المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~• خُـوفِـــــــي أَمُـوتْ •• وأسّمع صِيـاح أَهلِي •~


ثماليه والعز ليه
08-18-2009, 03:50 AM
~•خُـوفِـي أَمُـوتْ ••وأسمع صِيـاح أَهلِي•~

مدخل
متى ترتاح يا قلبي
تعبت و ما تعب دربي
وشاب الراس
وهدت خطوتي الغربه
وحيرني جحود الناس
وضعت وما لقيت إلا شقا روحي
وطير يغرد لدنياي وجروحي
متى قلي متى تبي ترتاح | ياقلبي |
~•|]خُـوفِـي أَمُـوتْ •• وأسّمع صِيـاح أَهلِي [|•~

••
••
••
••
••

موضوعي ليس لإبكائكم ؟
ليس إلا إشارة تنبية لكل ،، من غفل ؟










لُفَ الكفَنُ حولَ جسَدهـَا .. نَظرتُ إلىَ ملامِح وجهَها قبلَ أن يغّطي ..
رُبطَ من الأعـَلى .. سمِعتُ صُــراخَ أُختِي
أحسست بصراخهـــا يخترق أحشاء فؤادي .. نظــرت إلى
والدتي رأيتها تبكـــي .. بل تعتصرُ ألمـــاً ..
التفتُ فرأيت أخي الصغير في حضن أخي الذي يكبرني
بأعوامٍ قليله .. رأيته يضرب على صدر أخي ويسأله : لم لفوهـــا ؟؟
حُملت تلك الجثـــَة وانا أتأمل بهــــا .. ازداد الصراخ .. بل الصياح والتأوهـ ..
رأيت أمي لأول مــرة تتقطع بكــاءً .. زحفت بالقرب منهـــا
وضعت يدي على كتفها .. كنت أناظرها ..
تمنيت مسح دمعاتها المنسكبه .. همستُ لها قائلة : أنـا هنا .. لم أمت ..
أمي أنا هنا لم أمت ..
بدأت أسحب ملابسها .. رغبت بأن تلتفت إليّ
لتراني امامها .. ولكنها لم ترد علي وأكملت بكاءهــا ..
وقفت قائمة .. ركضت إلى حيث أخي الصغير
يقلب مكعباً بست يديه .. همست له قائلة : هل تريدُ شوكولاته ..؟
رأيت ملامحة جامدة .. استمريت في سؤاله ..
حاولت أن اشد انتباهه
.. صدمتني ردةُ فعله ..
إنه لا يهتم لأمري .. بل إنه لا يسمعني ولا يرااااااااني ..
أطرقت ودمُعت عينـــاي .. ركضت إلى تلك الزاوية
لأرى أختي .. اقتربت منها .. سمعت همساتها
وهي تقول : أين رحتِ أختي ؟؟ لماذا تركتني ؟؟
كيف سأعيش من غيرك ؟ هل لي عمر بعد رحيلك ؟
أين الفرح ؟ رحلتِ يـــــا ... .. رحلتِ
وقفت أنظر أليها .. أيقنتُ حينها أنني لست من عالمهم
.. إنني ميته .. أنني تلك الروح التي تسمع بعد موتهــا ..
إذا تلك التي غسلت وكفنت .. أنــــــــــــــــا ؟؟





نعم إنها أنا .. أنا تلك صاحبة الرداء المكشوف ..
أنا تلك المغــرورة .. المتعجرفة المتسلطة ..
انا تلك صاحبــة الوجه الملكي الشامخ .. . :






حان حسابي .. قرب دفني .. أُنزلت إلى قبري ..
سقُطت على كفني أدمع أخوتي .. سمعت أخوتي
وأقربائي يترحمون علي ..
أحسست بهول ما أنا عليه .. إنني ممدة في بيتي
ملجئي ومأواي إلى يوم الدين .. وضعت على جنبي الأيمن
أحسست بدفء أيادي أخوتي ترتفع عني .. وكأنهم يبلغونني أنه حان وقت وداعي
وتركي .. بدأوا يهلون علي التراب .. سمعت همسات حزنٍ على حالي
كانوا يدعون لي بأن يثبتني الله عند السؤال .. كانوا يتضرعون
لله ليخفف عني عذاب هذا القبر ..
.







