ابو شادي
11-23-2009, 09:37 PM
الاثنين 06 ذو الحجة 1430 الموافق 23 نوفمبر 2009 http://islamtoday.net/media_bank/image/2009/11/22/1_20091122_8318.jpg
عصام دربالة
بدلاً من أن تكون مباراة مصر والجزائر المؤهِّلة للوصول إلى كأس العالم ميدانًا للمنافسة الشريفة ومثالاً لدور الرياضة في التقريب بين الشعوب.. صارت عنوانًا للفتنة ومبعثًا للشقاق.
وذلك بفعل الصغار الذين جعلوا عقولهم بين أقدامهم.. ولم تتخلص نفوسهم بعد من العصبية الجاهلية التي قال عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "دعوها فإنها منتنة".
فعلها الصغار
والمقصود بالصغار هنا.. هم صغار النفوس الذين يريدون تحقيق الانتصار بأي وسيلة شريفة أو وضيعة.. والذين يرغبون في الانتصار، ولو كان في ذلك الإطاحة بالقيم والأخلاق، ووطأ مبادئ الأديان بالأقدام.
وقد نجح الصغار في البلدين الشقيقين في تحقيق ذلك بدون وعي، كما نجح في تأجيج نار الفتنة صغار آخرون في بلاد عربية محيطة.
نعم.. فعلها الصغار عندما تبارت أقلام وأفواه إعلامية بالبلدين في جعل المناخ الذي ستتم فيه المباراة الأولى والفاصلة أشبه بدخول موقعة حربية بدلاً من دخول منافسة كروية يمتزج فيها الفن والحماس والمتعة مع الإصرار.
نعم.. فعلها الصغار الذين رشقوا الباص الذي كان يُقل الفريق الجزائري في أحد شوارع القاهرة.. سواء كان الفاعل مصريًا أو جزائريًا.
نعم.. فعلها الصغار عندما نشرت جريدة الشروق الجزائرية أخبارًا كاذبة عن مقتل 17 جزائريًا بالقاهرة عقب المباراة الأولى.. وهي تعلم أن هذا الخبر لا يمت للحقيقة بصلة.
نعم.. فعلها الصغار الذين قاموا بتهديد وترويع وإهانة المصريين العاملين بالجزائر وتحطيم مكاتب شركة "المقاولون العرب" و"أوراسكوم" لكونهما مصريتان.
نعم.. فعلها الصغار عندما عاثوا في شوارع مدينة الخرطوم فسادًا.. معتدين على بعض الجمهور المصري عابثين بالسلطة السودانية.. وغير محترمين لقوانينها.
نعم.. فعلها الصغار عندما حاول البعض اقتحام سفارة الجزائر بالقاهرة.. رغبة في الانتقام من اعتداءات الصغار في الجزائر.. واعتراضًا على موقف رسمي جزائري لم يسعَ لوأد الفتنة في مهدها.
نعم.. فعلها الصغار عندما دعا البعض لتشجيع إسرائيل ضد الجزائر في أي لقاء رياضي قد يجمع بينهما.
نعم.. فعلها الصغار عندما أججوا مشاعر أبناء البلدين وحرضوا المسئولين فيهما لاتخاذ خطوات تعمق الكراهية وتدفع العلاقات بين البلدين إلى الصدام.
مهمة إطفاء عاجلة
وإذا كان من حق كل مصري أو جزائري أن يتمنى انتصار فريقه.. فليس معنى هذا أن يكون على حساب ثوابت الأمة التي يجب الحفاظ عليها.
ولا يصح نسيان أن مصر والجزائر يجمعهما وحدة العرق ووحدة الدين ووحدة اللغة ووحدة المصالح.. فلا يصح أن تقوضها مباراة كرة، حتى لو أدت إلى الفوز بكأس العالم.
ولا يصح أن تترك المصالح العليا لأبناء الأمة مرهونة بحماس جمهور الدرجة الثالثة بالمدرجات - مع تقديرنا لوطنية هؤلاء - ولكن لا ينبغي أن تترك مصير العلاقات بين شعبين ودولتين لحناجر هؤلاء.
ولذلك فهناك مهمة إطفاء عاجلة يجب أن تتم دون تأخير.. وهي مهمة تنتظر الكبار في الأمة.
يطفئها الكبار
والمقصود بالكبار هم المسئولون عن القرار بكلا البلدين، وأيضًا الحكماء فيهما وفي الأمة بأسرها.
