صقر قريش
07-06-2009, 12:13 PM
صحف ساهمت في هدر كرامته وكبريائه
كارثة الاعتداء على المعلمين
نشرت صحيفة «عكاظ» في عددها رقم 15627 الصادر يوم الخميس الموافق 9/7/1430هـ، خبر حادثة اعتداء مجموعة من الطلاب على معلم حتى أحالوه إلى كتلة من الدم النازف.
وهذه الحادثة تعد حلقة ضمن سلسلة طويلة من حوادث الاعتداء على المعلمين؛ ابتداء من شتمهم على أسوار المدرسة وإتلاف إطارات سياراتهم وانتهاء بالاعتداء عليهم بالضرب وأخيرا القتل، كما حدث في مدرسة أبي زيد الأنصاري المتوسطة والثانوية لتحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة.
وكون المعلم تحول إلى ما يشبه الكائن السائب، فإن كثيرا من أولياء الأمور وأقارب الطلاب وأصدقائهم لم يفوتوا سهم فرصة تجريب عضلاتهم واختبار قدراتهم القتالية على جسد معلم عقابا له على عدم احترام الطالب وتبجيله كما ينبغي.
المسؤولون عن هذه الكوارث التي تحدث في مدارسنا كثر، وسأقتصر هذه المرة على مسؤولية جهة واحدة ساهمت في تفاقم الظاهرة، ولا أود الذهاب إلى أكثر من ذلك وأقول شجعتها ولو من دون قصد.
وسائل الإعلام، خصوصا المقروءة منها هي المقصودة هنا، فتسابقها المحموم على نشر كل خطأ فردي مقصود أو غير مقصود يرتكبه معلم «لا يمثل إلا نفسه» تجاه أحد طلابه وسعيها لتهويله وصبغه بألوان مختلفة وإخراجه عن سياقه، ساهم في تشويه صورة المعلم، وجرأ الطالب وولي الأمر على معلم الناس الخير الذي يصلي له الحوت في البحر.
ولو اتفقنا جدلا على أن هذا من صميم عمل الصحف، فإن قضايا من هذا النوع تحتاج عند طرحها ونشرها وتناولها إلى مختصين تربويين ونفسيين واجتماعيين قادرون على احتواء سلبياتها وما قد ينتج عنها من ضرر على المجتمع؛ استنادا إلى طريقة قراءته للحادثة.
ثم إن هذه الصحف لا تتعامل مع الضد لتلك الحوادث بالحماس والاهتمام نفسه، فخطأ المدرس جريمة لا تغتفر وضرب طالب لمعلمه مسألة فيها نظر.
إن مستوى حضارات الأمم ورقيها والتنبؤ بمستقبلها يقاس بمدى احترامها وتقديرها وتبجيلها للمعلم وحفاظها على كرامته وكبريائه.
ضيف الله مناور البدراني ـ الحناكية
مدير مدرسة أبوالعاص بن الربيع الابتدائية
كارثة الاعتداء على المعلمين
نشرت صحيفة «عكاظ» في عددها رقم 15627 الصادر يوم الخميس الموافق 9/7/1430هـ، خبر حادثة اعتداء مجموعة من الطلاب على معلم حتى أحالوه إلى كتلة من الدم النازف.
وهذه الحادثة تعد حلقة ضمن سلسلة طويلة من حوادث الاعتداء على المعلمين؛ ابتداء من شتمهم على أسوار المدرسة وإتلاف إطارات سياراتهم وانتهاء بالاعتداء عليهم بالضرب وأخيرا القتل، كما حدث في مدرسة أبي زيد الأنصاري المتوسطة والثانوية لتحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة.
وكون المعلم تحول إلى ما يشبه الكائن السائب، فإن كثيرا من أولياء الأمور وأقارب الطلاب وأصدقائهم لم يفوتوا سهم فرصة تجريب عضلاتهم واختبار قدراتهم القتالية على جسد معلم عقابا له على عدم احترام الطالب وتبجيله كما ينبغي.
المسؤولون عن هذه الكوارث التي تحدث في مدارسنا كثر، وسأقتصر هذه المرة على مسؤولية جهة واحدة ساهمت في تفاقم الظاهرة، ولا أود الذهاب إلى أكثر من ذلك وأقول شجعتها ولو من دون قصد.
وسائل الإعلام، خصوصا المقروءة منها هي المقصودة هنا، فتسابقها المحموم على نشر كل خطأ فردي مقصود أو غير مقصود يرتكبه معلم «لا يمثل إلا نفسه» تجاه أحد طلابه وسعيها لتهويله وصبغه بألوان مختلفة وإخراجه عن سياقه، ساهم في تشويه صورة المعلم، وجرأ الطالب وولي الأمر على معلم الناس الخير الذي يصلي له الحوت في البحر.
ولو اتفقنا جدلا على أن هذا من صميم عمل الصحف، فإن قضايا من هذا النوع تحتاج عند طرحها ونشرها وتناولها إلى مختصين تربويين ونفسيين واجتماعيين قادرون على احتواء سلبياتها وما قد ينتج عنها من ضرر على المجتمع؛ استنادا إلى طريقة قراءته للحادثة.
ثم إن هذه الصحف لا تتعامل مع الضد لتلك الحوادث بالحماس والاهتمام نفسه، فخطأ المدرس جريمة لا تغتفر وضرب طالب لمعلمه مسألة فيها نظر.
إن مستوى حضارات الأمم ورقيها والتنبؤ بمستقبلها يقاس بمدى احترامها وتقديرها وتبجيلها للمعلم وحفاظها على كرامته وكبريائه.
ضيف الله مناور البدراني ـ الحناكية
مدير مدرسة أبوالعاص بن الربيع الابتدائية