رويعي الغنم
09-16-2009, 11:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أرأيتم كيف تتنوع شجيرة برية واحدة ؟.
أرأيتم كيف تتنوع (الكمارا لانتانا) الى ما يزيد على ستمائة نوع ؟, التنوع الذي لم أجد منه في بيئتنا الطبيعية بالجزيرة العربية سوى نوعا واحدا أو نوعين .
لا شك أنكم قد أطلعتم على ذلك في الروابط التي زودتكم بها في الحلقة الماضيه (ح2) , ولا شك أنكم لمستم بعين البصر وأدراك البصيره ألأبداع ومظاهر البهاء والجمال والكمال والدقة المتناهية في ذلك التنوع .
ولا شك أنكم توقنون بأن وراء ذلك التنوع والأبداع والجمال والكمال حكم عظيمة , أذ لا مجال للصدف ولا للعشوائية في هذا الكون الرحيب العجيب البالغ الدقة والروعة والأنسجام .
فسبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت ألأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون.
http://www.thomala.com/vb/attachment.php?attachmentid=1048&d=1237930181
أنظروا الى ورقتها وأعلموا أن ما ترونه ظاهرا لكم عليها , أنما هو نزر أيسر من اليسير مما لا ترونه مما لايعلمه سوى علام الغيوب , عالم الغيب والشهادة العليم الخبير .
أن ما لا ترونه على ورقة هذه الشجيرة , كم هائل وعظيم , مغرق في الدقة المتناهية , والتفاصيل المدهشة , في كل جزيء (من كل مليمتر مربع) من سطحها الخارجي , أكتشف منه العلماء القليل جدا مما أكتشفوه بالمناظير المكبرة , وجهلوا الكثير مما جهلوه , وما خفي كان أعظم .
فعلي ذلك السطح المخملي القاني ألخضره , الذي تشاهدونه مكسوا بالزغب والتعرجات والخطوط والتموجات والنتوءات , بشرة تعج بالمسامات التي لا ترونها , تنظم بها الشجيرة درجة حرارتها (ربما دون أدراك منها) وتتنفس بها الهواء من حولها .
أنها أيها السيدات والسادة , كائن حي مسخر لكم (معشر بني آدم)على هذه البسيطة (الأرض) التي أستخلفكم الله فيها لينظر كيف تعملون .
كائن حي يشرب الماء ويتنفس الهواء , ويستمد الطاقة من الشمس وعناصر التربة , ويحولها الى غذاء يصلكم من خلال سلسلة غذائية معقدة أشد التعقيد , تمرراليكم (الطاقه) من خلال تغذي الحيوان (ألأبقار والأغنام والغزلان والأرانب وغيرها) عليه .
كائن حي يسبح وتسبح معه ذرات الكون من حوله لله الواحد الأحد خالق كل شيء , تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن , وأن من شيء ألا يسبح بحمده , ولكن لا تفقهون تسبيحهم , أنه كان حليما غفورا.
أما , لما تفوح منها تلك الرائحة المنعشة الشذية والزكية عند أدنى مس بسطح أوراقها؟, ولما السماكة النسبية التي تبدو عليها (ألأوراق) , ولما هي دائمة الخضرة ؟, ولما الشعيرات والزغب والقشرة المخملية التي تعتليها ؟ , ولما جاءت (الأوراق)مفردة ولم تأت ثلاثية أو خماسية العدد كما هو الحال في شجيرة الشيخ ابن همام (العليقه)؟ , ولما ولما ...الخ ؟.
أسئلة طويلة وكثيرة , لا حصر لها في الورقة وحدها , فما بالكم بغيرها من ألأسئلة عن بقية أجزائها (الشجره), كلها لا نلمتلك أجوبة لها , ولكن الشيء المؤكد 100% أن لكل جزيء من جزيئآت تلك الوريقة حكم وأسرار ووظائف مقدرة تقديرا وموزونة وزنا بديعا , فهذا خلق الرحمن فأروني ماذا خلق الذين من دونه , بل الظالمون في ضلال مبين.
نعم , لا ندري عن تلك الأسرار ولا بالهالة التي تحيطها من الغموض والألغاز, ولسنا مكلفين بالدراية عنها , فما أوتينا من العلم ألا قليلا , وأنما المكلفون به نحن , هو ألأحسان والرفق بكل كائن غير مؤذ من حولنا , الرفق الذي ما وضع في شيء ألا زانه ولا نزع من شيء ألا شانه , وعدم ألأسراف والبطر والتكبر والتجبر والأتلاف والأفساد في ألأرض بعد أصلاحها , ومقابلة ذلك بالشكروالذكر أناء الليل وأطراف النهار, شكرا على نعم تترى أنعم بها علينا من لا تنفذ خزائنه , فبالشكر تدوم النعم , وبالبطر تحل النقم .
