المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «درب الجمّالة»


صقر قريش
10-30-2009, 02:36 PM
ملامح تاريخية مفقودة لدرب الألف عام تستهوي رجال الأعمال والمسؤولين

«درب الجمّالة» دثرته الحداثة ويبحث عن عين «السياحة والآثار»

http://www.aleqt.com/a/294573_64414.jpg
فريق الرحلة يسيرون على طريق الجمال في جبل الكر.
خميس السعدي من مكة المكرمة تصوير: محمد علي
أحدثت تفجيرات طريق الهدا – الكر، قبل نحو ثلاثة أعوام تغييرا في ملامح درب الجمّالة الأثري والتاريخي الشهير خاصة في الجزء العلوي منه، الذي اشتهر على مدى أكثر من ألف عام بأنه الطريق المحوري والاقتصادي الرابط بين مدينتي الطائف ومكة المكرمة، حيث أسهمت التعديلات التي قام بها المقاول لإصلاح الطريق بجهود شخصية في ظل غياب التخطيط الأثري المسبق حسب رؤية أكاديميين وفنيين لـ «الاقتصادية»، في اندثار ما تبقى من بداية الخط النازل من اتجاه الهدا إلى مكة، والاستعاضة عنه بطريق بديل لم يكن معبداً بالشكل الذي كان يتميز به الطريق طوال مساره، حيث كان في غالبيته معبدا ومرصوفا في جوانبه بالصخور.
ولأن ضريبة التقنية باهظة على جنبات الآثار التاريخية، إلا أن مشهد الطريق غير المعبد اختزل حقائق تاريخية لطالما كانت موضع اهتمام بحوث ودراسات المؤرخين، ومصدر إلهام لسابري أغوار المنطقة التاريخية، كما أنه كان دافعا لممارسة هواية صعود الجبال من جانب آخر، ولأن الشيء بالشيء يذكر فقط وجهنا البوصلة تجاه مؤرخي مدينة الطائف المهتمين بالحفاظ على ذاكرة التاريخ من الاندثار وبقائها ناصعة مشرقة لنقلها على حقيقتها المجردة للأجيال الحاضرة والقادمة.
وأوضح حماد السالمي الكاتب والباحث ونائب رئيس النادي الأدبي الثقافي في محافظة الطائف أن جبل كرا الفاصل بين سراة الطائف وتهامة مكة كان يقف عقبة أمام حركة التنقل بين الحاضرتين الكبيرتين، مشيراً إلى أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، عندما اختار الطائف وجهة أولى له خارج مكة بعد حصار الشعب، سلك طريق يعرج (الثنية)، وهي عقبة قصيرة وسهلة تقع إلى الشمال من جبل كرا، وتفضي إلى وادي نعمان من جهته الشرقية، بعيداً عن عقبة كرا، الذي ربما ذهب الظن ببعض الناس إلى أن الرسول صعد منها إلى الطائف، حتى الرحلة الثانية للمصطفى إلى الطائف، وهي غزوة الطائف في السنة التاسعة للهجرة، سار بجيشه عبر الشرائع والزيمة، ثم اليمانية ووادي السيل، متجهاً شرقاً إلى وادي لية، فدخل الطائف من شرقها، وعاد من الطريق نفسه .
http://www.aleqt.com/a/294573_64417.jpgالرحالة يواصلون رحلتهم وسط الصخور التي طمست أجزاء من معالم الطريق.
وقال السالمي: « لم تُذلل عقبة كرا، إلا بدءاً من سنة 430هـ، وذللها وعمّرها حسين بن سلامة، الذي كان والياً على مكة، فقد شق دربين، واحد للجمّالة، والآخر للمشاة، ورصفهما بالحجارة، فظهر الدرب منهما وهو على شكل درج يتلوى بين قمة الجبل في الهدا والكر أسفل كرا مما يلي شداد، ثم وادي نعمان، وقد ظل الحال على ما هو عليه طيلة ألف عام تقريباً، حتى فتح طريق ثالث، هو طريق السيارات، في عهد الملك فيصل، رحمه الله، سنة 1385هـ، فتحول حال جبل كرا، من طود يحجز بين المدينتين والقريتين مكة والطائف، إلى مشروع حضاري أسطوري في فكرته وتنفيذه، إلى أن تمت في هذا العام، توسعته، وجعله طريقاً مزدوجاً، فسهل على الناس التنقل والترحال، وعظم شأنه في عيون الذين عرفوا كرا قبل فتحه وبعد فتحه».
