مجنونها
04-10-2009, 05:31 PM
يذكر ابن قتيبة في الشعر والشعراء , ان قلوب العشاق رقيقة كأنها قلوب الطير تنماث كما ينماث الملح في الماء, وهم ينظرون الى جمال محاجر اعين لا ينظر اليها الاخرون, ويستجيبون للحب استجابة لا يقدر عليها غيرهم, واستجابتهم للحب وسلوكهم وتعبيرهم عن مشاعرهم, كلها امور يفضلون بها ويتفاخرون بها فيما بينهم.
يذكر صاحب كتاب الزهرة ان الحب شيء يختص به قوم برقة طبائعهم, وتآلف ارواحهم, فمن كا ن مثلهم يعذرهم, ومن خرج عن حدهم هان قوله.
من أشهر المجانين الذين سبقوني قيسُ بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعه بن جعده بن كعب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه المعروف بـ ( قيسُ ليلى _ ومجنون ليلى ) وقد أحب ليلى بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعه بن عامر بن صعصعه منذ الصغر ,إذ كانا صبيين فتعلق كل واحدٍ منهما بصاحبه وهما يرعيان مواشي أهلهما ,فلم يزالا كذلك حتى حُجِبت عنه وفيها قوله :
صغيرين ِ نرعى البهم ياليت إننا=إلى اليوم لا نكبُر ولم تكبُر البهمِ.
وقد تعدى حبه لليلى العامريه من ذاته إلى مايحيط به فأفرط في حبها حتى الجنون فضلاً عن حبه للأشياء المتعلقه بها بما في ذلك الجدران الصماء حتى أنه قال:
أمر على الديار ديار ليلى =أُقبلُ ذا الجدارُ وذا الجدارُ
وماحبُ الديارُشغفن قلبي=ولكن حُب من سكن الديار
وابن الملوح من اشهر شعراء الحب العذري وقد كان حبه قد بلغ به حد الجنون بل جعله من أشهر المجانين وقد تسبب قوله الشعر في محبوبته وتناقله بين العرب في قرار أبيها عدم تزو يـجه منها .
مابـال قلبـك يـا مجـنـون قــد هلـعـا=في حبِّ من لا تَرى فـي نَيْلِـهِ طَمَعَـا
الحـبُّ والــودُّ نِيـطـا بالـفـؤادِ لـهـا=فأصبحَـا فـي فـؤادِي ثابِتَـيْـنِ مَـعـا
طُوبَى لمن أنـتِ فـي الدنيـا قرينتُـه= لقـد نفـى الله عنـه الهـم والجـزعـا
بـل مـا قـرأت كتـابـاً مـنـك يبلغـنـي =إلاَّ تـرقـرقَ مــاءُ العَـيْـن أو دمـعَــا
أدعـو إلـى هجرهـا قلبـي فيتبعـنـي =حتـى إذا قلـت هـذا صــادق نـزعـا
لا أستطيـع نـزوعـاً عــن مودتـهـا=أو يصنع الحب بي فوق الذي صنعا
كَـمْ مـن دَنِـيٍّ لهـا قــد كـنـتُ أتبَـعُـهُ =ولو صحا القلب عنها كان لـي تبعـا
وزادنـي كَلَفـاً فـي الحـبِّ أن مُنِعَـتْ =أحبُّ شـيءٍ إلـى الإِنسـان مـا مُنِعـا
إِقْـرَ السـلامَ علـى لِيْلَـى وحـقَّ لهـا =منـي التحيـة إن المـوت قـد نـزعـا
أمـات أم هـو حـي فـي الـبـلاد فـقـد=قلَّ العّزَاءُ وأبـدَى القلـبُ مـا جَزِعـا
ومنهم عروة بن حزام بن مهاجر الضنى من بنى عذرة من قضاعة شاعر من متيمى العرب كان يحب ابنة عم له اسمها عفراء نشأ معها فى بيت واحد لان اباه خلفه صغيرا فكفله عمه ولما كبر خطبها فطلبت امها مهرا لا قبل له به فرحل الى عم له فى اليمن فلما عاد وجدها تزوجت بأموى من الشام فلحق بها فأكرمه زوجها فنزل عنده ايام ثم رحل فضنى حبا ومات قبل ان يصل لدياره توفي سنة 30 هـ / 650 م
ويذكر عروة بن حزام ، أحد العشاق الذين قتلهم العشق وبه يضرب المثل بين العرب في من قتله العشق
مابي من خبل ولابي جنة =ولكن عمي يا أخي كذوب
ويقول أيضا :
وإنّي لتعروني لذكراكِ رعدة ٌ = لها بين جسمي والعظامِ دبيبُ
وما هوَ إلاّ أن أراها فجاءة ً = فَأُبْهَتُ حتى مَا أَكَادُ أُجِيبُ
قصص المجانين الهوى وصرعى العشق كثيرة ومشهورة ونختم هنا بشاعر شعبي مشهور وهو محمد بن لعبون الذي أحب (ميّاً) وتغزل فيها كثيراً , وبكى حول منازلها واستبكى , ومع ذلك فلم يتزوج منها بل وكان لقاؤه بها قليلاً فأضرم في قلبه حُبّاً عظيماً ، ثم توفي رحمه الله بمرض الطاعون صغيراً لم يجاوز الأربعين إلا بقليل.
يقول في محبوبته مي ..