فالكبار يدركون أن تنامي هذه الفتنة ليس في مصلحة أحد في البلدين ولا في الأمة.
والكبار يدركون أن قيمة الانتصار في أي منافسه رياضية لا تساوي إراقة دم أو إهانة مواطن في أي من البلدين.
والكبار يدركون أن الانتصار الحقيقي يكون في ميادين التقدم العلمي والرقي الاقتصادي والاجتماعي والنضج السياسي.
خطة إطفاء
وإذا كان لنا حق الاقتراح لخطة الإطفاء العاجلة فنتصور أن يتم الآتي:
يقوم الأمين العام للجامعة العربية السيد/ عمرو موسى بمناشدة البلدين إنهاء التصعيد الإعلامي.. وتكوين لجنة في كل بلد للتحقيق فيما فعله الصغار من أبناء الدولة في حق أبناء الشعب الآخر.. ولعل السيد عمرو موسى قام بالفعل بخطوة في هذا الاتجاه.
يتم الإعلان المتزامن في مصر والجزائر رسميًا عن تشكيل لجنة من كل بلد منهما للتحقيق فيما تم على أراضيها أو خارجها من أمور أساءت إلى مواطني الدولة الأخرى.. وتقديم اعتذار عن أية إساءات ثبت وقوعها.
يقوم علماء الأمة من الأزهر والجزائر وغيرهما بتوجيه بيان مشترك يخاطبون فيه الرأي العام بالبلدين مذكرين بثوابت الأمة ومهدئين للخواطر.
يقوم الإعلاميون العرب عبر نقابات الصحفيين فيها بمناشدة الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي المسموع والمقروء بتناول هذه الفتنة بما يحقق وأدها بعيدًا عن تأجيجها.
الانتصار الزائف
لقد كشفت هذه الفتنة عن مدى تعطش شعوبنا لتحقيق الانتصارات.. لكن المشكلة تكمن في أننا تركنا ميادين الانتصار الحقيقية.. وتعاملنا بمنطق البحث عن انتصار حتى لو كان زائفًا أو بطعم الخسارة..لأنه يكون على حساب الأخلاق والقيم والمبادئ..وهذه مشكلة على الكبار أيضًا أن يعالجوها.
عصام دربالة
بدلاً من أن تكون مباراة مصر والجزائر المؤهِّلة للوصول إلى كأس العالم ميدانًا للمنافسة الشريفة ومثالاً لدور الرياضة في التقريب بين الشعوب.. صارت عنوانًا للفتنة ومبعثًا للشقاق.
وذلك بفعل الصغار الذين جعلوا عقولهم بين أقدامهم.. ولم تتخلص نفوسهم بعد من العصبية الجاهلية التي قال عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "دعوها فإنها منتنة".
فعلها الصغار
والمقصود بالصغار هنا.. هم صغار النفوس الذين يريدون تحقيق الانتصار بأي وسيلة شريفة أو وضيعة.. والذين يرغبون في الانتصار، ولو كان في ذلك الإطاحة بالقيم والأخلاق، ووطأ مبادئ الأديان بالأقدام.
وقد نجح الصغار في البلدين الشقيقين في تحقيق ذلك بدون وعي، كما نجح في تأجيج نار الفتنة صغار آخرون في بلاد عربية محيطة.
نعم.. فعلها الصغار عندما تبارت أقلام وأفواه إعلامية بالبلدين في جعل المناخ الذي ستتم فيه المباراة الأولى والفاصلة أشبه بدخول موقعة حربية بدلاً من دخول منافسة كروية يمتزج فيها الفن والحماس والمتعة مع الإصرار.
نعم.. فعلها الصغار الذين رشقوا الباص الذي كان يُقل الفريق الجزائري في أحد شوارع القاهرة.. سواء كان الفاعل مصريًا أو جزائريًا.
نعم.. فعلها الصغار عندما نشرت جريدة الشروق الجزائرية أخبارًا كاذبة عن مقتل 17 جزائريًا بالقاهرة عقب المباراة الأولى.. وهي تعلم أن هذا الخبر لا يمت للحقيقة بصلة.
نعم.. فعلها الصغار الذين قاموا بتهديد وترويع وإهانة المصريين العاملين بالجزائر وتحطيم مكاتب شركة "المقاولون العرب" و"أوراسكوم" لكونهما مصريتان.