http://www.aleqt.com/a/294573_64416.jpgاستراحة قبل استئناف المسيرة.. وهنا يبدو طريق حديث تم استحداثه لكنه لا يمثل الطريق القديم للجمال.
وشدد السالمي على أن درب الجمّالة، ودرب المشاة، هما من المعالم الأثرية المهمة، التي ينبغي الحفاظ عليها، بل صيانتهما وتأهيلهما من المفترض أن تكون ضمن منظومة جبل كرا ذاته، ليكملا بذلك الصورة الجميلة لهذا الجبل، بعد أن ذُلل بالطريق السريع، وبنفق المياه من تحته، وبمشروع نفق السيارات القادم من أسفله من الكر حتى الطائف في مقبل الأيام، وتابع: « إن درب الجمّالة، وكذلك درب المشاة، قد تعرضا لكثير من التدمير والطمس إبان فتح جبل كرا في المشروع الأول قبل 50 عاما، وعندما بدأ الاهتمام بالسياحة، وبرز مشروع التلفريك وقرية الكر السياحي، سارت بعض الجهود نحو إعادة تعمير ما اندثر واندمر من الدربين، وجرى التفكير في تأهيل الجبل بالكامل من قمته حتى أخمصه، وذلك بإنشاء محطات وقوف واستراحات، وتشجير حواف وجوانب الطريق، وكذلك ما يحيط بالدربين التاريخيين، وبنت وزارة الزراعة سداً في منتصف الطريق لحفظ مياه السيول، ولكن بعد ذلك جاءت التوسعة الجديدة قبل ثلاثة أعوام، ففعلت فعلها في دربي الجمّالة والمشاة، وانطمرت أجزاء لا يستهان بها من هذين الدربين، وغابت بعض معالمهما، وتكسرت أجزاء من الدرج الحجري لهما، ولم نشهد حتى اليوم، أي بادرة لإصلاح ما فسد منهما، ولم نشهد كذلك أي وجود لشركة قيل إنها موكلة بإعادة تأهيل الدربين والجبل عموماً، ونحن نظن أن جبل كرا هو في حد ذاته، بطريقه الجديد الأسطورة، وبدربيه التاريخيين، وبتنوع جغرافيته وغطائه النباتي، وما أنشئ في أعلاه وفي أسفله، من فندق فخم، وتلفريك حديث، وقرية سياحية راقية، كل ذلك، يشكل منظومة سياحية لا تكتمل صورتها إلا بعناصرها كافة، ومن أهمها درب الجمّالة ودرب المشاة، وتأهيل الجبل بالتشجير والتخضير، مؤكداً إن إصلاح ما فسد من الدربين التاريخيين، مهمة ليست صعبة، وهو أمر غاية في الأهمية، وإن من المأمول أن يتحقق ذلك في القريب العاجل.
http://www.aleqt.com/a/294573_64420.jpgالزميل السعدي يقف بجانب اللوحة التي تشير إلى طريق الجمال.
من جانبه قال مناحي القثامي الباحث والكاتب التاريخي: «إن الطريق يعتبر طريقا تاريخيا قديما، وبدأ مع بداية ما قبل الإسلام، وتم الاهتمام به في العهد العثماني، وقد اختصر هذا الطريق مسافات شاسعة بين الطائف ومكة، وكانت توجد فيه بعض الاستراحات التي تجعل سالكي هذا الطريق أكثر أمانا وراحة، وتمكنهم من التزود بالضروريات، حيث كانت فيه أربع محطات».
وأفاد القثامي أن الدرب المسمى بدرب الجمال تعرض لعملية تطوير في القرن الخامس الهجري كما يذكر بعض مؤرخي الحجاز، وكان يتسع الطريق للمشاة والدواب، كما أن هناك معلومة تقول إن الطريق كان موجودا منذ القرن الثالث الهجري، وتنسب هذه المعلومة إلى الرحالة الذين كانوا يسلكون هذا الطريق ومنهم ناصر خسو وهو رحالة إيراني معروف، واستمر في كتابه يتطرق إلى هذا الطريق. وأشار القثامي إلى أنه لم يذكر أن نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم سلك هذا الطريق، متأسفاً بالقول: « لكن من المؤسف أن تكون بداية الطريق الأساسية قد ضاعت معالمها، إذ كان الطريق يبدأ من وادي محرم، لكن مع استحداث الطريق الأسفلتي الجديد تلاشت معالم هذا الطريق، وأن آخر محطات هذا الطريق تقع في وادي نعمان قبل منطقة عرفات.»