ودِّي بنسيانها ومن أين =ينسى محمد لخلانه
اطيع أنا في هواه اثنين=سلطان قلبي وشيطانه
اتبع هواها من اين إلى اين =واحظى بشوفه ورضوانه
وابغضت الادنين والاقصين =واحببت قومه على شانه
وين اشتكي ما دهاني وين؟ =مشكاي لله سبحانه
ويقول:
يا مي أنا حالف لارميك =ولا أصيدك بشباكي
همي وغمي وسقمي فيك =ينبيك عمَّا حكى الحاكي
يذكر صاحب كتاب الزهرة ان الحب شيء يختص به قوم برقة طبائعهم, وتآلف ارواحهم, فمن كا ن مثلهم يعذرهم, ومن خرج عن حدهم هان قوله.
من أشهر المجانين الذين سبقوني قيسُ بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعه بن جعده بن كعب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه المعروف بـ ( قيسُ ليلى _ ومجنون ليلى ) وقد أحب ليلى بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعه بن عامر بن صعصعه منذ الصغر ,إذ كانا صبيين فتعلق كل واحدٍ منهما بصاحبه وهما يرعيان مواشي أهلهما ,فلم يزالا كذلك حتى حُجِبت عنه وفيها قوله :
صغيرين ِ نرعى البهم ياليت إننا=إلى اليوم لا نكبُر ولم تكبُر البهمِ.
وقد تعدى حبه لليلى العامريه من ذاته إلى مايحيط به فأفرط في حبها حتى الجنون فضلاً عن حبه للأشياء المتعلقه بها بما في ذلك الجدران الصماء حتى أنه قال:
أمر على الديار ديار ليلى =أُقبلُ ذا الجدارُ وذا الجدارُ
وماحبُ الديارُشغفن قلبي=ولكن حُب من سكن الديار
وابن الملوح من اشهر شعراء الحب العذري وقد كان حبه قد بلغ به حد الجنون بل جعله من أشهر المجانين وقد تسبب قوله الشعر في محبوبته وتناقله بين العرب في قرار أبيها عدم تزو يـجه منها .
مابـال قلبـك يـا مجـنـون قــد هلـعـا=في حبِّ من لا تَرى فـي نَيْلِـهِ طَمَعَـا
الحـبُّ والــودُّ نِيـطـا بالـفـؤادِ لـهـا=فأصبحَـا فـي فـؤادِي ثابِتَـيْـنِ مَـعـا
طُوبَى لمن أنـتِ فـي الدنيـا قرينتُـه= لقـد نفـى الله عنـه الهـم والجـزعـا
بـل مـا قـرأت كتـابـاً مـنـك يبلغـنـي =إلاَّ تـرقـرقَ مــاءُ العَـيْـن أو دمـعَــا
أدعـو إلـى هجرهـا قلبـي فيتبعـنـي =حتـى إذا قلـت هـذا صــادق نـزعـا
لا أستطيـع نـزوعـاً عــن مودتـهـا=أو يصنع الحب بي فوق الذي صنعا
كَـمْ مـن دَنِـيٍّ لهـا قــد كـنـتُ أتبَـعُـهُ =ولو صحا القلب عنها كان لـي تبعـا
وزادنـي كَلَفـاً فـي الحـبِّ أن مُنِعَـتْ =أحبُّ شـيءٍ إلـى الإِنسـان مـا مُنِعـا
إِقْـرَ السـلامَ علـى لِيْلَـى وحـقَّ لهـا =منـي التحيـة إن المـوت قـد نـزعـا
أمـات أم هـو حـي فـي الـبـلاد فـقـد=قلَّ العّزَاءُ وأبـدَى القلـبُ مـا جَزِعـا
ومنهم عروة بن حزام بن مهاجر الضنى من بنى عذرة من قضاعة شاعر من متيمى العرب كان يحب ابنة عم له اسمها عفراء نشأ معها فى بيت واحد لان اباه خلفه صغيرا فكفله عمه ولما كبر خطبها فطلبت امها مهرا لا قبل له به فرحل الى عم له فى اليمن فلما عاد وجدها تزوجت بأموى من الشام فلحق بها فأكرمه زوجها فنزل عنده ايام ثم رحل فضنى حبا ومات قبل ان يصل لدياره توفي سنة 30 هـ / 650 م
ويذكر عروة بن حزام ، أحد العشاق الذين قتلهم العشق وبه يضرب المثل بين العرب في من قتله العشق
مابي من خبل ولابي جنة =ولكن عمي يا أخي كذوب
ويقول أيضا :
وإنّي لتعروني لذكراكِ رعدة ٌ = لها بين جسمي والعظامِ دبيبُ
وما هوَ إلاّ أن أراها فجاءة ً = فَأُبْهَتُ حتى مَا أَكَادُ أُجِيبُ
قصص المجانين الهوى وصرعى العشق كثيرة ومشهورة ونختم هنا بشاعر شعبي مشهور وهو محمد بن لعبون الذي أحب (ميّاً) وتغزل فيها كثيراً , وبكى حول منازلها واستبكى , ومع ذلك فلم يتزوج منها بل وكان لقاؤه بها قليلاً فأضرم في قلبه حُبّاً عظيماً ، ثم توفي رحمه الله بمرض الطاعون صغيراً لم يجاوز الأربعين إلا بقليل.
يقول في محبوبته مي ..
ودِّي بنسيانها ومن أين =ينسى محمد لخلانه
اطيع أنا في هواه اثنين=سلطان قلبي وشيطانه
اتبع هواها من اين إلى اين =واحظى بشوفه ورضوانه
وابغضت الادنين والاقصين =واحببت قومه على شانه
وين اشتكي ما دهاني وين؟ =مشكاي لله سبحانه
ويقول:
يا مي أنا حالف لارميك =ولا أصيدك بشباكي
همي وغمي وسقمي فيك =ينبيك عمَّا حكى الحاكي