حسن عابد
06-27-2009, 02:55 PM
في عام 1280 هـ خرجت قافلة من الحجاج من الرس بمنطقة القصيم ، متجهة إلى مكة المكرمة ، ورئيس القافلة " صالح بن رخيّص " وكان في القافلة محمد بن منصور بن ريّس ، وجارد بن ذياب ، وكلاهما من أهل الرس ، ووصلت القافلة مكة المكرمة ، وأدى الجميع مناسك حجهم ، ثم اتطلقوا عائدين إلى الرس ، وفي الطريق أصيب جارد بن ذياب بمرض الجدري ، مما أقعده عن مواصلة السير ، ومنعه من مرافقة القافلة ، فتشاور القوم في أمره ، فاقترح " ابن رخيّص " أو شخص آخر ، أن يحملوه على نعش حتى يصل إلى أهله ، ولكن رفيقه "محمد ابن ريّس " تدخّل ومنعهم من ذلك ، لأن المريض كان قد بلغ به المرض حدّاً جعل من الخطر عليه نقله بتلك الطريقة ، وتطوّع " محمد بن ريّس " بالجلوس مع " جارد " حتى يشفيه الله ، أو يختاره إلى جواره ، وفعلا لم يجد القوم بدّا من الرضوخ لرغبة " بن ريس " الذي بعث معهم قصيدة يقول فيها …
قل هيه ياهل شايبات المحاقيب = أقفنّ من عندي جداد الاثاري
أقفنّ من عندي كما يقفي الذيب = لاطالعَ الشّـاوي بليل الغداري
لِياكنّ صفْقَ اذيالهن بالعراقيـب = رقّـاصةٍ تبـغى بزينه تمــاري
يابن رخيّـص كُبّ عنك الزواريب= عمارنا يابن رخيّص عـواري
خويّـنا مانـصلبـه بالمـصـاليب =ولا يشتكي منّـا دروب العـزاري
لازم تجيك أمّي بكبده لـواهـيـب=تبكي ومن كثـر البكا مـا تـداري
تنشدك باللي يعلم السـرّ والغـيب=وين ابني اللي لك خويٍّ مبـاري
قـل لَه قـعد في عاليات المراقـيـب=في قِـنّةٍ مـا حـوله الا الحـباري
يـتـنى خـويّـه لين يبدي به الطيب=ولا يجـيه من المقـاديـر جـاري
وان كان مـاقمـنا بحـقّ المواجـيـب=تحـرم عليـنا لابـسات الخـزاري
وسارت القافلة عائدة إلى الرس ، وتاركة خلفها " جـارد ورفيقه محمد " في مكان يقال له " بـلـغـه " وأقام الاثنان هناك ثلاثة أشهر ، كان محمد خلالها يطعم رفيقه مما يصيده ، ويسهر على راحته ، حتى عـافـاه الله ، وعاد الاثنان إلى ذويهما ، بعد أن ضرب " ابن ريّس " أروع الأمثلة في الوفاء .. وصار وفاؤه مضرب المثل بين الناس .. رحمهم الله جميعا ..
قل هيه ياهل شايبات المحاقيب = أقفنّ من عندي جداد الاثاري
أقفنّ من عندي كما يقفي الذيب = لاطالعَ الشّـاوي بليل الغداري
لِياكنّ صفْقَ اذيالهن بالعراقيـب = رقّـاصةٍ تبـغى بزينه تمــاري
يابن رخيّـص كُبّ عنك الزواريب= عمارنا يابن رخيّص عـواري
خويّـنا مانـصلبـه بالمـصـاليب =ولا يشتكي منّـا دروب العـزاري
لازم تجيك أمّي بكبده لـواهـيـب=تبكي ومن كثـر البكا مـا تـداري
تنشدك باللي يعلم السـرّ والغـيب=وين ابني اللي لك خويٍّ مبـاري
قـل لَه قـعد في عاليات المراقـيـب=في قِـنّةٍ مـا حـوله الا الحـباري
يـتـنى خـويّـه لين يبدي به الطيب=ولا يجـيه من المقـاديـر جـاري
وان كان مـاقمـنا بحـقّ المواجـيـب=تحـرم عليـنا لابـسات الخـزاري
وسارت القافلة عائدة إلى الرس ، وتاركة خلفها " جـارد ورفيقه محمد " في مكان يقال له " بـلـغـه " وأقام الاثنان هناك ثلاثة أشهر ، كان محمد خلالها يطعم رفيقه مما يصيده ، ويسهر على راحته ، حتى عـافـاه الله ، وعاد الاثنان إلى ذويهما ، بعد أن ضرب " ابن ريّس " أروع الأمثلة في الوفاء .. وصار وفاؤه مضرب المثل بين الناس .. رحمهم الله جميعا ..