ويرى القثامي أنه كان من الواجب أن يتم الحفاظ عليه كمعلم تاريخي ويجب أن يتم الالتفات بشكل مركز إلى خصوصيته دون الإخلال برمزيته التاريخية على اعتبار أنه شكل شريانا مهما يربط بين الطائف ومكة. وذكر القثامي أن عمليات تشييد الطريق الأسفلتي أثرت سلبا في طمس بعض من ملامح درب الجمالة ودرب المشاة، داعيا إلى توثيق هذه الطريق والاهتمام به من مطلق اهتمام الأمم بنقاط تاريخها المهمة، التي من حق أجيالها أن تراها بعين أخرى بعيدا عن التشويش والإقصاء، وصنع مزيج رائع من الحداثة والأصالة، كما أن في الاهتمام بالتاريخ وبصماته قيم تثري ذائقة الأجيال الناشئة وتعزز الإيمان بجهود من ابتكروا أبجديات هذه الحضارة، إذا يتعلق الأمر بحجم الوعي ومستوى الإيمان.
ووجه القثامي أصابع اللوم إلى جهاز التنمية السياحي في الطائف، واصفا إياهم بعدم التخصص في هذا المجال الذي يعنى بالحفاظ على مقدرات التاريخ وبصماته، مردفاً أن ما ينقص هؤلاء هو الإدراك لأهمية ذلك كمشرب من أهم مشارب التزود بثقافة التاريخ بشكل عام، وما لدرب الجمالة على وجه الخصوص من أهمية قصوى، إذا لا بد أن يحظى ولو بالقليل من اهتمامهم، وهذا أمر لا يشجع على تطوير السياحة وتطبيقها فعليا على أرض الواقع، وهي التي تشكل في كل البلدان اهتماما كبيرا بالآثار التي خلفها التاريخ لتكون منهلا من مناهله.
http://www.aleqt.com/a/294573_64419.jpgلوحة تشير إلى درب المشاة لكنها أغفلت أن معظم معالمه طمست.
ولفت القثامي إلى خطورة عدم المبالاة من قبل كثير من سالكي الدرب الذين بدورهم قاموا بتشويه صورته من خلال الكتابة على جنباته وتشويه معالمه بعبارات تشوبها المراهقة الصبيانية، وهي ظاهرة خطيرة وتدل على شيء من عدم الإدراك للوضع الثقافي وعدم الوعي الذي هو عنصر مهم في الحفاظ على التاريخ وبصماته.
ويرى القثامي أن بعض الشركات التي عملت على مشروع الهدا – الكر، أسهمت في طمس بعض المعالم، وأصبح الدرب يدفع ضريبة الحداثة من تشويه وإزالة وطمس لبعض المعالم القديمة، ولم يشعر بأنه يستحق الاهتمام مقابل دفعه هذه الضريبة التي سببها هذا العصر الإلكتروني الأسفلتي، مستشهدا بالغرب في كيفية استماتتهم في الحفاظ على التاريخ وملامحه المختلفة وكيفية توفير أوعيه للأجيال من خلالها يتشربون التاريخ على نقيضنا ونحن قد غرت أبناءنا لغة التغيير. وفيما يتعلق باللوحات التي وضعتها الهيئة العامة للسياحة والآثار على جانبي طريق المشاة المتفرع من درب الجمالة قال القثامي: «إن هناك لجنة شكلت في إحدى السنوات من محافظة الطائف، وكان وضع اللوحات من أبرز توصياتها، لكن القيمة الفعلية المهمة لهذا الطريق تكمن في أهمية تسجيل لوحة في بداية الطريق تتولى التعريف بهذا الدرب وتكون هوية واضحة.»
ونقلا عن الدكتور عبد الله القويز الكاتب الاقتصادي الذي كان ضمن فريق من الهواة والمسؤولين ووجهاء المجتمع الممارسين لهواية صعود الجبال، وضعت علامات استفهام كثيرة ومتعددة الجوانب حول جغرافية الطريق وتاريخيته، الذي بدوره أبرز رؤيته تجاه عدة محاور بالقول: « إن ما قام به المقاول من جهود شخصية لإعادة إعمار الطريق أسهمت في سهولة الاستمرار بالسير عبره، حيث إنه أسهم في إعادة تمهيد الدرب وإزالة الصخور عنه التي تسببت فيها عمليات التفجير أثناء العمل في طريق الهدا، إلا أن المقاول عند إعادة إعمار الدرب تسبب في إفقاده هويته التاريخية من خلال تغيير مساره الحقيقي الذي أنشئ عليه»، كما أن من الملاحظ على الدرب بالرغم من أهميته التاريخية غياب أعمال الصيانة والنظافة عنه.