الشكر لله على نعم أسبغها علينا بمنه وكرمه ظاهرة وباطنة , وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها أن ألأنسان لظلوم كفار , وأن ربك لغفور رحيم .
1431
1432
أنظروا الى فروعها الصغيرة كيف تبدو رباعية وشائكة الأركان , وكيف يستوي ويستقيم السطح بين كل ركن وركن , وانظروا الى شوكتها المحجنة القصيره (معكوفه الى أسفل عكس أتجاه نمو الغصن وعكس أتجاه سحب نواميها منها) التي تدافع بها عن نفسها .
وأنظروا (في الصور أدناه) الى سيقانها التي تتحول حال أقتوائها , من رباعية السطح والأركان الى الشكل الدائري بعد التخلص من أشواكها , أذ لا حاجة لها بها حينئذ في الدفاع عن نفسها في ما صلب وسمك من عودها .
أما زهورها الكثيفة الجميلة والمتنوعة الألوان , فلا أراني هنا بحاجة الى الحديث عنها وقد رأيتم على الروابط التي سبق وأن زودتكم بها صورها الأخاذة , وقرأتم عنها بما فيه الكفاية , وما يستوجب البعد بكم عن ألأطالة بهذه العجاله.
وفي الختام أقتطف لكم بعضا من فحوى ما كتبه الدكتور أحمد قشاش في معجمه عن هذه الشجيره :
(وفي جبل شدا ألأسفل وجدت شجيرة صغيرة من فصيلة ألأرثديات (Lantana viburnoides) يطلقون عليها الشيعه , ويطلق عليها اللفظ نفسه في سراة بني عمر مضافا الى النحل , فيقولون شيعة نحل , وفي نواح من تعز يسمونها المتان .
وهي نبتة عطرية , تفوح أوراقها بعبق عند أدنى ملامسة لها , أزهارها ملونة جذابه , وثمارها عنبية في حجم حبات الذرة , تظهر خضراء فسوداء عند النضج , تفرو أذا فضخت عصارة بنفسجية قانية , تنبت بأعالي ألأصدار في السفوح وبطون الشعاب , ورأيتها على ضفاف وادي الجنابين في السفوح الشرقية من جبال السراه , ورأيتها أيضا في عدد من جبال الحجاز في في بطون الشعاب وعلى ضفاف ألأودية , وسألت عنها أهل تلك الجبال فلم يذكروا لها أسما.
ومنها نوع (Lantana camara) رأيته بوفرة على سفوح جبل فيفا , وبأعداد قليلة في نواح من تهامة عسير , ورأيته يزرع في الحدائق لحسن أزهاره وطيب ريحه , ولعله دخيل) , أنتهى كلام الدكتور قشاش .
وهذا يدل على أن الدكتور قشاش قد وجد نوعين مختلفين من اللنتانا بجزيرة العرب , وأطلق عليهما مسمى الشيع بسبب تسمية أهل جبل شدا لها بهذا ألأسم .
وأرى أن دينوري عصرنا الدكتور أحمد وفقه الله بحاجة الى أن يبحث عن أسم آخر لها غير الشيع في طبعات معجمه الرائع القادمة , ومعها شجيرة الحقه أو قطرم الهر التي أطلق عليها مسمى شيعة البقر بسبب تسمية بعض أهل الهدة (النمور) لها بهذا ألأسم .
أقول قولي هذا وأنا أعلم أن ما قام به الدكتور قشاش عمل جليل ومجهد ومكلف جهدا ووقتا وربما مادة , ويستحق الأشادة والتبجيل والدعاء لصاحبه , عمل أراه غير مسبوق في دقته وجودته وكمه وتوسعه , ومع ذلك سيظل بحاجة الى ألأضافات والحذف , حتى يزداد جمالا الى جمال وكمالا الى كمال , والله أعلم ..
آمل أن أكون قد وفقت في أفادتكم بما كتبته عن هذه الشجيرة , سائلا الله العلي القدير أن يتقبل من الجميع صيام وقيام الشهر الكريم , وأن يهله علينا وعليكم أعواما عديدة في حياة مديدة ملؤها السعادة والصحة وما يرضي الله عنا , وكل عام وأنتم بخير, وعيدكم مبارك , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وشكرا ...
ملاحظه : بقية الصور ألأيضاحيه سوف تجدونها في مداخلات لاحقه , نظرا لعدم أستجابة الجهاز لأضافتها على متن المقال ..
