الساكن
11-12-2009, 12:01 AM
كبرت مريم وكبر معها حلمها ان تصبح معلمة حتى تحقق لها ذالك.وفي صبيحة يوم تلقت خطاب التعيين في قرية نائيه فمزجت فرحة التخرج وحب التعليم بمصيبة التعيين وكارثة المجهول في تلك الصحراء.أول عمل قامت به أن طلبت من والدها شراء الساعة المنبه كي تصحو الساعة الرابعة فجرا لبدء رحلة الذهاب الى المدرسة،فتقوم بعد سماع (إنذار الخطر) فتتهيأ ويتهيأ معها قلب الأم الحالمة،لتنظر من شرفة منزلها بانتظار وقت وصول(ميكرو باص المدرسة) الحافلة السوداء الخاصة بنقل المعلمات.تبدأ الرحلة نحو المجهول مع ظلام الفجر وتستمر قرابة الساعتين برفقة أخريات وسائق ذي شنب غليظ يريد من خلاله طمأنة المعلمات فيما أثار به مزيدا من الخوف في قلوبهن الغضه.رحلة الوصول الى المدرسة أشبه بمغامرة غير محسوبة النتائج،فبأي روح ستؤدي هذه المعلمة وغيرها واجباتهن، واي جيل ينتظر أن تنتجه معلمات هاذا هو حالهن وتلك هي ظروفهن للوصول الى المدرسة.مريم نسيت انوثتها مع الأيام وقسوة السفر المستمر ومعاناته فرفضت الزواج حتى يتم نقلها إلى داخل المدينه التي تقيم فيها، فأنتقلت اخيرا، ولكن إلى رحمة الله جراء حادث مروري على طريق المعاناة ،وووري جثمانها في أقرب مقبرة من دار أسرتها حيث تقف امها فجر كل يوم على شرفة المنزل تنظر إلى حلم ابنتها وقد استحال رفاتا.
احزنتني فحبيت انقلها لكم
احزنتني فحبيت انقلها لكم