http://www.aleqt.com/a/294573_64418.jpgحديث بين د. عبد الله القويز ود. أحمد محمد علي في منتصف الطريق.
وأفاد القويز الذي كان ضمن المجموعة المكونة من الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية والمهندس الدكتور عادل بشناق رئيس مجلس إدارة البشناق ورجل الأعمال حبيب البكري والدكتور محمد البكري نائب رئيس المجلس البلدي في المدينة المنورة ورجل الأعمال ياسر بن لادن وبرفقة المهندس كاتو مدير مشروع الكر في شركة بن لادن، أفاد أن الطريق مليء بالأوساخ مما يشوه منظره الثقافي والحضاري، إضافة إلى أن العلامات التي وضعت في بعض جنبات الطريق تم وضعها بشكل اعتباطي فأخذت حيزا من طريق المشاة وشوهت جمالية الدرب.
وزاد القويز: «إننا لاحظنا وقوف عدة مشاريع تم البدء فيها في درب الجمالة كمشروع التشجير وتكسير أجزاء من السد الواقع في منتصف الطريق، إلا أن الأسباب غير معلومة، وأن التحرك لإصلاح وإكمال تلك المشاريع سيسهم في إزالة التشوهات من على وجه الحضارة التاريخية للدرب.
وكان القويز قد طرح مقالا عبر «الاقتصادية» تساءل فيه بالقول: «ألم يكن من الأجدر بالهيئة العامة للسياحة الراعي الوطني لحماية ثقافتنا وتراثنا الديني والحضاري أن تراقب هذا الطريق التاريخي وتحافظ عليه من العبث، وكيف سمحت وزارة النقل ومهندسوها وطاقمها الفني لمقاول لا يهمه إلا إكمال عقده مباشرة أو من الباطن أن يعبث بإرث وطني وتاريخي وربما ديني وأن يمحوه من الوجود». وناشد القويز حينها الجهات المسؤولة أن تعمد إلى إصلاح الخطأ وأن تعيد الدرب التاريخي إلى حالته السابقة وأن تضع قوانين ومراقبين للمحافظة على تاريخنا وثقافتنا وما يحويه وطننا من معالم تاريخية.
http://www.aleqt.com/a/294573_64415.jpgاستراحة الجمال ومكان تفريغ البضائع على الطريق القديم.. لكنها فصلت عن الطريق المستحدث.
المناشدة تلك لم تكن واقفة عند هذا الحد، ولكن سرعان ما تجاوبت معها «الهيئة» بالرد بتعقيب على لسان ماجد بن علي الشدي مدير عام إدارة الإعلام والعلاقات العامة، قالت فيه: «إنه مع بداية استئناف العمل في مشروع توسعة طريق الكر قبل نحو سنتين قام المسؤولون في جهاز التنمية السياحية والآثار في محافظة الطائف بالوقوف مع مهندس الشركة المنفذة على مسار هذا الطريق الأثري والتأكيد على الحرص على عدم المساس بالطريق، ومن خلال المتابعة الدائمة من فهد المعمر محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية خلال الزيارات الميدانية لتفقد المشروع، تم التأكيد على اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الطريق، وحيث إن هناك أجزاء من الطريق أوضحت الشركة أنه من المتعذر تلافي التعرض لها، فقد كان هناك اتفاق ودي مع الشركة على الإسهام في ترميم ما يمكن ترميمه من هذه الأجزاء التي تعرضت للطمر أو التهدم من الطريق، ويتم حاليا التنسيق مع الشركة حول هذا الموضوع، خاصة أن هناك بعض الأعمال الجانبية التي لم تنته بعد من مشروع التوسعة.
وأضافت: «كما أنه في إطار اهتمام الهيئة العامة للسياحة والآثار بتهيئة وتأهيل المواقع الأثرية والحفاظ عليها قام جهاز التنمية السياحية والآثار في الطائف بالرفع المساحي لمراحل من الطريق للعمل على إدراجها ضمن مشاريع تهيئة المواقع السياحية بالاتفاق مع شركة الطائف للسياحة والاستثمار».