أرأيتم كيف تتنوع شجيرة برية واحدة ؟.
أرأيتم كيف تتنوع (الكمارا لانتانا) الى ما يزيد على ستمائة نوع ؟, التنوع الذي لم أجد منه في بيئتنا الطبيعية بالجزيرة العربية سوى نوعا واحدا أو نوعين .
لا شك أنكم قد أطلعتم على ذلك في الروابط التي زودتكم بها في الحلقة الماضيه (ح2) , ولا شك أنكم لمستم بعين البصر وأدراك البصيره ألأبداع ومظاهر البهاء والجمال والكمال والدقة المتناهية في ذلك التنوع .
ولا شك أنكم توقنون بأن وراء ذلك التنوع والأبداع والجمال والكمال حكم عظيمة , أذ لا مجال للصدف ولا للعشوائية في هذا الكون الرحيب العجيب البالغ الدقة والروعة والأنسجام .
فسبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت ألأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون.
http://www.thomala.com/vb/attachment.php?attachmentid=1048&d=1237930181
أنظروا الى ورقتها وأعلموا أن ما ترونه ظاهرا لكم عليها , أنما هو نزر أيسر من اليسير مما لا ترونه مما لايعلمه سوى علام الغيوب , عالم الغيب والشهادة العليم الخبير .
أن ما لا ترونه على ورقة هذه الشجيرة , كم هائل وعظيم , مغرق في الدقة المتناهية , والتفاصيل المدهشة , في كل جزيء (من كل مليمتر مربع) من سطحها الخارجي , أكتشف منه العلماء القليل جدا مما أكتشفوه بالمناظير المكبرة , وجهلوا الكثير مما جهلوه , وما خفي كان أعظم .
فعلي ذلك السطح المخملي القاني ألخضره , الذي تشاهدونه مكسوا بالزغب والتعرجات والخطوط والتموجات والنتوءات , بشرة تعج بالمسامات التي لا ترونها , تنظم بها الشجيرة درجة حرارتها (ربما دون أدراك منها) وتتنفس بها الهواء من حولها .
أنها أيها السيدات والسادة , كائن حي مسخر لكم (معشر بني آدم)على هذه البسيطة (الأرض) التي أستخلفكم الله فيها لينظر كيف تعملون .
كائن حي يشرب الماء ويتنفس الهواء , ويستمد الطاقة من الشمس وعناصر التربة , ويحولها الى غذاء يصلكم من خلال سلسلة غذائية معقدة أشد التعقيد , تمرراليكم (الطاقه) من خلال تغذي الحيوان (ألأبقار والأغنام والغزلان والأرانب وغيرها) عليه .
كائن حي يسبح وتسبح معه ذرات الكون من حوله لله الواحد الأحد خالق كل شيء , تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن , وأن من شيء ألا يسبح بحمده , ولكن لا تفقهون تسبيحهم , أنه كان حليما غفورا.
أما , لما تفوح منها تلك الرائحة المنعشة الشذية والزكية عند أدنى مس بسطح أوراقها؟, ولما السماكة النسبية التي تبدو عليها (ألأوراق) , ولما هي دائمة الخضرة ؟, ولما الشعيرات والزغب والقشرة المخملية التي تعتليها ؟ , ولما جاءت (الأوراق)مفردة ولم تأت ثلاثية أو خماسية العدد كما هو الحال في شجيرة الشيخ ابن همام (العليقه)؟ , ولما ولما ...الخ ؟.
أسئلة طويلة وكثيرة , لا حصر لها في الورقة وحدها , فما بالكم بغيرها من ألأسئلة عن بقية أجزائها (الشجره), كلها لا نلمتلك أجوبة لها , ولكن الشيء المؤكد 100% أن لكل جزيء من جزيئآت تلك الوريقة حكم وأسرار ووظائف مقدرة تقديرا وموزونة وزنا بديعا , فهذا خلق الرحمن فأروني ماذا خلق الذين من دونه , بل الظالمون في ضلال مبين.
نعم , لا ندري عن تلك الأسرار ولا بالهالة التي تحيطها من الغموض والألغاز, ولسنا مكلفين بالدراية عنها , فما أوتينا من العلم ألا قليلا , وأنما المكلفون به نحن , هو ألأحسان والرفق بكل كائن غير مؤذ من حولنا , الرفق الذي ما وضع في شيء ألا زانه ولا نزع من شيء ألا شانه , وعدم ألأسراف والبطر والتكبر والتجبر والأتلاف والأفساد في ألأرض بعد أصلاحها , ومقابلة ذلك بالشكروالذكر أناء الليل وأطراف النهار, شكرا على نعم تترى أنعم بها علينا من لا تنفذ خزائنه , فبالشكر تدوم النعم , وبالبطر تحل النقم .
