مشاهدة النسخة كاملة : نفحات رمضانية 1430
نور اليقين
08-21-2009, 04:15 PM
مشروع الملايين في شهر رمضان
(عمل اليوم والليلة في رمضان)
(طبعة جديدة منقحة ومحققة بتعليقات الألباني)
http://www.saaid.net/book/images/msword.gif (http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/393.doc) http://www.saaid.net/book/images/zip.gif (http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/393.rar)
أخي في الله... هل ترغب في تحصيل الملايين من الحسنات ؟...هل تطمع في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات ؟...هل ترجو رحمة بارى البريات؟... هل تشتهى بيوتاً وقصوراً وحوراً في الجنات؟
إن أردت ذا...فسأدلك على الطريق أخي في الله...بعرض برنامج رمضاني إسلامي, من التزم به ابتغاء وجه ربه العلى , نال أعظم الأجور, وحظي برحمة الرحيم ومغفرة الغفور, وفي الآخرة له نعيم مقيم في الجنة وحور.
والآن مع البرنامج الرمضاني
من قال كما يقول المؤذن خالصا من قلبه دخل الجنة :
فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر , فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر , ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله , فقال : أشهد أن لا إله إلا الله , ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله فقال : أشهد أن محمدا رسول الله , ثم قال : حي على الصلاة , فقال : لا حول و لا قوة إلا بالله , ثم قال : حي على الفلاح , قال : لا حول و لا قوة إلا بالله , ثم قال : الله أكبر الله أكبر , فقال : الله أكبر الله أكبر , ثم قال : لا إله إلا الله , فقال : لا إله إلا الله خالصا من قلبه , دخل الجنة \" (رواه مسلم)
ومن دعا بالدعاء المأثور حين يسمع المؤذن غفر له ما تقدم من ذنبه:
فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: \"من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا غفر الله له ذنوبه \" (رواه مسلم)
ومن قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة ....(إلى آخر الدعاء المأثور) حلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة:
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: \"من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة\" (رواه البخاري)
ومن أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : \" من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة وبكل إقامة ثلاثون حسنة \" ( صحيح: صحيح الترغيب:248)
ومن دعا بين الأذان والإقامة ما يُردُّ دعاؤه:
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: \" الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد \" (صحيح: صحيح الترغيب: 265)
ومن توضأ فأحسن الوضوء غفرت خطاياه, فإن دعا بالدعاء المأثور فتحت له أبواب الجنة، فإن صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفرت ذنوبه ووجبت له الجنة:
فعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \"من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره\" (صحيح: صحيح الجامع: 6169)
وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له , و أشهد أن محمدا عبده و رسوله , إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء \" (رواه مسلم )
وعن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" من توضأ ثم قال : سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك , كتب في رق , ثم طبع بطابع , فلم يكسر إلى يوم القيامة \" (صحيح: الصحيحة \" 5 / 438\")
وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \"من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر الله له ما تقدم من ذنبه\" (حسن: صحيح الجامع: 6165)
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \"من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يقبل عليهما بقلبه و وجهه وجبت له الجنة \" (صحيح: صحيح الجامع:6166)
ومن اعتاد السواك فقد طهّر فمه, وأرضى ربه:
فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \" السواك مطهرة للفم مرضاة للرب \" (صحيح: صحيح الترغيب: 209)
وعن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن \" (حسن صحيح: صحيح الترغيب:215)
ومن دخل المسجد فقال :\" أعوذ بالله العظيم و بوجهه الكريم و سلطانه القديم من الشيطان الرجيم \" حفظ منه سائر اليوم:
فعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \"كان إذا دخل المسجد قال : أعوذ بالله العظيم و بوجهه الكريم و سلطانه القديم من الشيطان الرجيم و قال : إذا قال ذلك حفظ منه سائر اليوم\" )صحيح: صحيح الجامع\" 4715\")
*ومن صلى خمس صلوات مكتوبات في الجماعة كُتب له أجر خمس حجج مبرورات وأدركته رحمة بارى البريات ,وغفرت له ذنوبه والسيئات وأعد الله له نزلا في الجنات كلما غدا أو راح وذلك كل يوم وليلة, ومن فعل ذلك أربعين يوما يدرك تكبيرة الإحرام كُتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق:
فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :\"من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة و من مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة\" (حسن: صحيح الجامع\"6556\")
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأول (حسن: صحيح الترغيب\"492\")
وعن عثمان رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : \" من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام غفر له ذنبه\" ( صحيح :صحيح الترغيب)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:\" من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح\" (متفق عليه)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :\" من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق\" (حسن لغيره: صحيح الترغيب:409)
نور اليقين
08-21-2009, 04:20 PM
ومن سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و حمد الله ثلاثا و ثلاثين و كبر الله ثلاثا و ثلاثين , ثم قال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير , غفرت له خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر, ومن قرأ آية الكرسى دبر كل صلاة دخل الجنة :
فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :\" من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و حمد الله ثلاثا و ثلاثين و كبر الله ثلاثا و ثلاثين , فتلك تسع و تسعون , ثم قال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير , غفرت له خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر \" (رواه مسلم)
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" خصلتان لا يحصيهما عبد إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله أحدكم دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبره عشرا فتلك مائة وخمسون باللسان وألف وخمسمائة في الميزان إذا أوى إلى فراشه يسبح ثلاثا وثلاثين ويحمد ثلاثا وثلاثين ويكبر أربعا وثلاثين فتلك مائة باللسان وألف في الميزان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمسمائة سيئة\" قال عبد الله: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن بيده , قال: قيل: يا رسول الله كيف لا يحصيها؟ قال: \"يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيقول له اذكر كذا اذكر كذا ويأتيه عند منامه فينومه \" (صحيح: صحيح الترغيب:1594)
وعن أبى أمامة رضى الله عنه قال : \" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \" من قرأ آية الكرسى في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت \"(صحيح: الصحيحة: 972)
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" من قال حين ينصرف من صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات أعطي بهن سبعا كتب الله له بهن عشر حسنات ومحا عنه بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عشر نسمات وكن له حفظا من الشيطان وحرزا من المكروه ولم يلحقه في ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله ومن قالهن حين ينصرف من صلاة المغرب أعطي مثل ذلك ليلته \" (حسن لغيره: صحيح الترغيب:475)
*ومن صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة , وقد أسرع الكرة وأعظم الغنيمة ومن صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله وأفضل الصلوات عند الله صلاة صبح الجمعة في جماعة وبشرى للمشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة::
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :\" من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة\" (صحيح: الصحيحة\"3403\")
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: وقال رسول الله : صلى الله عليه وسلم \" ألا أخبركم بأسرع كرة و أعظم غنيمة من هذا البعث ؟ رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءه ، ثم تحمل إلى المسجد فصلى فيه الغداة ، ثم عقب بصلاة الضحى ، فقد أسرع الكرة و أعظم الغنيمة \" (صحيح: الصحيحة\"2531\")
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : \"من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله \" (صحيح لغيره: صحيح الترغيب\"420)
وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :\" أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة (صحيح:صحيح الجامع\"1119\")
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة (صحيح لغيره: صحيح الترغيب\"317)
* ومن صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل, ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله:
فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : \" من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله\" (رواه مسلم)
* ومن اغتسل يوم الجمعة وبكر و ابتكر و مشى و لم يركب و دنا من الإمام واستمع و لم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها و قيامها ومنْ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فأَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ الإمام مِنْ خُطْبَتِهِ ثُمَّ صلى مَعَهُ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى وَزيادة ُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ :
فعن أوس بن أوس. رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" من غسل يوم الجمعة و اغتسل ثم بكر و ابتكر و مشى و لم يركب و دنا من الإمام و استمع و أنصت و لم يلغ كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها وقيامها\" (صحيح:صحيح الجامع\"6405\") وبالمثال يتضح المقال: هب أنك مشيت من بيتك إلى بيت الله ( وقد عملت بهذه الشروط) مائة خطوة سترجع بعد الجمعة إلى بيتك بعمل مائة سنة:كأنك صمت أيامها كلها وقمت لياليها كلها بإذن الله, والمحروم من حرم هذا الخير كل جمعة
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ (رواه مسلم)
وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \"من توضأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فدنا و استمع و أنصت غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى و زيادة ثلاثة أيام و من مس الحصى فقد لغا \"(رواه مسلم)
نور اليقين
08-21-2009, 04:23 PM
نويت الصيام في رمضان
مقدمة
اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ، هي أيام معدودات تمضي أسرع من البرق، أيام نكون فيها على موعد مع طاعة الله في شهر القرآن" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه "، فهل نويت صوم رمضان هذا العام ؟ وهل نويت صيام الشهر كله ؟ وهل عقدت العزم على ذلك؟ سؤال يعتقد الجميع أنه بسيط وأن إجابته بسيطة أيضا، وربما يتعجب البعض من كيفية وصيغة السؤال، ولكني أحببت أن أقف وقفات تربوية من زاوية مختلفة ، وأحب أن تقف أخي المسلم معي تلك الوقفات التربوية حول نية صيام شهر رمضان ، فافتح قلبك وعقلك لتلك الوقفات ، واستحضر ما قاله ابن القيم عن صيام رمضان " فهو لجام المتَّقين، وجُنَّة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقرَّبين، وهو لربِّ العالمين من بين سائرالأعمال، فإنَّ الصائم لا يفعل شيئاً، وإنَّما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذّذاتها إيثاراً لمحبَّة الله ومرضاته، وهو سرٌّ بين العبد وربه لا يطَّلع عليه سواه، والعباد قد يطَّلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة، وأمَّا كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده، فهو أمر لا يطَّلع عليه بشر، وذلك حقيقة الصوم"
من هنا نبدأ :
هي وقفة قبل البدء نريد أن نستشعر ما أراده الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" ولذلك فإن نقطة البدء حددها لنا صلى الله عليه وسلم وهو يضع أهم قاعدة يقوم عليها عمل المسلم بقوله "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" وهذه هي نقطة الانطلاق في حياة المسلم ، فهو لا يؤدي عملاً دنيوياً كان أم أخروياً من قول أو فعل أو جهاد إلا وهو يقصد به وجه الله تعالى وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته، من غير نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر، لا ينتظر محمدة من الناس ولا ثناءً منهم عليه، ولا يخاف لومهم وذمهم وعتابهم له، بل يريد الله والجنة، ومن أجل ذلك كانت نية المؤمن خير من عمله، ويبلغ العبد بنيته ما لا يبلغه بعمله، ونية الخير باقية أبداً لا تتوقف وإن توقف العمل، وقاصد الخير يثاب بنيته و إن لم يصب المراد، والنيات تحول العادات إلى عبادات " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" .
