المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطلاب في الاختبارات ليسوا جميعا سواء


صقر قريش
06-19-2009, 12:59 PM
أحدهم فقد والدته وآخر يذاكر في سيارة نقل وثالث لا يطيق الكيمياء
الطلاب في الاختبارات ليسوا جميعا سواء


حسين الحجاجي-جدة
سيتوجهون للاختبارات بلا مفارقات أو حكاية ـ بعضهم وليسوا جميعا في ذلك سواء ـ هناك فئة منهم تتوجه لأداء الامتحان بوضعية مختلفة، وهناك من يحمل حكاية مبهجة كانت أو معتمة، مطلوب منهم تجاوزها والتخلص منها، لكن هل يستطيعون التمكن من ذلك؟.
هناك من قاطعنا وبلا تردد: لقد تخلصت منها مبكرا، وهناك من لاذ بالصمت ثم قال: هل يستطيع أحد أن يتخلص من عينه؟.
هنا تأتي الحكاية بكل امتدادها وتشويشها على أذهان أبنائنا في وقت لا يسمح بأي تشويش، أبناؤنا المتوجهون غدا لقاعات الاختبار قالوا شيئا تعجز أجواء التهيئة الأسرية أو حتى المدرسية عن إزاحته من أذهانهم، فماذا قالوا؟.
طالب المرحلة الثانوية في صفها الثالث عمر إبراهيم الحربي قال في ألم ظاهر: لكم تمنيت أن لا يأتي الاختبار وأنا بهذا الحال، لقد حاولت النسيان لكن أكذب على نفسي، وخصوصا أن كل شيء حولي يذكرني ويعيد تلك الذكرى حية وكأنها اليوم، وليس قبل أربعة أشهر.
إنها والدتي، توفيت في تلك الفترة بعد صراع مرير مع المرض، كانت أمي هي كل شيء بالنسبة لي، سوف أفتقدها مع كل صباح أتوجه فيه للامتحان، أفتقدها وهي توقظني لصلاة الفجر، ودعواتها حينما أستيقظ وتشاهدني أتصفح كتبي للمراجعة قبل موعد خروجي، سوف أفتقد كأس الحليب ووجبة إفطارها التي تلزمني بألا أخرج إلا بعد تناولها، لا أدري من أين أستقي ذلك الإحساس الذي يجلسني في قاعة الاختبار مرتاح البال، كنت أجد أثر دعواتها لي مع كل سؤال وإجابة، هذه السنة موعدي مع الاختبار مختلف وحتى اللحظة و قبل موعد اليوم الأول من الاختبار، أنا متوتر وفوق توتري حزن مؤلم ولا أدري ماذا أصنع ولا كيف تكون النتائج، ولا أظنها ستكون مثل السابق، لكن الله يرحمها ليتها الآن معي.
طقوس الاختبار
ناصر مبارك المولد طالب الصف الثاني الثانوي يتبع طقوسا تعود عليها منذ أعوام ماضية يلجأ إليها في مثل هذه الأيام حيث قال: ربما تستغرب لو قلت لك أنني أفتقد سيارتي، فقد تعودت منذ المرحلة المتوسطة أن أذاكر وأراجع مواد الدراسة أثناء الاختبارات في حوض سيارتي، حيث أتوجه بعد أذان العصر إلى أحد المخططات وأفترش حوض سيارتي (النقل) مع برادة الشاي وأظل هناك إلى ما بعد منتصف الليل، حيث أعود للبيت للنوم ثم أستيقظ مع الفجر وأقود سيارتي إلى المدرسة، ولكن بعيدا عن طلابها للمراجعة النهائية فيها، وفي الفترة الثانية عندما كانت بوابة المدرسة مسموح بفتحها بين الفترتين كنت أوثر البقاء في سيارتي تلك، لكن هذا العام أفتقدها، فقبل شهر تعرضت لحادث مروري أدى إلى انقلابها وتهشمها، ولله الحمد نجوت، فاضطررت لبيعها على التشليح بثمن بخس.
أجلس الآن بلا سيارة فالظروف لا تسمح لي حاليا بشراء سيارة أخرى، والمشكلة أنني تعودت على المذاكرة في سيارتي، لهذا أواجه مشكلة منذ أكثر من أسبوع في محاولتي التعود على المذاكرة في (حوش) البيت، إلا أنني أشعر بعدم التركيز والاستيعاب، لم أترك زاوية من زوايا فناء بيتنا إلا وحاولت المذاكرة فيه إلا أن محاولتي لم تفلح.
