاجرات تتكرر فصولها بالرغم من اختلاف أبطالها لكن أسبابها جميعاً تبقى تافهة ومثال ذلك جريمة شهدتها مدينة الدمام منتصف العام الماضي نهايتها مأسوية انتهت بقتل أحد المتشاجرين على يد خصمه عند إشارة المرور أمام أعين المارة والسبب خطأ مروري ارتكبه أحد الطرفين لتبدأ المشاجرة بملاسنة لم تخل من الألفاظ النابية ويترجل الشباب الخمسة من سيارتيهما أمام أعين الناس ليستل أحدهم سلاحه (غدارة حادة) والذي تعود على حملها ليقوم
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230940.jpg
بمساعدة شقيقه الذي كان يرافقه بضرب أحد خصومه في مقتل ويصيب زميليه بعددٍ من الإصابات لتبدأ معها رحلة الندم بعد أن قبضت عليهما شرطة الدمام في زمنٍ قياسي، وجريمةُ لاتقل مأساوية عن سابقتها عندما أقدم مجموعةٍ من الشباب على قتل شاب لاتربطهم به أية علاقة سوى مكالمةٍ هاتفية عمد الجناة على استدراجه وسلبه وقتله وتركه داخل سيارته لأكثر من يوم قبل أن تتوصل الجهات الأمنية لهوية الجناة .
وكثيرة هي المشاجرات التي يفتعلها عدد من الأحداث والمراهقين وتحدث أمام المدارس خاصةً المتوسطة والثانوية والتي أصبح استخدام السلاح فيها أمرا عادياً وطبيعياً حيث يبرر العديد من الشباب ظاهرة حملهم للأسلحة البيضاء من منطلق رغبتهم للدفاع عن أنفسهم في حالة تعرضهم لأي اعتداء .
«الرياض» ومن منطلق رسالتها الإعلامية ناقشت هذه الظاهرة مع عدد من المختصين في الجوانب الأمنية والتربوية من خلال طرحٍ معمق يتناول حقيقة
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230941.jpg
الأسباب ويضع الحلول الممكنة بعد أن تجاوزت المشاجرات العراك بالأيادي إلى ماهو أسوأ من ذلك.
أين تكمن المشكلة ؟
يرى عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن برجس الدوسري أن ظاهرة المشاجرات الدموية التي تقع بين فئة الشباب توجد في كل المجتمعات وتزداد في المجتمعات الأقل ثقافة بينما تكون بصورةٍ أقل في المجتمعات المثقفة، وعن السبب في وجود هذه الظاهرة يرى الدكتور الدوسري أن الخلل يكمن في بعض الأسر التي تعالج مشاكل أبنائها بصورة سلبية فبمجرد معرفتها بوجود مشكلة لدى احد أبنائها فإنها تؤجج المشكلة وتضع الزيت على النار من خلال تشجيعها له على الاستمرار في حماقته من مبدأ الأخذ بحقه متناسيةً آثارها الاجتماعية السيئة التي تنعكس على أسرته ومجتمعه وتشغل المحاكم والسجون ودور الإصلاح وفتح باب المسألة عند ما ينتهي الأمر بصلحٍ على دية، وفي الجانب المضيء هناك أسرٌ أخرى تحاول أن تفهم مشكلة أبنائها وتغرس لديهم مبدأ العفو والصفح وتعودهم على كيفية التعامل مع المواقف المشحونة لتجنيبهم الآثار السلبية التي تخلفها مثل هذه المشاجرات الدموية.
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230942.jpg
غياب رقابة الوالدين..
ويرى العميد يوسف بن أحمد القحطاني المتحدث الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية أن المشكلة تكمن في غياب رقابة الوالدين خاصة في مرحلة المراهقة التي تعتبر مرحلةً حرجةً في حياتهم منادياً بأهمية الوعي بخطورة هذه المرحلة وعدم إهمالها حتى لا يتمرد الشاب على والده ويقع فريسةً لجلساء السوء فيتطبع بطباعهم بحكم أن (الصاحب ساحب) فيستسهل الكلمات السوقية التي قد تكون الشرارة المسببة لملاسنة تنتهي بمشاجرة قد لا تحمد عواقبها، موضحاً أن لرب الأسرة دوراً كبيراً لابد أن يمارسه من منطلق حفظه لأبنائه وحمايتهم من التجمعات الشبابية المشبوهة ومعرفته لسلوكيات الأبناء أولاً بأول، مستغرباً الثقة المفرطة التي يتعامل بها بعض الآباء مع أبنائهم بحكم أنه وبمجرد بلوغه سن الخامسة عشرة من عمره فقد أصبح في نظره رجلاً متناسياً بأنه مازال حدثاً ينتظر من والديه التوجيه والرعاية.
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230943.jpg
وعن المبررات التي يتحجج بها الشباب كون حملهم للأسلحة البيضاء من منطلق دفاعهم عن أنفسهم في حالة تعرضهم للخطر بين العميد القحطاني بأن الحفاظ على الأمن من مسؤولية الجهات الأمنية فقط فنحن ولله الحمد نعيش في بلد الأمن والأمان.