الشكر لله على نعم أسبغها علينا بمنه وكرمه ظاهرة وباطنة , وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها أن ألأنسان لظلوم كفار , وأن ربك لغفور رحيم .
1431
1432
أنظروا الى فروعها الصغيرة كيف تبدو رباعية وشائكة الأركان , وكيف يستوي ويستقيم السطح بين كل ركن وركن , وانظروا الى شوكتها المحجنة القصيره (معكوفه الى أسفل عكس أتجاه نمو الغصن وعكس أتجاه سحب نواميها منها) التي تدافع بها عن نفسها .
وأنظروا (في الصور أدناه) الى سيقانها التي تتحول حال أقتوائها , من رباعية السطح والأركان الى الشكل الدائري بعد التخلص من أشواكها , أذ لا حاجة لها بها حينئذ في الدفاع عن نفسها في ما صلب وسمك من عودها .
أما زهورها الكثيفة الجميلة والمتنوعة الألوان , فلا أراني هنا بحاجة الى الحديث عنها وقد رأيتم على الروابط التي سبق وأن زودتكم بها صورها الأخاذة , وقرأتم عنها بما فيه الكفاية , وما يستوجب البعد بكم عن ألأطالة بهذه العجاله.
وفي الختام أقتطف لكم بعضا من فحوى ما كتبه الدكتور أحمد قشاش في معجمه عن هذه الشجيره :
(وفي جبل شدا ألأسفل وجدت شجيرة صغيرة من فصيلة ألأرثديات (Lantana viburnoides) يطلقون عليها الشيعه , ويطلق عليها اللفظ نفسه في سراة بني عمر مضافا الى النحل , فيقولون شيعة نحل , وفي نواح من تعز يسمونها المتان .
وهي نبتة عطرية , تفوح أوراقها بعبق عند أدنى ملامسة لها , أزهارها ملونة جذابه , وثمارها عنبية في حجم حبات الذرة , تظهر خضراء فسوداء عند النضج , تفرو أذا فضخت عصارة بنفسجية قانية , تنبت بأعالي ألأصدار في السفوح وبطون الشعاب , ورأيتها على ضفاف وادي الجنابين في السفوح الشرقية من جبال السراه , ورأيتها أيضا في عدد من جبال الحجاز في في بطون الشعاب وعلى ضفاف ألأودية , وسألت عنها أهل تلك الجبال فلم يذكروا لها أسما.
ومنها نوع (Lantana camara) رأيته بوفرة على سفوح جبل فيفا , وبأعداد قليلة في نواح من تهامة عسير , ورأيته يزرع في الحدائق لحسن أزهاره وطيب ريحه , ولعله دخيل) , أنتهى كلام الدكتور قشاش .
وهذا يدل على أن الدكتور قشاش قد وجد نوعين مختلفين من اللنتانا بجزيرة العرب , وأطلق عليهما مسمى الشيع بسبب تسمية أهل جبل شدا لها بهذا ألأسم .
وأرى أن دينوري عصرنا الدكتور أحمد وفقه الله بحاجة الى أن يبحث عن أسم آخر لها غير الشيع في طبعات معجمه الرائع القادمة , ومعها شجيرة الحقه أو قطرم الهر التي أطلق عليها مسمى شيعة البقر بسبب تسمية بعض أهل الهدة (النمور) لها بهذا ألأسم .
أقول قولي هذا وأنا أعلم أن ما قام به الدكتور قشاش عمل جليل ومجهد ومكلف جهدا ووقتا وربما مادة , ويستحق الأشادة والتبجيل والدعاء لصاحبه , عمل أراه غير مسبوق في دقته وجودته وكمه وتوسعه , ومع ذلك سيظل بحاجة الى ألأضافات والحذف , حتى يزداد جمالا الى جمال وكمالا الى كمال , والله أعلم ..
آمل أن أكون قد وفقت في أفادتكم بما كتبته عن هذه الشجيرة , سائلا الله العلي القدير أن يتقبل من الجميع صيام وقيام الشهر الكريم , وأن يهله علينا وعليكم أعواما عديدة في حياة مديدة ملؤها السعادة والصحة وما يرضي الله عنا , وكل عام وأنتم بخير, وعيدكم مبارك , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وشكرا ...
ملاحظه : بقية الصور ألأيضاحيه سوف تجدونها في مداخلات لاحقه , نظرا لعدم أستجابة الجهاز لأضافتها على متن المقال ..