صقر قريش
07-05-2009, 02:03 PM
سعد محمد مارق
للأرقام لغة!!
للأرقام لغة عجيبة تعتبر من أصدق اللغات وخاصة عندما تصدر من جهات رسمية موثقة... لكن ماذا يفيدنا جمال لغة الأرقام وقوتها إذا لم نتعامل ونتفاعل معها ونعيد رسم سياساتنا وآليات عملنا وفقا لتلك الأرقام؟ سنحاول فقط عرض ثلاثة أنواع من تلك الأرقام التي لها علاقة بعماد ومستقبل هذا الوطن وهم "الشباب".
أول هذه الأرقام هو الإحصائية الصادرة من المديرية العامة للمخدرات والتي تشير إلى أنه وخلال خمسة عشر شهرا "فقط" من 1/1/1428 وحتى 1/4/1429 قامت مديرية المخدرات بإحباط تهريب 46 مليونا و62 ألف حبة كبتاجون و9 أطنان من الحشيش و48 كيلوجراماً من الهيروين، كما أشار تقريرها إلى أنه في حادثة واحدة فقط تم القبض في أحد موانئ السعودية على سفينة تحمل ما يقارب مليوني حبة كبتاجون.
التقرير الثاني نشر في صحيفة الرياض، ويشير إلى أن البنك الدولي نشر حديثاً أن المملكة جاءت في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في حجم تحويلات العاملين الأجانب للخارج والتي بلغت نحو 57 مليار ريال، ويؤكد هذا التقرير تصريحا لنائب وزير العمل، وهذا يعني أن الأجانب العاملين في السعودية يحولون "يوميا" ما يصل إلى 160 مليون ريال.
التقرير الثالث هو الإحصاءات الرسمية الصادرة من وزارة العمل والمنشورة على موقعها الإلكتروني والتي تشير إلى أنه بلغ عدد العاملين في القطاع الخاص في المملكة 5.826.856 عدد السعوديين منهم "فقط" 765.621مقابل 5.061.235 لغير السعوديين بنسبة سعودة بلغت 13% "فقط".
الشباب هم صمام الأمان، وقوة الأوطان، وهذه الإحصاءات تكشف عن قضيتين خطيرتين تهددان مستقبل شبابنا "المخدرات والوظيفة". هذه "القضايا" بدأت معدلاتها تتزايد وتستهدف عقول ومستقبل "ثروة البلد" كما أنها تقف في وجه شباب لهم تطلعات للمساهمة في بناء البلد....الدولة أسست وزارة خاصة للعمل لمواجهة هذه المشكلة، وجهود أمنية مبذولة لمكافحة المخدرات، ولكننا نشعر أن الحملة ضد شبابنا بدأت تأخذ منحنى خطيرا وبدأنا نشعر وكأننا نخوض "معركة" تحد كبيرة مع أطراف غامضة. وعندما نعرض لمثل هذه الأرقام ليس "لخلق" جو من التشاؤم بالمستقبل، بل العكس - فالمشكلة أحيانا قد تكون نعمة لأنّها تشكّل أساسا ومنطلقا لأفكار وحلول عاجلة لمشاكل قد نعجز عن حلها لو تأخرنا.
لدينا فرصة كبيرة في "إعادة" النظر جذريا وبشكل عاجل في جميع القضايا التي تهم الشباب. هذه الإحصاءات تدل على أننا بحاجة إلى "استنفار كل القوى والاستعجال" لصدور أنظمة وقرارات تتناسب مع هذه المرحلة "الاستثنائية" ومع خطورة الظاهرة. نحتاج أن نؤسس لقناعات ومفاهيم جديدة بأنه إذا أردنا أن نرسم مستقبلا مشرقا لشباب هذا البلد يجب أن تكون نقطة الانطلاق من هذه الأرقام "المزعجة"، ولابد أن نقنع الآخرين بأن الرحلة صعبة وشاقة وبها تضحيات. ولكن متى ما كان لدينا الإصرار والعزيمة للمعالجة فحتما سننجح ونضمن لبلدنا مستقبلا آمنا وسنصل إلى مشروع "عملي" لحماية شبابنا وتأمين مستقبلهم.
http://www.alwatan.com.sa/news/write...9350&Rname=289 (http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3050&id=9350&Rname=289)
للأرقام لغة!!