ماذا أنت فاعل :
لقد أقبل علينا شهر التوبة والرحمة، شهرالإحسان والزهد ، شهرالخيرات والبركات، ترى ماذا أنت فاعل في رمضان؟ أتكون من المقبلين التائبين ؟ أتكون من الطائعين الخاشعين ؟ أتكون من الذاكرين الله آناء الليل وأطراف النهار والمستغفرين بالأسحار؟ أتكون من القائمين بالليل والناس نيام؟ أتكون من الزاهدين قاطعي النفس عن التلذذ بالمشتهيات ؟ أم تكون من القانعين بعملهم؟ أم تكون من المكتفين بصيام العوام ؟ أم تكون من السالكين درب الدعة والراحة في شهر الجد؟ وحبيبك يقول : "لا يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة" ، فلا منتهى لفعل المؤمن في الطاعة والعبادة لله و لامنتهى لطمعه في الخير حتى ينال حب الله وفي الحديث القدسي خير حافز " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه".
معذرة ولكن :
يتساءل الكثير من المسلمين لماذا يدخل رمضان ويخرج ولا تتحقق فيه التقوى المذكورة في قوله تعالى " ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ، ونجد البعض الآخر من يشكو أن قلبه لا يخشع في مجالس الذكر ، ولا يبكي لما يبكي له غيره، بالرغم من أنهم صاموا الشهر كله وأنهم توقفوا عن الأكل والشرب والجماع من الفجر إلى المغرب، إنه حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، من أجل ذلك نقول لكل مسلم معذرة أخي الحبيب عد فصم فإنك لم تصم كما ينبغي ، فأحسن إلى نفسك بإحسان الصيام وإتقانه ، فجدد أخي صيامك وأعده من جديد وفق ما أراد الله وشرع لنا، فهل نويت الصيام؟ أم تنوي معي الآن نية الصيام كما يحب ربنا ويرضى .
أي صيام :
نعم نويت الصيام لكن أي صيام ؟ الغالبية منا يركزون في صيامهم على تحقق ركن الصيام الأساسي من الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من الفجر إلى المغرب ، وهذا ما تعارف عليه المسلمون ويحافظون عليه ،وفيه قال ميمون بن مهران "إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب" وقد يرتقي المسلم في صيامه فيضف إلى ما سبق أن يمتنع عن معصية الله عز وجل طوال اليوم بما يحقق له التقوى المنشودة" كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" ، أريدك أخي الحبيب أن تشاركني فيما أردته من صومي ، لقد نويت الصيام في رمضان صوما يحقق منزلة التقوى، لقد نويت الصيام في رمضان صوما يجلب لي رحمة الله ومغفرته وعتقه من النيران ، لقد نويت الصيام في رمضان صياما يرتقي بصاحبه في درجات الجنان، لقد نويت الصيام في رمضان صوماً يمنع صاحبه من الوقوع في معاصي الله مساءً وصباحا، لقد نويت الصيام في رمضان صوماً يخرجني شخصاً آخر بعد رمضان ، لقد نويت الصيام في رمضان صوماً يقترب بي من صوم خصوص الخصوص بأن يصوم القلب عما سوى الله عز وجل فلا يفكر إلا في الله ولا يتعلق قلبه إلا بالله، هذا هو الصوم الذي نويت صيامه في رمضان ، يقول الشاعر :
أهل الخصوص من الصوام صومهم *** صون اللسان عن البهتان والكذب
والعارفون وأهل الأنس صومهم *** صون القلوب عن الأغيار والحجب
نور اليقين
08-21-2009, 04:31 PM
نويت الصيام :
إليك أخي الحبيب صور الصيام الذي نويته في رمضان :
• نويت الصيام في رمضان إيماناً واحتساباً، إيماناً بوجوبه، واحتساباً واستشعاراً بالأجر عند الله انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم 00 "الغيبة تفسد الصوم" ولن أقع في السخرية أو اللمز والغمز أو التنابز بالألقاب" لقوله تعالى "ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب"، ولن أقع في لعنة الناس لقوله صلى الله عليه وسلم " "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"، وسأجعل الصوم حاكما على لساني وحابساً له حتى لا يكون سبباً في المؤاخذة بين يدي الله ، متذكرا قول الحبيب " وهل يكب الناس على وجوههم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم"
• نويت الصيام في رمضان .. فلن أسمح لأذني أن تصول وتجول في كل ميدان تتسمع فيه ما يغضب الله ، بل هو كفّ السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه؛ لأن كل ما حرُم قوله حرُم الإصغاء إليه؛ لقوله تعالى " وفيكم سماعون لهم" ، ولقوله " فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" ، قال الحارث المحاسبي : " وليس من جارحة أشد ضررا على العبد بعد لسانه من سمعه ، لأنه أسرع رسول إلى القلب ، وأقرب وقوعا في الفتنة "ولن أسمح لأذني أن تتسمع لكل ما هو حرام من أغانٍ ومجونٍ وفحش قول، وغيبة ونميمة ، امتثالا لوصية عمرو بن عتبة "نزِّه سمعك عن استماع الخنا كما تنزِّه لسانك عن الكلام به ، فإن السامع شريك القائل" ، وقد أجمع علماء القلوب أن طول الاستماع إلى الباطل يطفئ حلاوة الطاعة من القلب ، وإن حب الغناء وترديده والتعلق به يصرف عن العبد أنوار القرآن وحلاوة الذكر ، قال عبد الله بن مسعود " الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل "
• نويت الصيام في رمضان .. فلن أبالغ في الاستماع للأناشيد والكلمات التي لا فحش فيها ولا سوء ؛ لأن التجاوز فيها عن الحد والترنم بها في الخلوات بديلا عن الترنم بآيات القرآن أدَّت عكس المطلوب منها وأضرت بصاحبها ،
• نويت الصيام في رمضان .. فلن أطلق العنان لبصري صباحاً أو مساءً ، بل سأكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يُذم ويُكرَه، وإلى كل ما يشغل القلب، ويلهي عن ذكر الله عزوجل ، مستشعراً قال الحبيب صلى الله عليه وسلم "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، فمن تركها خوفًا من الله آتاه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه"
• نويت الصيام في رمضان .. بأن أجعل سيري ومشيي لله ، إما في حاجة مسلم لقوله « ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام » ، وإما في عيادة مسلم لقوله « إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس ، فإذا جلس غمرته الرحمة " ، وإما في اتباع جنازة لقوله « من تبع جنازة حتى يصلي عليها كان له من الأجر قيراط ، ومن مشى مع الجنازة حتى تدفن كان له من الأجر قيراطان ، والقيراط مثل أحد » ، وإما إلى مسجد للصلاة لقوله « أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى » وقوله « من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة ، ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة » وإما زيارة أخ في الله « زار رجل أخا له في قرية ، فأرصد الله له ملكا على مدرجته ، فقال : أين تريد؟ قال : أخا لي في هذه القرية ، فقال : هل له عليك من نعمة تربها؟ قال : لا إلا أني أحبه في الله. قال : فإني رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته » ـ وإما في دعوة الخلق وهداية الناس لقوله " من دعا إلى هدى فله أجرها وأجر من علم بها إلى يوم القيامة "، وإما جهاداً ودعوة في سبيل الله لقوله « ما اغبرَّت قدما عبد في سبيل الله إلا حرَّم الله عليه النار »، وإما سعياً في طلب الرزق" إن الله تعالى يحب أن يرى عبده تعبا في طلب الحلال" وإما سعياً في طلب العلم لقوله ط من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع" .
