تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قَابِلْنِي وَلا تغَدّينِي ..!


صقر قريش
07-19-2009, 06:00 AM
قَابِلْنِي وَلا تغَدّينِي ..!


http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1247957712370397400.jpg (http://www.al-madina.com/node/161292)
الأحد, 19 يوليو 2009


أحمد عبدالرحمن العرفج



لا تتوّقف مُحدثات العصر عن دفع مُحركاتنا نحو التّغيير وفق تطوّر حاجاتنا، لكن القوم يُقدِّسون المفاهيم التّقليديّة، ويُقاومون بشدّة أي نوع من التّغيير دون إعمال العقل للتّفكير فيما يُلائمهم، وينتج عن ذلك تخوّف مِن مُراجعة ما يُعشعش في الأذهان مِن الطَّرائق التّقليديّة التي عفا عليها الزَّمن!!
ولو نظرنا مثلاً إلى المفهوم التّقليدي للكَرَم، سنجده مِن المفاهيم التي تقف في وجه سُنن الكون، فما أن تُقابل «سعوديًّا» حتى ينخرط معك في مفاوضات شاقة؛ أصعب مِن مفاوضات «أوسلو»، وأطول من «خارطة الطّريق»، حتى يقنعك بتناول الطّعام، وكُلّما اعتذرت بمشاغلك وارتباطاتك زاد في الإلحاح، وقد يحلف عليك بالطّلاق، وهُنا تضطر إلى قبول الدّعوة، حتى لا تكون سبباً في ضياع مُستقبل أُسرَة بريئة، بسبب رفض وجبة طعام!!
كان حصر الكَرَم في الطّعام – قديماً - مقبولاً إلى حدٍّ ما، حيث كان السّفر يستغرق الشّهور والسّنين في ضرب أكباد الإبل، وكانت الولائم بمثابة طوق النّجاة الذي يُرمى لغريق، أمَّا اليوم فقد انتفى الجوع، وكَثُر الطّعام في السّفر والحضر، وآن الأوان لمُغادرة ذاكرة الجوع، وصرف الكَرَم في مواطنه الحقيقيّة، وقد أعجبني رأي مُفكّرنا الأستاذ «إبراهيم البليهي» حين قال: (إنَّ الكَرَم اليوم ما هو إلَّا مُقايضة على طريقة «تستضيفنا اليوم وأستضيفك غداً»)!!
ليتنا نقتدي بالإنجليز حين يتولَّى كُلّ واحد منهم دفع قيمة طعامه في المطعم، بينما قد يُنفق أحدهم اليوم كاملاً في حل مشكلاتك!!
وإذا كان القوم صادقين وجادّين في الكَرَم، فما المانع من توجيهه إلى مواطنه المُفيدة، فما أجمل أن يهديك أحدهم كتاباً أو حاسوباً، أو يستأجر لك سيّارة تنتظرك في المطار، أو يتصدَّق بقيمة الوليمة نيابةً عنك لمحتاج «غذاء أو دواء أو كساء»، والدّال على الخير كفاعله - كما ورد في الحديث الشّريف -، ولا يُضير أن يُعلِن ذلك من باب التّواصي بالمعروف، والتّعاون على البرِّ والتّقوى.. كما يمكن لأي شخص مِن أدعياء الكَرَم أن يسعى معك في معاملة مستعصية؛ لدى إحدى الدّوائر الحكوميّة، التي أضحت مراجعتها من بواعث التّوتّر، ودواعي اليأس والإحباط!!
لقد رأيت كثيرين ممَّن تقطَّعت بهم السّبل مِن المُتعفِّفين يفترشون الكباري، وينامون في سيّاراتهم وفي المساجد، حين تضطرهم الظّروف للسّفر مِن أجل مراجعة المستشفيات والدّوائر الحكوميّة.. فأين الكَرَم الحقيقي عن قضاء حاجات هؤلاء؟!.. لماذا لا يجدون شيئاً مجانيًّا سوى كُتيّبات: «عذاب القبر، وأشرطة العذراء، والدّش والمفحّط التَّائب؟!
.. طوبى لأهل الحجاز حين قالوا في أمثالهم: «قابلني ولا تغدّيني»!!.

ابو هاشم
07-19-2009, 01:26 PM
ماشاء الله
صقر انت فعلا ثمالي نشط