@محب ثمالة@
10-30-2009, 04:19 PM
تسلم يا صقر على هذا الموضوع
والله يعطيك العافية على مجهودك المميز وعطائك الكبير
وفقك الله لكل خير وسدد على درب الخير خُطاك

دمت بخير

FANTASY
10-30-2009, 04:28 PM
يعطيك العافية يا صقر على المجهود الرائع
...

المقداد
10-31-2009, 02:18 PM
الاخ الكريم صقر قريش شكراً على هذا الموضوع الجيد , وليتك أوجزته حتى يحضى بنصيب من القراءة التي يستحقها .. وبعد .

سأضيف الك أسماعك أنت والقراء الكرام بعض ما أعرفه عن هذه الطرق القديمه والتي طرق بعضاً منها الكاتب والراويه حمٌاد السالمي .
أخي ,, هناك في جبل كرى طريقان متفرعان من الأصل , وبحسب ما حدثني به المقداد الاعظم , فطريق أسمه( درب الجمٌالة )وهذا معروف ولا يختلف عليه أحد , فهو مخصص لجميع الدواب والقوافل وخصوصاً (( الجمال )) والطريق قد بدعه الترك في تلك الحقبة الزمنية , حتى ان المقداد ذكر بحديثه أن الشريف قد حاصرهم حتى نفد زادهم فقاموا بذبح خيولهم واكلها خشية الهلاك . وقد صمم هذا الطريق بشكل ميسر ومسهل ولكنه اطول بكثير من الطريق التي سأتي على ذكره..

الطريق الثاني , أسمه ( درب الحمٌارة ) ( المعسر ) وكما يبدو من أسمه عسيير ولا تسلكه الا الحمير فقط , وقد ذكر لي أن الحمار اذا كانت حمولته جيدة يقوم صاحبه بجره وتله بخطامه حتى يكاد رأسه أن ينفصل عن عنقه !!! وهذا الطريق يأتي بشكل شبه رأسي من أسف العقبة حتى أعلاها !!

الطريقان يلتقيان في ألهدى وتنحدر بطريق واحد مروراً بمسرة , والتي عرفت ي ذاك الزمن بالنهب والسرق وقطع الطريق , ويمتد حتى يمر بقلب الطائف وهناك سوق لهم تجتمع بها القوافل أسمه (( الهجلة )) ويمتد هذا الطريق بغدير البنات مروراً بلية ويسمى طريق الميرادة وهناك جبل معروف في اخر طريق الميرادة اسمه الصرير , ثم يتفرع هذا الاصل الي طريقين , احدهما يواصل امتداده من عنقان وقرى بني سالم والصخيرة وبلاد ثمالة وهكذا , اما الفرع الاخر فهو الجهة الشمالية من ليه ويطرقه أهل بني سعد وتلك القرى و ثم يعودان ويلتقيان ويسيران بطريق واحد حتى اقصى الحجاز ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
وقد حدثني المقداد بأمر ولا ضير ان تطلع عليه !!
يقول كنت أملك جملاً ضخماً أسمه ( شعيل ) وكنت أحمل الارزاق عليه من مكة , والارزاق ( رز وبر وسكر وشعير ,,,الخ ) حتى اذا وازيت عرفة وقد أنهكني التعب وبلغ مني مبلغ , ضربت جملي ليتقدمني وأنا توسدت تلك البطحاء الباردة ونمت !! حتى اذا ما لحقت بجملي وجدته في الطائف في سوق الهجلة وقد تم انزال حمولته , واطعامه ريث ما يأتي صاحبه ,, انتهى .


هذه احاديث المقداد الاعظم وليس حديث الرواه او من يملكون الدالات .
كتبت على عجل وربما اعود بشئ من التفصيل ,, شكراً