@ بن سلمان @
01-27-2009, 11:54 PM
لما كان الانسان أساس العلاقات الاجتماعية جاء القرآن الكريم بتنظيم تلك العلاقات في صورها الانسانية المختلفة باصولها وفروعها , ومنها صلات الأرحام والأقارب بالتودد إليهم والتواصل معهم لتأخذ به من فرديته ووحدته إلى جماعيته , فأمره الله سبحانه بالإحسان إلى ذوي القربى و الأرحام الذين يجب وصلهم فقال تعالى :
(( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) (البقرة:83) .
وعن عائشة_ رضي الله عنها_ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله )) البخاري- الفتح10(5989). ومسلم (2555) وهذا لفظه.
كان صلى الله عليه وسلم يأمر بصلة الأرحام وإن كانوا غير مسلمين حين أوصي أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما (( صلي أمك )) فما بالكم إذا كانت الرحم مسلمة مؤمنة .
فِيْمَا الْجَفَـاءُ وَفِيْنَا مُضْغَةٌ رَحِـمُ =أَيْنَ التَّوَاصُـلُ أَيْنَ الـدِّيْنُ وَالْقِيَـمُ
هِيَ الْقَـرَابَـةُ لاتُمْحَى بِمَسْغَبَـةٍ =وَلا يُـؤَثِّـرُ فِيْ بُنْيَانِهَـا التُّـهَـمُ
فَـإِنَّهَـارَحِـمٌ تَبْـدُومُعَلَّـقَـةً =بِالْعَرْشِ تَدْعُو فَصِلْ إِنْ قَاطَعَتْ رَحِمُ
وَإِنْ دَعَوْتَ إِلـهَ الْعَـرْشِ مَغْفِرَةً =وَأَنْتَ قَـاطِـعُ أَرْحَـامٍ سَتَنْهَـزِمُ
فَهَجْرُ أَرْحَامِكُـمْ ظُلْـمٌ وَمَفْسَدَةٌ =تِلْكَ الْكَبَائِرُ مَحْفُوْفٌ بِهَـا النَّـدَمُ
فَصِلْ أَوْ اقْطَعْ تَنَلْ مَا أَنْتَ فَاعِلُـهُ =وَصْلاً وَقَطْعًـاوَرَبِّي مُنْصِفٌ حَكَـمُ
وصلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم.
وقطيعة الرحم تعني عدم الإحسان إلى الأقارب, وقيل بل هي الإساءة إليهم.
لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة, وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب, وفي الصلة سبب لطول العمر كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم (( صدقة السر تطفيء غضب الرب , وصلة الرحم تزيد في العمر , وفعل المعروف تقي مصارع السوء )) وهي أيضاً من المعروف .
يختلف الأرحام بحسب قربهم وبعدهم من الشخص , فهناك الرحم القريب نسباً كالوالد والأخ و الرحم البعيد كابن العم أو ابن الخال , ففي حديث إبن رمثة رضي الله عنه قال إنتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول بر أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك , أخرجه الحاكم وأحمد وسنده صحيح .
وتختلف الصلة هنا بقدر حاجة الموصول و قدرة الواصل , كما تختلف الصلة
بحسب قرب الرحم منك وبعده عنك فما تصل به الأب يختلف عما تصل به الأخ .
سواء كانت الصلة مادية أو معنوية .
ولا يمنع الاحسان من قريب مجافي أو رحم مقاطع أو نسب معادي , بل إن ذلك من أفضل الصلات إلى الله ثم خلقه لأنها تنقي النفوس , وتصفي القلوب , فقد روي عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيها أفضل ؟ فقال : على ذي الرحم الكاشح ... رواه أحمد وحسنه المنذري والألباني , والكاشح هو الذي يضمر عداوته في كشحه وهو خصره .
والصدقة في القريب فيها أجران , أجر الصدقة وأجر الصلة كما في حديث سلمان بن عامر رضي الله عنه مرفوعا أن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذوي الرحم ثنتان , صدقة وصلة ... رواه النسائي والترمذي وإسناده صحيح .
و الصلة يمكن أن تكون في أحوال عدة كالزيارة , و الاستضافة , وتفقد الموصول , وتوقيره و مشاركته في أفراحه بتهنئته ومواساته في أحزانه وعيادة مرضاه , و إجابة دعوته , و سلامة الصدر نحوه فلا تحمل الحقد الدفين عليه وليس كبير القوم من يحمل الحقدا.