أي عذااب .. ؟ وأي سؤال ..؟
أليس الموت هو نهــاية حياة الإنسان .. ؟
أليس الموت راحة لكل البشــر ..؟
هذا ما كنت أسمع به .. وهذا ما علمونا إياه ..
ولكن أي نحن من البرزخ وعذاب القبر والسؤال .. ؟
أي نحن من تلك الحياة الأخروية .. ؟
كم ضيعت وضيعت .. ؟ كم تساهلت وأسرفت ..؟
كم تبرجت وتجملت ..؟









منذُ صغري وأنا اعشق جمال وجهي .. أحسسته نعمة
من خالقي .. حافظت عليه .. بس أسرفت في المحافظة عليه ..
دائماً كنت أنام والمساحيق على وجهي .. كبرت وكبر
معي عشقي .. جمالي هو عنواني .. هو بطاقة مروري
كنت لا أعير احداً اهتماماً .. كان الجميع يهل علي للسلام والترحيب
كان ضوء وبريق وجهي يعكس إعجاابهم بي ..
وكنت ما ألبسه يفوق ما يلبسه أي أحد ..





كنت لا أعرف إلا صاحبات الطبقات المرموقة ..
دائماً كنت أرتدي أفخم الملابس وأحسنها جودة ..
كنتُ أعشق الجديد والموضة .. أحب تلك الملابس
اللي تبرز مفاتني .. وجمالي أمام زميلاتي وأساتذتي ..
أشعر بالحياة عندما أرى استاذاً او دكتوراً يمتدحني
ويثني على أناقتي .. بل أحس بمعنى الحياة
عندما أقف بالقرب من فتاة
تعاني الفقر أو ربما فتاةٌ لا تعرف معني الموضه
.. أرى تلك الأبصار تنظر إلي .. أحس بنظراتهم تتلمس جمالي
وجمال ما أرتديه .. اعتدت أن أرفع شعري
وأزينه بأجمل الحُلي للشعر .. وأن أرسم عيناي
وأبرز البريق فيهما ..
وعشقت ملابسي التي تلفت انتباه الجميع لأناقتي ..
وعباءتي المطرزة الخطيـرة ..







لحــظة .. ألست أنا الآن في قبري ..
أتنظر السؤال .. ؟
ألست اليوم بعيدةً عن هؤلاء البشر ..
لا أحد يراني أو يُسمعني مدحه ..
ألست اليوم أغطى بكفن لا يسوي
حقيبة أحملها ؟!!






أين أنا ؟ ولم تركت وحيدة ؟
أين من أحبني وأعجب بجمالي ؟
أين من بهرتها رسمةُ عيناي ومدحتني ؟
أين أساتذتي وزميلاتي ؟ أين دفء مخدتي ؟
وملابسي الناعمة ؟
أين وأين .. وأين ؟؟







هذا أجلي واليوم حملت على الأعناق ..
اليوم أنسى من قبل الأحباب والأصحاب ..
اليوم ذرفت علي آخر الدمعات التي تعلن
نسيان إنسان تذكره قابض الأرواح ..
اليوم ودعت ملابسي وحقائبي وكل
ما هو جديد وجميل في حياتي ..
اليوم أنسى تحت الثرى وينهش الدود
في جسدي الذي طالما أحببت التباهر فيه ..
اليوم واليوم واليوم ؟؟؟







{ رب ِّ ارزقني قلباً صافياً خالصاً في حبك ..
رب ارحمني واشملني بمغفرتك ..
رب إني أعلم إنني قصرت في عباداتي
وتجاهلت فروضي .. رب إنك غفور رحيم
تحب العفو فاعف عني ..
.. رب اهدِ تلك القلوب الغافلة عنك وعن رحمتك ..
رب أدخلنا مدخل صدق .. واجمعنا بالأبرار والصالحين .. }



منقول للفائدة لي ولكم

ابوعزام
08-18-2009, 03:54 AM
اشكرك ولك تقديري