عقدة المعقد
يعقوب محمد أمين طالب الصف الأول الثانوي لم يكن بأسعد حالا حينما قال: ما يعكر صفاء ذهني وهما يقلقني عندما أتوجه للدراسة في الصف الثاني ويتمثل هذا الهم في خوفي منذ الآن من أن يتم وضعي في أحد الفصول التي سيدرسنا فيه مادة الكيمياء أحد المدرسين الذين لا أطيقهم!.
معلم أنا لا أطيقه مثلما بقية الطلاب، والجميع لا يذكره بخير وكلهم يحذرونني من البقاء في المدرسة، هذا المعلم معروف بتعقيده للمادة وللطلاب ولهذا أحمل هما منذ الآن وخصوصا أن توزيع الطلاب على الفصول في مدرستنا يتم حسب الأبجدية وهو يدرس الفصول الأخيرة واسمي يبدأ بحرف (الياء) وهذا يعني أنني سأكون أحد طلاب الفصول التي يدرسها هذا المعلم، ولا أستطيع ترك المدرسة كونها أقرب إلى بيتنا وأنسبها، لكنني أتمنى أن ينقل هذا المعلم لأي سبب، ولا أريد أن أكون ضحية معلم معقد لا أحتمله!.
ويتألم خالد عبدالله الغامدي طالب الصف الثالث المتوسط من الحادث المروري الذي تعرض له أخوه الأكبر قائلا: أتمنى ألا تبدأ الاختبارات إلا وأخي في أتم صحة وعافية.
أما عبدالله محمد الزهراني فلا يعكر صفوه عدا معايير الاختبارات التي قال عنها إنها وحسبما قيل لنا ترعبني بكثرتها حيث تشتمل على فقرات تصل إلى ثلاثين بما فيها علل، وأذكر، وعدّد.
لكن وضع علي فايز طاشكندي طالب الصف الثالث الثانوي مختلف تماما لدرجة أنه متحفز لأداء الاختبار لأول مرة في حياته بمثل هذه الحيوية والحماس الذي يقول عنه:
حماس لم أعرفه من قبل ولأول مرة سوف أتوجه للاختبار بنفسية هادئة، بل وفرحة أيضا والسبب أن الوالد قرر عقد قراني وإقامة حفلة زواجي في يوم الخميس أي بعد الانتهاء مباشرة من آخر ورقة في الاختبارات، لقد جهز لي الشقة وأثثها وهي مكتملة الآن ولم يتبق سوى إحضار العروس.
ولا يختلف الوضع مع عقيل القرني طالب الصف الثالث الثانوي الذي قال: أن والده قرر أن يخطب له عروسا مع نهاية الاختبارات ولهذا يعتبر أن أداء الاختبارات هذا العام سيتسم بهذا الوضع المميز.
سياحة خارجية
أما عبدالحي ياسين سروان طالب الصف الثاني طبيعي، فيقول: إنني سعيد للغاية ولهذا أستقبل الاختبارات لأول مرة بروح مختلف عن الأعوام الماضية، والسبب أن خالي الذي هو بمثابة والدي بعد وفاته قرر هذا العام أن نسافر برفقته وأسرته إلى إسبانيا، كنت أحلم منذ صغري بالسفر، إنني فرح لدرجة لا أستطيع أن أصفها لك وبالذات أن خالي قد وعدني بزيارة كل تلك المعالم في تلك الدولة.
يشاطره في هذا الاتجاه بدر نور طالب الصف الثالث حيث يقول: إنني على موعد لزيارة ألمانيا لوجود بعض أقاربي، وأضافت لي هذه البشرى نوعا من الحماس لدخول الاختبارات.
لا يبتعد زميله عبدالرحمن السلمي والذي كما قال: سيتوجه إلى أستراليا لاستغلال الإجازة في دراسة اللغة الإنجليزية هناك.
لكن كلا من عبدالله معدي وعامر الغامدي وممدوح الذبياني وسلطان القحطاني وسعد نوار لخصوا ابتهاجهم بدخول الاختبارات كونهم سوف يؤدون اختبارات ينتهي معها وضعهم كطلاب في التعليم العام إلى التعليم الجامعي، الذي يعتبر نقلة نوعية في حياتهم، إلا أن زميلهم سعيد الزهراني أضاف أنه سيبذل قصارى جهده لأداء الاختبارات لأنه يتطلع إلى (دباب بحري) سوف يملكه في آخر يوم من الاختبارات، فيما يترقب كل من فارس السهلي وطلال البراك التمتع بقيادة السيارة الجديدة لانتقالهما في حالة التوفيق بالنجاح إلى الدراسة الجامعية، إلا أن زميلهما مشاري المحمادي يتطلع لدراسة الطيران.