• نويت الصيام في رمضان .. بأن أجعل يدي يداً عليا ، تعمل الصالحات وتحرث الخير، أو ترحم وتعطف وتحنو لقوله «وامسح رأس اليتيم »، أو تعمل في الكسب لقوله « أطيب الكسب عمل الرجل بيده »، أو تكتب خيراً للناس، أو تتصدق بصدقة، أو ترفع للإسلام راية ، أو تميط الأذى عن الطريق ، أو تصافح المؤمنين لتتناثر الذنوب مع المصافحة لقوله « إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلَّم عليه وأخذ بيده فصافحه ؛ تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر » وألا أجعلها يداً سفلى تعبث في المعاصي، أو تخط حرفاً في حرام أو تكتب ما يغضب الله في صحيفة أو عبر النت، أو تحرك شهوة، أو تقدم رشوة ، أو ترفع سلاحاً على مسلم أو أن تبطش به ظلماً وجوراً، أو تعين على معصية، أو أن تزني لقوله : « واليد زناها اللمس » وقوله « واليد زناها البطش »، أم أن تمس امرأة أجنبية .
• نويت الصيام في رمضان .. فلا شهوة للبطن في رمضان ، فلن أكثر من الطعام وإن كان حلالاً، ولن أملأ جوفي منه ، بل صيام بلا سرف في طعام وشراب لقول الفاروق عمر" إياكم والبطنة في الطعام والشراب ؛ فإنها مفسدة للجسد ، مورثة للسقم ، مكسلة عن الصلاة ، وعليكم بالقصد فيهما ؛ فإنه أصلح للجسد ، وأبعد من السرف ، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين ، وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه" .
• نويت الصيام في رمضان .. بكف كل الجوارج عن الآثام سواء الأذن أو العين أو اللسان أو اليد أو الرجل أو البطن أو غير ذلك ، والكف لها عن الشهوات والشبهات على السواء، ، وسأسعى لكسر الشهوة بالليل كما كسرتها بالنهار، ولله در جابر حين قال" إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء"، لله در الحكيم " مثل القلب مثل بيت له ستة أبواب ، فاحذر أن يدخل عليك من أحد الأبواب شيء، فيفسد عليك البيت، فالقلب هو البيت، والأبواب : اللسان، والبصر، والسمع، والشم، واليدان، والرجلان، فمتى انفتح باب من هذه الأبواب بغير علم ضاع البيت "، فمن جمع بين صوم البطن والفرج والجوارح فقد فاز وسبق غيره من الصائمين، وإلا فما أرخص الصوم الزائف
إذا لم يكن في السمع مني تصاون --- وفي بصري غضُّ وفي منطقي صمت
فحظي إذاَ من صومي الجوع والظمأ --- وإن قلت أني صمت يومي فما صمتُ
هكذا نويت الصيام في رمضان ، فهل تنوي معي أخي الكريم؟ أن نصوم رمضان هذا العام بهذه الكيفية ، وأن نجعل صيام رمضان هذا العام مختلفا عن سابقه، ولنا وقفة أخرى بإذن الله مع الصلاة والقيام في رمضان ، اللهم سلمنا إلى رمضان وسلمه لنا وتسلمه منا متقبلاً .
نور اليقين
08-21-2009, 04:35 PM
وجاء الضيف الكريم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده وعلي آله وصحبه وسلم ...........
ها قد جائكم ضيف كريم يطرق باب القلوب والجوارح من جديد ليعلقها برب البرّيات ويزهدها في الدنيا وما فيها من شهوات
ضيف جاء ومع من الماء النقي ليغسل الأوزار والمعاصي والذنوب التي بها فسدت الجوارح وقتلت القلوب
ضيف من تركه بدون تكريم ولا حسن ضيافه خسر وخاب وندم وظل في غياهب الظلم والظلمات
ومن أحسن لقائه فلح وأدرك النجاح وسار علي درب الصالحين واشعل نوراً في قلبه
هذا الضيف هو رمضان
أتى رمضان مزرعة العباد ... لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقه قولا وفعلا ... وزادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها ... تأوه نادما يوم الحصاد
يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح من لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يربح
كم ينادي حي على الفلاح وأنت خاسر كم تدعى إلى الصلاح وأنت على الفساد مثابر.
إذا رمضان أتى مقبلا ... فاقبل فبالخير يستقبل
لعلك تخطئه قابلا ... و تأتي بعذر فلا يقبل
كم ممن أمل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر كم من مستقبل يوما لا يستكمله ومؤمل غدا لا يدركه إنكم لو أبصرتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره
فكم خربت من ديار وكم أخلت ديارا من أهلها فما بقي منهم ديار كم أخذت من العصاة بالثار كم محت لهم من آثار
يا صاحب الذنب لا تأمن عواقبه ... عواقب الذنب تخشى وهي تنتظر
فكل نفس ستجزى بالذي كسبت ... و ليس للخلق من ديانهم وزر
أين حال هؤلاء الحمقى من قوم كان دهرهم كله رمضان ليلهم قيام ونهارهم صيام
باع قوم من السلف جارية فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها فسألتهم فقالوا نتهيأ لصيام رمضان فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان ردوني عليهم.
باع الحسن بن صالح جارية له فلما انتصف الليل قامت فنادتهم: يا أهل الدار الصلاة الصلاة قالوا: طلع الفجر؟ قالت: أنتم لا تصلون إلا المكتوبة ثم جاءت الحسن فقالت: بعتني على قوم سوء لا يصلون إلا المكتوبة ردني ردني قال بعض السلف: صم الدنيا واجعل فطرك الموت الدنيا كلها شهر صيام المتقين يصومون فيه عن الشهوات المحرمات فإذا جاءهم الموت فقد انقضى شهر صيامهم واستهلوا عيد فطرهم.
وقد صمت عن لذات دهري كلها ... ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي
من صام اليوم عن شهواته أفطر عليها بعد مماته ومن تعجل ما حرم عليه قبل وفاته عوقب بحرمانه في الآخرة وفواته وشاهدوا
ذلك في قوله تعالى: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا}
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:
\"من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ومن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة\" .
أنت في دار شتات ... فتأهب لشتاتك
واجعل الدنيا كيوم ... صمته عن شهواتك
وليكن فطرك عند الله ... في يوم وفاتك
خطب عمر بن عبد العزيز آخر خطبة خطبها فقال فيها: إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى وإن لكم معادا ينزل الله فيه للفصل بين عباده فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها السموات والأرض ألا ترون إنكم في أسلاب الهالكين وسيرتها بعدكم الباقون كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين وفي كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله فتودعونه وتدعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه الحساب غنيا عما خلف فقيرا إلى ما أسلف فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي ولكن أستغفر الله وأتوب إليه ثم رفع طرف ردائه وبكى حتى شهق ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى مات رحمة الله عليه.
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ... حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما ... فلا تصيره أيضا شهر عصيان
واتل القرآن وسبح فيه مجتهدا ... فإنه شهر تسبيح وقرآن
فاحمل على جسد ترجو النجاة له ... فسوف تضرم أجساد بنيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلف ... من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم ... حيا فما أقرب القاصي من الداني
ومعجب بثياب العيد يقطعها ... فأصبحت في غد أثواب أكفان
حتى يعمر الإنسان مسكنه ... مصير مسكنه قبر لإنسان
ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \"كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا الذي أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك\" وفي رواية: \"كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي\" وفي رواية للبخاري: \"لكل عمل كفارة والصوم لي وأنا الذي أجزي به\" وخرجه الإمام أحمد من هذا الوجه ولفظه: \"كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم والصوم لي وأنا أجزي به\" .
فعلى الرواية الأولى: يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة فتكون العمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد بل يضاعفه الله عز وجل أضعافا كثيرة بغير حصر عدد فإن الصيام من الصبر وقد قال الله تعالى:
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر.
وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال: \"الصوم نصف الصبر\" خرجه الترمذي.
و الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله وصبر عن محارم الله وصبر على أقدار الله المؤلمة
و تجتمع الثلاثة في الصوم فإن فيه صبرا على طاعة الله وصبرا عما حرم الله على الصائم من الشهوات وصبرا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن وهذا الألم الناشىء من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه كما قال الله تعالى في المجاهدين: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
و اعلموا أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب منها شرف المكان المعمول فيه ذلك العمل كالحرم ولذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
\"صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام\"
وفي رواية: \"فإنه أفضل\" وكذلك روي: \"أن الصيام يضاعف بالحرم\" وفي سنن ابن ماجة بإسناد ضعيف عن ابن عباس مرفوعا: \"من أدرك رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواه\"
وذكر له ثوابا كثيرا ومنها: شرف الزمان كشهر رمضان وعشر ذي الحجة وفي حديث سلمان الفارسي المرفوع الذي أشرنا إليه في فضل شهر رمضان: \"من تطوع فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه\" وفي الترمذي عن أنس: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصدقة أفضل؟ قال: \"صدقة في رمضان\" وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \"عمرة في رمضان تعدل بحجة\" أو قال: \"حجة معي\"
وفي مسند الإمام أحمد أن امرأتين صامتا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكادتا أن تموتا من العطش فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض ثم ذكرتا له فدعاهما فأمرهما أن تتقيآ فقاءتا ملء قدح قيحا ودما وصديدا ولحما عبيطا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: \"إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان في لحوم الناس\" و لهذا المعنى والله أعلم ورد في القرآن بعد ذكر تحريم الطعام والشراب على الصائم بالنهار ذكر تحريم أكل أموال الناس بالباطل فإن تحريم هذا عام في كل زمان ومكان بخلاف الطعام والشراب فكان إشارة إلى أن من امتثل أمر الله في اجتناب الطعام والشراب في نهار صومه فليمتثل أمره في اجتناب أكل الأموال بالباطل فإنه محرم بكل حال لا يباح في وقت من الأوقات.
و قوله صلى الله عليه وسلم: \"وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه\" .
أما فرحة الصائم عند فطره فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه خصوصا عند اشتداد الحاجة إليه فإن النفوس تفرح بذلك طبعا فإن كان ذلك محبوبا لله كان محبوبا شرعا والصائم عند فطره كذلك فكما أن الله تعالى حرم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات فقد أذن له فيها في ليل الصيام بل أحب منه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره فأحب عباده إليه أعجلهم فطرا والله وملائكته يصلون على المتسحرين فالصائم ترك شهواته لله بالنهار تقربا إلى الله وطاعة له ويبادر إليها في الليل تقربا إلى الله وطاعة له فما تركها إلا بأمر ربه ولا عاد إليها إلا بأمر ربه فهو مطيع له في الحالين ولهذا نهى عن الوصال في الصيام فإذا بادر الصائم إلى الفطر تقربا إلى مولاه وأكل وشرب وحمد الله فإنه يرجى له المغفرة أو بلوغ الرضوان بذلك.
وفي الحديث: \"إن الله ليرضى عن عبده أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها\"
والحديث عن فضائل الصيام وفضائل شهر القرءان (رمضان ) كثير لا يسعنا ذكره أو حصره في مجرد رسالة بخاطرة نرسلها إليكم
نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يتقبل منا الأعمال وأن تكون خالصه له وحده سبحانه دون غيره أنه ولي ذالك والقادر عليه
قام بجمعه وكتابه مقدمته أخوكم الفقير أبو عبد الملك العُمري
فجر السبت
الموافق الرابع والعشرين شعبان 1430 هـــ
نور اليقين
08-21-2009, 04:37 PM
خطة الفوز في رمضان
أيهما أفضل عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر في رمضان
بالنسبة ل الليالي : العشر الأواخر أفضل
بالنسبة ل الأيام : عشر ذي الحجة أفضل
ليلة القدر
القدر : الشرف والتضييق
فهي ليلة الشرف وتضيق الأرض من عدم وجود مكان من كثرة الملائكة
عناصر خطة الفوز
1 – التوبة
لا يمنع من التوبة إلا طول الأمل
دخلت أسال عن أحد الأصدقاء في دائرة عمله فقيل مات هنا على مكتبه قبل أسبوعين
طول الأمل يسوف العمل
2 – تغيير الصحبة
جبريل كان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان يلقاه كل ليلة يعارضه القرآن
3 – دراسة القرآن
فهم مراد الله من الآيات
4 – تلاوة القرآن
لكسب الأجر أختم القرأن عدة مرات خلال الشهر
5 – إدراك تكبيرة الإحرام
الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام يؤدي إلى حرصك على الصلاة جماعة
6 – تخفيف الأكل
الشرع يقصد تجويعك ... فالمعدة إذا خلت من الطعام تأثرت بكلام الرحمن ...فيثمر سماعك للقرآن في الصلاة
7 – الصلاة خلف أمام يطيل الصلاة
كان الصحابة يقرأون في صلاتهم مئات الآيات حتى أنهم يتكأون على العصي
كان الرسول يسجد السجدة مقدارها 40 آية
من استكثر الوقوف في الصلاة .... ابتلاه الله بالوقوف في طوابير الجمعيات و البنوك
8 – الذكر
الذكر سبب الصحة ...
ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة بالذكر وانه خير لهما من خادم
فقال : ألا أدلكما على ما هو خير لكما مما سألتما ؟ إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربعا وثلاثين ، فهو خير لكما من خادم
قال أهل العلم : يعطيك الله في جسدك قوة رجل بالذكر
العادات تنقلب بالنيات إلى عبادات
9 – صلاة التراويح
10 - اعتكاف العشر الأواخر
انقطع للاستغفار والصلاة
وأفضل مما سبق
( بسبب أن ما سبق مقصورا عليك وما سيأتي يتعدى خيره إلى المسلمين )
11 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
رمضان موسم لتوبة الشباب فأحرص على زيارتهم ودعوتهم للهدى
نور اليقين
08-21-2009, 04:40 PM
"إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به\"
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلقه ومصطفاه وآله وصحبه ومن والاه؛ وبعد:
إن الله شرع الصوم لعباده رحمة لهم وعناية بهم فهو الغني الذي لا يضن عليهم برزقه ؛ كيف ؟! وهو الذي جاد عليهم بالجود قبل الوجود وتكفل لهم بإيصال أرزاقهم وحوائجهم مع كلتا حالتيهم من إقرار وجحود ..
ولا أراد لهم العنت والمشقة أو العذاب بالجوع والعطش؛ وهو الرؤوف بهم والرحيم لشأنهم ؟!
وإنما أراد لهم عبادة تكف النفس عن شهواتها وتردعها عن غيها فيصير العبد المؤمن سيداً عليها لا عبداً لها ..فيرتفع بها عن ضعة الحيوانات اللائكة إلى رتبة الصديقين والملائكة ..
فيترك العبد طعامه وشرابه وشهوته لله كمن لا حاجة له في هذه الدنيا إلا رضاه والمسارعة في الخيرات ولسان حاله يقول: ((وعجلت إليك ربي لترضى)) [طه: 84]
ومن أعظم ثمرات الصوم: الإقبال على الله وتحصيل التقوى التي لا تنال بشيء مثله ، وكسر شهوات النفس ، والنشاط للعبادة ، والشعور بحال المعوزين وذلة المحتاجين فيرق قلب الصائم لهم ويحمد نعمة الله عليه ويقبل على الزهد والتخلي ، ويرغب فيما عند الله .
وأعظم ما فيه من اللطائف والمنن هو شهود حكمة الله وحكمه وشرعه وتشريعه ، وشهود مقام الرسول وصدقه فإن الدعي ـ وحاشاه ـ لا يأمر الناس بما يعسر معيشتهم ويشق على أنفسهم ويلجم شهواتهم ، وفيه شهود معجزة الدين الباهرة وحجته البالغة فاتباع الناس له ولو مع شقاء أبدانهم في الظاهر لما يصلح لهم من حال معاشهم ومعادهم وشيء يجدونه في قلوبهم؛ لهو دليل أنه من عند الله ..
ومن أجل ذلك وغيره كثير؛ قال سيد الورى صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا: \" كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به \" [متفق عليه واللفظ للبخاري] ولننعم بالسياحة في روض هذا الحديث العاطر قليلاً أقول:
- \"إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به\": فكل الأركان \"راحة للعبد\" في سبيل الله فالشهادتين راحة من الشرك والشركاء المتشاكسين ومن المناهج المنحرفة وتقلبها وانتكاسها والصلاة راحة من التوجه لمن لا ينفع ولا يضر ولا يغني شيئاً والزكاة راحة من حقد الفقير وإضراره وأمل في كفالة الغني إذا احتاج أو أدركه العوز والحج شهود لحالة الذل الجماعي وشهود عز الربوبية وهكذا، إذ أن جميع هذه الطاعات هي عبودية وخدمة فهي مناسبة للحال ، إلا الصوم فهو \"تعب للعبد\" من أجل مرضات الله فهو ترك ـ لا للحركات والممارسات ـ وإنما لأمس حاجات الإنسان الفطرية والبدنية من الشهوة والطعام والشراب؛ فهو من باب التنزه والترقي.