ويمكن أن تكون في إصلاح ذات البين , فإذا علمت بفساد علاقة بعضهم ببعض بادر بالإصلاح وتقريب وجهات النظر ومحاولة إعادة العلاقة بينهم , و دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر .
موضوع مشارك
(( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) (البقرة:83) .
وعن عائشة_ رضي الله عنها_ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله )) البخاري- الفتح10(5989). ومسلم (2555) وهذا لفظه.
كان صلى الله عليه وسلم يأمر بصلة الأرحام وإن كانوا غير مسلمين حين أوصي أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما (( صلي أمك )) فما بالكم إذا كانت الرحم مسلمة مؤمنة .
فِيْمَا الْجَفَـاءُ وَفِيْنَا مُضْغَةٌ رَحِـمُ =أَيْنَ التَّوَاصُـلُ أَيْنَ الـدِّيْنُ وَالْقِيَـمُ
هِيَ الْقَـرَابَـةُ لاتُمْحَى بِمَسْغَبَـةٍ =وَلا يُـؤَثِّـرُ فِيْ بُنْيَانِهَـا التُّـهَـمُ
فَـإِنَّهَـارَحِـمٌ تَبْـدُومُعَلَّـقَـةً =بِالْعَرْشِ تَدْعُو فَصِلْ إِنْ قَاطَعَتْ رَحِمُ
وَإِنْ دَعَوْتَ إِلـهَ الْعَـرْشِ مَغْفِرَةً =وَأَنْتَ قَـاطِـعُ أَرْحَـامٍ سَتَنْهَـزِمُ
فَهَجْرُ أَرْحَامِكُـمْ ظُلْـمٌ وَمَفْسَدَةٌ =تِلْكَ الْكَبَائِرُ مَحْفُوْفٌ بِهَـا النَّـدَمُ
فَصِلْ أَوْ اقْطَعْ تَنَلْ مَا أَنْتَ فَاعِلُـهُ =وَصْلاً وَقَطْعًـاوَرَبِّي مُنْصِفٌ حَكَـمُ
وصلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم.
وقطيعة الرحم تعني عدم الإحسان إلى الأقارب, وقيل بل هي الإساءة إليهم.
لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة, وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب, وفي الصلة سبب لطول العمر كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم (( صدقة السر تطفيء غضب الرب , وصلة الرحم تزيد في العمر , وفعل المعروف تقي مصارع السوء )) وهي أيضاً من المعروف .
يختلف الأرحام بحسب قربهم وبعدهم من الشخص , فهناك الرحم القريب نسباً كالوالد والأخ و الرحم البعيد كابن العم أو ابن الخال , ففي حديث إبن رمثة رضي الله عنه قال إنتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول بر أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك , أخرجه الحاكم وأحمد وسنده صحيح .
وتختلف الصلة هنا بقدر حاجة الموصول و قدرة الواصل , كما تختلف الصلة
بحسب قرب الرحم منك وبعده عنك فما تصل به الأب يختلف عما تصل به الأخ .
سواء كانت الصلة مادية أو معنوية .
ولا يمنع الاحسان من قريب مجافي أو رحم مقاطع أو نسب معادي , بل إن ذلك من أفضل الصلات إلى الله ثم خلقه لأنها تنقي النفوس , وتصفي القلوب , فقد روي عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيها أفضل ؟ فقال : على ذي الرحم الكاشح ... رواه أحمد وحسنه المنذري والألباني , والكاشح هو الذي يضمر عداوته في كشحه وهو خصره .
والصدقة في القريب فيها أجران , أجر الصدقة وأجر الصلة كما في حديث سلمان بن عامر رضي الله عنه مرفوعا أن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذوي الرحم ثنتان , صدقة وصلة ... رواه النسائي والترمذي وإسناده صحيح .
و الصلة يمكن أن تكون في أحوال عدة كالزيارة , و الاستضافة , وتفقد الموصول , وتوقيره و مشاركته في أفراحه بتهنئته ومواساته في أحزانه وعيادة مرضاه , و إجابة دعوته , و سلامة الصدر نحوه فلا تحمل الحقد الدفين عليه وليس كبير القوم من يحمل الحقدا.
ويمكن أن تكون في إصلاح ذات البين , فإذا علمت بفساد علاقة بعضهم ببعض بادر بالإصلاح وتقريب وجهات النظر ومحاولة إعادة العلاقة بينهم , و دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر .
موضوع مشارك