تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة العشماوي وتعزيته لأهل جدة شعر‎


ساحر البسمه
12-09-2009, 11:06 PM
مع أزكى التحية إلى خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله


لا تسألوا عن جدَّةَ الأمطارا =لكنْ سلوا مَنْ يملكون قرارا
لا تسألوا عنها السيولَ فإنها = قَدَرٌ، ومَنْ ذا يَصْرف الأقدارا؟
لا تسألوا عنها بحيرةَ (مِسْكِهَا) = فَلِمِسْكِهَا معنىً يؤجِّج نارا
أتكون جدَّةُ غيرَ كلِّ مدينةٍ = والمسكُ فيها يقتل الأزهارا؟!
لا تسألوا عن جدَّةَ الجرحَ الذي = أجرى دموعَ قلوبنا أنهارا
لكنْ سلوا عنها الذين تحمَّلوا = عبئاً ولم يستوعبوا الإنذارا
مَنْ عاش في أغلى المكاتب قيمةً = وعلى كراسيها الوثيرة دارا
مَنْ زخرف الأثواب فيها ناسياً = جسداً تضعضع تحتها وأنهارا
لا تسألوا عن بؤسِ جدَّةَ غيرَ مَنْ = دهَنَ اليدَيْن، وقلَّم الأظفارا
مَنْ جرَّ ثوب وظيفةٍ مرموقةٍ = فيها، ومزَّق ثوبها وتوارى
وأقام في الساحاتِ أَلْفَ مجسَّمٍ = تسبي برونق حُسْنها الأبصارا
صورٌ تسرُّ العينَ تُخفي تحتها = صوراً تثير من الرَّمادِ (شراراً)
أهلاً برونقها الجميل ومرحباً = لو لم يكن دونَ الوباء سِتارا
لا تسألوا عن حالِ جدَّةَ جُرْحَها = فالجرح فيها قد غدا موَّارا
لكنْ سلوا مَنْ يغسلون ثيابهم = بالعطر، كيف تجاوزوا المقدارا
ما بالهم تركوا العباد استوطنوا = مجرى السيول، وواجهوا التيَّارا
السَّيْلُ مهما غابَ يعرف دربَه = إنْ عادَ يمَّم دربَه واختارا
فبأيِّ وعيٍ في الإدارة سوَّغوا = هذا البناء، وليَّنوا الأحجارا؟!
ما زلت أذكر قصةً ل(مُواطنٍ) = زار الفُلانَ، وليته ما زارا
قال المحدِّث: لا تسلني حينما = زُرْتُ (الفُلانَ) الفارس المغوارا
ومَرَرْتُ بالجيش العَرَمْرَمِ حَوْلَه = وسمعتُ أسئلةً وعشتُ حصارا
حتى وصلْتُ إلى حِماه، فلا تسلْ = عن ظهره المشؤوم حين أدارا
سلَّمتُ، ما ردَّ السلامَ، وإنَّما = ألقى عليَّ سؤاله استنكارا
ماذا تريد؟ فلم أُجِبْه، وإنَّما = أعطيتُه الأوراقَ و(الإِشعارا)
ألقى إليها نظرةً، ورمى بها = وبكفِّه اليسرى إليَّ أشارا
هل كان أبكم - لا أظنُّ – وإنَّما = يتباكم المتكبِّر استكبارا
فرجعتُ صِفْرَ الرَّاحتَيْن محوقلاً = حتى رأيتُ فتىً يجرُّ إزارا
ألقى السؤالَ عليَّ: هل من خدمةٍ؟ = ففرحتُ واستأمنتُه الأسرارا
قال: الأمور جميعها ميسورةٌ = أَطْلِقْ يديك وقدِّم الدولارا
وفُجِعْتُ حين علمتُ أن جَنَابَه = ما كان إلا البائعَ السِّمْسارا
وسكتُّ حين رأيتُ آلافاً على = حالي يرون الجِذْعَ والمنشارا
ويرون مثلي حُفْرةً وأمانةً = ويداً تدُقُّ لنعشها المسمارا
يا خادم الحرمين، وجهُ قصيدتي = غسل الدموعَ وأشرق استبشارا
إني لأسمع كلَّ حرفٍ نابضٍ = فيها، يزفُّ تحيَّةً ووقارا
ويقول والأمل الكبير يزيده =أَلَقاً، يخفِّف حزنَه الموَّارا
يا خادم الحرمين حيَّاك الحَيَا = لما نفضتَ عن الوجوه غبارا
واسيتَ بالقول الجميل أحبَّةً =في لحظةٍ، وجدوا العمارَ دَمَارا
ورفعت صوتك بالحديث موجِّهاً = وأمرتَ أمراً واتخذت قرارا
يا خادم الحرمين تلك أمانة = في صَوْنها ما يَدْفَعُ الأَخطارا
الله في القرآن أوصانا بها= وبها نطيع المصطفى المختارا
في جدَّةَ الرمزُ الكبيرُ وربَّما = تجد الرموزَ المُشْبِهَاتِ كِثارا
تلك الأمانة حين نرعاها نرى = ما يدفع الآثام والأوزارا


جريدة الجزيرة الاربعاء 15 ذو الحجة 1430

abonayf
12-10-2009, 07:37 AM
قصيده جميله من شاعر لانستغرب منه هذه العاطفه الجياشه

بارك الله فيك

حسن عابد
12-19-2009, 01:41 AM
الف شكر روعة