- وهو العبادة الوحيدة التي لم تنصرف قط لغير الله ، فربما شهد الناس لمخلوق بالألوهية بغير حق وربما سجدوا له أو ركعوا وربما تكافلوا بنظم اجتماعية ومؤسسات تأمينية وغيرها وربما حجوا لغير الله من حجر أو شجر أو بشر وربما دخلوا على الملوك دخول الذليل الصعلوك ليزيدوا في كبره وجبروته؛ لكن الصوم له شأن آخر فإنه لا صوم إلا لله وإلا فخبروني متى صام أحد من أجل أحد؟! ومتى تعبد المتعبدون أو تحنث المتحنثون لسمعه أو لبصره في غيبته أو أمن حضوره؛ فلا والله ما كان، ولو كان لتعب المعبود ـ بالباطل ـ من عابديه وتعذب بكثرة مراقبة صائميه ؟! إلا السميع البصير الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض.
- والصوم رفع للعبد في مراقي الصعود من الطاعة والكمالات شهراً كاملاً؛ فكيف له أن يتسافل في دركات المعصية والدناءات بقية العام؟!
- و \"إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به\" إذ لا يظهر ولا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فبقية العبادات إنما تكون بالحركات والسكنات إلا الصوم فإنه يكون بالنيات والامتناعات .. فلذا لا يدخله شوب الرياء في ظاهره إلا قليلاً ولذلك قال: \" من أجلي\" و في الحديث الضعيف: \"ليس في الصوم رياء\" [البيهقي] ولو صح لحسم المسألة ..
- والصوم سريته أعظم من بقية العبادات و الله تعالى هو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فهو الذي يعلم الخطرات والنظرات فضلاً عن فلتات اللسان وغيرها مما قد ينغص الصوم فيجزي بكل ذلك لأنه أعلم به ، فالصوم من أعظم ما يتحقق فيه مقام الإحسان! الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: ( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) [مسلم وغيره] ..
- و ربما كان معناه أنه يقتص للمظلومين يوم القيامة من أجر كل عمل ابن آدم إلا الصوم فإنه لا يقتص منه (على قول بعض أهل العلم )؛ قال صلى الله عليه وسلم: \"لكل عمل كفارة، والصوم لي وأنا الذي أجزي به\" [البخاري] تفسرها رواية أحمد من هذا الوجه: \"كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به\" [مسند أحمد]، وربما كان في هذا نظر إذ يرده خبر مسلم: \"أنهم يتعلقون حتى بالصوم\" (1)
- إذاً فلكل عبادة أجر ولكل طاعة ثواب، فالحسنة بعشر أمثالها ، حتى سبعمائة ضعف أما الصوم فله أجر لا يعلمه إلا من بيده خزائن السموات والأرض ؛ فلا يعد عداً ولا يوزن وزنا ولا يكال كيلاً ولا يثاب أو يضاعف مضاعفة كبقية العبادات وإنما يحثى حثواً وينهال فضلاً وكرماً لا يحصيه إلا هو سبحانه فقوله: \"لي وأنا أجزي به\" تعظيم وتهويل للثواب إذ هو على قدر وعظم من يجزي به، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) مسلم (1151) أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره ..
- والصوم جماع الصبر فهو صبر على الطاعات وصبر عن المحرمات وصبر على المنغصات، والله تعالى يقول: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) [الزمر: 10].
نور اليقين
08-21-2009, 04:42 PM
عشر زهرات نقطفها في رمضان
هل أنت راض عن رمضان الماضي ؟
سؤال لو طرح لرأينا أن إجابات الكثير منا تكاد تكون متشابهة في عدم الرضا ، وكما قيل الشيء بالشيء يذكر فقد أجرى أحد المواقع على شبكة الانترنت استطلاعا للنساء فقط ، كان من بين أسئلة الاستطلاع : هل أنت راضية عن نفسك في رمضان الفائت؟
وقد تباينت النسب بشكل كبير, فلم تكن راضية إلا مشاركة واحدة فقط بما نسبته 4% أما خيار :\"إلى حد ما\".. فقد حاز على النسبة 39%، وغير الراضيات بلغن ما قرابته 56% أي ما يجاوز النصف!
هكذا هو حال معظمنا مع رمضان الماضي وغيره . فما الذي يمنعنا أن نجلس مع أنفسنا لحظات نقيم أنفسنا في رمضان السابق حتى نصل إلى الرضا في رمضان الحالي ، عملا بمقولة الفيلسوف الصيني كونفشيوس: \"إذا أردت أن يكون المستقبل صفحة مفتوحة أمامك ، فعليك أولًا أن تدرس الماضي \" .
قد أتتنا الفرصة مرة أخرى لنستدرك ما فاتنا من الأجر ، ولنري الله تعالى من أنفسنا خيرا في هذا الشهر العظيم ، و لنكن عازمين على قطف عشر زهرات في هذا الشهر ، وليكن هذا هدفنا الذي نسعى إليه لأنه بدون هدف سنعيش حياتنا نتنقل من مشكلة لأخرى بدلا من التنقل من فرصة لأخرى كما قال \" تشارلز جبنز \" و الآن هيا بنا نقطف هذه الزهرات العشر!
الزهرة الأولى : حياة بدون معاصٍ
عَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : \" إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَ نَادَى مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ \" رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين .
قال أبو الوليد الباجي: «يحتمل أن يكون هذا اللفظ على ظاهره ، فيكون ذلك علامة على بركة الشهـر وما يرجى للعامل فيه من الخير» .
وقال ابن العربي: «وإنما تفتح أبواب الجنة ليعظم الرجاء، ويكثر العمل ، وتتعلق به الهمم ، ويتشوق إليها الصابر، وتغلـق أبواب النار لتجزى الشياطين، وتقل المعاصي ، ويصد بالحسنات في وجوه السيئات فتذهب سبيل النار».
و قال بدر الدين الحنفي « صفدت الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات وصفدت بمعنى سلسلت فإن قلت قد تقع الشرور والمعاصي في رمضان كثيرا فلو سلسلت لم يقع شيء من ذلك قلت هذا في حق الصائمين الذين حافظوا على شروط الصوم وراعوا آدابه وقيل المسلسل بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم كما تقدم في بعض الروايات والمقصود تقليل الشرور فيه وهذا أمر محسوس فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره وقيل لا يلزم من تسلسلهم وتصفيدهم كلهم أن لا تقع شرور ولا معصية لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية » .
فماذا يمنعك الآن من ترك المعاصي ؟!
أما آن الأوان لتفتح صفحة جديدة مع ربك ؟!
صفحة بيضاء لا يكتب فيها إلا الطاعة ، و لا تطوى إلا على خير !
الزهرة الثانية : السعادة في الدنيا والآخرة
عَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : \"...لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لقي رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ \" رواه البخاري .
أي سعادة تلك التي تجدها عند فطرك ؟
إنها سعادتك بالطاعة ، و تنفيذك لأمر الله تعالى .
وأما سعادتك العظيمة حينما تقدم على ربك جل في علاه ، وتجد جزاء صيامك الذي أعده الله تعالى لك .
الزهرة الثالثة : الإخلاص والطهارة من الرياء
عن ابن شهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \"لَيْسَ فِي الصِّيَامِ رِيَاءٌ \" رواه البيهقي وقال هكذا روي بهذا الإسناد منقطعا .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : \"...يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِى ، الصِّيَامُ لي ، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ ... \" رواه البخاري .
ما أجمل الصيام حين نجني من ثمراته الإخلاص !
نعم إنه الإخلاص الذي نبحث عنه في كل أعمالنا فلا نكاد نجده !
الإخلاص الذي نعاني من فقدانه في معظم عباداتنا !
الإخلاص الذي هو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه ملك فيكتبه ، أو شيطان فيفسده !
وما أجمل قول الحسن البصري عندما كان يعاتب نفسه و يوبخها بقوله : \" تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين ، وتفعلين فعل الفاسقين المرائين ، والله ما هذه صفات المخلصين \" .
نور اليقين
08-21-2009, 04:44 PM
الزهرة الرابعة : الدعاء المستجاب
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : « ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهم : الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرُ ... \" رواه ابن حبان وصححه الألباني .
الكثير منا يتمنى أن يكون مستجاب الدعوة .
فما أجمل أن ترفع يديك إلى الله تعالى بالدعاء فتعود ملآ من فيض الله تعالى !