للأرقام لغة عجيبة تعتبر من أصدق اللغات وخاصة عندما تصدر من جهات رسمية موثقة... لكن ماذا يفيدنا جمال لغة الأرقام وقوتها إذا لم نتعامل ونتفاعل معها ونعيد رسم سياساتنا وآليات عملنا وفقا لتلك الأرقام؟ سنحاول فقط عرض ثلاثة أنواع من تلك الأرقام التي لها علاقة بعماد ومستقبل هذا الوطن وهم "الشباب".
أول هذه الأرقام هو الإحصائية الصادرة من المديرية العامة للمخدرات والتي تشير إلى أنه وخلال خمسة عشر شهرا "فقط" من 1/1/1428 وحتى 1/4/1429 قامت مديرية المخدرات بإحباط تهريب 46 مليونا و62 ألف حبة كبتاجون و9 أطنان من الحشيش و48 كيلوجراماً من الهيروين، كما أشار تقريرها إلى أنه في حادثة واحدة فقط تم القبض في أحد موانئ السعودية على سفينة تحمل ما يقارب مليوني حبة كبتاجون.
التقرير الثاني نشر في صحيفة الرياض، ويشير إلى أن البنك الدولي نشر حديثاً أن المملكة جاءت في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في حجم تحويلات العاملين الأجانب للخارج والتي بلغت نحو 57 مليار ريال، ويؤكد هذا التقرير تصريحا لنائب وزير العمل، وهذا يعني أن الأجانب العاملين في السعودية يحولون "يوميا" ما يصل إلى 160 مليون ريال.
التقرير الثالث هو الإحصاءات الرسمية الصادرة من وزارة العمل والمنشورة على موقعها الإلكتروني والتي تشير إلى أنه بلغ عدد العاملين في القطاع الخاص في المملكة 5.826.856 عدد السعوديين منهم "فقط" 765.621مقابل 5.061.235 لغير السعوديين بنسبة سعودة بلغت 13% "فقط".
الشباب هم صمام الأمان، وقوة الأوطان، وهذه الإحصاءات تكشف عن قضيتين خطيرتين تهددان مستقبل شبابنا "المخدرات والوظيفة". هذه "القضايا" بدأت معدلاتها تتزايد وتستهدف عقول ومستقبل "ثروة البلد" كما أنها تقف في وجه شباب لهم تطلعات للمساهمة في بناء البلد....الدولة أسست وزارة خاصة للعمل لمواجهة هذه المشكلة، وجهود أمنية مبذولة لمكافحة المخدرات، ولكننا نشعر أن الحملة ضد شبابنا بدأت تأخذ منحنى خطيرا وبدأنا نشعر وكأننا نخوض "معركة" تحد كبيرة مع أطراف غامضة. وعندما نعرض لمثل هذه الأرقام ليس "لخلق" جو من التشاؤم بالمستقبل، بل العكس - فالمشكلة أحيانا قد تكون نعمة لأنّها تشكّل أساسا ومنطلقا لأفكار وحلول عاجلة لمشاكل قد نعجز عن حلها لو تأخرنا.
لدينا فرصة كبيرة في "إعادة" النظر جذريا وبشكل عاجل في جميع القضايا التي تهم الشباب. هذه الإحصاءات تدل على أننا بحاجة إلى "استنفار كل القوى والاستعجال" لصدور أنظمة وقرارات تتناسب مع هذه المرحلة "الاستثنائية" ومع خطورة الظاهرة. نحتاج أن نؤسس لقناعات ومفاهيم جديدة بأنه إذا أردنا أن نرسم مستقبلا مشرقا لشباب هذا البلد يجب أن تكون نقطة الانطلاق من هذه الأرقام "المزعجة"، ولابد أن نقنع الآخرين بأن الرحلة صعبة وشاقة وبها تضحيات. ولكن متى ما كان لدينا الإصرار والعزيمة للمعالجة فحتما سننجح ونضمن لبلدنا مستقبلا آمنا وسنصل إلى مشروع "عملي" لحماية شبابنا وتأمين مستقبلهم.
http://www.alwatan.com.sa/news/write...9350&Rname=289 (http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3050&id=9350&Rname=289)