أبووجدان
05-27-2009, 05:33 AM
* ـ إذا كانت الإنسانية كتيار فكري في الغرب هي تأليه الإنسان عبر تكريس مركزيته الوجودية، فما هي الإنسانية من وجهة نظر إسلامية ؟ وما هي حقيقة تكريم الإنسان الواردة في القرآن الكريم ؟
* ـ (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء7) إن كرامة بني آدم هي خلقهم على فطرة تأهلهم لمعنى الخلافة الواردة في القرآن الكريم في أكثر من موضع (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة 3) وهذه الفطرة هي الحرية التي جُعلت في جبلتهم والتي يمتازون فيها عن أصناف المخلوقات الأخرى كالملائكة من المخلوقات العليا والبهائم من المخلوقات الدنيا، وجعلتهم أهلاً لحمل الأمانة التي هي التكليف (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (الأحزاب 72 ).
والتكليف له معنيان، الأول : هو حرية الإرادة والقدرة على الفعل الحر والمختار في شروط الحياة الأرضية.
أما الثاني : فهو مسؤلية الإنسان عن هذا الفعل وهذا الاختيار، هذه المسؤلية التي تتحدد تبعاً لها مكانة الإنسان الفرد الوجودية، وإن أرقى مكانة للإنسان الفرد في الحياة هي مرتبة العبودية، حيث تتحقق الإرادة الإلهية السامية عبر الإرادة الإنسانية الحرة والمختارة، ويتحقق غرض وغاية خلق الإنسان عبر الفعل الإنساني الحر والمختار، و بذلك يتحقق معنى الخلافة.
إذن فالإنسانية من منظور إسلامي هي كل ما هو مناسب لفطرة الإنسان، وفطرة الإنسان كما هو كماله وغاية وجوده لا يتحقق إلا بالعبودية لله عز و جل.
ولذلك فإن إنسانية الإنسان لا تتحقق في أي سياق يخرجه عن عبوديته لله كحقيقة مرتبطة بوجوده وإن الدين الذي هو مجموع العقائد والشرائع والقيم والأخلاقيات التي اشترعها الله لعباده هي ما يناسب فطرة الإنسان وهي ما يحقق إنسانيته.
وإن كل دعوة للإنسانية والأنسنة والتأنيس وغير ذلك من مصطلحات الحداثة في ثقافتنا العربية الإسلامية هي دعوة مكذوبة إن لم تنبع من صميم الإسلام ومن منطلقاته في فهم الإنسان والوجود.
وإني استغرب هذه الدعوات التي يطلقها البعض "للأنسنة" أي لتبني المنظور الإنسانوي الغربي للحياة وتكريس الإنسان كقيمة مطلقة في الوجود، كما هو حاصل في الحضارة الغربية، دون أن يرى في ذلك خروج بالإنسان من دائرة الأديان، والحقيقة أن الأمر لا يعدوا أن يكون تلاعباً بالمصطلحات وخلطاً للمفاهيم .
* ـ في النهاية إذن . ما هو المشترك الإنساني ؟
إن المشترك الإنساني ليس محصلة جمع المتناقضات في سلة واحدة، إن المشترك الإنساني هو ما يشكل حقيقة الإنسان ككائن مخلوق في هذه الدنيا، إنه الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالإنسان ليس بإله وليس بمركز للكون.
ولأننا لا نهدف في هذا المقام إلا أن نوضح الفرق الشاسع بين المفاهيم المختلفة وإن اشتركت بالاسم، نقول : من حق من يشاء أن يدعوا للإنساوية الحديثة، ولكن ليس من حقه أن يلبس دعوته رداءً إسلامياً.
و من حقه هنا ليس الحق بمعنى الحقيقة ولكن الحق بمعنى حرية الاختيار، فما الذي نفعله إن كان البعض يمقت نفسه ويمقت بني الإنسان لدرجة أن نفسه تسول له أن يتأله.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ) (غافر10) صدق الله العظيم .
* ـ (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء7) إن كرامة بني آدم هي خلقهم على فطرة تأهلهم لمعنى الخلافة الواردة في القرآن الكريم في أكثر من موضع (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة 3) وهذه الفطرة هي الحرية التي جُعلت في جبلتهم والتي يمتازون فيها عن أصناف المخلوقات الأخرى كالملائكة من المخلوقات العليا والبهائم من المخلوقات الدنيا، وجعلتهم أهلاً لحمل الأمانة التي هي التكليف (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (الأحزاب 72 ).
والتكليف له معنيان، الأول : هو حرية الإرادة والقدرة على الفعل الحر والمختار في شروط الحياة الأرضية.
أما الثاني : فهو مسؤلية الإنسان عن هذا الفعل وهذا الاختيار، هذه المسؤلية التي تتحدد تبعاً لها مكانة الإنسان الفرد الوجودية، وإن أرقى مكانة للإنسان الفرد في الحياة هي مرتبة العبودية، حيث تتحقق الإرادة الإلهية السامية عبر الإرادة الإنسانية الحرة والمختارة، ويتحقق غرض وغاية خلق الإنسان عبر الفعل الإنساني الحر والمختار، و بذلك يتحقق معنى الخلافة.
إذن فالإنسانية من منظور إسلامي هي كل ما هو مناسب لفطرة الإنسان، وفطرة الإنسان كما هو كماله وغاية وجوده لا يتحقق إلا بالعبودية لله عز و جل.
ولذلك فإن إنسانية الإنسان لا تتحقق في أي سياق يخرجه عن عبوديته لله كحقيقة مرتبطة بوجوده وإن الدين الذي هو مجموع العقائد والشرائع والقيم والأخلاقيات التي اشترعها الله لعباده هي ما يناسب فطرة الإنسان وهي ما يحقق إنسانيته.
وإن كل دعوة للإنسانية والأنسنة والتأنيس وغير ذلك من مصطلحات الحداثة في ثقافتنا العربية الإسلامية هي دعوة مكذوبة إن لم تنبع من صميم الإسلام ومن منطلقاته في فهم الإنسان والوجود.
وإني استغرب هذه الدعوات التي يطلقها البعض "للأنسنة" أي لتبني المنظور الإنسانوي الغربي للحياة وتكريس الإنسان كقيمة مطلقة في الوجود، كما هو حاصل في الحضارة الغربية، دون أن يرى في ذلك خروج بالإنسان من دائرة الأديان، والحقيقة أن الأمر لا يعدوا أن يكون تلاعباً بالمصطلحات وخلطاً للمفاهيم .
* ـ في النهاية إذن . ما هو المشترك الإنساني ؟
إن المشترك الإنساني ليس محصلة جمع المتناقضات في سلة واحدة، إن المشترك الإنساني هو ما يشكل حقيقة الإنسان ككائن مخلوق في هذه الدنيا، إنه الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالإنسان ليس بإله وليس بمركز للكون.
ولأننا لا نهدف في هذا المقام إلا أن نوضح الفرق الشاسع بين المفاهيم المختلفة وإن اشتركت بالاسم، نقول : من حق من يشاء أن يدعوا للإنساوية الحديثة، ولكن ليس من حقه أن يلبس دعوته رداءً إسلامياً.
و من حقه هنا ليس الحق بمعنى الحقيقة ولكن الحق بمعنى حرية الاختيار، فما الذي نفعله إن كان البعض يمقت نفسه ويمقت بني الإنسان لدرجة أن نفسه تسول له أن يتأله.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ) (غافر10) صدق الله العظيم .