إنها المنحة الربانية للنفس الصائمة أن تكون مستجابة الدعوة . فشمر وارفع يديك إلى السماء و لا تحمل هم الإجابة ، كما كان يقول الفاروق عمر : \" إني لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء \" .
الزهرة الخامسة : التميز في الدنيا والآخرة
عَنْ سَهْلٍ - رضي الله عنه - عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِنَّ في الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ \" رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري .
إنه التميز على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، حين ينفرد الصائمون بباب من أبواب الجنة لا يدخل منه غيرهم .
أي عز وتميز يضاهي دعوتك للدخول من باب الريان ؟!
وأي سعادة يشعر بها أرباب الصيام ؟!
إنهم تميزوا في الدنيا بين العباد بترك الطعام والشراب والشهوات لله ، فميزهم الله تعالى يوم القيامة بالدخول من باب الريان .
الزهرة السادسة : ثواب حجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم
عن أَنَس بن مَالِكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :\" عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ مَعِي\". صححه الألباني . والمراد بقوله \" كحجة \" أي في حصول الثواب.
قال ابن العربي : هذا صحيح مليح وفضل من الله ونعمة نزلت العمرة منزلة الحج بانضمام رمضان إليها .
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لامرأة من الأنصار: \" ما منعك أن تحجّي معنا ؟ قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه -لزوجها وابنها- وترك ناضحًا ننضـح عليه. قـال: فإذا كان رمضان اعتمري فيه؛ فإن عمرةً فيه تعدل حجة\" رواه البخاري ومسلم واللفظ له ، والناضح هو البعير أو الثور أو الحمار الذي يستقى عليه الماء.
َقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ في تعقيبه على الحديث : فِيهِ أَنَّ ثَوَاب الْعَمَل يَزِيد بِزِيَادَةِ شَرَف الْوَقْت كَمَا يَزِيد بِحُضُورِ الْقَلْب وَبِخُلُوصِ الْقَصْد .
فدع عنك الكسل وبادر إلى العمل ، واغتنم أوقات الشهر في الطاعة ، وليكن لك عمرة فيه قدر المستطاع ، وإلا فلتحرص على الصلاة المكتوبة وسنة الضحى . فعن أبي أمامة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال \" من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين \" . رواه أبو داود وحسنه الألباني .
نور اليقين
08-21-2009, 04:46 PM
الزهرة السابعة : ثواب عمل 83 سنة وأفضل
قال تعالى : \" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ...\".
عن أنس بن مالك قال دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : \" إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم \" رواه بن ماجة وصححه الألباني .
فلا تحرم نفسك من ثواب هذه الليلة ، حتى لا تصبح محروما .
وتحر هذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان .
واجتهد في العبادة عسى أن يرزقك الله ثوابها .
الزهرة الثامنة : غفران الذنوب
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : \" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ \" متفق عليه .
يقول ابن حجر في فتح الباري : \"وَالْمُرَاد بِالْإِيمَانِ الِاعْتِقَاد بِحَقِّ فَرْضِيَّةِ صَوْمِهِ ، وَبِالِاحْتِسَابِ طَلَب الثَّوَابِ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى . وَقَالَ الْخَطَّابِيّ : اِحْتِسَابًا أَيْ عَزِيمَة ، وَهُوَ أَنْ يَصُومَهُ عَلَى مَعْنَى الرَّغْبَة فِي ثَوَابِهِ طَيِّبَةً نَفْسُهُ بِذَلِكَ غَيْرَ مُسْتَثْقِل لِصِيَامِهِ وَلَا مُسْتَطِيل لِأَيَّامِهِ \" .
الزهرة التاسعة : الفوز بالشفاعة
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أي رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فشفعني فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فشفعني فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ \" رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين .
قال أبو نعيم الأصبهاني – صاحب كتاب حلية الأولياء - حدثنا أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم المصري قال: إن لله عز وجل لصفوة من خلقه وإن لله عز وجل لخيرة، فقيل له: يا أبا الفيض فما علامتهم. قال: إذا خلع العبد الراحة وأعطى المجهود في الطاعة وأحب سقوط المنزلة . ثم قال:
منع القرآن بوعده ووعيده مقيل العيـون بليلها أن تهجعـا
فهموا عن الملك الكريم كلامه فهماً تذل له الرقاب وتخضعا
الزهرة العاشرة : العتق من النار
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ) . رواه أحمد وابن ماجه. وصححه الألباني .
إنه الهدف الذي نسعى إليه دائما ، ونردده في دعائنا كثيرا ، \" اللهم اجعلنا من عتقائك من النار \" .
فلنسارع جميعا إلى الطاعة ، ولنتزود من العبادة في شهر القرآن ، حتى نكون من عنقاء الله تعالى و من خواصه تعالى ، فعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \" إن لله عز وجل خواص يسكنهم الرفيع من الجنان كانوا أعقل الناس قلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كانوا أعقل الناس ؟ قال: كانت همتهم المسابقة إلى ربهم عز وجل والمسارعة إلى ما يرضيه وزهدوا في فضول الدنيا ورياستها ونعيمها وهانت عليهم فنصبوا قليلاً واستراحوا طويلاً \" [ حلية الأولياء] .
نور اليقين
08-21-2009, 04:48 PM
عشر فرص ذهبية في رمضان قد تفوتك !
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان وأن يبارك لنا فيه وأن يتقبل منا الصيام والقيام.
رمضان وما أدراك مارمضان !
شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران . لا يجهل فضله ومزاياه مسلم.
وهذا الشهر سوف يخرج منه المسلم إما شاهداً له بما أودعه من الطاعات أو شاهداً عليه بما أودعه من التقصير والمنكرات.
وقبل دخول هذا الشهر المبارك أود أن أعرض للقاريء الكريم عشر فرص ذهبية إذا اجتمعت للمسلم في رمضان فقد فاز وربح بإذن الله.
فلا بد للمسلم من التخطيط لما سيعمله في رمضان قبل دخوله ، وهذه الفرص معينة بإذن الله على ذلك.
فأقول وبالله أستعين :
أولاً : صيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)
ويقول أيضاً : (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)
ففي الصيام والقيام لابد من هذين الشرطين (الإيمان والاحتساب) إيماناً بالله ووعده وما أعده من الأجر العظيم فيه ، واحتساب النصب والتعب الذي يلاقيه المسلم جراء الصيام والقيام ابتغاء مرضات الله تعالى.
فلا يصوم لأن الناس والمجتمع صائم فيجاريهم ، ولا يقوم لأن الناس يقومون ، فيجامل المجتمع بهذه العبادة بل لابد من هذين الشرطين لكسب هذا الأجر العظيم (الإيمان والاحتساب).
ثانياً : العمرة في رمضان.
يقول صلى الله عليه وسلم : (عمرة في رمضان تعدل حجة) وفي رواية : (حجة معي).
ثالثاً : قراءة القرآن في هذا الشهر المبارك.
فهو الشهر الذي نزل فيه القرآن ، والعلماء يقولون إن الحسنات تتضاعف بحسب الأزمنة والأمكنة الفاضلة.
قراءة القرآن لك بكل حرف حسنة ، أما إذا كانت القراءة برمضان فتتضاعف لشرف الزمان.
وكان من عادة السلف العكوف على قراء القرآن في رمضان ، فورد عن الإمام الشافعي أنه كان يختم القرآن برمضان ستين مرة.
وهذ أصح إسناد عن الشافعي كما قال أهل الحديث.
رابعاً : الدعاء عند الإفطار.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (للصائم عند فطره دعوة لا ترد) فيغتنم المسلم هذا الوقت فيدعو لنفسه وأهله ولأمة الإسلام ويسأل الله من خيري الدنيا والآخرة.
خامساً : تفطير الصائمين.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء).
فيحرص المسلم على تفطير المساكين والفقراء والمحتاجين بل وحتى الأغنياء.
سادساً : قيام ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر؟
يقول تعالى عنها ((خير من ألف شهر)).ويقول صلى الله عليه وسلم : (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه).
والإنسان إذا أراد فعلا قيام هذه الليلة وهو مطمئن أنه قامها ، فليقم كل ليالي رمضان ، فهو بذلك قد قامها يقيناً.
سابعاً : الإعتكاف.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان.وهي من السنن التي قد تكون مندثرة في بعض الأمكنة.
فإذا احتسب المسلم واعتكف ولو يوماً واحداً ، ونوى بذلك أنه يحيي سنة مندثرة لحصل بذلك أجر الاعتكاف وأجر إحياء السنة.
يقول صلى الله عليه وسلم : (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له مثل أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة).
ثامناً : الصدقة والزكاة والجود والكرم في هذا الشهر.
كان النبي صلى الله عليه وسلم جواداً وكان أجود مايكون برمضان حين يلقاه جبريل.
فالصدقات والجود والكرم بأنواعه لابد من زيادته في رمضان كما هو حال نبينا صلى الله عليه وسلم.
