صقر قريش
08-13-2009, 07:40 AM
مثلث التربية
الأربعاء, 12 أغسطس 2009
د. حميد محمد الأحمدي - المدينة المنورة
التربية هي تعديل السلوك ، وهي حاجة ماسة وضرورية لبناء شخصية الأبناء وتهذيب سلوكهم وتوجيههم الوجهة الإسلامية السليمة والوجهة الوطنية الصحية ،التي تهيئ لهم حياة كريمة ، حياة آمنة مطمئنة في الدنيا ، والفوز في الآخرة 0وإننا حينما نرجع بالذاكرة إلى سنوات كثيرة خلت ، نتذكر كيف كان الأبناء يحترمون الآباء والأمهات والجيران كيف كانوا يتعاملون بأدب مع الناس كيف كان الطالب يحترم معلميه ، حتى أن الطالب حينما يرى معلمه في طريق فإنه يسلك طريقا غيره ، من شدة احترامه وتقديره لمعلمه 0في ذلك الوقت كان الكل يربي ، الأب والجار والذي مع الشارع مار ، والباعة والتجار ، كانت التربية مسئولية الجميع ، الكل يوجه وينصح ويرشد ، حتى أن التربية قد تصل إلى العقاب البدني . وإن المتأمل في مجتمعنا اليوم، يرى عكس ذلك تماماً ، حيث وصل الأمر ببعض الآباء أن تخلى عن دوره التربوي ، وأصبح يرى أن دوره مجرد إيجاد المأكل والمسكن والملبس ، وبما أن الأب جزء من المجتمع فإن ذلك أدى إلى ضعف الجانب التربوي في المجتمع 0 ومن الصور الخاطئة في مجتمعنا والتي يشعر بها معظم الآباء ، وبها يحسون هي أن الأب يربي ، ويبني ويؤدب ويهذب ، وفى مناسبة واحدة قد ينهدم بعض ما غرسه الأباء في أبنائهم من خصال حميدة، حيث يتفاجأ الأب بعد زيارة عائلية لأحد أقربائه ، أو أصدقائه ، بأسئلة غريبة من أبنائه ، وسلوك لم يألفه ، وقد نهى الأبناء عنه ، والمدرسة تعمل على تربية أبنائها وإعدادهم إعداداً سليماً ، وتنشئتهم تنشئة إسلامية صحيحة ، وتحذرهم من كل ما هو ضار وغير نافع مثل عادة التدخين ، فالمعلم ينصح طلابه ويحذرهم منه ويبين لهم أنه سبب رئيسي لكثير من الأمراض وأنه ضار بالصحة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول « لا ضرر ولا ضرار « ولكن الابن « الطالب « يجد أن أباه في البيت يدخن ، هنا يحتار الطالب بين أبيه ومعلمه ويصبح يفكر ويسأل نفسه أيهما على حق !
ولكي تتم تربية أبنائنا تربية إسلامية صحيحة ، لا بد لذلك من تضافر الجهود وتكامل الأدوار بين البيت والمدرسة والمجتمع ، حيث يقع على الأب دور كبير في تربيـة أبنائه ومتابعتهم ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ((كلكم راعٍ وكل مسؤول عن رعيته ))
وعلى المدرسة القيام بدورها التربوي للأبناء ، والدور التثقيفي للآباء ، وعلى أفراد المجتمع الحرص كل الحرص على تربية أبنائهم وتفعيل دورهم التربوي ، وأن يكونوا قدوة صالحة لمجتمعهم وأن يعملوا بقوله تعالى « كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر « وحتى تكون لدينا تربية متكاملة سليمة لا بد من إكمال وتكامل أضلاع تلك التربية وهم : البيت والمدرسة وأفراد المجتمع ، وبذلك تكون التربية مسؤولية الجميع ، والراحة والأمن ينعم بها الجميـــــع
الأربعاء, 12 أغسطس 2009
د. حميد محمد الأحمدي - المدينة المنورة
التربية هي تعديل السلوك ، وهي حاجة ماسة وضرورية لبناء شخصية الأبناء وتهذيب سلوكهم وتوجيههم الوجهة الإسلامية السليمة والوجهة الوطنية الصحية ،التي تهيئ لهم حياة كريمة ، حياة آمنة مطمئنة في الدنيا ، والفوز في الآخرة 0وإننا حينما نرجع بالذاكرة إلى سنوات كثيرة خلت ، نتذكر كيف كان الأبناء يحترمون الآباء والأمهات والجيران كيف كانوا يتعاملون بأدب مع الناس كيف كان الطالب يحترم معلميه ، حتى أن الطالب حينما يرى معلمه في طريق فإنه يسلك طريقا غيره ، من شدة احترامه وتقديره لمعلمه 0في ذلك الوقت كان الكل يربي ، الأب والجار والذي مع الشارع مار ، والباعة والتجار ، كانت التربية مسئولية الجميع ، الكل يوجه وينصح ويرشد ، حتى أن التربية قد تصل إلى العقاب البدني . وإن المتأمل في مجتمعنا اليوم، يرى عكس ذلك تماماً ، حيث وصل الأمر ببعض الآباء أن تخلى عن دوره التربوي ، وأصبح يرى أن دوره مجرد إيجاد المأكل والمسكن والملبس ، وبما أن الأب جزء من المجتمع فإن ذلك أدى إلى ضعف الجانب التربوي في المجتمع 0 ومن الصور الخاطئة في مجتمعنا والتي يشعر بها معظم الآباء ، وبها يحسون هي أن الأب يربي ، ويبني ويؤدب ويهذب ، وفى مناسبة واحدة قد ينهدم بعض ما غرسه الأباء في أبنائهم من خصال حميدة، حيث يتفاجأ الأب بعد زيارة عائلية لأحد أقربائه ، أو أصدقائه ، بأسئلة غريبة من أبنائه ، وسلوك لم يألفه ، وقد نهى الأبناء عنه ، والمدرسة تعمل على تربية أبنائها وإعدادهم إعداداً سليماً ، وتنشئتهم تنشئة إسلامية صحيحة ، وتحذرهم من كل ما هو ضار وغير نافع مثل عادة التدخين ، فالمعلم ينصح طلابه ويحذرهم منه ويبين لهم أنه سبب رئيسي لكثير من الأمراض وأنه ضار بالصحة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول « لا ضرر ولا ضرار « ولكن الابن « الطالب « يجد أن أباه في البيت يدخن ، هنا يحتار الطالب بين أبيه ومعلمه ويصبح يفكر ويسأل نفسه أيهما على حق !
ولكي تتم تربية أبنائنا تربية إسلامية صحيحة ، لا بد لذلك من تضافر الجهود وتكامل الأدوار بين البيت والمدرسة والمجتمع ، حيث يقع على الأب دور كبير في تربيـة أبنائه ومتابعتهم ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ((كلكم راعٍ وكل مسؤول عن رعيته ))
وعلى المدرسة القيام بدورها التربوي للأبناء ، والدور التثقيفي للآباء ، وعلى أفراد المجتمع الحرص كل الحرص على تربية أبنائهم وتفعيل دورهم التربوي ، وأن يكونوا قدوة صالحة لمجتمعهم وأن يعملوا بقوله تعالى « كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر « وحتى تكون لدينا تربية متكاملة سليمة لا بد من إكمال وتكامل أضلاع تلك التربية وهم : البيت والمدرسة وأفراد المجتمع ، وبذلك تكون التربية مسؤولية الجميع ، والراحة والأمن ينعم بها الجميـــــع