نعم.. فعلها الصغار عندما عاثوا في شوارع مدينة الخرطوم فسادًا.. معتدين على بعض الجمهور المصري عابثين بالسلطة السودانية.. وغير محترمين لقوانينها.
نعم.. فعلها الصغار عندما حاول البعض اقتحام سفارة الجزائر بالقاهرة.. رغبة في الانتقام من اعتداءات الصغار في الجزائر.. واعتراضًا على موقف رسمي جزائري لم يسعَ لوأد الفتنة في مهدها.
نعم.. فعلها الصغار عندما دعا البعض لتشجيع إسرائيل ضد الجزائر في أي لقاء رياضي قد يجمع بينهما.
نعم.. فعلها الصغار عندما أججوا مشاعر أبناء البلدين وحرضوا المسئولين فيهما لاتخاذ خطوات تعمق الكراهية وتدفع العلاقات بين البلدين إلى الصدام.
مهمة إطفاء عاجلة
وإذا كان من حق كل مصري أو جزائري أن يتمنى انتصار فريقه.. فليس معنى هذا أن يكون على حساب ثوابت الأمة التي يجب الحفاظ عليها.
ولا يصح نسيان أن مصر والجزائر يجمعهما وحدة العرق ووحدة الدين ووحدة اللغة ووحدة المصالح.. فلا يصح أن تقوضها مباراة كرة، حتى لو أدت إلى الفوز بكأس العالم.
ولا يصح أن تترك المصالح العليا لأبناء الأمة مرهونة بحماس جمهور الدرجة الثالثة بالمدرجات - مع تقديرنا لوطنية هؤلاء - ولكن لا ينبغي أن تترك مصير العلاقات بين شعبين ودولتين لحناجر هؤلاء.
ولذلك فهناك مهمة إطفاء عاجلة يجب أن تتم دون تأخير.. وهي مهمة تنتظر الكبار في الأمة.
يطفئها الكبار
والمقصود بالكبار هم المسئولون عن القرار بكلا البلدين، وأيضًا الحكماء فيهما وفي الأمة بأسرها.
فالكبار يدركون أن تنامي هذه الفتنة ليس في مصلحة أحد في البلدين ولا في الأمة.
والكبار يدركون أن قيمة الانتصار في أي منافسه رياضية لا تساوي إراقة دم أو إهانة مواطن في أي من البلدين.
والكبار يدركون أن الانتصار الحقيقي يكون في ميادين التقدم العلمي والرقي الاقتصادي والاجتماعي والنضج السياسي.
خطة إطفاء
وإذا كان لنا حق الاقتراح لخطة الإطفاء العاجلة فنتصور أن يتم الآتي:
يقوم الأمين العام للجامعة العربية السيد/ عمرو موسى بمناشدة البلدين إنهاء التصعيد الإعلامي.. وتكوين لجنة في كل بلد للتحقيق فيما فعله الصغار من أبناء الدولة في حق أبناء الشعب الآخر.. ولعل السيد عمرو موسى قام بالفعل بخطوة في هذا الاتجاه.
يتم الإعلان المتزامن في مصر والجزائر رسميًا عن تشكيل لجنة من كل بلد منهما للتحقيق فيما تم على أراضيها أو خارجها من أمور أساءت إلى مواطني الدولة الأخرى.. وتقديم اعتذار عن أية إساءات ثبت وقوعها.
يقوم علماء الأمة من الأزهر والجزائر وغيرهما بتوجيه بيان مشترك يخاطبون فيه الرأي العام بالبلدين مذكرين بثوابت الأمة ومهدئين للخواطر.
يقوم الإعلاميون العرب عبر نقابات الصحفيين فيها بمناشدة الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي المسموع والمقروء بتناول هذه الفتنة بما يحقق وأدها بعيدًا عن تأجيجها.
الانتصار الزائف
لقد كشفت هذه الفتنة عن مدى تعطش شعوبنا لتحقيق الانتصارات.. لكن المشكلة تكمن في أننا تركنا ميادين الانتصار الحقيقية.. وتعاملنا بمنطق البحث عن انتصار حتى لو كان زائفًا أو بطعم الخسارة..لأنه يكون على حساب الأخلاق والقيم والمبادئ..وهذه مشكلة على الكبار أيضًا أن يعالجوها.