تاسعاً : تنويع الطاعات والتعود عليها.
فبعض المسلمين لم يتعود مثلاً على قيام الليل أو الصدقة أو قراءة القرآن لفترات طويلة وغير ذلك من أنواع الطاعات.
فيكِون رمضان بداية انطلاقة لك أخي المسلم للتنويع في الطاعات وطرق أبواب من الخير قد تكون لا تفعلها قبل رمضان.
عاشراً : تدريب النفس على هجر المعاصي.
فالشياطين مصفدة ، والنفس مقبلة على الخير.
فيكون هذا الشهر دورة تدريبية _مدتها ثلاثون يوماً_ على هجر المعاصي.
فبعض الناس ابتلي _والعياذ بالله_ بسماع الأغاني أو النظر المحرم أو الأكل الحرام أو تعاطي الدخان والمحرمات.
فإذا جاء رمضان وجدت هذا الإنسان يبتعد عن هذه المنكرات في شهر الصوم ، فلماذا لا تكون بداية لهجر المعاصي والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نور اليقين
08-21-2009, 04:50 PM
بين يدي رمضان
عندما يحل ضيف عزيز لزيارة أحدنا يستعد لاستقباله أتم الاستعداد، ويسعى جاهداً لتوفير ما يحبه الضيف، وعندما يبدأ العام الدراسي نستعد له أتم الاستعداد كذلك، وهكذا الحال في مواسم الإجازات، فماذا عن شهر رمضان؟
عادة ما يستقبل شهر رمضان بالتزود بالأطعمة المتنوعة المتعددة الأصناف، حتى أصبحت سمة من سمات هذا الشهر، وهذا أمر لا ضير فيه طالما بقي في حدود المقبول والمعقول ولم يصل إلى حد الإسراف.
إلا أننا يجب أن يتجاوز استعدادنا واستقبالنا لهذا الشهر شراء قائمة الأطعمة إلى أمور أخرى من أجلها فرض الصوم، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183).
فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى, ولكن النفس إن لم تتهيأ وتستعد له فإنه قد يمضى عليها هذا الشهر كما مضى غيره، ومهما كان حماسها في أوله فإنه قد يفتر ويضعف، وقد تفوت الأيام المعدودات دون أن يشعر.
لذا فإن علينا تهيئة نفوسنا وبيوتنا استعداداً لاستقبال هذا الشهر، لكي تنال نفوسنا حظها من المغفرة في هذا الشهر، وتنال من ثمرة التقوى، وتخرج من مدرسة الصوم وهي رابحة فائزة مقبولة بإذن الله.
ولعل مما يهيئ النفس لاستقبال رمضان الدعاء ببلوغه فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" أخرجه أحمد.
كما ينبغي على المسلم أن يفرح بقدوم الشهر ويسعى لإدخال السرور على أهله، ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول: "جاءكم شهر رمضان, شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم" أخرجه أحمد.
وإن من خير ما يستقبل به شهر رمضان التوبة لله عز وجل، وأن يحاسب الإنسان نفسه، ولنعلم أن فضل الله واسع، وقد قال عليه الصلاة والسلام: " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن، إذا اجتنب الكبائر " أخرجه مسلم.
ولنعلم أن هذا الشهر موسم للربح ففيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حرم، فهلموا إلى التنافس في هذا الموسم، فقد لا يتكرر.
ولنتذكر إخوة لنا كانوا معنا في رمضان مضى ولم يدركوه هذا العام، ولنتذكر إخوة لنا يمر رمضان عليهم وهم في خوف وجوع وعطش وحصار، ولنتذكر إخوة لنا يمر رمضان عليهم وهم محرومون من رؤية ذويهم وأهلهم، ولنشكر الله عز وجل على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وعلينا ألا ننسى إخواننا من الدعاء في شهر الدعاء، وليس سراً أن تختم آيات الصيام بقول المولى عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة:186)، وفق الله الجميع للصيام والقيام إيماناً واحتساباً.
نور اليقين
08-21-2009, 04:54 PM
أفضل ثلاث ساعات في رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
أفــضل ثــلاث ســاعـات فـي رمـضـان ( إغـتـنـمـوها)
الساعة الأولى :
(أول ساعة من النهار _ بعد صلاة الفجر)
قال الإمام النووي رحمه الله في كتاب الأذكار
(اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح ).
وأخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت
له كآجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )رواه الترمذي وقال حديث حسن .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء .
ونص الفقهاء على استحباب استغلال هذه الساعة بذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس
وفي الحديث (اللهم بارك لأمتي في بكورها ).
لذا يكره النوم بعد صلاة الصبح لأنها ساعة تقسم فيها الأرزاق فلاينبغي النوم فيها بل
احيائها بالذكر والدعاء وخاصة أننا في شهر رمضان الذي فيه يتضاعف الأجر والثواب .
الساعة الثانية :
(آخر ساعة من النهار _قبل الغروب)
هذه الساعة الثمينة تفوت على المؤمن الصائم غالباً بالانشغال بإعداد الإفطار والتهيء له
وهذا لاينبغي لمن حرص على تحصيل الأجر فهي لحظات ثمينة ودقائق غالية ..
هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله تعالى _ فهي من أوقات الاستجابة .
كما جاء في الحديث ( ثلاث مستجابات :دعوة الصائم ،ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر )
رواه الترمذي.
وكان السلف الصالح لأخر النهار أشد تعظيماً من أوله لأنه خاتمة اليوم والموفق من وفقه الله
لاستغلال هذه الساعة في دعاء الله .
الساعة الثالثة :
(وقت السحر)
السحر هو الوقت الذي يكون قبيل الفجر قال تعالى (والمستغفرين بالأسحار ).
فاحرص أخي الصائم على هذا الوقت الثمين بكثرة الدعاء والاستغفار حتى يؤذن الفجر ،
وخاصة أننا في شهر رمضان فلنستغل هذه الدقائق الروحانية فيما يقوي صلتنا بالله تعالى.
قال تعالى حاثاً على اغتنام هذه الساعات الثمينة بالتسبيح واتهليل :
( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى).
وقال تعالى : (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن الليل فسبحه وأدبار السجود
نور اليقين
08-21-2009, 04:56 PM
معينات التعبد في رمضان
الحمد لله المنان , كريم الفضل , واسع الإحسان , أما بعد :
فكم هي عطايا الرحمن علينا , وكم هي هبات الملك الديان لدينا , كم نغدوا ونروح في فضله , وكم يغمرنا بنعمه ,ويسبل علينا ستره
إلهي لك الحمد الذي أنت أهله على نعم ما كنت قط لها أهلا
متى ازددت تقصيرا تزدني تفضلا كأنني على التقصير أستوجب الفضلا
يا الله أحقاً أننا ننعم بفضل الله علينا ببلوغ شهر رمضان , أهكذا تُسرع بنا سفينة الأيام تمخر في عُباب أعمارنا حتى تُسلمنا إلى الدار الآخرة ,وصدق الله\"وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ....\" (يونس:45)
إنها الحقيقة الغائبة عن الأذهان , وإن شئت قلت إنه التغافل عنها ,لأننا كلنا على يقينٍ منها
اعلم أيها المؤمن , واعلمي أيتها المؤمنة .. أن الله يحب أهل طاعته , ويفرح بإقبالهم عليه , ويجعل أسماءهم عالية في الملكوت إذا كانوا من أهل خشيته وخواص عباده الصالحين .
جاء في صحيح مسلم أن سهيل بن أبي صالح قال: كنا بعرفة فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرون إليه فقلت لأبي: يا أبت إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز قال: وما ذاك . قلت: لما له من الحب في قلوب الناس، فقال: بأبيك أنت سمعت أبا هريرة يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال. إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، قال : فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض...\"
فهل سمت نفسك لبلوغ هذا الفضل ,وتحركت همتك لتفوز بهذا العطاء ,إنها الجنة \" دار المتقين \" إنه الفضل المعجل في الدنيا \" محبة المؤمنين \" وكن على يقين أنه لا وصول لتلك الكرامة إلا بالعمل الصالح الدءوب وشهر رمضان فرصة عظيمة للازدياد من الأعمال الصالحة وبين يديك خطوات تُبلغك بإذن الله تلك المنازل , وتوصلك تلكم الدرجات , ومن ذلك:
أولا : تذكر فضل الزمان
من عرف رمضان بفضله , وأيقن بموسم الغفران وعلو منزلته , علت همته لاغتنامه , وسمت نفسه لمبادرة ساعاته , ولم يفرط بلحظة من لحظاته ليقينه بأنه إن فاتته هذه الأيام فلن تعوضها كنوز الدنيا بأسرها وصدق الله \" قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تُظلمون فتيلا \" , وإن انتهي ولم يغتنمه عاش الحسرات في آخره , كم تحسر أكثرنا عند نهاية رمضان كل عام مضى ,لعدم اغتنامه وفواته عليه , فهل سيكون الحال مثله هذا العام ؟
إن رمضان موسماً تضاعف فيه الحسنات , وتكفر فيه الذنوب والخطيئات , أيامه سبيلك إلى الجنان , وصيامه يقربك من الرحمن ,يسمو بنفسك , ويطهرها من درن الذنوب والمعاصي , ليله خير ليل فيه تنزل أعظم كتاب , قامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث أمته على قيامه وبشرهم أن قيامه وصيامه يكفر الذنوب والسيئات , فيه ليلة العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ألف شهر,
الصدقة فيه ثوابها يُضاعف , والعمرة فيه كحجة مع نبيك , والدعاء فيه مسموع , وعطاء الرب للعباد عليهم ممنوح , من مات بعد صيامه يُرجى له حسن الختام .