من جهته بين العضو في هيئة التحقيق والادعاء العام بالدمام الأستاذ محمد بن راشد الحبشان أن الإهمال الذي يجده الحدث أو المراهق من قبل أسرته وسوء التربية، وغياب التوجيه والرقابة، وتفشي العنف في المعاملة، أو التدليل الزائد، وعدم التعليم الديني وإهمال العلاقات الاجتماعية وفقدان القدوة الحسنة كلها تؤثر في سلوكيات الأبناء، بالإضافة إلى انشغال كل من الأبوين، في عمله أو هواياته أو مشاكله، وإهمالهم وعدم إتاحة الفرصة لهم للعيش في جو أسري سوي يشعرون فيه بأهميتهم ووجود من يحرص على رعايتهم أو يبادلهم الحب ويعالج مشاكلهم، وبالتالي يجد المراهق أو الحدث نفسه وحيدا ً ومهملا وهدفا سهلا للعادات السيئة ورفقاء السوء وهم أقرب الطرق إلى الانحراف.
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230944.jpg
أزمة أخلاق وقيم..
ويرى الأستاذ محمد بن حمد الخالدي مساعد مدير مركز الإشراف التربوي بالقطيف ان ظاهرة المشاجرات الدموية هي ظاهرة غريبة دقت ناقوس الخطر منذرة بوجود خلل في التربية تتحمل مسؤوليتها الأسر والمؤسسات التربوية وتحتاج إلى وقفةٍ صارمة من خلال تضافر الجهود الأسرية والتربوية والأمنية للقضاء عليها، كما أن الإعلام شريكٌ أساسي وعليه دور مهم في التوعية والتثقيف، ولعل ماتقوم به الصحف المحلية من نشر للقضايا الأمنية التي تتناول هذه الظاهرة من العوامل التي ستساهم بإذن الله في الحدّ منها من خلال استفادة المجتمع من التجارب الأليمة للآخرين، واعتبر الخالدي أن استفحال هذه الظاهرة يعكس وبشكل جلي واقع هذه الفئة من الشباب التي تمر بأزمة أخلاقٍ وقيم لم تكن موجودةً في السابق عندما كانت غالبية الأسر والمؤسسات التربوية تمارس أدوارها بشكلٍ سليم .
رفقاء السوء..
وعن الدور المطلوب من المؤسسات التربوية والاجتماعية للمساهمة في علاج هذه الظاهرة بين المشرف التربوي في تعليم الشرقية الأستاذ خالد البديوي بأن الأمر يحتاج إلى استيعاب المراهقين من خلال برامج تنمي قدراتهم وتطور شخصيتهم حتى يشعر المراهق بذاته، كما أن من المهم أن تساهم
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230945.jpg
المؤسسات المعنية بفتح آفاق المراهق لسبل السعادة والنجاح في حياته من خلال إبراز النماذج المشرقة التي أثبتت نفسها كقدوة صالحه، ومن المهم كذلك خلق مناخ مناسب للحوار مع المراهق ليعبر عن حاجاته وطموحاته لكي نتمكن من فهمه ويسهل علينا إرشاده.
وعن أسباب المشاجرات العنيفة التي تقع عادةً بين أحدثٍ أو مراهقين وقد تنتهي بجريمة قتل حمل البديوي مسؤولية ذلك للرفقة السيئة في ظل غياب دور الأسرة نتيجة عدم معرفة الوالدين لطبيعة المرحلة النفسية التي يمر بها المراهق، حيث يعد ذلك من أكبر أسباب جنوح المراهقين للجريمة، لاسيما إذا لم يجد المراهق التقدير والاحترام الذي يبحث عنه ك (رجل) في بداية سن المراهقة، مما سيجعله يجنح للمغامرات والبحث عن الذات من خلال وسائل يغلب عليها التحدي والعنف موضحاً بأن بعضاً من الحالات نتجت بسبب ضعف الوعي لدى المراهق بعواقب الأمور.
مشكلة حمل السلاح
من جانبه حذر الأستاذ ناصر بن محمد القحطاني المشرف التربوي بوزارة التربية والتعليم من تنامي ظاهرة حمل الحدث أو المراهق للسلاح والتي ستلقي
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230946.jpg
بآثارها السلبية على الفرد والمجتمع إذا وصل الأمر بحاملها إلى استخدامها في أي مشاجرة يقحم نفسه كطرفٍ فيها لكونها ستسمح ببداية سلسلة من المشاكل، بسبب حماقةٍ ارتكبها مراهق أرعن، لأن الأمر في ظل توفر السلاح قد يتطور لينتهي بجريمة قتل أو إصابة الآخرين بعاهات مستديمة، ودعا القحطاني أولياء الأمور إلى أهمية مراقبة تصرفات الأبناء ومعرفة جلسائهم والتواصل مع مدارسهم لمد جسر من الثقة بين ولي الأمر والمدرسة باعتبارها شريكةً له في التربية.
http://www.alriyadh.com/2009/01/22/img/230947.jpg