فهل سمت همتك للعمل الصالح فيه ؟
ثانيا : مجاهدة النفس :
كن على يقين أن لا وصول إلى منازل الأبرار , والتنعم في الجنة دار الأطهار إلا بمجاهدة النفس وقسرها على الحق قسرا وذلك أن بين العامل وبين الوصول إليها مركب المكاره , جاء في الحديث \" حفت الجنة بالمكاره....\"رواه مسلم
لقد وعد الله أهل المجاهدة بالهداية إلى سبل الخير, والإعانة على مراضيه, فقال سبحانه –وهو أصدق القائلين , وأعظم الموفين –(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
واعلم أن النفس حصان شرود , تحب الراحة , وتُؤثر الدعة ,فلابد من مجاهدتها وإلا أضرت بصاحبها , وارجع بذاكرتك إلى الوراء إلى أناس خرجوا من الدنيا وهم على حال التفريط !
ألم يكونوا يعلموا بفضل الطاعة , وعلوا درجة العابدين ؟ بلى وربي .
ولكنهم لم يجاهدوا أنفسهم على طاعة الرحمن , وإلزامها سلوك سبيل الرشاد .
أما من فقهوا حقيقة الدنيا والآخرة فتأمل في حالهم , وانظر كيف كان جهادهم لأنفسهم وتربيتهم لها .
كان زياد بن أبي زياد - مولى ابن عياش - يخاصم نفسه في المسجد يقول: أين تريدين؟ أين تذهبين؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد؟ انظري إلى ما فيه، تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان؟ ثم يقسر نفسه على الجلوس في المسجد للعبادة
يا خاطب الحور الحسان وطالباً *** لوصالهن بجنة الحيـوان ِ
أسـرع وحث السير جهدك إنمـا *** مسراك هذا ساعة لزمان ِ
هي جنة طابت وطـاب نعيمهــا *** فنعيمها باقٍ وليس بفــان ِ
ثالثا: البيئة الصالحة
وهي المحضن المعين , والعامل القوي الذي يأخذ بيد كل طالب للعمل الصالح , ويدفع كل مجتهد راغب , وكم من آية تحث رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهو المؤيد بالوحي من السماء -بلزوم صحبة أهل الخير , والجلوس معهم قال سبحانه \"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (الكهف:28)
فإذا كان هذا الأمر لنبينا عليه الصلاة والسلام فما الظن فيمن هو دونه ؟
وإذا كان في ذلك الزمان فما هو الحال في هذه الأزمنة ؟
وتأمل في أثر الصحبة لحال المعتكفين الجادين , وكيف تساعدهم تلك البيئة على العمل الصالح ,فلا بد لك من صحبة طيبة تعينك على اغتنام هذه الأيام ,وكن جادا في هذا ولا تغتر بحولك وقوتك , فالمرء كما قيل : ضعيف بنفسه قوي بإخوانه .
ابحث عنهم وستجدهم , وانظر في قصص من سبق من السلف الجادين في عبادة الله , وتأثر بعضهم ببعض
عن علقمة بن قيس قال: ( بت مع عبدا لله بن مسعود ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي، فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حيه يرتل ولا يراجع، يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر) فتأمل في حال ابن مسعود وتلذذه بالقراءة , وكيف أثرها في نفس طالبه –علقمة -
يقول أحد معاصري محمد ابن واسع : كنت إذا رأيت من نفسي ضعفاً عن العبادة ذهبت إلى محمد ابن واسع فنظرت إلى وجهه فازددت نشاطاً على العبادة أسبوعا
فالزم غرز الصالحين , واشدد يديك على المتقين , فنعم المعينين هم على الطاعة , وأكرم بهم من أصحاب .
رابعا : معرفة قدر الثواب :
من لاحت له أوصاف الجنة العالية , وعاش مع أوصافها في آيات الكتاب المبين , وسنة خير المرسلين , وهي تصف دار الكرامة والحبور, وما فيها من خيرات متناهية الأوصاف , مابين منازل أنيقة في وسط أنهار سارحة تجري من تحتها من غير أخاديد , وغرف قد زُينت , وعرائس قد كمُلت , وأنواع من طيبات المآكل والمشارب , في جوار رب كريم , تاقت روحه وطمعت نفسه لنيل تلك المنازل .
تأمل في سورة الدهر والدخان , وخاتمة عم والرحمن ,وانظر إلى تلك الكرامات التي أعدها الله لأوليائه .
إن حياة لحظة واحدة في جنات النعيم تعدل حياة المرء في الدنيا مئات السنين , فكيف بمن يعيش في تلك الدار أبد الآباد في خيرات متزايدة , وعطايا متناهية ؟
فشمر عن ساعد الجد , وانفض عنك غبار الكسل , ودع عنك التواني , فإن العيش قُدامي.
خامساً : قصر الأمل :
قصر الأمل هو : توقع قرب الرحيل , وحلول الأجل في إي لحظة .
ومتى ما استقر في النفس هذا الأمر كان له أعظم الأثر في حملها على الطاعة , وجعلها تبادر الساعات واللحظات في العمل الصالح
فإنه لم يُهلك الناس ويجعلهم يفرطون في الطاعات سواء في المواسم المباركة أو غيرها إلا طول الأمل , فلو قيل لأحدنا : هذا آخر رمضان لك في الحياة , فكيف سيكون حاله ونشاطه ؟؟
مع أننا كلنا على يقين أنه سيكون هذا آخر رمضان لبعضنا \"أطال الله في أعمارنا على طاعته\" .
كم نعرف ممن صام وقام معنا في العام الماضي , والأعوام الماضية , فأصبحوا تحت أطباق الثرى محبوسين ,وبأعمالهم مجزيين
ولذا جاء الأمر في المبادرة والمسابقة للعمل الصالح فقال الله عزّ وجلّ: \"سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ\" (الحديد:21)
قال ابن المُبارك: رَكِبْتُ مع محمد بن النَّضْر في سفينة، فقلتُ: بأي شيء أَسْتَخْرِج منه الكلامَ؟ فقلتُ له: ما تقول في الصَّوم في السفر؟ فقال: إنما هي المبادرة يا بن أخي. فجاءني والله بفُتْيا غير فُتْيا إبراهيم والشعبي.
بادرْ إلى التَّوْبِة الخَلْصَاء مُجْتهداً ... والموتُ وَيْحك لم يَمْدًد إليك يَدَا
وأرقبْ من الله وَعْداً لَيْسَ يُخْلِفُه ... لا بُدَّ لله من إنجاز ما وَعَدَا
قال ذو النون : الكيس من بادر بعمله ، وسوف بأمله ، واستعد لأجله .
فهكذا كلما قصر العبد أمله سارع إلى العمل الصالح خصوصاً في الزمان الفاضل كرمضان وغيره .
سادسا: صدق الدعاء
صدق الأول يوم قال
إذا لم يكن من الله عونا للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده
فمهما بلغت من حفظ النصوص , ومعرفة الثواب , وعظيم الأجر , فلن تقدر على العمل , والتقرب إلى الله تعالى , واغتنام هذه المواسم وغيرها إلا بمعونة الرحيم الرحمن , فانطرح بين يديه , واصدق في الرغبة إليه , فهو خير معين , وأجود معطي .
وكن على يقين أنه إن فتح لك هذا الباب فقد أراد بك الخير
جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال\" من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة..... (هداية الرواة) [وهو حسن كما قال ابن حجر في المقدمة]
ومن كان صادقا تخير الأوقات الفاضلة التي هي أقرب للإجابة \" قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات \"
رواه الترمذي وهو حديث حسن
فاللهم وفقنا في هذا الشهر لهداك , واجعل عملنا في رضاك , اللهم اجعلنا ووالدينا وأهلينا من عتقائك من النار اللهم آمين
أبو عبيدة
08-21-2009, 06:01 PM
جزاك الله خيرا
ثماليه والعز ليه
08-22-2009, 12:07 AM
مجهود رائع تشكر عليه
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba